السبت، 27 يونيو 2009

محمد بليبل وداعاَ


علي هاشم


بهدوء يشبه قسمات وجهه المبتسم دوما، عبر أبو حسن نحو الأخرة... إجتاز الجسر الفاصل بين العوالم، وتحته نهر الدموع السرمدي، ينزف من مآقي كل من عرفه.رحل أبو حسن والعائلة من خلفه تبكي سندها وكبيرها ورجلها الذي لا يهاب الموت نفسه، فأصابته سهامه في غير موضع الحسبان. كعادته لم يرم الكاميرا، وهي العزيزة التي لم تفارقه قط، وضعها جانبا بعدما أنهى واجبه تجاهها، وابي الموت وهو يحملها كي لا يصيب منها أمرا لا يرتضيه ضميره المهني.

رحل أبو الحسن، والصوت الضاحك دوما لا زال يناغي جدران المنار، وركام مبناها القديم حيث عرفناه مندفعا دون حدود.

"بليبل" كان مرادفا للمصور الذي لا يعرف الشكوى، ويصور أي شيء مهما إرتفع حوله منسوب الخطر، وهو فيما هو فيه من عمل وكد لا تغادر محياه الإبتسامة وخفة الظل المجبولة ببراءة رجل في الأربعين، تاريخه يحمل جهادا وتضحية وتفان، وقلبه يشبه في رقته قلوب الأطفال.


خسرناك يا رفيق المهنة لكنك لم تخسر، فتاريخك يضمن لك رفقة من تحب وأنت المغادر إليهم صائما، فنعمى عقبى الدار، هناك مع زملائك الذين سبقوك، "علي الموسوي" و"ربيع فحص" و"باقر حيدر أحمد" و"بهجت دكروب"، هناك مع شهداء المقاومة الإسلامية وقادتها، مع آل بيت النبوة (ع) والرسول (ص)، وبين أيدي الله سبحانه وتعالى.

Gad elmaleh en Israel

جاد المالح او المليح في فلسطين المحتلة

دير شبيغل تصوب على حزب الله من جديد: 5000 عنصر يديرون الأمن في إيران


 

حزب الله من جديد على صفحات دير شبيغل الألمانية، وكأن ما بين الحزب والصحيفة ثأر قديم يريد بعض من يشرفون على سياسة الأخيرة تصفيته معه على صفحاتها.

فبعد إتهام حزب الله بإغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري وما أريد لها أن تكون في حينها من وقود يشعل الجمر الذي يشتعل تحت رماد السياسة في لبنان، جاء الدور على علاقة الحزب بإيران، وتحديدا بالتيار الإصلاحي وجمهوره الذي بدأ مؤخرا وعبر موقع Twitter تبادل قصاصات إخبارية عن إستعانة طهران بعناصر من حزب الله لفرض النظام وتأديب المحتجين من أنصار مير حسين موسوي.

وإذا كانت الصحيفة الألمانية قد نقلت في عددها الصادر في 16 حزيران 2009 عن إذاعة صوت أميركا خبر إستقدام 5000 من عناصر حزب الله، فإن مجموعات متعددة الإنتماءات إستلمت مهمة ترويج الخبر بين الإيرانيين لا بل وإيراد صور لبعض هؤلاء، تماما كما فعل موقع إيران برس نيوز المدعوم من أنصار الشاه السابق، الذي عرض صورا لشبان أدعى أنهم ينتمون لحزب الله، معرفا أحدهم بأنه حسين منيف أشمر، شقيق الإستشهادي علي منيف أشمر.

للوهلة الأولى قد يبدو الأمر في إطار المعركة المتبادلة بين طرفين داخليين في إيران، لكن الحقيقة ان أطرافا عدة دخلت على خط ما يحدث من حراك شعبي وسياسي في بلاد الفرس، والمصلحة تفرض على أعداء الثورة محاربتها بكل السبل، وبما أن لحزب الله ما يربطه بإيران، فلا بد من خلق حجة لمحاربة الحزب لا فقط بالعرب الذي يشاركونه القومية لا الطائفة، إنما أيضا بالفرس الذين يختلف معهم في العرق ويتفق معهم في الدين.


 


 

وزير الأمن الداخلي الأميركي السابق: إمكانيات حزب الله أحلام بالنسبة للأخرين



بعد أعوام قضاها في إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش وزيرا للأمن الداخلي، قرر مايكل تشيرتوف سلوك درب الكتابة، فلخص سنوات عمله الخمس بكتاب جديد تحت عنوان، "الأمن الداخلي: تقييم السنوات الخمس الأولى".


تشيرتوف اليهودي المتدين إبن الحاخام غيرشون والمضيفة في طيران العال ليفيا، لم يخف في متن كتابه بأن الخطر الآني يشكله تنظيم القاعدة على بلاده، لكنه وجد في حزب الله الخطر الحقيقي على المدى الطويل وهو يقول في هذا الإطار أن الحزب تمكن من تطوير إمكانيات تحلم القاعدة بها، بما في ذلك كميات كبيرة من الصواريخ والمتفجرات العالية الدقة.


ولعل كلام تشيرتوف يتقاطع مع كلام سابق صدر من نائب وزيرة الخارجية الأميركية ريتشارد أرميتاج الذي قال بعد أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر 2001 أن حزب الله هو الفريق الأول للإرهاب وأن القاعدة مجرد لاعب إحتياط لديه.





الجمعة، 26 يونيو 2009

تسلل اسرائيلي من نوع اخر الى لبنان وهذه المرة عبر المهرجانات السياحية

منقول بتصرف عن موقع قناة المنار

مهرجانات بيت الدين، عنوان للسياحة والإبداع في وطننا الحبيب لبنان....كثر هم الذين غنوا ورقصوا على خشبة التاريخ تلك معيدين للقصر الشهيرذكريات أمراء الجبل الذين سكنوه في سالف القرون والعصور.....
ماذا عن جاد مالح....هل يعني لنا شيئا وهو الذي سيعتلي منصة القصر مقدما حفلاته الهزلية التي من المفترض حسب المنظمين أن تضفي نجاحا على مهرجان هذا العام....لكن هل يعرف أحدنا من هو المدعو جاد مالح.....
هو فنان فرنسي من أصل مغربي، يكفي أن تبحث عن إسمه على محرك البحث غوغل لتكتشف أنه خدم في الجيش الإسرائيلي، لكونه من الطائفة اليهودية، وقد تعرج خلال بحثك على صورة تحتها عبارة لمالح شخصيا يقول فيها "
"هؤلاء الجنود هم الذي يحمون اطفالنا ومستقبلنا، فإما ان يكونوا او لا نكون"،
عبارة ذيلها "جاد المالح" بتوقيعه على موقع الكتروني مرتبط بالجيش الاسرائيلي، وقرب العبارة صورة المالح اثناء خدمته في الجيش الاسرائيلي.
وبحسب المعلومات فقد عاش مالح في كيان العدو لسنوات طويلة حيث اتقن عبريته وحصل على جنسيته، قبل ان يهاجر الى كندا ومن ثم الى فرنسا حيث نال شهرته كممثل هزلي من دون ان يتخلى عن قناعاته بأن الصهيونية هي النظام السياسي الامثل لحماية اليهود، حيث تم تعيينه سفيراً لاسرائيل في الفرانكوفونية.
يوم الثاني عشر من تموز/يوليو، اي في الذكرى الثالثة للعدوان الصهيوني العام 2006 على لبنان، من المفترض ان يصل المالح الى بيروت قبل البدء بتقديم عروضه ايام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، مشاركاً بذلك في ابرز مهرجان ثقافي لبناني لطالما تباهى منظموه بأنه رسالة وطنية هي بالتأكيد لا مكان فيها لسطر واحد من اسطر التطبيع ...



