
إنها لعنة الحرب تحت مظلة "الجهاد"، والإبادة تحت عباءة "السنة" !!. وتقول الجعارة فى مقالها النارى : لقد كان إحياء مسار "آل البيت" مشروعا للسياحة الدينية، تبناه الدكتور "ممدوح البلتاجي" خلال عمله كوزير للسياحة، لكنه بفضل " الكهنة الجدد" تحول إلى ساحة صراع دموي. صراع لا يخلو من تكفير الآخر !!. رجل واحد تصدي لهذا الصراع الموجع، بعلمه وفكره..إنه الدكتور "علي جمعة" مفتي مصر الذي قال: (يجوز التعبد بالمذاهب الشيعية ولا حرج، وقد أفتي بهذا شيخ الأزهر الراحل "محمود شلتوت"، فالأمة الإسلامية جسد واحد لا فرق فيه بين سني وشيعي، طالما أن الجميع يصلي صلاة واحدة ويتجه لقبلة واحدة)..وأيد فضيلة المفتي التطورات التي حدثت لدي الشيعة في عام 2008، (في إشارة إلي الدراسات الشيعية التي دعت لمنع سبّ الصحابة علي المنابر)، إنها نفس التطورات التي تضمنها بيان لأحد عشر مثقفاً، ينتمون للطائفة الشيعية طالبوا خلاله بـ"تصحيح مسار الطائفة الشيعية في الوطن العربي"، وفي مواجهة صادمة بين "المثقف" و"الفقيه" تناول البيان 19 مادة تحتاج للمراجعة رفض فيها الموقعون ركائز أساسية (ثوابت) في المذهب الشيعي الإسلامي، ومن ذلك: (عصمة الأئمة الإثني عشر، التقليد المرجعي، النيابة عن الإمام المعصوم، إعطاء الخمس لرجال الدين، التمييز بين السادة والعامة، قذف الخلفاء الثلاثة السابقين للإمام علي بن أبي طالب، ممارسة التطبير وضرب الصدور في ذكري عاشوراء، الولاية العامة وولاية الفقيه (.. إنها محاولة لسحب "صكوك الغفران" من "الفقهاء، وإعلاء قيمة العقل وتحريره من الأيدولوجيا السياسية.. إنها معركة "إصلاح" مثل التي شهدتها الكنيسة في عصور الظلام!!. "المثقف الشيعي" اقتحم دائرة تقديس "الفقيه"، وحطم تابوهات الكهنوت الإسلامي.. تلك هي معركتهم الآنية. أما المد الشيعي فمجرد "هلاوس مرضية" تنتاب البعض، الذين يقبلون بمجتمعات خليجية ذات أغلبية شيعية تحكمها أقلية سنية (!!). بعض هؤلاء لا يعرف عن المذهب الشيعي أكثر من "زواج المتعة"، ويصوب سهامه إلي "المسلم الشيعي" تاركا خلف ظهره الكفرة وعبدة النار والأوثان (بوذا مثلا).. ليس بينهم من يتطوع برحلة "تبشير إسلامي" لبلاد تعبد "الشمس" أو "العجل".. فتجارتهم الرابحة هنا، في مواجهة الشيعة أو الأقباط، وكأن إقامتهم محددة بمقار القنوات الفضائية!.
ومصلحتهم مرتبطة بقدر ما يحققونه من بلبلة بين البسطاء!!. وأنهت مقالها : أنا مع مشروع تقنين الفتوي في وسائل الإعلام، حتي لو اعتصم الجمهور مع بعض الدعاة.. مع مراجعة (الثوابت الشيعية) الذي تقوده كتيبة مثقفين.. مع الحق في ممارسة شعائر العبادة لكل الأديان والمذاهب.. مع "حرية الاعتقاد" لآخر المدي.. لأنها من صميم الدين الإسلامي .