الجمعة، 31 يوليو 2009

أنظروا إليها تحترق

بعد إنقطاع دام أشهر عن كتابة يوميات حرب تموز أعود لأنشر صفحات منها
---------------------------------------------------------------
كان الجميع ينتظر رد المقاومة، الصواريخ التي كانت تنهمر على المستعمرات
الصغيرة لم تكن تشف غليل الجنوبيين ولا تسمو إلى ما ينتظرونه من
المقاومين.
في ليل الرابع عشر من تموز، كان الخطاب الأول للسيد، الجميع متسمر أمام
شاشة المنار التي تبث الكلمة عبر الهاتف.
شوارع صور كانت قبل ساعة فقط تعج بمن لم يستوعبوا بعد أن حربا إشتعلت على
بعد كيلومترات قليلة منهم، لكنها في لحظة الخطاب خاوية إلا ممن تجمعوا
حول شاشة تلفاز في دكان هنا أو مقهى هناك.
كان الجميع ينتظر ما سيقوله السيد، أوليس هو قائد الحرب هذه، والسيد كان
في خطابه ينقل الناس من مكان إلى آخر شارحا لهم الوضع والحال والمنتظر
والمتوقع.
لحظات فقط قبل الختام، كانت الجملة الشهيرة: "المفاجئات التي وعدتكم بها
سوف تبدأ من الآن الآن في عرض البحر البارجة الحربية الإسرائيلية التي
.....".
كان العيون في أجزاء الثانية تتنقل بين بعضها والتلفاز ومن في المحيط،
والأيدي تفرك كما يفرك يديه الأب الذي ينتظر مولود، ما من شيء يصف
اللحظات هذه التي أحيت القلوب وسلبت الالباب.
لحظات إختصرتها عبارة واحدة إخترقت جدران الصمت، ووحدت الحناجر على
إمتداد العالمين العربي والإسلامي :"الله أكبر".
إزدحمت الشوارع من جديد، وإنطلقت السيارات تسبقها أصوات أبواقها، فيما
الشبان يتجمعون على مفارق الطرق في المدينة التي لا تبعد سوى عشرات
الكيلومترات عن الحدود مع فلسطين المحتلة.
ما من أحد يعير الآلة الإسرائيلية أي اهتمام، الفرح سيد الموقف، المقاومة
دمرت بارجة، إنها المفاجأة الأولى التي ساهمت في إعلاء الروح المعنوية
لدى المواطنين بشكل ساعدهم على تلقي الصدمات القادمة بصدورهم، وشجعتهم
على الصمود أكثر أو ربما إلى الحد الذي يقدرون عليه.
على الجانب الأخر من الوطن، وتحديدا في بيروت، كان السيد حسن نصر الله
يشاهد البارجة الحربية العسكرية الإسرائيلية تحترق في عرض اليم.
كانت كلمة السيد في بدايتها عندما أطلقت الوحدة البحرية في حزب الله
صاروخي أرض بحر على البارجة حانيت المتمركزة أمام العاصمة
اللبنانية، بضعة دقائق وتم تأكيد الإصابة بعدها ترك للأمين العام توقيت
الإعلان عن المفاجأة الأولى، فإختار أن يختم الكلام بكلام يفوق دفقه
المعنوي أي كلام.
لحظة الإطلاق، كان أحد الزملاء المصورين في المنار، يتخذ من منطقة بعبدا
قاعدة له، بحيث يصور الحمم التي تلقيها طائرات إسرائيل على الضاحية.
"كنت معتادا على الجلوس في السيارة بحيث أترك الكاميرا على سطحها، وعندما
أرى الغارة لا أحتاج سوى لأجزاء من الثانية لأبدأ بالتصوير" يقول عمار
الذي يشعر بالفخر لتسجيله هذه اللحظات.
"كنت أستمع لكلمة السيد وفجأة رأيت شعاعا ظننت أنها غارة، فسارعت إلى الضغط على
زر التصوير وفجأة رأيت ما رآه الملايين في ما بعد... البارجة تحترق، لم
أفهم شيئا حتى سمعت السيد يقول إنظروا إليها تحترق، عندها علمت أن بين
يدي ما يجب أن يصل بأسرع وقت إلى مبنى المنار".
تقدم عمار من مدير الأخبار محمد عفيف، وأعطاه الشريط قائلا "هذه مشاهد
للبارجة وهي تحترق".
لم يتردد محمد عفيف، وهو من أبطال الحرب الإعلامية لحزب الله مع إسرائيل
إلى جانب كونه المستشار الإعلامي للسيد نصر الله، لم يتردد في بث الشريط
على الهواء، مزامنا ذلك مع مجموعة من الإتصالات مع شخصيات ومواطنين وكل
من أمكن أن يصل صوته إلى المنار.
لم يكن أحد ليشكك بكلام السيد نصر الله، لكن النفي الإسرائيلي عبر شاشات
التلفزة لإصابة البارجة ساعر، كان بحاجة لمشهد كهذا.
وعلى الجانب الإسرائيلي وتحديدا شمالي الأراضي الفلسطينية المحتلة كان
صديقي الصحافي الدانمركي يغطي الحرب.
لحظة خطاب السيد نصر الله كان يجلس في مقهى مع مجموعة من الصحافيين
الإسرائيليين الكبار، على حد قوله، وكان هؤلاء يستمعون إلى الخطاب
بإهتمام شديد لكنهم ولدى إشارة السيد إلى إصابة البارجة بدأوا الضحك بصوت
عال ثم قال أحدهم "لقد خسر نصر الله الحرب، إنه يكذب!"
إلا أن ما ظهر بعد قليل على شاشة تلفزيون المنار، وشاشات القنوات
الإسرائيلية والعالمية من مشاهد لحريق البارجة، جعل للصمت سطوة على
المكان، لم يتجرأ عليها سوى أحد الصحافيين الذي تمتم بصوت يجرجر
الكلمات"إذا لم أكن مخطئا فالحرب تأخذ إتجاها أخر".

الحلقة الأولى والثانية على هذين الرابطين.

http://abouhashem.blogspot.com/2008/11/2006.html
http://abouhashem.blogspot.com/2008/11/blog-post_13.html