الخميس، 25 يونيو 2009

الشيعة ولبنان

 واصف عواضة - "السفير"

يشعر المسلمون الشيعة في لبنان اليوم، وأكثر من اي وقت مضى، أنهم مواطنون لبنانيون بالفعل لا بالقوة (وفق نظرية المنطق). لم يكن هذا الشعور سائداً لديهم قبل ثلاثة عقود، نتيجة التهميش الذي عاشوه طويلاً في هذا البلد. ولم يكن اتفاق الطائف هو السبب الرئيسي الذي جعلهم يشعرون بالمواطنية، ولا زوال بعض الحرمان الذي تحقق بفعل طاقاتهم الاغترابية او مشاركتهم في السلطة هو الذي دفعهم الى مغادرة شعور العزلة والتهميش. هناك سبب آخر جعل الشيعة يتمسكون بلبنان ويعشقون أرضه وترابه ويعتبرونه وطناً نهائياً لا بديل عنه، يتقاسمون خيراته مع مختلف أشقائهم اللبنانيين من دون استئثار او غلبة.
ليس مبالغة القول إن المقاومة هي التي صنعت من الشيعة اللبنانيين، لبنانيين وطنيين بالفعل، وبفضلها لم يكن الشيعة اللبنانيون أقرب الى لبنان منهم اليوم. وواهم من يعتقد ان عامل القوة والتفوق العسكري هو الذي أحدث هذا التبدل، بل هناك أمر اسمى من ذلك، لعله ضريبة الدم التي دفعوها من اجل لبنان خلال العقود الثلاثة الماضية.
بات الشيعة اللبنانيون يعشقون ارض لبنان ويقدسون ترابه، تماماً كما يقدسون تراب أئمتهم في كربلاء والنجف ومشهد وغيرها. ففي هذا التراب يرقد شهداؤهم، وفيه سالت وتسيل دماؤهم، وينبت زرعهم، ويمتلئ ضرعهم. وعلى هذه الارض تتعزز كرامتهم، وينتفض عنفوانهم. ووراء كل صخرة في جنوبه ثمة حكاية تروى في مقارعة الاحتلال الاسرائيلي، ولسوف تتداولها العامة والخاصة جيلا بعد جيل.
ليس اكثر ما يؤذي ويهين ويجرح شعور الوالدين في عائلة شيعية، من ان تُنسب شهادة ابنهما على تراب لبنان في مواجهة العدو، الى أهداف وغايات خارجية، سورية كانت أم إيرانية أم غير ذلك. فالشيعة اللبنانيون يقرأون تاريخهم جيداً، ويعرفون ان نضالهم ضد الاستعمار في لبنان بدأ قبل ان تستقل سوريا، وقبل ان تولد الثورة الإسلامية في إيران. ومؤتمر وادي الحجير في التاريخ القريب يشهد على ذلك، وتلك هي سيرة الشهيد الاول والشهيد الثاني في التاريخ البعيد ماثلة في أذهانهم.
يعرف الشيعة في لبنان جيداً انه في 24 نيسان عام 1920 أطلق العلامة المجاهد عبد الحسين شرف الدين في وادي الحجير، برنامج المقاومة ضد الاستعمار وضد تقسيم الوطن العربي ودعماً للحكم الوطني العربي، بحضور علماء وثوار جبل عامل، وبينهم المناضلان أدهم خنجر وصادق حمزة. وعندما جاء الإمام موسى الصدر الى لبنان في الستينيات وحرك همم الشيعة في المقاومة ضد إسرائيل وعدوانها المستمر، إنما كان يستند الى هذا التاريخ المجيد. وفي كنف موسى الصدر على أرض لبنان، عاش معظم قيادات الثورة الإسلامية الإيرانية. ويعرف الإيرانيون أنفسهم فضل بيروت والضاحية والجنوب وبعلبك على هذه الثورة، وليس غريباً أن يبادلوا الوفاء بالوفاء لمقاومة نبيه بري ثم حسن نصر الله، وكذلك محمد مهدي شمس الدين ومحمد حسين فضل الله وعبد الأمير قبلان وغيرهم وغيرهم (مع حفظ الألقاب).
وبعد، لا خوف على الكيان اللبناني من الشيعة اللبنانيين. قد تكون مشكلة الشيعة في لبنان انهم لبنانيون فوق اللزوم، فلسطينيون فوق اللزوم، عروبيون فوق اللزوم. ولا لزوم للشيعة في لبنان ولا لمقاومتهم عندما يصبحون لبنانيين وفلسطينيين وعرباً «تحت اللزوم».
إن هذا الكلام لا ينم عن تعصب او تمذهب او تطيف. فكاتب هذه السطور لا طائفي ولا مذهبي، لبناني فلسطيني عروبي «فوق اللزوم»، يعرف أهله جيداً، ويؤمن جداً بثقافة الحياة والاستقرار .. ولكن بكرامة . ويؤمن أن أكثر ما يهدد كيان لبنان هو التشكيك والعزل والانعزال... والله على ما نقول شهيد!

الأربعاء، 24 يونيو 2009

الانقلاب الالكتروني... مؤامرة الغرب ضد إيران


‎بقلم: سكوت ريتر/مفتش الاسلحة السابق للامم المتحدة
*(عن موقع "انترناشيونال اويل دايلي")


‎ ‎اصبح الانترنيت يقود ثورات ودولا وشعوبا ، وكان له الفضل بانتصار اوباما، وحرص اوباما على مخاطبة الناس من خلاله للمرة الثالثة، هذا الانترنيت هو سلاح فتاك، وهو عبارة عن قاعدة صواريخ عابرة للقارات والاسوار والسجون .....

نعم... فتش عن واشنطن واسرائيل في اي محنة في منطقتنا، وبكل دقة شعرت السلطات الايرانية بان هناك انقلابا مخمليا على الابواب رتب له من خلال المؤتمرات التي عقدت من اجل حوار الحضارات في تركيا وتونس في النمسا والغرب... وكانت السلطات محقة بهذا وانقذت ايران من مخطط خطير، ولكن هذه الثورة التي يستغل من خلالها اندفاع الشباب ليس لصالح ايران بل لصالح الغرب وواشنطن، وضد ايران وروسيا والصين والمنطقة من اجل فرض مشروع الشرق الاوسط الكبير ( اسرائيل الكبرى) بطرق مخملية هذه المرة، ولهذا نثبت ومعنا الملايين بان ‎الرئيس اوباما اخطر من الرئيس بوش لان الاخير كان واضحا اما هذا فهو خطير للغاية والسبب لانه مسير بدرجة 99 % من قبل قوة خفية.

مفتش الاسلحة السابق للامم المتحدة سكوت ريتر، اشار الى الدور الحاسم الذي لعبته شبكة الانترنت في تغذية المعارضة واستعراض الانعكاسات المحتملة للازمة الحالية على الاسواق.

‎ففي هذا الصدد ، كشف موقع (انترناشيونال اويل دايلي) بان جارد كوهين،وهو مهندس "الديموقراطية الرقمية" ، كان يعمل في فريق التخطيط السياسي بوزارة الخارجية الاميركية منذ ايلول 2006 وادار في عام 2008 حركة تحالف الحركات الشبابية التي تركز على كيفية استخدام المواقع الالكترونية كاداة لتعزيز التنظيمات والنشاطات الشبابية، تزامن تنصيبه، مع تلقي وزارة الخارجية الاميركية مبلغا قدره 75 مليون دولار مخصص لحملات اعلامية مناهضة لايران.

