الاثنين، 29 أبريل 2013

الاقتصاد اللبناني على طريق البطالة الاسبانية، حسين نور الدين

كتب حسين نورالدين

الاقتصاد الاسباني على طريق الانهيار ، وحدة الاتحاد الاوروبي هي موضع نقاش ان لم يكن بالبعد السياسي فبالبعد النقدي حول ما اذا كان اليورو عملة مناسبة ام لا. المانيا البلد المستفيد والرابح الاكبر خرج ناشطون فيه للمطالبة بعدم الحاجة الى اليورو ربما لاستباق انهيار متوقع للعملة.
بلد ال 48 مليون شخص يعاني من ديون عامة قاربت ال 1350 مليار دولار(تسعة اصفار بعد الرقم الرباعي) اي ان كل مواطن مدين بنحو 23500 دولار.
ان ناتج البلد المحلي يقارب ال 1400 مليار لعام 2012 وبمقارنة انتاج البلد مع ناتج لبنان يتبين لنا انها يكبرنا بنحو 23 مرة في احسن تقدير.
وبحسابات نسبية يظهر ان لبنان ذو ال 10452 كلم مربع مدين ب 70 مليار دولار اي ان مواطنه مدين بنحو 18000 دولار في بلد تغيب عنه الارقام الشفافة من الدولة.
تعاني اسبانيا اليوم من تضعضع في بنيتها الاجتماعية نظرا الى تاثيرات الازمة الاقتصادية عليها وخصوصا العمالة . البطالة كسرت حاجز ال 6 ملايين شخصا وهذا بعد اجراءات اتخذتها الحكومة منذ 2008 لم تؤد الا الى مزيد من دعم القطاع المصرفي المأزوم بفعل فقاعة الرهون العقارية.
لتبسيط الامر فان عميلا محتاجا الى تمويل ما سواء للاستهلاك المباشر او للاستثمار لجأ الى بنك للحصول على قرض. يسأل البنك عن ضمانات فيعطيه العميل صكا بامتلاكه بيتا . يتم تخمين البيت واعطاء نسبة من التخمين كقرض للعميل. فالمنزل موضوع حديثنا هو ب 2 مليون دولار والبنك اعطى العميل 1.5 مليون دولار ورهن المنزل لصالحه. ما حصل هو ان سعر المنزل هبط الى 800 الف دولار (تضخيم الارقام لتسهيل القياس) . لم يعد للعميل مصلحة في سداد قرضه لان الفائدة التي اخذها البنك عليه اعلى من سعر منزل بامكانه ان يشتري مثله،كما ان البنك في حال بيعه للمنزل يكون قد خسر مبلغا ليس بقليل.
هذا ما وقعت به البنوك على مستوى الاف العملاء في العالم اجمع.
وعندما تقع البنوك في ازمة فانها تسرح موظفين عندها وتخفض مصاريفها الادارية والعملانية والتالي فان الحلقة المرتبطة بالبنوك ايضا يخف مردودها المالي الذي اعتادت عليه فتقوم ايضا بتقليض انفاقها ليدخل الاقتصاد كله في مرحلة الركود.
سارعت الحكومة الاسبانية الى مد القطاع المصرفي بنحو 100 مليار دولار استخدمتها البنوك لتعويض فوائدها التي خسرتها ولتعويض خسائرها العقارية ربما. ولم يتح المبلغ اعادة النظام الى العمل كما سبق. اخذت البنوك عبرة ايضا مما حصل فاصبحت اكثر تحفظا في انفاقها وتوظيفها واستثماراتها.
ان تكن خفت ارباح البنوك فان من تأثر بذلك هم حملة الاسهم وليس اصحاب البنك ومديريه المرابين.
هكذا الى وصل اليونان للمرحلة نفسها والبرتغال واسبانيا. طبعا ان الديون الجديدة التي استقدمت الى الانظمة المالية لهذه الدول يترتب عليها ايضا فوائد مالية او كما يحلو للبعض ان يسميها مكمل قيمة المال في المستقبل.
الفت الى ان بنية الاقتصاد الاسباني شبيهة بالاقتصاد اللبناني من حيث احتلال قطاع الخدمات لنحو 70 بالمئة من النائج المحلي وتأخر قطاعات الزراعة والصناعة في المساهمة الاقتصادية.
وبعد هذا التمهيد نسأل بعد اوجه الشبه هل من الممكن ان يكون نحو مليون من الشعب اللبناني عاطل عن العمل ؟؟ (مع الاخذ بعين الاعتبار من هم خارج سوق العمل اصلا كالاطفال)
ولماذا لم تصل الحال في لبنان الى ما وصلت اليه في اسبانيا بعد مع تخطينا لهذا البلد الاوروبي بنسب المديونية الفردية والجماعية.
المشاكل البنيوية في الاقتصاد اللبناني اكبر ، في ظل اهتراء قطاع النقل فيه وادارة حكومية فاسدة وشركات تعيش على الريوع الربوية وعلى زمر المحسوبيات. الوظائف تحظى بتقديمات اقل وخلق فرص العمل الى تراجع.
وبحسب الامم المتحدة فان اللبناني يمضي نحو سنة في التفتيش عن عمل وهي للصدفة الفترة نفسها التي يستلزمها الاسباني القادر على الانتقال الى 35 بلدا ضمن الاتحاد الاوروبي،في وقت لا يتمتع اللبناني بهذه الميزة النسبية.
ان الاسواق الخارجية للمنتجات الزراعية في لبنان متأثرة بشكل كبير بالازمة السورية والبنية الاقتصادية مهترئة بالتاكيد اكثر من اسبانيا والفساد داهم بشكل كبير.
بخلاصة الحديث ان البلد الذي يعيش على رواتب اكبر احزابه وعلى تحويلات مغتربيه وقروض دولية عامة لا بد انه ملاق لازمة في الافق وان تأخرت لظروف ما.