إيران بين ضفتين


علي هاشم
طهران :
أصوات أبواق السيارات في شارع ولي عصر في طهران، تكاد تصم الآذان. لكنها بالنسبة للبعض من مناصري المرشح الإصلاحي الخاسر مير حسين موسوي وحلفائه، وسيلة تعبير، تضاف إلى التكبير من على أسطح المباني.
ومن بين أصوات الأبواق، كانت أصوات أخرى تخرج لشابات وشبان يتشحون بالسواد، ويرفعون شارات النصر وصوتهم بشعار «الموت للديكتاتور». لحظات ويسمع للصوت صدى، فتتداخل الأبواق والأصوات، لتصمت بعد دقائق، ويعقبها وقع أقدام تركض في كل اتجاه. المشهد يتكرر كل ربع ساعة تقريبا، كأنه فيلم سينمائي بعرض متواصل، تتغير فيه السيارات، ويتغير معها الأشخاص، لكن المشترك بينهم، صوتهم الرافض.
على الجهة الثانية من الشارع قرب بارك ملت، الحديقة الأشهر في طهران، عائلات تحاول أن ترمي عنها ثقل أسبوع العمل، لكنها تجد نفسها محاطة بأصوات المعترضين. كثيرون يقفون ليطالبوا أنصار موسوي بالهدوء، «فالبلاد لم تعد تحتمل هذه الحركات الصبيانية»، على حد تعبير السيد رحيمي، الرجل السبعيني الذي شهد عهد الشاه، وعاش الثورة، وقدر له أن يحيى ليعايش هذه المرحلة. آخرون إلى جانبه، بينهم من جاوز الثلاثينات، ومنهم لا يزال في أوج العشرينات، يوافقون الرجل الرأي، فإيران بالفعل، لا تحتمل.
في الجانب الآخر من العاصمة، على بعد ساعة تقريبا من بارك ملت، وتحديدا في «بهشتي زهراء»، مقبرة طهران الرئيسية المجاورة لضريح الإمام الخميني، جمع الموقع الأضداد صباحا. حضر مير حسين موسوي ومهدي كروبي وحشد من جمهور الإصلاحيين لزيارة قبور من قتلوا خلال الأحداث التي تلت الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وفي مقابلهم، انتشرت قوات الأمن التي أتت من كل حدب وصوب وتوزعت على مساحة المكان، ففرقت من حاولوا التظاهر، معيدة إلى الأذهان بعضا من مشاهد ما بعد الانتخابات.
وفي حين مُنع موسوي، بحجة الحفاظ على أمنه، من دخول المقبرة، التي يعني اسمها بالعربية «جنة الزهراء» وتضم رفات آلاف الإيرانيين الذين قتلوا خلال فترة الحرب الإيرانية العراقية التي كان موسوي خلالها رئيسا لوزراء إيران، شق كروبي طريقه بين عناصر الأمن والمتظاهرين بصعوبة، وتمكن من الوصول إلى مكان حفل التأبين الذي لم تمنحه الحكومة ترخيصا.
وذكرت وسائل إعلام ومواقع على الانترنت ان الشرطة اعتقلت عددا من المحتجين الذين قدرهم شهود عيان بالمئات وهتفوا تأييدا لموسوي داخل المقبرة، قبل ان تفرقهم مستخدمة الغاز المسيل للدموع، بحسب قناة «برس تي في». وحاول مئات الايرانيين بعد ذلك التجمع في باحة المصلى الكبير في وسط العاصمة، رغم قرار السلطات حظر تجمع كان مقررا في هذا المكان. وتحدث شهود عيان عن وقوع اشتباكات بين محتجين وشرطة مكافحة الشغب في جادة ولي عصر، سبقها إشعال النيران في صناديق القمامة.
وذكرت تقارير انه جرى توقيف المخرج الايراني جعفر بناهي وزوجته طاهرة سعيدي وابنتهما سولماز في المقبرة، في وقت أشارت وكالة «مهر» شبه الرسمية الى ان الإصلاحي البارز سعيد حجاريان نقل الى منزل «تملكه الدولة»، من السجن حيث احتجز بعد فترة قصيرة من الانتخابات الرئاسية في 12 حزيران الماضي.
وقد أعربت وزارة الخارجية الاميركية عن «قلقها» للجوء الشرطة الايرانية الى «القوة». وقال المتحدث ايان كيلي «اعتقد انه من المقلق ان نرى القوات الامنية تستخدم القوة لإنهاء تظاهرة تأبينية». واضاف «نحن نقف الى جانب الشعب الايراني الذي يسعى الى ممارسة حقه في حرية التعبير عبر التظاهر سلميا».
على الصعيد الرئاسي، وفيما تستعد دوائر القرار في طهران لمراسم تنصيب الرئيس محمود أحمدي نجاد رئيسا لولاية جديدة يوم الاربعاء المقبل، بعد تصديق رئاسته يوم الاثنين، دارت في الآونة الأخيرة الكثير من الأحاديث حول مرحلة السنوات الأربع المقبلة، والتعايش ما بين الرئيس من جهة، ومرشد الجمهورية آية الله السيد علي خامنئي ومجموعات المحافظين من جهة ثانية، والإصلاحيين والمعارضين لرئاسة نجاد من جهة ثالثة.
وفي هذا الإطار، يشكك عدد من المراقبين في إمكانية بلوغ نجاد يوم أداء اليمين، لا سيما بعد ما رشح من كلام حول اختلافات في الرؤية بشأن مجموعة من الأمور بين الرئيس والمرشد، وما سرب مؤخرا عن تململ في صفوف المحافظين من أسلوب نجاد في التعاطي مع المسائل ومع تعليمات خامنئي وملف تشكيل الحكومة الجديدة. وقال احد المقربين من دوائر القرار لـ «السفير»، ان الأمور كادت تصل إلى مرحلة البحث في بديل للرئيس، لكن حراكا ووساطات على خطي نجاد وخامنئي، أفضت إلى العدول عن ذلك.
لكن لا يزال البعض ينظر إلى نجاد على أنه الأكثر التصاقا بالنظام، بغض النظر عن بعض الأمور التي حدثت، مثل تعيين اسفنديار رحيم مشائي نائبا للرئيس، ومن ثم عزله وتعيينه في منصب مدير مكتبه ومستشاره الاول، رغم تحذيرات المرشد من تعيين الرجل في أي موقع حساس، الى جانب قضية عزل الوزراء مؤخرا والعودة عن عزل معظمهم والاكتفاء بإقالة وزير الأمن.
ويرى هؤلاء أن الرئيس «أعاد للثورة روحها التي فقدتها خلال المرحلة الماضية». فهو «شعبي ومحبوب من الطبقات الفقيرة ومواقفه تجاه أميركا وإسرائيل صريحة للغاية ولا تحمل أي تأويل»، وهو في التزامه الديني يمثل «قدوة» للآخرين، وعلاقته بالمرشد حتى الأمس القريب كانت تشبه علاقة الابن بالأب، «وتترجم حقا روح ولاية الفقيه» التي يقوم على أساسها النظام في الجمهورية الإسلامية.
بعض هؤلاء يشكك حتى بوجود خلاف بين خامنئي ونجاد، ويعتبر أن ما حصل هو مجرد «سوء فهم» ولا يمكن البناء عليه أو الوقوف عنده، وأن الرئيس سيبقى طيلة ولايته الثانية متسلحا بدعم المرشد وتحت نظره، لا سيما أن البلاد مقبلة، طوعا أو قسرا، على تحديات عديدة، على رأسها المواجهة مع الغرب والعلاقة مع دول المنطقة والعلاقات الخارجية، ومن ثم تأتي الملفات الاقتصادية وتحسين ظروف الحياة للإيرانيين وغيرها من الأمور التي تتطلب استقرارا في رأس الهرم، وتعاونا وتأييدا من القاعدة الشعبية.

 

 

 

 


 





Celebrate a decade of Messenger with free winks, emoticons, display pics, and more. Get Them Now

الثلاثاء، 28 يوليو 2009

حكومـة نجـاد أمـام الامتحـان


علي هاشم
طهران :
أسبوع يفصل الرئيس المنتخب محمود أحمدي نجاد عن أداء اليمين الدستورية، والانطلاق بولاية رئاسية ثانية. أيام قليلة، تحمل في طياتها الكثير من التحديات، ليس أولها الحفاظ على نصاب الحكومة الحالية القانوني، وليس آخرها حتمية وقوفه امام مجلس الشورى الإسلامي نفسه في ساعات حكمه الأولى، لطلب الثقة بتشكيلته الحكومية الجديدة. في الحالتين، هو في أمس الحاجة لدعم من كانوا يعرفون بحلفائه المحافظين، المستشيطين غضبا منه بعد قضيتي اسفنديار رحيم مشائي، والوزراء الذين أقالهم شفويا.
وإذا كان الرئيس قد تراجع فعلا عن إقالة ثلاثة من الوزراء الأربعة، مكتفيا بعزل وزير الأمن غلام حسين ايجئي، فإن تنحي وزير الإرشاد والثقافة محمد حسين سفر هرندي أمس، كاد يُفقد الحكومة شرعيتها، لا سيما أن الأخير هو الوزير الثاني عشر الذي يستقيل أو يقال خلال الأعوام الأربعة الماضية، الأمر الذي يعني أن ثمانية فقط من أصل الوزراء العشرين الحاصلين على الثقة قبل أعوام أربعة بقوا في مناصبهم.
ولو أن نجاد وافق على الاستقالة التي اعلن مكتبه رفضها، كان لزاما عليه حينها التوجه إلى رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني، وطلب تعيين جلسة ثقة قد تشكل نوعا من التجربة المبكرة لمرحلة ما بعد تشكيل الحكومة الجديدة، التي يتوقع المراقبون أن يواجه الرئيس المنتخب الكثير من المصاعب في تشكيلها.
وقد وجه وزير الثقافة رسالة الى نجاد الذي سيؤدي اليمين في الخامس من آب المقبل، يعلن فيها استقالته من منصبه. ونقلت المحطة عنه قوله في
الرسالة انه لن يحضر الى الوزارة بعدما أبلغه نجاد «شفهيا» إقالته من منصبه. وأعرب عن أسفه للنزاعات الأخيرة في صفوف النظام الحاكم في البلاد التي قال انها «تؤدي الى إضعاف الحكومة». ورد مسؤول الإعلام في مكتب الرئيس، محمد جعفر محمد زادة، بالقول ان «الرئيس لم يقبل هذه الاستقالة». واضاف ان «الحكومة لا تحتاج الى تصويت جديد على الثقة» في البرلمان.
وفيما تبدو هذه القضية كخلاف داخل البيت الواحد، يستمر فصولا الخلاف الأكبر، بين الإصلاحيين والمحافظين، الذي أضحى مرادفا لإيران في هذه الأيام في ظل التطورات المتتالية، وفي ذلك دخول مير حسين موسوي على الخط بإصراره على طلب الترخيص للتظاهر يوم الخميس المقبل، تحت عنوان الإفراج عن المعتقلين السياسيين، الذين طالب رئيس السلطة القضائية آية الله السيد محمود هاشمي شهرودي بالبت بمصيرهم في غضون أسبوع، فيما قررت لجنة نيابية أمر بتشكيلها رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، زيارة السجون والاطلاع على أوضاع الموقوفين فيها.
وقال موسوي في بيان ان «المسار المطالب بالإصلاح سيستمر.. المؤسسة يجب أن تحترم الدستور وان تسمح لنا بأن نحتشد من أجل إحياء ذكرى قتلانا الأحباء يوم الخميس» المقبل. وأضاف موسوي الذي ذكرت وكالة الأنباء العمالية انه سيعلن خلال ايام عن تشكيل «جبهة سياسية جديدة»، ان «القتل والاعتقالات كارثة.. الناس لن تنسى من كان وراء هذه الجرائم، وأنا واثق من أن السلطة القضائية ليست على علم بالعديد من الاعتقالات». وتابع «لن تلقى خطب.. اتركونا نجتمع ونتلُ القرآن».
وفي محاولة لقطع الطريق أمام محاولات البعض لدق الأسافين بينه وبين مرشد الجمهورية آية الله السيد علي خامنئي، نفى رئيس مجلس خبراء القيادة هاشمي رفسنجاني ان يكون في صراع على السلطة مع خامنئي، الذي وصفه بأنه «شخصية فذة ومبدعة»، مذكرا بعلاقته التاريخية به. لكن رفسنجاني، الذي وُضع طيلة الفترة الماضية في الجانب المقابل للنظام، اعتبر «ان خطأ حزب أو شخص أو مجموعة يمكن استدراكه، إلا انه اذا وضع النظام أو الثورة لا سمح الله في موضع اتهام، فسيكون من المتعذر إصلاحها»، مشيرا الى ان «إحدى مفاخر الرسالة الاسلامية والقرآن هي تقبل الانتقاد والتمسك بالمبادئ القانونية، وهو ما ينبغي ترسيخه في النظام الاسلامي».
وفي السياق ذاته، أكد المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية محسن رضائي، خلال استقباله السفير التركي في طهران، ان «الأحداث الاخيرة في ايران شأن داخلي»، مشددا على انه «لم يكن ينبغي للدول الغربية ان تتدخل في الشؤون الداخلية الايرانية»، في وقت رأى مقرر لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى كاظم جلالي، ان توجيهات المرشد يجب أن تشكل الكلمة الفصل في جميع المجالات. وقد اعلن الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي، أن لجانا تأسست لمتابعة أوامر وتوجيهات خامنئي.
من جهة اخرى، أكدت ايران انها لا تسعى الى إنتاج السلاح النووي غداة تصريحات لوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي وصفت جهود ايران لامتلاك السلاح الذري بانها «غير مجدية». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية حسن قشقاوي، انه «ليس من الضروري ان تقدم اميركا على توفير الامن في الشرق الاوسط، وانما يكفي في هذا المجال ان تطلب من حليفها في المنطقة، اي الكيان الصهيوني، ان يفكك رؤوسه النووية.
الى ذلك، وعد الرئيس الجديد لمنظمة الطاقة الذرية الايرانية علي اکبر صالحي، اعضاء مجلس الشورى، «بتشغيل محطة بوشهر النووية حتى شهر أيلول المقبل، وربط الطاقة الكهربائية المنتجة في المحطة بشبكة كهرباء البلاد».