وحسب المصدر نفسه فان دور كوهين تضمن ايضا ابتكار اساليب جديدة في استخدام شبكة الانترنت لاهداف مرتبطة بزعزعة الحكومات خاصة وان مجموعته التي يطلق عليها اسم بايسوغ اي ملخص اسم ايران وسوريا، تشمل اضافة الى هذا التخطيط دراسة كيفية تنفيذ عمليات سرية مما ورثته ادارة اوباما من سياسة التغيير الناعم للنظام.

وتابعت الصحيفة بالقول:دافعت وزيرة خارجية الولايات المتحدة هيلاري كلينتون عن استخدام ما وصفته بالقوة الذكية من خلال السفير ذو الخبرة الدبلوماسية، دنيس روس، الذي عمل مع ادارتي كلينتون وجورج بوش الابن وعين مبعوثا خاصا لوزارة الخارجية الاميركية حول ايران.

‎ ‎والمعروف ان دنيس روس قام بدور مهم في المساعدة على صياغة الخطاب الريادي الذي القاه باراك اوباما في القاهرة يوم الرابع من حزيران 2009، الذي اعترف فيه للمرة الاولى بالدور الذي قامت به وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية الـ(سي اي ايه) في اسقاط رئيس الوزراء الايراني محمد مصدق عام 1953.

ويبدو ان الحلف الغربي الخاسر في مواجهة ايران يرى في استغلال الاجواء فرصة لاعادة ما فقده عبر المواجهة المباشرة. وهذا ما يزيد من اهمية دراسة الاخطار والقفز على الازمات المفتعلة لافشال الاعداء في تحقيق ماربهم.
وفيما يلي نص مقال "سكوت ريتر" كما نشر في موقع (انترناشيونال اويل دايلي):

‎يتطرق مفتش الاسلحة السابق للامم المتحدة سكوت ريتر، الى الدور الحاسم الذي لعبته شبكة الانترنت في تغذية المعارضة للنتائج الرسمية لانتخابات ايران الرئاسية، و كذلك للسلطة الدينية بشكل عام. كما يستعرض الانعكاسات المحتملة للازمة الحالية على سوق الطاقة:

‎يوم الجمعة الثاني عشر من حزيران 2009 اجرت جمهورية ايران الاسلامية انتخاباتها الرئاسية العاشرة منذ تاسيسها في العام 1979.

وبسرعة غير مسبوقة، اعلن وزير الداخلية الايراني المسؤول عن الاشراف على العملية الانتخابية ومعالجة نتائجها، فوز الرئيس محمود احمدي نجاد بـ 63 في المئة من الاصوات.
اما اقرب منافسيه، رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي فحصل على نسبة تقل عن 34 في المئة.

فما كان من موسوي الا ان سارع الى الحديث عن تلاعب،زاعما ان الانتخابات زورت ووجهت على نطاق واسع، ورافضا القبول بالنتائج الرسمية.

هكذا، بعد ايام عديدة من الاحتجاجات الجماهيرية واعمال العنف المرتبطة بها،امر قائد الثورة الاسلامية في ايران اية الله السيد علي خامنــئي مجلس صيانة الدستور، وهو المثيل الايراني للمــحكمة العليا الاميركية، باجراء اعادة فرز محدودة للاصوات، لتحديد ما اذا كانت هناك من ‎مخالفات.

وفيما يعتبر الاعلام الغربــي ومصادر المعــارضة الايرانية ان هذه الخطوات تدل على حــدوث تزوير، ينبــثق تفسير اخر من كميات المعلومات المتناقلة على شبكة الانترنت، والتي تبدو مغذية للازمة.

‎لا يمكن التقليل من اهمية شبكة الانترنت في نقل وصياغة الاخبار الواردة من ايران.
ويؤكد تدخل وزارة الخارجية الاميركية لدى موقع "تويتر" الاجتماعي على الشبكة للابقاء على خدماته في ايران، رغم حاجته لاعمال الصيانة الضرورية، الاهمية التي يعلقها المسؤولون الاميركيون على ما تقدمه المنابر الاعلامية الغربية من مصادر معلومات مقربة من المعارضة.

اما الفرد المسؤول عن تلك المكالمة الهاتفية (بين الوزارة و"تويتر")، فهو جارد كوهين، الذي يعمل في فريق التخطيط السياسي بوزارة الخارجية الاميركية منذ ايلول 2006، وتحديدا في الملفات المتصلة بمكافحة الارهاب والتطرف.

في العام 2008 ادار كوهين خطة قامت بها وزارة الخارجية تحت تسمية "تحالف الحركات الشبابية"، تركز على كيفية استخدام المواقع الالكترونية الاجتماعية مثل "فايسبوك"، كاداة لتعزيز التنظيمات والنشاطات الشبابية في انظمة كالنظام الايراني. وتزامن تنصيب كوهين مع تلقي وزارة الخارجية لمبلغ 75 مليون دولار مخصص لحملات اعلامية مناهضة لايران ولمساندة القوى المعارضة للنظام داخل ايران وخارجها.
كما تضمن دور كوهين في فريق التخطيط السياسي ابتكار اساليب جديدة في استعمال شبكة الانترنت لاهداف مرتبطة بزعزعة الحكومة الايرانية. وفي السياق ذاته، شارك كوهين في "مجموعة السياسة والعمليات الايرانية ـ السورية" (ايسوغ)، وهي مجموعة مشتركة بين وكالات مسؤولة عن التخطيط والتنفيذ لاعمال سرية ضد ايران بهدف تغيير النظام.

‎ما برح الالتزام الاميركي بتسهيل "ثورة مخملية" في ايران قائما منذ عام 2006. وقد ورثت ادارة الرئيس باراك اوباما سياسة "التغيير الناعم للنظام" هذه عن ادارة بوش، الى جانب نشاطات سرية اخرى اكثر صلابة.

وكانت ادارة اوباما (الخارجية)، التي تتراسها الوزيرة هيلاري كلينتون، تبنت علنا مقاربة اكثر عملية للعلاقات الخارجية، متخلية عن السياسات المحركة ايديولوجيا لادارة بوش، وبالاخص تلك التي ترتكز على استخدام القوة لانجازتغيير للنظام في طهران.

ودافعت كلينتون عن استخدام ما وصفته بـ "القوة الذكية"، كما ساندت اوباما في دعوته غير المشروطة للقاءات ايرانية ـ اميركية. وتعرفت وزيرة الخارجية الى اعمال مجموعة "ايسوغ" والجهود التي يقودها جارد كوهين لاستخدام شبكة الانترنت كاداة لتعبئة المعارضة في ايران، من خلال السفير ذي الخبرة الدبلوماسية الطويلة دنيس روس، الذي عمل مع ادارتي جورج بوش الابن وكلينتون، وعين مبعوثا خاصا لوزارة الخارجية الاميركية الى ايران منذ شباط 2009.

‎وتعمل مجموعة "ايسوغ" من خلال وسطاء اوروبيين على تحضير عملية في ايران تتبع نموذج الثورات "الناعمة" التي اندلعت في تشيكوسلوفاكيا واوكرانيا ومناطق اخرى.
وتهدف هذه العملية الى تعبئة معارضة كافية داخل ايران لانجاز تغيير بحكم الواقع للنظام عبر اخراج الرئيس احمدي نجاد من المنصب الرئاسي،من خلال اصوات المقترعين في انتخابات حزيران 2009.

‎ويعد السفير روس من الاعضاء المؤسسين لـ "معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى" (وينيب)، وقد عمل مستشارا لدى هذه المنظمة منذ تركه الخدمة الحكومية العام 2000.
واصبحت اعمال جارد كوهين مالوفة لدى روس الذي ساعد في تسهيل محاضرة القاها الاول في شهر تشرين الاول 2007 امام الـ "وينيب" تحت عنوان : "النساء والشباب والتغيير في الشرق الاوسط".

وكان موضوع كوهين المحوري هو ما اسماه "الديموقراطية الرقمية"، وهو مفهوم يقوم على ان الشباب في الشرق الاوسط "جاهزون بشكل خاص للتاثير الخارجي" عبر"ممرات التكنولوجيا" كالفضائيات التلفزيونية والهواتف المحمولة وشبكة الانترنت.

ودافع روس الذي يعرض اراءه الداعمة لتغيير النظام في ايران في كتاب نشر مؤخرا تحت عنوان "اساطير، اوهام، وسلام: نحو اتجاه جديد من اجل السلام في الشرق الاوسط"، والذي شارك في كتابته زميله في الـ "وينيب" المحلل دافيد ماكوفسكي، عن ابقاء كوهين في وزارة الخارجية وعن المضي قدما في عملية "ايسوغ" الهادفة الى تحريك الشباب داخل ايران في انتخابات حزيران 2009 الرئاسية، طالما لا يمكن ايجاد اي دلائل تربطها بالولايات المتحدة.

‎قام روس بدور مهم في المساعدة على صياغة الخطاب الريادي الذي القاه اوباما في القاهرة يوم الرابع من حزيران 2009، الذي اعترف فيه للمرة الاولى،بالدور الذي قامت به وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي اي ايه"، في اسقاط رئيس الوزراء الايراني محمد مصدق عام 1953.

‎وقال اوباما "في خضم الحرب الباردة، لعبت الولايات المتحدة دورا في قلب حكومة ايرانية منتخبة ديموقراطيا"، مضيفا "لسنوات عديدة، عرفت ايران عن نفسها جزئيا، عبر مناهضتها لبلادي، وهناك في الواقع تاريخ مضطرب بيننا".
‎كانت كلمات اوباما مصممة للناي بنفسه وبادارته، عن اي اتهامات بمحاولة التاثير على انتخابات الثاني عشر من حزيران الرئاسية.

‎‎كما جاء خطاب القاهرة، والى جانبه تصريح اوباما عقب انتهاء الانتخابات، بانه "ليس من المثمر، بالنظر الى تاريخ العلاقات الايرانية - الاميركية" لرئيس اميركي، "ان يظهر متدخلا... في الانتخابات الايرانية"، ساعيا لايجاد مسافة بين الرئيس وما شكل منذ البداية حملة اميركية منظمة بعناية، للترويج لمير حسين موسوي الذي اخذت وسائل الاعلام تطلق عليه تسمية "البطل المفاجئ لحركة قوية يحركها الشباب" في ايران. ‎

‎لا يخفى ذلك الواقع عن طهران، فمنذ اعلان وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كوندليسا رايس، عن نيتها تمويل نشاطات خفية هدفها تغيير النظام الايراني في العام 2006، والحكومة الايرانية على اهبة الاستعداد امام اي اشارات بالتحضير لـ"ثورة ناعمة" تتبع النموذج الغربي.

وتبقي الحكومة الايرانية، فوق الجبال المشرفة على شمال طهران، على مركز ضخم للتنصت الالكتروني، حيث تراقب تلك الاتصالات الخلوية، والقنوات الفضائية، والتفاعلات على شبكة الانترنت التي يعتبرها جاريد كوهن مسهلة لانجاز"الديموقراطية الرقمية".

وتعلم الاجهزة الامنية الايرانية جيدا دور الوكالات الاجنبية وتاثيرها في تحريك الدعم للمرشح موسوي. كما جاء القرار باقتحام بيوت طلاب محددة في جامعة طهران، مرتكزا بشكل اساسي على تعقب الحكومة الايرانية لاتصالات عبر الانترنت بين طلاب ايرانيين واطراف خارجية، لا تدور فقط حول حشد الدعم للمعارضة في الانتخابات الرئاسية الايرانية فحسب، بل ايضا حول كيفية تحريك معارضة واسعة واعمال شغب تعقب اعلان خسارة موسوي رسميا.

كما يبدو ان المحرك للجهد ذي النطاق الواسع الذي قامت به الحكومة الايرانية من اجل ايقاف الاتصالات بين ايران والغرب، هو اطلاعها على حيثيات التنسيق بين الطلاب الايرانيين والاطراف الخارجية، التي كشفتها الاجهزة الامنية.

‎وبينما يبدو الاضطراب الناتج عن الجدل المحيط بالانتخابات الرئاسية مستمرا، كما انه من المستبعد ان يقرر مجلس صيانة الدستور ما يخالف مصلحة نجاد عندما يتعلق الامر بالمصادقة على النتائج الانتخابية.

اذ يتم تدريجيا اعتقال القادة الاساسيين لـ "الديموقراطية الرقمية" في ايران، من قبل السلطات الحكومية، وذلك عبر التكنولوجيا ذاتها التي استعملها هؤلاء لبناء حركتهم.

‎ويبقى المدى الزمني الذي ستتمكن الحركة الداعمة لموسوي من خلاله من المحافظة على زخمها رهنا بالتكهنات. كما انه من شبه المؤكد انهم لن ينتصروا، وان الحكومة التي ستحكم ايران بعد هذه الدوامة من الاضطرابات ستكون اكثر محافظة، واقل ميلا للتعامل مع الغرب، مما كانت عليه قبل الانتخابات. ‎

‎عوضا عن كسر الحواجز بين الغرب و ايران، ستكون مناورة "الديموقراطية الرقمية" من جانب ادارة اوباما، قد نجحت في اقامة حواجز اكبر امام اي تقارب. وفي غياب اي مخرج دبلوماسي جديد له، سيبقى الجدل الذي يحيط ببرنامج ايران النووي من دون حل، مغذيا تصميم بعض العناصر، في الولايات المتحدة وخارجها (خاصة في اسرائيل) التي تدفع باتجاه تغيير النظام الايراني، حتى لوتطلب ذلك استخدام القوة. الحرب مع ايران، خامس اكبر منتج للنفط في العالم، هو اخر ما يحتاج اليه اقتصاد الدول الغربية المرهق، والاقتصاد النامي في الهند والصين.

لن تقع هذه الحرب، في حال افترضنا وقوعها، قبل اشهر او سنوات عديدة. لكن من الافضل لاسواق الطاقة العالمية ان تعد نفسها للعمل في ظل بيئة تتسم بالعدائية والتوتر بين ايران والغرب ستؤثر سلبا على امن الطاقة لكل المعنيين.
 





Upgrade to Internet Explorer 8 Optimised for MSN. Download Now

السبت، 20 يونيو 2009

الانتخابات الايرانية : وقفة مع الحاضر والتاريخ

علي عبادي ـ صحافي لبناني

 

"الفاجر اكل مال التاجر" ، هذه هي حال المشهد الاعلامي والسياسي الذي يتناول الانتخابات الرئاسية في ايران . كأنما كثرة الضجيج والتهافت على ادانة تعامل السلطات الايرانية مع التظاهرات واعمال الشغب اصبح القضية الاولى لدول الغرب ومن يلتحق بها من عالمنا العربي الذي لا حظّ لكثير من دوله لا في التظاهر وفي الانتخابات .

إنه ببساطة مشهد من فجور ِعاهرة ٍتحاضر في العفة : دَعُوا التظاهرات تنطلق لتصبح هي المشهد المألوف بدلاً من الانتخابات التي قدّمت نتائج جاءت بخلاف ما يشتهيه بعضهم في ايران ، كما في خارجها. والمفارقة ان اصواتاً اكاديمية علت في واشنطن تلفت الى تحاملٍ حاصل على ايران في انتخاباتها الرئاسية ، وعلى سبيل المثال ، قالت منظمة " تيرور فري تومورو"

Terror free tomorrow

وهي منظمة غير حكومية متخصصة في دراسة الاراء العامة انها اجرت استطلاعا للرأي عبر الهاتف شمل 1001 ايراني بين 11 و20 ايار / مايو في 30 محافظة ايرانية ، نال احمدي نجاد فيه ضعفي نوايا التصويت بالمقارنة مع معارضيه . هذه النتيجة يتعامى الكثيرون عن دلالاتها فينطلقون الى تصفية حساباتهم مع الرئيس احمدي نجاد حتى لو كانت نتيجة الصناديق تقول شيئاً آخر . 