الاثنين، 27 يوليو 2009

نجاد يقيل وزراء ... ثم يتراجع: لا بد من قفزة للسياسة الخارجية


 
علي هاشم
طهران :
هي حال قد يعجز أكثر الضالعين في الشأن الإيراني عن تحليلها، تمتزج فيها عناصر الصدمة والمفاجأة والاستغراب، وبطلها رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمود أحمدي نجاد، الذي يبدو انه انطلق مبكرا في ورشة بناء حكومته المقبلة، لا على أسس جديدة، بل على أنقاض أعمدة إداراته السابقة، التي أنهى عهدها بإقالة بعض أبرز الوزراء فيها، قبل ان تعلن مصادر مقربة من مكتبه تراجعه عن قراره، وتؤكد في مقابل ذلك إقالة وزير الامن فقط.
ولم يكتف الرئيس بذلك، بل عمد قبل ذلك إلى إعادة نقل إسفنديار رحيم مشائي من موقع نائب الرئيس الأول، إلى المستشار الأول ومدير مكتبه الخاص، بعد الرسالة الشهيرة التي وجهها اليه مرشد الجمهورية آية الله
السيد علي خامنئي، والتي طالبه فيها بتنحية الرجل الذي تحول إلى بطل أكثر القضايا إثارة للجدل، على الأقل في المرحلة الحالية.
وقد أثار هذا التعيين الجديد حفيظة جماعات محافظة، بينها جماعات طالبية، وصفت إعادة تعيين مشائي في موقع قريب من الرئيس بأنه تحد للمرشد، مهددة بالاعتصام احتجاجا. وهي لم تكتف بذلك، بل رفعت إلى مجلس الشورى طلبا بمساءلة الرئيس عن سبب تأخره في إطاعة أمر المرشد بعزل مشائي من منصبه.
وإذا كان موضوع مشائي أخذ حيزا كبيرا من البحث، فإن قرار عزل الوزراء سيتصدر النقاش في الساحة السياسية الإيرانية، لا سيما أنه مرتبط بالقضية الأولى. فالوزراء، وهم وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي محمد حسين سفر هرندي، ووزير الأمن غلام حسين إيجئي، ووزير الصحة كمران لنكراني، سبق أن اعترضوا داخل جلسة لمجلس الوزراء على تعيين مشائي، قبل ان يدخلوا في مشادة كلامية مع نجاد وينسحبوا من الاجتماع. كما ترددت تقارير عن إقالة وزير العمل والشؤون الاجتماعية محمد جاهرومي.
ويعتبر الوزراء الثلاثة من المحافظين الملتصقين بنظام ولاية الفقيه، لا سيما وزير الإرشاد الذي كان يترأس سابقا تحرير صحيفة «كيهان»، وهو منصب يعين صاحبه خامنئي. وذكرت وكالة «مهر» شبه الرسمية أن الرئيس المنتخب الذي سيؤدي اليمين في الخامس من آب المقبل، عين معاون وزير الأمن مشرفا على الوزارة.
ونقل تلفزيون «العالم» الإيراني عن مصادر مقربة من المكتب الرئاسي، قولها ان نجاد عدل عن قرار إقالة الوزراء وأوعز إليهم الاستمرار بمزاولة مهامهم تحسبا لمواجهة الحكومة أزمة ثقة في البرلمان في ضوء الاستقالات السابقة لعدد من الوزراء، بينما ذكرت وكالة «ارنا» الرسمية ان «محمد جعفر محمد زاده المساعد المكلف شؤون الإعلام في مكتب الرئيس اكد إقالة غلام حسين ايجئي، نافيا المعلومات حول إقالة ثلاثة وزراء آخرين».
وتعد خطوة نجاد بإقالة الوزراء، واحدة من سلسلة خطوات ينظر إليها المحللون على أنها رسائل يبعثها الرئيس المجدد له للحلفاء قبل المعارضين، مفادها أن شكل ومضمون الإدارة الجديدة هو أمر يخصه وحده، وذلك ردا على ما قيل ويقال في الأروقة عن عدم قدرته على تشكيل أي حكومة جديدة من دون موافقة الأحزاب المحافظة الحليفة له، كونه مدينا لها بفوزه مؤخرا بالرئاسة، ولأنها دافعت عنها بشراسة في المرحلة التي تلت.
ولا يزال الرئيس المنتخب يتعرض لانتقاد محافظين اخذوا عليه عدم تطبيقه فورا أوامر خامنئي بإقالة نائبه الاول. وقال النائب المحافظ احمد توكلي في صحيفة «جام أي جام» «بعد رسالة المرشد الأعلى بتاريخ 18 تموز كان من واجب الرئيس نجاد تطبيقها» سريعا. وأضاف «لكنه مع الأسف لم يفعل طوال 7 ايام حتى اعلن مشائي استقالته وليس الرئيس». كذلك اعتبر قائد أركان القوات المسلحة الجنرال حسن فيروز ابادي، ان «الناس الذين يعرفون في نجاد شخصا وفيا للمرشد الأعلى كانوا ينتظرون منه ان يطبق أمر المرشد قبل ان يجف الحبر» فور كتابة القرار.
في هذا الوقت، اعتبر نجاد الذي سيؤدي اليمين في الرابع من آب المقبل، ان هناك «ضرورة لاتخاذ قفزة في السياسة الخارجية».
وقال امام السفراء الايرانيين المعتمدين لدى الدول الاوروبية ان «قواعد اللعبة اذا وضعت من قبل الآخرين، فلن تكون هناك إمكانية للفوز، ولن يسمحوا بذلك»، مؤكدا ان «الثورة الاسلامية حطمت معادلات نظام الاستكبار، بدءا من تحطيمها نظاما ثنائي القطبية، حيث رسمت طريقا ثالثا، ثم تحطيمها للهيمنة العسكرية، اذ ان أحدا لا يجرؤ اليوم على اللجوء الى القوة العسكرية بعد هزيمة هذه الهيمنة في الحرب المفروضة (مع العراق) وفي حربي افغانستان والعراق».
واعتبر نجاد ان «وزارة الخارجية تتحمل مسؤولية جسيمة، ولا بد من القيام بقفزة على صعيد السياسة الخارجية، لان الانتخابات عملت على رقي مكانة الجمهورية الاسلامية الايرانية ورفعت مستوى التوقعات العالمية من الشعب الايراني، فالبشرية اليوم تنتظر من الشعب الايـــراني ان يقدم لها سبيلا للنجاة، وهذه الإمكانية والقابلية متوفرة لدى وزارة خارجيتنا».

السبت، 25 يوليو 2009

إيران: «أزمة مشائي» تبلغ ذروتها ... وتنفرج!