لا شك ان الرئيس احمدي نجاد بنى قواعد شعبية كبيرة خلال السنوات الاربع الماضية من عهده ، من خلال زياراته المتتالية الى المحافظات وافتتاحه اسلوباً في الحكم لم يسبقه اليه أحد لجهة اقامة جسور مباشرة مع الناس وإرهاقه معاونيه في متابعة مطالبهم وشكاواهم ، وقيل ان هناك عشرين مليون رسالة عاد بها من هذه الجولات وأوكل الى فريق من الموظفين معالجتها ، ولذلك ليس غريباً ان يصب هؤلاء اصواتهم لمصلحة من يعتقدون انه يعمل فعلاً لخدمتهم بعيدا عن الاطر البيروقراطية .

وسواء كان رأينا موافقاً لهذه الطريقة في الحكم او معارضاً ، فهذا لا يغير في حقيقة الامر وهي ان على جميع المعنيين ان يسلموا بنتائج الانتخابات ما داموا قد ارتضوا ان تكون هي الطريق للحُكم . وليس صحيحاً تحويل التظاهر، وهو حق سياسي مشروع ، الى وسيلة لقلب النتائج بالضغط النفسي وتهييج الناس . ونحن نذكُرُ ان نظام الجمهورية الاسلامية احترم دائما مبدأ الانتخاب بصرف النظر عن كل ما يثار من ملاحظات حول طريقة تطبيقه ، ونظّم الانتخابات في اصعب الظروف ولم يلجأ الى اعلان حال الطوارئ او تعليق العمل بالدستور ، كما لم يسجَّل خلال فترة ثلاثين عاما عملية تزوير انتخابات ، وكانت النسب التي يحصل عليها المرشح معقولة الى حد كبير ، ولم تكن لتصل الى 90 او 99 بالمئة كما في بعض البلدان . ومن شواهد الاستقامة في هذا النظام ان الشيخ علي اكبر ناطق نوري وهو رئيس سابق لمجلس الشورى ( البرلمان) وكان يُعد من المحافظين هُزم في الانتخابات عام 1997 على يد السيد محمد خاتمي بفارق كبير من الاصوات ، وكانت ردة فعل ناطق نوري الذي نادى بولاية الفقيه في حملته الانتخابية ان اتصل بخاتمي ليلة فرز الاصوات وقبل صدور النتائج الرسمية وهنأه على فوزه ، ثم قفل راجعا الى بيته ، ليستمر النظام بشكل طبيعي ، ثم جُدد للرئيس "الاصلاحي" اربع سنوات اخرى من دون اية مشكلة برغم عدم الانسجام بينه وبين مؤسسات اخرى في النظام تُحسب على الجناح المحافظ .

 والآن كان ممكناً ان يفعل احمدي نجاد ما فعله من قبلُ ناطق نوري لو ان النتائج كانت في مصلحة منافسه مير حسين موسوي ، ولقد اوضحت وزارة الداخلية ان موسوي تفوق فعلا على احمدي نجاد في محافظتي طهران واردبيل ، وتعادل معه في اربع محافظات اخرى ، لكنه خسر في المحافظات الباقية . وثمة ما يدعو للتساؤل عمن أقنع موسوي انه الفائز ، حتى اذا قيل له عن دلالات الفوز ، تحدث عن "مخالفات" ، والمخالفات شيء والتزوير شيء آخر ، وهو اعترف بأنه لا يأمل كثيرا من الطعن الذي تقدم به ، مُصراً على الغاء نتيجة الانتخابات برمتها ليضع البلاد رهن التهديد بالتظاهرات . فهل هذا سلوك ديمقراطي ؟!   ومن اغرب ما سمعتُ وقرأتُ ان بعض مناصري موسوي تحدث عن تلقيه اتصالاً من وزارة الداخلية يبلغه بفوزه ويطلب اليه إعداد خطاب الفوز (هكذا ببساطة) قبل صدور النتائج من وزارة الداخلية ، وانه تبلغ حصوله على 19.5 مليون صوت ، يليه الشيخ مهدي كروبي بقرابة 13 مليون صوت ، ثم احمدي نجاد ب5 ملايين صوت تقريباً، وهذه الارقام تثير التبسم ، والكذبة تُعرف من خلال حجمها: ان يحل احمدي نجاد في المرتبة الثالثة بفارق شاسع حتى عن المرشح مهدي كروبي أمر يثير ضحك الثكلى ، خصوصا وان كروبي لا يُحسب منافساً جدياً لأحمدي نجاد . وأعود وأقول ان هستيريا تضرب عقول كارهي احمدي نجاد وسياساته ، وعليهم ان يتعاملوا مع الوقائع وتقبّل نتائج صناديق الاقتراع ، أما المخالفات فيجدر بهم ملاحقتها إن وُجدت من خلال اطار قانوني . أما الارتكاز على الشائعات فلا يحسنُ ان يأخذ به ايُ زعيم او جهة، أنّى كان هواه او هواها .

أما الكلام عن القمع ، ففيه كلام ايضاً ، اذ لو كان في ذهن السلطات الايرانية ان تزوّر نتائج الانتخابات لما سمحت لهذا الكم من الصحافيين الاجانب بتغطية الانتخابات ، ولما كانت سمحت بتغطية التظاهرات التي اعقبتها بشكل مباشر على الفضائيات ، لكنني اتفهم ان اتجاه الامور في اتجاه إحداث " انقلاب ابيض" يهدف الى تغيير النتائج بطريقة قهرية وغير موافقة للنظام العام دفع السلطات- كما يبدو- الى اتخاذ اجراءات لحماية البلاد من مخاطر جسيمة تهدد الوحدة الوطنية والامن ، خصوصا مع لجوء بعض المتظاهرين الى مهاجمة رجال الامن واحراق سياراتهم ودراجاتهم دون ان يردّ هؤلاء في البداية سوى بالغازات المسيلة للدموع .  ولا نهدف من خلال هذه القراءة الى الدفاع عن القوى الامنية ، فقد تكون هناك اخطاء حصلت في خضم التعامل مع جموع هيّجها وعبأها من تحدث عن تزوير . 

ايران في قلب الخطر ، كانت كذلك طيلة ثلاثين عاماً ، وهي اليوم اكثر عرضة للخطر إذ تُستنزف طاقاتها الجماهيرية المعروفة بصبرها وايمانها الصلب في خضم جدل مفتعل يهدد بإضعافها في مفترق خطر ، خاصة مع حصول تحول في الموقف الاميركي ازاءها وإحداثها تقدماً مهماً في مشروعها النووي.  وينبغي ان ينظر العقلاء في كيفية انهاء هذا الجدل بشكل يوافق مصلحة الشعب والبلاد .

 


Upgrade to Internet Explorer 8 Optimised for MSN. Download Now

الثلاثاء، 16 يونيو 2009

هل تعرفون قصة النائب سعد الحريري وعزوز؟

كتب حسين نورالدينnourddin4@hotmail.com

حدد لنا رئيس الجمهورية اللبنانية السابق العماد اميل لحود ، موعدا للقائه انا وشخص اتحفظ عن ذكر اسمه ، وذلك قبل مغادرته الرئاسة بسنة او اقل .

كانت الحملة في ذلك الوقت شديدة عليه ، من اكل الجبهات ، تكيل له الاتهامات وتطالبه بالرحيل.

والكل يذكر حملة فل والتطاول على رئيس الجمهورية والرئاسة اللذان لا ينفصلان وان حاول البعض القول بأن الهجوم هو هجوم شخصي ولا يطال هيبة اعلى سلطة في البلاد.

استقبلنا لحود على عادته بالمصافحة الحارة والتقبيل ، ودخلنا الى مكتبه في القصر الجمهوري .

بالتأكيد الحديث الاساسي هو للرئيس والزائر يقاطعه ببعض الاسئلة او العبارات المكملة ، وان اراد التعليق فعليه ان يغتنم الفرصة لذلك .

كان الرئيس رابط الجأش ، ويتحدث بلهجته التي لا يعرفه اللبنانيون بغيرها ، وبسؤاله عن الهجمة عليه من تيار المستقبل ، فضفض رئيس الجمهورية ودار الحوار التالي :

- اذا لم يكف سعد الحريري عن هجومه فأنا لن اسكت ولن اقبل باستمرار الامر على ما هو عليه

- وكيف ذلك فخامة الرئيس ؟

- هذا الشخص لا يحق له الكلام ، فهو دخيل على السياسة وتاريخه معروف

- كيف ؟

- انه موظف عند عزوز

-ومن هو عزوز

-عبد العزيز بن فهد ال سعود ، اسمعوا هذه القصة

كنت في يوم من الايام في منتجع فقرا ، واذ بشخص يتقدم مني ويسلم علي ، فرديت التحية على اساس انه شخص عادي ، لكنه قال : الم تعرفني فخامة الرئيس ، قالها بلكنة خليجية .

فرددت عليه : لا لم اعرفك ، اهلا فيك ، فرد الشخص : انا عبد العزيز بن فهد .

يقول رئيس الجمهورية مستطردا : رحبت به وقلت له انا اعرفك مع غترة وعقال ولا اعرفك هكذا ، ودعوته الى فنجان قهوة ، وسألته عن من يتولى اموره في لبنان ، فقال له عبد العزيز : انه سعد رفيق الحريري .

تقدم الشاب سعد ذو السكسوكة القبرصية وسلم على رئيس الجمهورية ، وسأله الاخير كيف حال والدك (بعد حفلة غسيل القلوب على حد قول الرئيس لحود).

يتابع الرئيس لحود : دعوت سعد الحريري للجلوس ، واذا بي افاجأ انه لم يجلس ، دعوته ثانية ولكنه لم يتحرك ، فاستغربت الامر!!

تقدم مني احد الحرس وقال لي فخامة الرئيس لا تتعب نفسك اذا لم يقل له عزوز اجلس فانه لن يجلس .

هكذا قال رئيس الجمهورية السابق اميل لحود .




Upgrade to Internet Explorer 8 Optimised for MSN. Download Now

الأحد، 14 يونيو 2009

ماردوميار يحكم من جديد: أحمدي نجاد فائزا



وعاد محمود أحمدي نجاد إلى سدة الحكم، وعاد لأعوام أربعة مقبلة، مستندا إلى أغلبية شعبية ساحقة، ومتأبطا دعم المؤسسة الدينية وبركة المرشد الأعلى. عاد "ماردوميار" أو صديق الشعب كما يحلو لمؤيديه وصفه، لكنه ساعات فوزه الأولى شهدت ما لم يكن في الحسبان من غضب ملئ شوارع العاصمة أججته مجموعات مؤيدة لمير حسين موسوي المرشح الإصلاحي الخاسر والذي أبى حتى اللحظة التسليم بالنتيجة.


في سالف الأيام كانت إستطلاعات الرأي ترجح وقوع معركة قاسية بين المرشحين الأربعة، وهو ربما الذي دفع موسوي لإعلان فوزه مباشرة بعد إغلاق الصناديق، ولكن المرجح أن الرجل صعق بالنتيجة التي لم يكن أكثر المتشائمين يتوقفها وأكثر المتفائلين يتطلع إليها فما الذي حدث بالفعل.

على مدى سنين حكمه الأربع، إهتم احمدي نجاد بإنماء المحافظات والمناطق، وكان كل أسبوعين تقريبا يصطحب وزراءه معه إلى تلك الأصقاع لمتابعة أحوال المواطنين على الأرض، وحل مشاكلهم وتنفيذ المشروعات التي يحتاجونها.

بعض تلك المناطق لم تكن قد شهدت زيارات رسمية في تاريخها لا في أيام الشاه ولا الثورة، لذلك وضع الرئيس برنامجا لرحلاته سمح له على مدى أربع سنين بزيارة كافة المحافظات عدة مرات بحيث تمكن من سماع الشكاوى وبعد ذلك متابعة على الطبيعة الحلول.

أثمر إهتمام نجاد بالمناطق تأييدا واسعا له فيها، وأصبح ماردوميار الرجل الأول هناك بدون منازع، وأصبح إ‘سم أحمدي نجاد مرادفا للإنماء والتطوير.

بالمقابل فشل الرئيس الشاب في نسج علاقة مشابهة مع أبناء عاصمته طهران، المعروف عن بعضهم الرخاء المالي، وميل بعض قطاعات الشباب فيها نحو الغرب، ورغم توليه رئاسة البلدية فيها وفوزه بأغلبية أصواتها في الإنتخابات الماضية لم يتمكن أحمدي نجاد من توطيد هذه العلاقة وهو ما إنعكس في التأييد الكبير الذي حظي به منافسه مير حسين موسوي.

كانت الإنتخابات الإيرانية هذا العام مفصلية بالنسبة للجمهورية الإسلامية، فهي دخلت في السنوات الماضية مرحلة جديدة في العلاقة مع الغرب، وتوسعت أكثر على خريطة التأثير السياسي في المنطقة، لا بل ونسجت تحالفات جديدة في مناطق بعيدة عن مكان نشاطها الطبيعي مع دول كفنزويلا وبوليفيا وبعض دول إفريقيا وآسيا، أما على الصعيد النووي والتكنلوجي فقد تخطت إيران مراحل واسعة وإنتقلت من مرحلة الإعتماد على الغير إلى عصر الإكتفاء الذاتي، لا بل وإنطلق صاروخ إيراني من بلاد فارس إلى الفضاء ليضع أول قمر صناعي إيراني في المدار ولتدخل بذلك الجمهورية الإسلامية نادي الدول الفضائية. وبرغم كل هذه الإنجازات كانت البلاد على أبواب تحديات إقليمية ودولية كثيرة ، وهي وإن صح التعبير كانت على مفترق طرق مهم، إما المتابعة وإما الإنكفاء.

بالنسبة لمير حسين موسوي كانت كل هذه الإنجازات مهمة وكان ينوي المتابعة فيها، فالرجل يؤيد البرنامج النووي حتى النهاية تحت العناوين التي إرتضتها طهران لنفسها، وهو يحمل تجربة إقتصادية مهمة ورؤية في ذات الإطار تضمن بحسب المقربين منه الخروج بإيران من التضخم وإيجاد فرص عمل لأكثر من 12 بالمئة من العاطلين، أي ببساطة حل مشكلة البطالة وتحسين الإقتصاد، أما على الصعيد السياسي فكان الرجل يعد بأسلوب جديد في العلاقات الخارجية، وهو الحامل على أحمدي نجاد بسبب أسلوبه الذي يرى فيه إهانة للأمة الإيرانية وتشويها لصورتها وتاريخها.

كان موسوي متحفظا على الهجوم المتكرر للرئيس على "الهولوكست" لا لإعتقاده بها، بل لتشخيصه في ذلك إستعداء غير مباشر للشعب الأوروبي، لا سيما وأن هذه القضية حساسة جدا لديهم كما اليهود.