علي هاشم
طهران :
بلغت الأزمة الايرانية حول نائب الرئيس المعين إسفنديار رحيم مشائي، ذروتها امس، قبل ان تسلك طريق الحل، بعد تزايد الضغوط على الرئيس المنتخب محمود احمدي نجاد للتراجع عن قرار التعيين، وخاصة من قبل مرشد الجمهورية آية الله السيد علي خامنئي، الذي نشر نص الرسالة التي طلب فيها من نجاد إقالة نائبه.
والطلب في نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية يعد تكليفاً شرعياً، واجب الرئيس الشرعي ومن ثم الدستوري إطاعته، وإلا فمصيره سيكون على المحك، علماً بأن موقع الرئاسة على شبكة الإنترنت نشر قرار تعيين مساعدي نجاد الجدد،

بما في ذلك قرار تعيين مشائي، الذي وصفه نجاد في القرار بأنه «إنسان مؤمن وملتزم بوعي وعمق بنهج الولاية ومبادئ الجمهورية الاسلامية الايرانية وخادم مقتدر وصديق للشعب الايراني». كما ان نجاد اعلن تعيين نائبه السابق برويز داودي في منصب كبير مستشاريه.
وفيما بدا رداً على نشر نجاد قرار التعيينات، نشرت وكالات الأنباء الايرانية نص الرسالة التي كان خامنئي وجهها الى الرئيس المنتخب، طالباً منه إقالة مشائي. وجاء فيها «حضرة الاستاذ الدكتور محمود احمدي نجاد، الرئيس المحترم لجمهورية ايران الاسلامية.. إن تعيين إسفنديار رحيم مشائي في منصب النائب الاول للرئيس يتعارض مع مصلحتكم ومصلحة الحكومة وسيثير انقسام وغضب انصاركم .. يجب الغاء تعيينه وكأن الأمر لم يكن».
وبعد ساعات قليلة من نشر رسالة خامنئي، اعلن مستشار نجاد، مجتبي ثمرة هاشمي، ان مشائي لم يعد نائباً للرئيس. وأوضح انه بعد خطاب خامنئي، «لم يعد مشائي يعتبر نفسه نائباً للرئيس».
وينظر مراقبون إلى أزمة مشائي، على أنها غريبة وغير مفهومة، خاصة أن الرئيس معروف بولائه المطلق للمرشد، الذي أبدى دعمه له في أكثر من استحقاق. وكان الأمر انعكس على جلسة مجلس الوزراء حيث وصل إلى حد الاشتباك الكلامي بين الرئيس ووزير الثقافة والإرشاد الإسلامي محمد حسين سفرهرندي، حيث طالب الاخير الرئيس بالانصياع لطلب خامنئي عدم تعيين مشائي في أي موقع حساس. ولما رفض الرئيس المنتخب، خرج الوزير غاضباً من الجلسة التي انتقد خلالها الرئيس تدخل بعض المسؤولين في شكل إدارته الجديدة، الأمر الذي دفع أيضاً بوزيري الأمن والعمل للانسحاب من الجلسة احتجاجاً. وذكرت تقارير اخرى ان الوزراء انسحبوا من الجلسة احتجاجاً على إدارة الاجتماع من قبل مشائي، بعدما اصطحبه نجاد معه، قبل ان يترك الرئيس المنتخب الجلسة لنائبه ليترأسها.
وفي السياق ذاته، انتقد السيد أحمد خاتمي إمام جمعة طهران المؤقت، تعيين مشائي نائباً أول للرئيس، داعياً رئيس الجمهورية الى إعادة النظر في هذا التعيين. وأكد في المقابل أن حكومة نجاد منتخبة، لكنه أشترط الحصول على شرعيتها بحكم التنفيذ الذي سيصدر عن قائد الثورة الاسلامية»، معتبراً ان هذا لا يعني ان «الحكومة منزهة عن العيوب والأخطاء». كما قال بحسب وكالة «فرانس برس» «نحن ندعم الرئيس، لكننا لم نقل على الإطلاق إنه لا يخطئ».
وأشار خاتمي إلى أن «الأعداء بصدد خلق فتن في مواقع عديدة في النظام الاسلامي، أولها استهدافهم لولاية الفقيه»، موضحاً ان هذه الهجمة جاءت اثر المزاعم التي اعتبرت مواقف مرشد الجمهورية بأنها تتسم بالطابع الفئوي. وقال «ان الشعب الايراني يعتقد بمبدأ ولاية الفقيه وأهميتها ونحن سندافع عن الولي الفقيه حتى آخر نفس وآخر قطرة دم».
ولم يسلم الإصلاحيون من هجوم خاتمي. فانتقد عضو مجلس خبراء القيادة القول بأن البلاد بحاجة لصدمة داخلية وأخرى خارجية تتمثل على حد قوله بـ«دعم أعمال الشغب من أجل الفوز بالانتخابات»، مستشهداً بتصريح وزير الامن الإيراني الذي قال إن بعض المقرات الانتخابية قامت خلال الأشهر الاخيرة بمئات الاتصالات مع السفارات الأجنبية في طهران وخاصة السفارة البريطانية.
وأضاف خاتمي إن «بعض أعضاء تلك المقرات الانتخابية كانوا قد طلبوا من اميركا ان تؤجل المحادثات مع ايران الى ما بعد الانتخابات الرئاسية»، مخاطباً أولئك بأن «المحادثات مع اميركا لا تمثل امتيازاً لأن أميركا لا تفكر الا في أهدافها ومصالحها».
كما حذر طلاب إسلاميون في جامعات طهران الثماني الرئيس من انه «اذا لم يأت التحذير الشفهي اثره فإن تصرفاً عملياً سيتخذ لتصحيح الخطأ» الذي ارتكبه. وأضافوا في بيان نشرته وكالة «فارس» شبه الرسمية ان «التصويت لصالحكم لم يكن تصويتاً لفرد لكنه كان رفضاً قوياً للمحاباة».
في هذا الوقت، دعا 50 عضواً في مجلس الخبراء المؤلف من 86 مقعداً، رئيس المجلس هاشمي رفسنجاني إلى إظهار تأييد أكبر لمرشد الجمهورية. وجاء في البيان «الكثيرون ... يتوقعون من رئيس المجلس الذي ساعد دائماً الزعيم في تذليل المشكلات والعراقيل في السابق، أن يظهر تأييداً أكبر وأكثر وضوحاً للزعيم في هذه الأوقات الحساسة».
من جهة اخرى، نقلت وكالة «فارس» الإيرانية عن قائد البحرية الإيرانية الأميرال حبيب الله سياري، قوله إن إيران تمكنت من وقف أعمال القرصنة في المحيط الهندي. وأضاف إن «وجود القطع البحرية الإيرانية شمالي المحيط الهندي، أنهت ظاهرة القرصنة في المنطقة»، مؤكداً ان البحرية الإيرانية وخلال الشهرين الماضيين تابعت أكثر من 366 سفينة تجارية بينها 36 سفينة مملوكة أو مستثمرة من قبل شركات إيرانية.