كان إستطلاعات الرأي تشير بشكل واضح إلى تقارب في التأييد بين الرجلين، الرئيس في المناطق والمحافظات ورئيس الوزراء الاسبق في المدن الكبرى والعاصمة.

ماكينات الإصلاحيين الإنتخابية كان تبني أحلامها على قاعدة ان المشاركة لن تتجاوز ال50 بالمئة، وهو الأمر الذي إن حدث فعلا، لكان مير حسين موسوي الرئيس الجديد للجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكن المحافظين عمدوا منذ اللحظة الأولى على حث مناصري الرئيس للنزول والإنتخاب إلى حد وصف الواجب الإنتخابي بالواجب المقدس، وهنا دخل الديني في المدني وأصبح لزاما على الجميع الإقتراع.

كانت أرقام موسوي تقول أن بين 22 و30 مليون ناخب سيدلون بأصواتهم وأنه قد يحصد بين 40 و45 بالمئة في الدورة الأولى، وفي الدورة الثانية يجير الشيخ كروبي بعض اصواته إلى موسوي فيحقق عندها فوزا مريحا على أحمدي نجاد الذي لن يتمكن من الإستفادة من أصوات رضائي بعد الإتهامات التي وجهها إليه خلال المناظرات.

إلا الرياح لم تجر بحسب ما تهوى سفن الإصلاحيين وتجاوز نسبة الإقتراع ال85 بالمئة أي ما يزيد عن توقعم في أسوأ الأحوال 13 مليون ناخب وفي أحسنها خمسة ملايين، صب معظمهم لأحمدي نجاد الذي ضمن بذلك ولاية جديدة بأكثرية مريحة.

فوجئ الإصلاحيون بالواقع الجديد، لم يكن بالإمكان أحسن مما كان، وخرج موسوي ليعلن رفضه للنتائج وكذلك كروبي الذي أعطى رفضه صبغة دينية فإعتبرها غير شرعية، لكن الكلمة الفصل كانت للمرشد الأعلى الذي هنأ الرئيس الجديد معتبرا أن يوم الإقتراع كان عيدا لإيران.

السبت، 13 يونيو 2009

'زلة لسان' جنرال اسباني حول دوره في تفكيك شبكة تجسس لإسرائيل بلبنان تأخذ ابعادا سياسية في مدريد


تشهد زلة لسان قائد القوات الإسبانية في جنوب لبنان بشأن مساهمة هذه القوات في تفكيك خلايا التجسس الإسرائيلي تطورات سياسية بعدما نقلت المعارضة الموضوع للبرلمان، واحتمال تتأثر العلاقات بين إسرائيل واسباني بالموضوع، بينما تفيد معلومات أن عمل هذه القوات يدخل ضمن إطار البحث عن هوية منفذي عملية عسكرية خلفت مقتل ستة جنود إسبان صيف 2007.
كانت وزيرة الدفاع كارمن تشاكون والقيادة العسكرية تتابع صباح الأربعاء عبر دائرة فيديو مغلقة مناقشة مع الجنرال خوسي ماريا بريتو قائد القوات الإسبانية في جنوب لبنان، عندما فاجأ الأخير الجميع بالقول 'خلال الأسبوع، تابعت القوات المهام التي تقوم بها في البحث عن خلايا التجسس لصالح إسرائيل. لقد وقعت الكثير من الاعتقالات'.
وتابع الجنرال من مقر القيادة في منطقة مرجعيون أن جمع المعلومات كان يثير كثيرا تحفظ الشيعة.
وزارة الدفاع في مدريد بادرت فورا إلى تكذيب خبر مشاركة اسبانيا في تفكيك خلايا التجسس الإسرائيلية، وأجبرت الجنرال بريتو على إصدار بيان يكذب فيه ما صدر عنه.
لكن التكذيب لم يمنع من أن الموضوع أخذ أبعادا أمنية وسياسية غير منتظرة.
في هذا الصدد، طالب الحزب الشعبي المتزعم للمعارضة اليمينية بمثول وزيرة الدفاع كارمن تشاكون في البرلمان لتقديم التفسيرات المقنعة لهذا الحادث وعمل الجنود الإسبان البالغ عددهم ألف ومائة جندي في الجنوب اللبناني، وهذا يعكس أن المعارضة تثق في الرواية الأولى للجنرال قبل التكذيب.
من جهة أخرى، تتساءل الصحف ومن ضمنها آ بي سي اليمينية حول مدى تأثير زلة لسان الجنرال الإسباني على العلاقات الثنائية بين إسرائيل واسبانيا وهي المتوترة أصلا بسبب مواقف رئيس الحكومة خوسي لويس رودريغيث سبتيرو المناهضة لحرب إسرائيل ضد حزب الله صيف 2006 وضد قطاع غزة خلال يناير الماضي. وكتبت صحيفة 'آ بي سي' أن إسرائيل تلتزم الصمت حاليا ولا ترغب في الإدلاء بأي تصريح علني، إذ أن كل تصريح يعني اعترافها بوجود خلايا تجسس لها في الجنوب اللبناني. وتابعت نقلا عن مصادر دبلوماسية أن إسرائيل تفاجأت بتصريحات الجنرال الإسباني وأنها ستطلب بدون شك بطريقة سرية توضيحات من مدريد.
في غضون ذلك، تتعدد التأويلات والقراءات لهذا الحادث الذي يعتبر الأكثر تعليقا في مواقع الأخبار في شبكة الإنترنت. وتحولت هذه التعليقات في شبكة الإنترنت الى مصدر مهم لبث معلومات بحكم أن بعض المسؤولين الأمنيين والسياسيين أحيانا يكتبون تعليقات ويسربون أخبارا إما للكشف عن الحقيقة أو المساهمة في التغليط. ويبقى التعليق الأكثر إثارة للانتباه هو الذي تكرر في بعض المواقع ومن ضمنها موقع الصحافي الرقمي يقول أن السر في تفكيك الخلايا مرتبط بجمع القوات الإسبانية للمعلومات منذ سنتين تقريبا حول العملية التي كانت قد استهدفت الجنود الإسبان وقتلت سبعة منهم يوم 25 يونيو 2007. وعمليا، فالتحريات أوضحت أن حزب الله لا يقف وراء عملية اغتيال الجنود الإسبان وتنظيم القاعدة يصعب عليه تنفيذ عملية مسلحة في الجنوب اللبناني الذي يقع تحت سيطرة ومراقبة الشيعة كما جرى استبعاد السوريين.
وأمام استبعاد هذه الأطراف الثلاثة، فالاستنتاجات المنطقية قد تؤكد أن عملية التنفيذ قد تكون من طرف خلية من خلايا التجسس يتوفر أعضاءها على حرية التنقل وولوج المؤسسات والتوفر على معلومات حساسة وهو ما يتوفر في بعض أعضاء الخلايا التي جرى تفكيكها، ومن جهة أخرى هذه الخلايا تعمل لصالح دولة لا يهمها استقرار لبنان وفي المقابل يهمها تأليب الرأي العام العالمي وخاصة الأمم المتحدة ضد حزب الله وسوريا.


الاثنين، 8 يونيو 2009

المعارضة تفوز شعبيا والفارق 154407 أصوات

حصلت الموالاه في كل لبنان على ٧١٠٦٠٥ صوت بينما حصلت المعارضة على ٨٦٥٠١٢ صوت، ممّا يعطي المعارضة تقدّماً على مستوى كل لبنان ب ١٥٤٤٠٧ صوت.
وبحسب الأرقام فقد إقترع 1575617 لبناني وحصلت المعارضة على ما نسبته 54.9 من الأصوات بين قوى الرابع عشر من أذار على 45.1

الأحد، 7 يونيو 2009

كما هم على أنفسهم ولّوا

alihashem@gmail.com علي هاشم

أربعة أعوام جدد، وكأن في العمر كثير أعوام، وعود على بدء تحت سلطة إرتضاها لنفسه بعض شعبنا، وكأن ما فُعل بنا لا يكفي....