الخميس، 23 يوليو 2009

إيران ومعاركها الداخلية والخارجية



علي هاشم
طهران : قلة في إيران من تتفاءل بانتهاء أزمة ما بعد الانتخابات الرئاسية في 12 حزيران الماضي. ومع ذلك، فإن الصورة العامة تشير، الى عودة الجميع إلى حظيرة الثورة، لا سيما بعد خطاب الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني خلال صلاة الجمعة الماضية، وكلامه الذي، برغم تضمنه انتقادات لاذعة للنظام وصراحة غير معهودة في تسمية الأمور، بدا وكأنه يرسم من خلاله لنفسه ومن ثم للآخرين ممن يشاركونه ذات المركب خطاً أحمر عنوانه الجمهورية الإسلامية وخط الإمام الخميني. ربما استطاع خطاب رفسنجاني أن يجمع الكثيرين ممن أحبطوا بعد انكفاء قادة الإصلاحيين، ودفعهم للخروج من المنازل والنزول عن الأسطح التي اتخذوها منابر ليلية للتظاهر ضد الرئيس محمود أحمدي نجاد. هم خرجوا وفي البال مشهد أيام ما بعد الانتخابات، لكنهم فوجئوا بمشهد يماثلهم في العدد لمناصري الرئيس المجدد له يحملون صوره ويرفعون شعارات المحافظين، فبدا واضحاً للجميع، قادة وقاعدة وما بينهما، أن أي خطوة غير محسوبة قد تلون الإسفلت بالدم، وتفتح الباب أمام مرحلة يصبح فيها حتى الصراخ من على أسطح المباني أمراً محظوراً، لا بل جرماً لا تعرف عواقبه. انتهت الخطبة ولم تكد ردود الفعل تبدأ بالخروج ترحيباً من جهة وتنديداً من الجهة الأخرى، حتى أعلن نجاد من مدينة مشهد تعيين بعض أعضاء إدارته، واضعاً في الصدارة أسفنديار رحيم مشائي المثير للجدل، نائباً أول له، الأمر الذي نقل المواجهة إلى داخل التيار المحافظ الذي يعارض بمعظمه تعيين الرجل في هذا الموقع الحساس بسبب ما نسب إليه من تصريحات مثيرة للجدل حول صداقة الشعب الإيراني بالإسرائيليين والأميركيين. معركة المحافظين في ما بينهم سمحت للإصلاحيين بتنفس الصعداء لبعض الوقت، فالصراع لم يقتصر على التصريحات والتصريحات المضادة بل وصل إلى حد ترويج الشائعات عبر وسائل الإعلام، حيث نشرت إحدى الوكالات المدعومة من وزارة التعليم، والتي تضم في صفوفها شباناً من التعبئة الطلابية خبر استقالة مشائي. وانتشر الخبر كالنار في الهشيم الأمر الذي دفع مستشار الرئيس علي أكبر جوان فكر للخروج عبر قناة «العالم» والإشارة إلى الضغوط التي يواجهها الرئيس، ولكن نائب الرئيس عاد ليقطع الشك باليقين ويعلن استمراره في موقعه رغم كل ما قيل ويقال وسيقال. وأشار بعض المراقبين إلى أن تعيين مشائي لم يأت وليد صدفة، إنما نتيجة قرار مدروس من نجاد الذي أراد إيصال رسالة إلى حلفائه قبل خصومه أنه هو الذي يختار أعضاء إدارته وكما يريد، وذلك بعدما أشاع بعض أعضاء التيار المحافظ في مجالسهم الخاصة إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم وزراء من التيار الإصلاحي، وهو الأمر الذي لا يستسيغه الرئيس، الذي يقال انه يتجه لتعيين أحد أقرب مساعديه ومدير حملته الانتخابية مجتبي ثمرة هاشمي في موقع وزاري حساس، وسيستغني عن عدد من أعضاء وزارته ممن يوصفون بالحمائم. وفيما يبدو أن الشؤون الداخلية الإيرانية متجهة إلى مزيد من التطورات في الأيام والأسابيع المقبلة، تبدو الصورة مغايرة على صعيد الشؤون الخارجية، فشهرا تموز وآب لا يحملان الكثير من الاستحقاقات، اللهم إلا إذا قررت إسرائيل توجيه ضربة للمفاعلات النووية الإيرانية. وفي هذا الإطار تقول مصادر واسعة الإطلاع في طهران لـ«السفير» إن أي خطوة من هذا النوع ستشعل المنطقة، وان الغبار لن ينجلي إلا وإسرائيل خارج خريطة المنطقة، لا بل خارج خريطة العالم أجمع. استحقاق آخر كان من المتوقع أن يسيطر على مشهد العلاقات الخارجية الإيرانية، ألا وهو علاقة طهران بواشنطن والتعاون المفترض في أفغانستان، لكن الأحداث التي عصفت بالبلاد والاتهامات لأميركا وبريطانيا بدعم ما جرى من تظاهرات، وضع الملف في الثلاجة، في ظل سخونة غير مسبوقة في الداخل الأفغاني، الأمر الذي فسّره البعض بأنه بسبب التأخير في بدء التعاون، والبعض الآخر بالرسالة التي تبعثها إيران، عبر من تملك القدرة على التأثير فيه، إلى الولايات المتحدة وبريطانيا، ومفادها أن اللعب في الفناء الخلفي للجمهورية الإسلامية لن تظهر انعكاساته في الداخل بل في عدد التوابيت المشحونة إلى واشنطن ولندن. لرئيس علي أكبر جوان فكر للخروج عبر قناة «العالم» والإشارة إلى الضغوط التي يواجهها الرئيس، ولكن نائب الرئيس عاد ليقطع الشك باليقين ويعلن استمراره في موقعه رغم كل ما قيل ويقال وسيقال. وأشار بعض المراقبين إلى أن تعيين مشائي لم يأت وليد صدفة، إنما نتيجة قرار مدروس من نجاد الذي أراد إيصال رسالة إلى حلفائه قبل خصومه أنه هو الذي يختار أعضاء إدارته وكما يريد، وذلك بعدما أشاع بعض أعضاء التيار المحافظ في مجالسهم الخاصة إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم وزراء من التيار الإصلاحي، وهو الأمر الذي لا يستسيغه الرئيس، الذي يقال انه يتجه لتعيين أحد أقرب مساعديه ومدير حملته الانتخابية مجتبي ثمرة هاشمي في موقع وزاري حساس، وسيستغني عن عدد من أعضاء وزارته ممن يوصفون بالحمائم. وفيما يبدو أن الشؤون الداخلية الإيرانية متجهة إلى مزيد من التطورات في الأيام والأسابيع المقبلة، تبدو الصورة مغايرة على صعيد الشؤون الخارجية، فشهرا تموز وآب لا يحملان الكثير من الاستحقاقات، اللهم إلا إذا قررت إسرائيل توجيه ضربة للمفاعلات النووية الإيرانية. وفي هذا الإطار تقول مصادر واسعة الإطلاع في طهران لـ«السفير» إن أي خطوة من هذا النوع ستشعل المنطقة، وان الغبار لن ينجلي إلا وإسرائيل خارج خريطة المنطقة، لا بل خارج خريطة العالم أجمع. استحقاق آخر كان من المتوقع أن يسيطر على مشهد العلاقات الخارجية الإيرانية، ألا وهو علاقة طهران بواشنطن والتعاون المفترض في أفغانستان، لكن الأحداث التي عصفت بالبلاد والاتهامات لأميركا وبريطانيا بدعم ما جرى من تظاهرات، وضع الملف في الثلاجة، في ظل سخونة غير مسبوقة في الداخل الأفغاني، الأمر الذي فسّره البعض بأنه بسبب التأخير في بدء التعاون، والبعض الآخر بالرسالة التي تبعثها إيران، عبر من تملك القدرة على التأثير فيه، إلى الولايات المتحدة وبريطانيا، ومفادها أن اللعب في الفناء الخلفي للجمهورية الإسلامية لن تظهر انعكاساته في الداخل بل في عدد التوابيت المشحونة إلى واشنطن ولندن.
منشور في السفير

الأربعاء، 22 يوليو 2009

وداعا حيدر الغول....





ودعنا حيدر، هجرنا على عجل، خلف وراءه البسمة حزينة، تبكي رحليه عنا..حيدر، كم أذكرك في بداياتي مشجعا وناصحا، كنا نجلس سويا في غرفتك في الطابق الأرضي في مبنى المنار السابق، نتحدث وأغرف من معين تجربتك، توجهني كالأب الحنون والأخ العطوف.


ماذا أتذكر ولنا في الذكريات الكثير، في العمل وغير العمل، أتذكر ردة فعلك عندما أخبرتك بأني قريب إحدى مدرساتك في المدرسة كيف عادت بك الذاكرة إلى الطفولة وبدأت تقلب صفحات الذاكرة، وعندما كنت تنشد لنا في الرحلات مع قناة المنار، ولعلي لا أنسى انك أنشدت في حفل زفافي وكيف لي ان أنسى.


حيدر، لا خيار لنا سوى التسليم، لكننا جميعا لن ننسى أياما قضيناها معا زملاء وإخوة نتبادل أخبارنا ونتشارك شجوننا وهمومنا، نعم لقد رحلت لكنك باق فينا كما زميلنا الذي ما مر على وداعنا إياه شهر، الأخ المرحوم أبو حسن بليبل فلعلك مبلغه السلام عنا

مشائي يصف خبر استقالته بـ«الشائعة المسيئة» خاتمي يدعو لاستفتاء وخامنئي يحذر من «خبث الأعداء»









علي هاشم
طهران :
لم تؤثر إجازة الإسراء والمعراج على الحراك السياسي في طهران، فتوالت المواقف المرتبطة بالأزمة التي أعقبت الانتخابات الرئاسية، واستمر الجدال حول النائب الأول للرئيس إسفنديار مشائي، وما تمّ تداوله رسمياً أمس حول استقالته، ليحسم مشائي القضية سلباً ويؤكد عبر موقعه على الإنترنت أن ما روج في هذا الإطار مجرد شائعة هدفها الإساءة للحكومة.
ولعل البارز كان كلام المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الذي هاجم من وصفهم بأعداء الشعب الايراني، وانتقد تدخلهم في شؤونه الداخلية عبر تحريض وسائل الإعلام على القيام بأعمال شغب. وللمرة الأولى منذ فترة دخل الرئيس السابق محمد خاتمي على خط الأزمة تصريحاً، بعدما فعل حضوراً وتأثيراً، حيث دعا إلى استفتاء حول شرعية الرئيس المجدد له محمود أحمدي نجاد.
وفيما تضاربت المعلومات بشأن استقالة مشائي، جاء بيان على موقعه الإعلامي ليحسم الجدل، حيث نفى النائب الأول للرئيس ما وصفها بـ«الشائعة المسيئة»، مؤكداً استمراره في عمله رغم كل الانتقادات والضغوط التي تمارس على الرئيس محمود أحمدي نجاد.
وفي حين أكدت مصادر مستقلة حصول نقاش حول قضية مشائي على مستوى صناع القرار في إيران، نفت هذا المصادر قيام المرشد الأعلى بالضغط على نجاد لإقالة نائبه، الذي يرتبط معه أيضاً برابطة مصاهرة، لكنها أكدت ان نجاد يواجه حالياً ضغوطاً من داخل التيار المحافظ، في الوقت الذي يحتاج فيه الرئيس إلى تضامن الحلفاء معه في مواجه خصومه من الإصلاحيين، في خضم المعركة السياسية التي تشهدها البلاد.
يأتي ذلك، في وقت نقلت وكالة «رويترز» عن شهود عيان أنّ شرطة مكافحة الشغب الإيرانية اشتبكت مع مئات من المحتجين من مؤيدي الإصلاح في وسط طهران واعتقلت عشرات من المتظاهرين. وأشار أحد الشهود إلى أنّ المتظاهرين كانوا يرددون هتافات معادية لنجاد والحكومة، بينها «احمدي نجاد.. استقل.. استقل».
من جهة ثانية، اعتبر خامنئي أن «عزة الشعب الايراني في الوقت الراهن تحققت اثر نجاحاته وشموخه في الاختبارات الصعبة التي مر بها خلال السنوات الثلاثين الماضية»، مشيراً إلى أنّ «المكافأة التي حصل عليها الشعب الايراني من الله تمثلت في تحقيق ما وصفها بالإنجازات العظيمة».
وفي خطاب ألقاه بحضور الرئيس الإيراني وحشد من المسؤولين لمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج، قال خامنئي إن أعداء الجمهورية الاسلامية يرون في «النظام الاسلامي عائقاً أمام تحقيق أهدافهم الخبيثة، خاصة في منطقة الشرق الاوسط، ما يدل على عظمة الشعب الايراني ونظامه»، مجدداً اتهامه هؤلاء الأعداء بدعم الاضطرابات الأخيرة التي أعقبت الانتخابات الرئاسية العاشرة، لا سيما عبر وسائل الإعلام.
في غضون ذلك، خرج الرئيس السابق محمد خاتمي ليطالب بإجراء استفتاء حول رئاسة نجاد. وقال خاتمي، في لقاء مع عائلات المعتقلين السياسيين، إن المخرج الوحيد هو استفتاء يسأل فيه الشعب حول ما إذا كان راضياً عن الوضع السياسي الراهن، مضيفاً أنه في حال صوتت الأغلبية لمصلحة نجاد فإن المعارضة ستسلم بذلك.
وتبنت جمعية رجال الدين المجاهدين الإصلاحية دعوة الرئيس الإيراني السابق. وجاء في بيان أصدرته الجمعية: «بما أن ملايين الإيرانيين فقدوا ثقتهم بالعملية الانتخابية، فإن جمعية رجال الدين المجاهدين تطالب بإلحاح بتنظيم استفتاء من قبل هيئات مستقلة».
لكن كلام خاتمي، وغيره من قادة المعارضة الإصلاحية، وجد له رداً على لسان المدير العام لشؤون الانتخابات في وزارة الداخلية الإيرانية علي أصغر شريفي الذي قال إن شائعة التزوير في الانتخابات الرئاسية الإيرانية روّج لها أعداء إيران منذ أشهر عدة قبل الانتخابات، وأنها هدفت إلى «إضعاف رصيد النظام والحيلولة دون مشاركة المواطنين» فيها.
وأشار شريفي إلى أن بعض المرشحين اعتبروا أن وجود أوراق اقتراع إضافية بمثابة تزوير، لكنه قال إن مثل هذا الأمر جرى في جميع الانتخابات السابقة أيضاً، مؤكداً أن «عدد صناديق الاقتراع المتنقلة في الانتخابات الرئاسية العاشرة لم تزد عما كانت عليه في العمليات الانتخابية السابقة».
من جهته، طالب المرشح المعارض مير حسين موسوي بالإفراج عن «السجناء السياسيين». واعتبر موسوي أن «الصعوبات الحالية هي الثمن الذي يدفعه الشعب من اجل مستقبل أفضل»، مشيراً إلى أنّ الناس نزلوا الى الشارع للدفاع عن حقوقهم، ولا يمكن «وقف هذه الموجة عبر توقيف الآلاف، لا بل عشرات الآلاف».
إلى ذلك، نقلت وكالة أنباء «مهر» شبه الرسمية عن قائد قوى الأمن الداخلي العميد إسماعيل احمدي مقدم قوله إن «قوات الشرطة ستقف بوجه أي شخص في أي منصب كان يريد تجاوز القانون، وستدافع عن القائد والبلد باستقلالية تامة».

السبت، 18 يوليو 2009

رفسنجاني يرسّخ موقعه الوسطي للملمة الأزمة: دسائس تُحاك ضد إيران وعلينا استعادة ثقة الشعب









علي هاشم ـ طهران
من الوسط، حمل رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني العصا، ومضى يشق طريقه في خطبة الجمعة في طهران، بين المختلفين تحت مظلة واحدة، طارحاً ما يشبه «خطة طريق» لتجاوز «الأزمة» و«إعادة الثقة بالنظام».
تقدم رفسنجاني للمرة الاولى منذ حوالى شهرين، الحضور في جامعة طهران، وخطب فيهم. قال ما قاله بذكاء ودهاء. ضرب حيناً على الحافر، وحينا آخر على المسمار. خطب ود المعترضين حيناً، وود النظام، حيناً آخر. لكنه، بالدرجة الأولى، صوب النقاش، وأكد ان الجميع يتحرك تحت مظلة الثورة.
في الشكل، كان الرجل واضحاً وصريحاً بحق النظام، الذي هو أحد مؤسسيه الأساسيين. فدعا الى إطلاق سراح المعتقلين الذين أوقفوا خلال الاضطرابات التي تلت الانتخابات الرئاسية، وتخفيف القيود المفروضة على الإعلام. لكنه في المضمون، بدا وكأنه ينصح باحتضان المتضررين واسترضائهم، جمهوراً كانوا، أم سياسيين.
ولعل ابرز ما حمله الرئيس السابق امام الحشد الكبير من المصلين، الذي ضم المرشحين الخاسرين في الانتخابات مير حسين موسوي ومهدي كروبي والرئيس السابق محمد خاتمي، ما وصفها هو بـ«حزمة المقترحات» لحلحلة الوضع السياسي. وقال إنه قدم مقترحات الى مجلس صيانة الدستور ومجمع تشخيص مصلحة النظام، بعدما اعتبر انه «لا داعي لمجيء الآخرين من اماكن بعيدة وخارج البلاد ليقدموا وصفات لحل مشاكلنا».
وأوضح رفسنجاني، رئيس مجلس خبراء القيادة، ان «الهدف الاول هو إعادة بناء ثقة الشعب التي تضررت الى حد ما، والعمل في إطار القانون، وأن يكون الحوار بين مختلف الأطراف مستنداً الى المنطق، وإطلاق سراح المعتقلين، ونشر التسامح، وتحمل الرأي الآخر، وإجراء المناظرات الحرة في الإذاعة والتلفزيون، وأن يكون القانون معيار عمل وسائل الإعلام لإيجاد أجواء مستقرة وحرة للانتقاد»، داعياً الى «تخفيف القيود على الصحافة».
وأضاف رفسنجاني أن «عدداً كبيراً من حكماء البلاد قالوا إن لديهم شكوكا» حيال نتائج الانتخابات «وعلينا إذاً ان نعمل من اجل الرد على شكوكهم». وتابع «نحن اليوم بحاجة اكثر من اي وقت مضى الى الوحدة.. اولئك الذين أصيبوا في الحوادث بحاجة الى التعويض عليهم. علينا تعزية المحزونين وتقريب قلوبهم» من النظام. وأكد ايضاً على «ضرورة احترام مراجع الدين باعتبارهم سنداً للنظام».
ولفت الرئيس السابق الى أن «الإمام الخميني الراحل اكد منذ بداية نهضته قبل ستين عاماً، الاعتــماد على الشــعب للقيام
بالثورة الاسلامية، ورفض العمل المسلح واستخدام السلاح والاغتيالات والتعاون مع حزب ما.. وشدد بعد انتصار الثورة على ان الحكومة الاسلامية لا تقام الا من خلال مشاركة الشعب». وبينما اعتبر ان «اعضاء أي من التيارات لا يرضى بما حدث لأن الجميع تضرر»، حذر «من جعل الأعداء يشمتون بنا ويحيكون لنا الدسائس.. ينبغي ان يتحمل بعضنا بعضاً، وعلى الجميع ان يتقيدوا بالدستور في حلّ خلافاتهم، سواء شاؤوا ذلك أم أبوا».
وصارح رفسنجاني الإيرانيين قائلاً إنه «يا ليت كانت الظروف السائدة ايام الانتخابات تستمر الى اليوم، عندها كان باستطاعتنا حالياً ان نكون في افضل الظروف في العالم مهما تكن نتائج الانتخابات، ولكن ذلك لم يحدث كما أردنا». واعتبر انه «لو لم تحدث المشاكل، لكانت هذه الانتخابات طيلة ثلاثين عاماً من عمر الثورة، افضل وأكبر خطوة كبرى لإقامة المجتمع الاسلامي»، معرباً عن أمله في ان تكون خطبته «منطلقاً للتغيير في المستقبل وعبور الازمة الحالية لإعادة أجواء الوفاق والتعاضد والتضامن».
بعض المحللين أشاروا في دردشة مع «السفير» إلى «أهمية» كلام رفسنجاني، لكنهم أكدوا أن «الأهم» من الذي قيل هو أن يكون منسقاً بين رفسنجاني وخامنئي بحيث يكون الكلام مقدمة للفعل وبذلك تخرج البلاد نهائياً من الأزمة.
وقد علق النائب المحافظ في مجلس الشورى ناصر السوداني، على كلام رفسنجاني بوصفه بـ«العبقري»، مشيراً إلى ان الرئيس السابق، وهو من الرعيل الأول للثورة، قدم في خطبته ما يشبه «خريطة الطريق»، و«كشف المخططات الأجنبية والأيادي الخارجية التي عملت على بث الفرقة والفوضى في الشارع».
بدوره، اعتبر الكاتب الإصلاحي ما شاء الله شمس الواعظين في حديث مع «السفير»، ان رفسنجاني «قائد وطني كبير»، مشيراً إلى أنه «وللمرة الأولى، ارتضى لنفسه الخروج من دائرة الهمس في مؤسسات النظام إلى التعبير علناً عما في داخله».
الى ذلك، ذكرت قناة «العالم» الإيرانية ان صداماً وقع بين أنصار نجاد وآخرين من مناصري موسوي في أحد الأزقة عقب انتهاء صلاة الجمعة، وقد استخدمت قوات مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع لإنهاء النزاع. وكان آية الله مكارم شيرازي، أحد المراجع في قم، دعا في وقت سابق المشاركين في الصلاة الى «عدم تسميم صلاة الجمعة الموحدة بشعارات تثير الفرقة».
وقد انتشر الآلاف من أنصار موسوي في الحرم الجامعي وحوله وقد لفوا معاصمهم برباطات خضراء، وهو اللون الذي اتخذه موسوي رمزاً لحملته. وكان يمكن سماع أصوات الحشود وهي تهتف «موسوي.. موسوي.. نحن نؤيدك» مقاطعين لفترة وجيزة خطبة الجمعة قبل أن يطلب منهم الهدوء، بينما ذكر موقع حزب «اعتماد ملي» بزعامة مهدي كروبي، أن رجالاً باللباس المدني اعتدوا على المرشح الخاسر أثناء توجهه لأداء الصلاة».
واثر الصلاة، تظاهر مناصرو موسوي مرددين شعارات مؤيدة للمرشح الخاسر ومطلقين هتافات التكبير. وأكد شهود عيان أن أعداداً كبيرة من الشرطة انتشرت في المكان، واستخدمت الأعيرة المطاطية لتفريق التظاهرة و«اعتقلت كثيرين».
ورحبت واشنطن بدعوة رفسنجاني لرفع القيود المفروضة على وسائل الإعلام. كما أعلنت وزارة الخارجية «نحن مستمرون في مراقبة ما يحصل في إيران، لكن ليست الولايات المتحدة هي التي تقرّر. هذا نقاش وخلافات تحصل في إيران».
في هذا الوقت، أعلن نجاد تعيينين مهمين، تناول احدهما منصب رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية الذي اسند الى علي اكبر صالحي، السفير السابق لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عهد الرئيس السابق محمد خاتمي، مؤكداً بذلك عزمه على التغيير في حكومته. كما اعلن تعيين اسفنديار رحيم مشائي نائباً أول للرئيس بدل برويز داودي، الذي بات مستشاراً للرئيس. ومشائي شخصية مقربة من نجاد، وكان يشغل منصب نائب الرئيس للشؤون السياحية، وقد حل في منصبه حميد بقائي.