أربعة أعوام تشبه سنين يوسف السبعة ، عجاف لا خير فيهم، لكن أما وقد جاء من يشبه ناخبيه ليحكمنا، فالحري بنا ان نستبدل الحزن بلحظات التفكر، ورواسب الغرور التي أصابتنا بشيء من التواضع والتفكير جديا بما ينفعنا في التعايش مع سلطة أمر واقع جديدة لا تضع على جدول أعمالها غير مواجهة المقاومة وسلاحها والتعاون مع الغرب والتنسيق وإستلام الأوامر من القادة الأميركيين وبعض وكلاء أميركا في ما يسمى بجمهوريات وممالك الإعتداء العربي.

ما العمل هو السؤال الذي سيحكم حياتنا في القادم من المراحل، كيف لا ونحن أمام واقع جديد قديم يشبه في شكله ما سلف من سنين لكنه يختلف تماما عنها في المتوقع، إذ تبدو أكثرية ثوار الأرز أكثر مشروعية من الماضي، لا تحمل منة المعارضة التي ظلت تحت رزء جميلها طوال الأعوام الماضية.

المهم اننا الأن امام واقع جديد قديم، يفرض على المعارضة ان تبحث عن سبل التعايش معه بحيث تستطيع حماية البلاد من شطحات ثوار الأرز الغربية، وتساهم في الوقت نفسه في إخراج البلاد من الحفرة التي يقبع فيها بسبب السياسات المتعاقبة للحكومات الماضية. قد يقول قائل أن المسؤولية ملقاة على الأكثرية لكن وضع البلاد المتأزم والأزمة الإقتصادية والإجتماعية التي تحاصرنا جميعا تحتم التعاون لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

لكن المسؤولية الأبرز التي ستظل ملقاة على عاتق المعارضة وعلى رأسها حزب الله هي الدفاع عن سلاح المقاومة بالدرجة الأولى وعن مكامن قوة لبنان في صراعه في إسرائيل، وضمان عدم تحول لبنان إلى قاعدة أميركية ودولة مستسلمة لإسرائيل كما يحلم البعض من قوى الموالاة.

واجب المعارضة اليوم مصارحة شعبها وتشكيل ولو شكليا حكومة ظل تراقب الحكومة الحالية وتضع النقاط على الحروف حينما يلزم وتستفيد من الأخطاء التي سيقع فيها الفريق الحاكم وتجهز جديا لمرحلة ما بعد أربع سنوات مرحلة الإنتخابات النيابية القادمة عام 2013 والتي لن نشعر بها إلا وقد إقتربت على وقع الأحداث والإستحقاقات التي ينتظرها الجميع.

الموالاة فازت، نعم فعلتها مجددا، لكن المعارضة وإن خسرت لكنها في ذات الوقت قدمت صورة جميلة لتماسكها وهي وإن لم تستطع تحقيق الحلم، لكنها على الأقل سمحت لنا بأن نحلم في زمن يشبه الكابوس.

الحبر الإنتخابي يزول ويزول ويزول



مع تحيات

السبت، 6 يونيو 2009

ان كان للظلم جولة فللعدل جولات ... استعدوا للاحتفال الكبير على امتداد الوطن


كتب : حسين نورالدين nourddin4@hotmail.com

ما اصعب اخر اللحظات ، وما اصعب الانتظار ، لكن ما اجمل الساعات وهي تنقضي لتعلن زوال ظلم وكذبة كبيرة سيطرت علينا منذ امد بعيد .

مشتبه من يعتقد ان المعركة الانتخابية هي معركة ضد السنوات الاربع الماضية فقط !!

انها المعركة الانتخابية الاقصى في تاريخ لبنان بعد اتفاق الطائف ، بالاحرى بامكاننا القول لم يكن هناك من معارك ، بل كان هناك ضابط ايقاع سوري ينظم الخلافات ويركب المستحيلات في لائحة واحدة .

اما اليوم فقد زال الزواج القسري الذي كان مفروضا بين فئات لم تؤمن يوما بنهج المقاومة بل اضطرت سابقا و مذعنة للقبول به .

هل منكم من يعرف كم تبعد السعودية عن اسرائيل ؟؟؟

ليس سؤالا خارجا عن الموضوع ، ولم اجن حتى اسأل هكذا سؤال في هذا المقال ، لكن افيدكم ان المسافة فقط هي ثمانية كيلومترات من الحدود الغربية للسعودية وميناء ايلات الاسرائيلي على البحر الاحمر .

هل سألتم انفسكم يوما لماذا لم تقاتل السعودية اسرائيل منذ عام 1948 م ؟؟

لقد دعمت السعودية سابقا التحالفات القائمة بين المقاومة والرئيس رفيق الحريري ليس حبا بمعاوية ولكن كرها بعلي ، فالولايات المتحدة الاميركية كانت تدعم سوريا في بقائها في لبنان والسيطرة عليه ضمن تسوية اقليمية اضطرت السعودية للسير فيها وفرضتها على تيار المستقبل.

لطالما ترددت عبارة ان الحريري جاء بتفاهم نيسان الذي شرع المقاومة

واليوم وللمرة الاولى اذكر الجميع : ارجعوا الى احد الخطابات الحريرية في تلك المرحلة الم يقل الحريري بعد حرب العام 1996 ان المقاومة قضت على الاقتصاد اللبناني ، والم يكن الجواب له ائنذاك : روح تعلم شوية انشاء عربي اذا ما بتعرف تحكي غير هيك ؟؟؟؟

ثم من يعطي المقاومة شرعيتها ؟؟ لا رفيق الحريري ولا سعد الحريري ولا كل هؤلاء المهزومين . المقاومة قوتها من شعبها الذي سينزل غدا الى الصناديق ومنذ الصباح ليس فقط للتصويت ولكن للاحتفال باكرا في النبطية وصور وبنت جبيل والزهراني وجزين وجرعيون وحاصبيا والبقاع الشمالي وزحلة وكسروان وجبيل وزغرتا والمتن وعاليه والكورة والاشرفية وكل المناطق ، تذكروني جيدا في هذا التعداد فهو ليس عبثيا . اما لباقي المناطق فهي ستسجل الارقام المفاجآت وسيحتفل الشرفاء فيها ايضا بالنصر مبكرا .

هي انتخابات تنتهي فيها زمرة ميليشيات الشوارع التي غزت بيروت قبل السابع من ايار ، هي انتخابات ستنهي دور الاجهزة الامنية فوق القانون ، هي انتخابات لن تأتي بفؤاد السنيورة مجددا الى الحكم .

كلمة اخيرة لمن لا يقرأ سياسة من السياسيين ، انظروا الى التغيرات في العالم حولكم ولا تكونوا ضيقي الافق على مستوى بلدياتكم وزواريبكم ، لا تتآمروا على مقاومة الشعوب ، فالتاريخ لا يرحم ومكان المتآمرين على المزابل ابدا .

ولدرء اي شبهة ، لبنان لا يحكم الا بالتوافق ، لبنان لن يحكم دون تيار المستقبل ، رئاسة الحكومة لن تكون خارج الارادة السنية ، كما كان مجلس النواب دوما ضمن الارادة الشيعية ، ويبقى الكرسي المسيحي بانتظار تتويج الزعامة المسيحية عليه ضمن الارادة المسيحية لا ضمن ارادة الغير .

اشعلوا المفرقات غدا ولا تنتظروا الليل حتى تروا اضواءها ، فالاصوات كافية في الصناديق لتحتفلوا منذ الصباح .

Al-Mayadeeen Feeds