Share your memories online with anyone you want. Learn more.

الخميس، 16 يوليو 2009

إيران: مقتل 168 راكباً في تحطم طائرة

معظمهم من أرمينيا وجورجيا...ويريفان وجهتهم








علي هاشم
طهران :
من الأرض إلى السماء تحولت الأنظار فجأة في إيران إثر سقوط طائرة ركاب تابعة لشركة «كاسبيان أيروايز» متجهة من طهران إلى العاصمة الأرمينية يريفان.
لا شيء هنا كان ليبدل الاهتــمام بالأزمة الســياسية التي تلت الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لكن «الحادث الجوي» استنفر كافة القطاعات الرسمية والخاصة ووجه اهتمامها مباشرة نحو كشف أسباب الحادث الذي يعتبر الأسوأ منذ أعوام في بلاد عرفت بحوادث سقوط الطائرات.
168 قتيلا معظمهم يحملون الجنــسية الأرمــينية والجورجية، بينهم 15 من أفراد الطــاقم، هم حــصيلة الكارثة الجوية التي قال شهود عيان أن احد أســبابها اشــتعال أحد محــركي الطائرة الروسية الصنع، مباشــرة قــبل ســقوطها في أرض زراعـية في محافظـة قزوين، على بعد 150 كلم في شمال غرب العاصمة، قبيل محاولتها تنفيــذ هبوط اضطراري.
وفي هذا الإطار، أكد قائم مقام محافظة قزوين سعيد ميربها، أن الهلال الأحمر المحلي تحرك مباشرة نحو الحطام، وأن الجهود مستمرة لإيجاد الصندوق الاسود للطائرة الذي من شأنه أن يكشف أسباب الكارثة التي أدت أيضا إلى مقتل منتخب الجودو الإيراني للناشئين، الذي كان متجها بحسب مسؤول العلاقات العامة في الإتحاد، إلى أرمينيا للمشاركة في بطولة عالمية. لم يكتب لأي من أفراده التسعة النجاة، وانتهى السبيل بأعضائه كما الآخرين من ركاب الطائرة، أشلاء موزعة على امتداد البقعة التي تحطمت فيها.
وقال مدير العلاقات الدولية في جمعية الهلال الأحمر الايراني، عبد الرؤوف اديب، ان عمليات البحث عن جثث ركاب الطائرة الايرانية المحطمة لا تزال جارية، مضيفا أن الجمعية أرسلت سيارات إسعاف وأكثر من 100 متخصص من كوادرها الى المنطقة للبحث عن الجثث، التي قال انه لا يمكن التعرف عليها.
وعلى صعيد ردود الفعل الرسمية، طلب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من السلطات الإسراع بالتحقيق في أسباب تحطم الطائرة وتقديم تقرير مفصل له وللشعب الإيراني بهذا الخصوص. كما دعا رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، الى الإسراع في التحقيق. وقد وجه الاتحاد الأوروبي والرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف وآخرون، برقيات تعزية الى المسؤولين في طهران.
وتعتبر إيران من الدول الأكثر تعرضا لحــوادث ســقوط الطائرات لاسيــما أن الولايات المتحــدة تفرض حـظرا على تــوريد قطع الغيار إليها لــصيانة طــائراتها المدنية والعــسكرية التي يعود معظمها إلى عهد شاه إيران الســابق. وقد دفع هذا الحظر السلطات الإيرانية لشراء الطائرات الروسية والأوكرانية كبديل عن الطائرات الأميركية، وإلى الاستعانة بالسوق الســوداء والخبرات الداخلية من أجل تأمين قطع الغيار.
وشهدت البلاد حوادث طيران عديدة أودت بحياة اكثر من ألف شخص خلال السنوات القليلة الماضية، بينهم قادة عسكريون ووزير في الحكومة.
ولعل أبرز الحوادث التي وقعت خلال العقد الماضي في إيران، كانت سقوط طائرة عسكرية في شباط العام 2003، ما أدى إلى مقتل ما يزيد عن 270 راكبا معظمهم من ضباط الحرس الثوري.
لكن أسوأ ما وقع للطيران الايراني، كان سقوط طائرة مدنية تابعة للخطوط الايرانية من طراز «ايرباص ايه 300» بعدما استهدفتها مدمرة أميركية في الخليج، ما أدى يومها إلى مقتل ما يزيد عن 290 راكبا مدنيا.

هل سيدفع المسيحيون الثمن عندما يحصل التجنيس



كتب حسين نورالدين nourddin4@hotmail.com

كلكم يعرف قصة ذاك الراعي الذي اراد ان يقلق اهل قريته بصراخه من الوادي وادعائه ان الضبع الكاسر جاء ليقتله . ولمن لا يعرف القصة ، فقد نزل اهل مرة واثنين وثلاثة وفي الرابعة ، جاء الضبع فعلا للراعي وهجم عليه وقتله ولم يستجب اهل القرية لندائه الصادق هذه المرة .
هذه هي حال بعض المسيحيين اليوم في قوى الرابع عشر من اذار في لبنان ، فهم يكتفون ببعض التطمينات التأكيدات بأن توطين اللاجئين الفلسطينين لن يتم في مخيمات لبنان .
وعلى الرغم من عدم وجود اي اشارة تضاف الى رصيد هؤلاء المتشبثين بالقرارات الدولية ، تفيد بان الفلسطينين سيعودون الى بلادهم ، فان عليهم ان يعرفوا ان التوطين حاصل وامر واقع ، وان ما سياتي هو التجنيس .
ان الوضع الديموغرافي في اسرائيل لا يسمح لها باستقدام اي اعداد من الفلسطينين ، فضلا عن ان العدو يطرح اليوم فكرة الدولة اليهودية وقد يفكر في يوم من الايام بنزع الجنسية لعرب ال 48 .
ان التجربة التاريخية التي يريد ان ينكرها هؤلاء الهواة في السياسة ، الذين يأخذون العدو على المحمل الحسن ، وينفون عنه كل تهم المؤامرة ، هي ان كل الفلسطينين الذين تهجروا من فلسطين منذ العام 48 لم يعودوا الى ديارهم في اي من البلدان التي هجروا اليها .
فاللاجئون في الاردن اصبحوا مواطنون اردنيون يسافرون من والى الاردن بجواز اردني، حتى ان البعض يقول لك انا اردني ولا يذكر اي شيء عن فلسطين .
اما في مصر فان اخر احصاء للفلسطينين في عام 95 يظهر وجود اكثر من 100 الف لاجىء يعيشون في مصر في مناطق مختلفة ومصنفون بحسب السنوات التي قدموا فيها الى مصر ، وكما هو معروف فان السلطات المصرية تشجع هجرة هؤلاء وتمنع عودتهم بفعل اجراءات صارمة بهذا الخصوص .  ولا بد من ذكر ان صدامات و ثورة 1936-1939 بين اليهود المدعومين من الانكليز من جهة  والفلسطينيين من جهة اخرى ، دفعت الكثير من الفلسطينيين للجوء الى مصر وكانت النسبة الاكبر من هؤلاء من الخليل، المدينة التي شهدت أشرس الصدامات بين العرب و اليهود، إبان هبة البراق ويلاحظ أن النسبة العظمى من هؤلاء حصلت على الجنسية المصرية، حتى قبل وقوع نكبة 1948 .
لم تنفع كل قرارات الامم المتحدة منذ ذلك الحين ومنها القرار 194  المتعلق بعودة اللاجئين الفلسطينيين ، ومع ذلك فان قوى الاعتدال العربي تتشبث بالشرعية الدولية ويدافعون عنها اكثر مما تطلبه منها عواصم العالم الغربي حتى ، ويسير معها ركب 14 اذار مصدقا ان الولايات المتحدة ستحميه وفرنسا ومجلس الامن الذي لم يستطع ادانة مجزرة قانا بنسختيها .
ان من السخافة ان تعتبر هذه القوى اللبنانية ان تيار المستقبل هو الضمانة لها لعدم توطين الفلسطينيين فهو الى اليوم لم يستطع اعادة اي فلسطيني الى ارضه ولم يطرح اي مشروع لحل مشكلة اللاجئين ، فضلا عن طموح باطني لديه باستغلال هذا الوجود لتحصيل تفوق سني عددي مقابل الشيعة في لبنان ، ولا يخفى على احد ان شعار "الفلسطينيون بندقية السنة" حظي برعاية المفتي حسن خالد الراحل .
ان هؤلاء المراهنين لم يستفيدوا من تجربتي مصر والاردن ولا زالوا يعولون على السلام في ظل عدم وجود اي بارقة امل في عودة الفلسطينين بل ان التفكير الجدي في اروقة البلاط السعودي هي كيفية تجنيس هؤلاء لمواجهة المد الشيعي والوجود الصليبي في الشرق .
ان كل هذه العبر التاريخية ، من مجازر وحروب واقتضام لاراضي وسرقة مياه وكل الاعتداءات وكل التصريحات بان مبادرات السلام لا تساوي الحبر الذي كتبت به ، كلها لم تكن لتقنع هؤلاء ان التوطين حاصل والتجنيس آت ما لم يكن هناك خطة موحدة ومطالبة جدية بعيدة بالتأكيد عن اللواء عمر سليمان والامير مقرن بن عبد العزيز .
وحده ميشال عون عرف البوصلة وسار داعما لخيار المقاومة لتحصيل كل الحقوق ، فهو من الخارج كان يرى في المقاومة امتدادا ايرانيا بفعل الصورة التي كانت تصله ، اما في لبنان فهو راى الامور على حقيقتها ، وماز الابيض من الاسود ، وعندما يأكل الضبع الجميع وبينهم هؤلاء اللاهثين الى السلام ، فان النداءات كلها لن تنفع وسيعرف من اقترع في عام 2009 لهم انه ارتكب خطأ استراتيجيا بحق كنائس الشرق ، فهم لم يصدقوا كل التاريخ وفضلوا ان يكذبوا على انفسهم وعلى اتباعهم.





 





الخميس، 9 يوليو 2009

إختبار جديد للنظام والإصلاحيين ورفسنجاني يستخلص العبر، إيران ما بعد عاصفة الإنتخابات

منشور في صحيفة السفير اللبنانية

علی هاشم ـ طهران

هادئة هي طهران في نهارها وليلها، هدوء مدن الغرب من باريس إلى واشنطن لا بل قل أكثر، حتى الشوارع لا تعطيك إنطباعا ان شيئا ما حدث هنا كاد أن يغير الموازين في الداخل ويقلب المعادلات في المنطقة لولا سياسة الإحتواء التي إتبعها النظام بعسكره وسياسيه ورجال دينه.

فقط هي اصوات القلة من مناصري الإصلاحيين ممن لم ييأسوا من التظاهر، فإستبدلوا الشوارع العامة بأسطح المباني متخذين من الليل وقتا لخروجهم لهنيهات صارخين بأعلى الأصوات: "الله أكبر ويا حسين مير حسين"، ولكن الأصوات هذه تتراجع يوما بعد يوم لتعود أدراجها إلی البيوت والصالونات الثقافية وتتجمع كالجمر من تحت الرماد بإنتظار فرصة مشابهة قد تكرر وقد لا.

ولعل قرار مير حسين موسوي تآسيس حزب سياسي جديد، يحمل بين طياته نية الإستمرار في المعركة والإبقاء علی جو التعبئة بين جمهوره لكي لا تذهب جهود المرحلة الماضية أدراج الرياح، لكن بعض المحللين ممن تحدثنا معهم لم يبدوا تفاؤلا بذلك وفي هذا الإطار ذكّر الكاتب الإيراني محمد صادق الحسيني بتجربة الشيخ مهدي كروبي لدی تأسيسه حزب "إعتماد ملي" مشككا بإمكانية نجاح تجربة حزبية من هذا النوع لاسيما وأن مجتمع الأحزاب في إيران لم ينجح على إمتداد السنين الماضية في إجتذاب قاعدات شعبية عريضة، بل إقتصر تأثيره على النخبة من المثقفين وابناء الطبقات المتوسطة والغنية.

ربما تكمن الصعوبة في نظرة قادة المعارضة للأمور وطريقة تعاطيهما مع النظام. فمما ظهر من مواقف بدا أن مير حسين موسوي والشيخ كروبي ومن خلفهما الشيخ هاشمي رفسنجاني لم يتوقعوا هكذا رد فعل من النظام. ربما إشتبه عليهم أن النظام المتسلح بسياسة النفس الطويل في علاقاته الخارجية سيلجأ للإنفعال الزا‍‍ئد ردا على الإحتجاج في الداخل، الأمر الذي يضعفه في نظر الرأي العام الداخلي ويضعه أمام تهمة تهديد ميزة البلاد الأساسية منذ قيام الثورة ألا وهي الأمان.

بيد أن الحسم السياسي السريع من خلال خطاب مرشد الثورة السيد علي خامنائي وما تضمنه من مواقف حاسمة، في مقابل الشغب الذي سيطر علی الشارع وما نتج عنه من تكسير للأملاك العامة وحرقها، قلب الميمنة على الميسرة وحول بعض التعاطف الذي حصل عليه المعارضون في الأيام الأولى إلى سخط في صفوف العامة أفقدهم القدرة على الحشد الشعبي والإستمرار في إحتلال الشارع كمقدمة لتغيير المعادلة كما صرح البعض.

بالنسبة لمير حسين موسوي ومهدي كروبي لم يوقفهما خطاب المرشد عن المطالبۀ بإعادة الإنتخابات، فإستمرا في حملتهما مصعدين منددين مهاجمين ومتسلحين بغطاء مجموعة من رجال الدين في قم علی رأسهم آية الله يوسف صانعي، حتى كادت الأمور تصل بين هذا المعسكر من جهة وبين النظام ومحتضنيه من المحافظين إلى حد التخوين إذا لم نقل أكثر.

وحده الشيخ رفسنجاني قرأ الواضح البين مما قيل في صلاة الجمعة الأولى بعد الإنتخابات، وحلل ما إحتضتنه السطور، فإستخلص العبرة وتجنب الغوص في القيل والقال، وفي اللحظة المناسبة نفذ حركة إلتفافية تضمنت إنتقادات لمناصري الإصلاحيين وموضحا أن المنافسة في الإنتخابات الأخيرة لم تكن في المستويات العليا للنظام أو خارج اسرته، بل وبتصريح جميع ارکانه کانت مسؤولية اسلامية وثورية ووطنية ولا ينبغي ان يعتبرها البعض شرخا في بنية الثورة.

هكذا خرج الشيخ الرئيس كما يحلو للبعض تسميته من قلب المعركة تاركا حليفيه لمصيرهما في ظل مشهد جديد عماده المحافظين مجددا في السلطة كما في الأعوام الأربعة السابقة، لكن مع تراجع للتيار الإصلاحي على صعيد التأثير في القرار أو المنافسة على سدة الحكم، أولا لحال التشنج بين بعض رموزه والنظام وترويج بعض من فيه لتغيير قواعد اللعبة، ما جعلهم يقفون موقف المتهم لا الشريك في الوطن بنظر المحافظين، وثانيا لعجزهم عن الإستمرار في حملتهم الذي إنعكس إحباطا في صفوف مؤيديهم وحنقا لدى البعض الآخر ممن عولوا كثيرا على التحرك الأخير، الأمر الذي دفعهم لإختيار السلبية في التعاطي المستقبلي مع الأحداث.

في الشكل نجح النظام هنا في تخطي الإمتحان الصعب وان نسبیا، وهو امتحان لو فشل فيه لكانت الأمور في إتجاه مغاير، ربما في إتجاه لم يكن يخطط له المبغض أو يتشائم في توقعه المحب، عنوانه ببساطة الفوضى، وأي فوضى.

في المضمون يقول الباحث في الشؤون الإستراتيجية أمير موسوي للسفير ان ما حدث أوصل البلاد للمرة الأولی منذ قيام الثورة إلی مرحلة الحاجة لجهود التقريب من الفرقاء، وهو الأمر الذي يقود السعي فيه المرشد الأعلی ويعاونه رجال دين وسياسة من المحافظين والإصلاحيين، والهدف الآساسي منه إخماد الجمر المشتعل والتوطئة لمرحلة جديدة لاسيما وأن الآخطار التي تتهدد البلاد، لاتشكل خطرا فقط علی حزب أو فريق في البلاد، بل علی الأمة الإيرانية أجمع.

http://www.assafir.com/WeeklyArticle.aspx?EditionId=1282&WeeklyArticleId=58138&ChannelId=7593&Author=علي-هاشم

Al-Mayadeeen Feeds