الاثنين، 22 أبريل 2013

مصحف الشيعة وقرآن السنة !



قد لا أكون الأنسب علما للحديث في قضية إختلف عليها كبار علماء الأمة، لكن لا يضر ان ادلو بدلوي طالما ان ما سأقوله لن يرقى مهما كان لمستوى السموم التي يبثها بعض مربي اللحى ومعتمري العمائم. لن ادخل في إثبات او نفي حوادث تاريخية لم يصل اهل التأريخ فيها إلى حل يفضى إلى إجماع أمة إحترفت الخلاف ولا أقول هنا فن الخلاف.
كثيرة هي القضايا التي يختلف عليها الشيعة والسنة، لكنها تبقى دون التوحيد والنبوة والقرآن والحج والحساب، او على الأقل هذا ما اعتقده. الله جل جلاله ربي، والإسلامي ديني، ومحمد نبيي، والقرآن كتابي، والكعبة قبلتي. نعم أخي السني، السلفي، الوهابي، الخ...انا وغيري من الشيعة نؤمن بالله الواحد الأحد الفرد الصمد إلها واحدا لم يلد ولم يلد ولم يكن له كفوا احد. كما اننا نؤمن بأن محمد(ص) خاتم الأنبياء والمرسلين خير البشر الصادق الامين، وان جبريل لم يته يوم نزّل التنزيل، وانه كان يقصد محمد (ص) لا إبن عمه وربيبه علي بن أبي طالب. نؤمن بأن القرآن الكريم هو كتاب منزل محفوظ من اي تحريف، وأي كلام يدعي البعض انه قيل على لسان علماء شيعة في يوم من الأيام ليس سوى ضلال مبين، ضلال لناقل الكلام إن كان إدعاه دون دليل، وضلال لصاحب الفتوى إن فتى يوما بهذا الكلام، فلا إجتهاد على نص، والنص الإلهي القرآني واضح بيّن جلي (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)(الحجر)، حتى ان كتب القرآن التي في بيوتنا والله على ما أقوله شهيد، معظمها طبعت في المملكة العربية السعودية، لا بل أزيدكم من الشعر بيتا، انا شخصيا لم أسمع بقضية المصحف الشيعي الخاص، او ما يسمى بمصحف فاطمة، إلا من بعض الإخوة السنة لدى سؤالهم إياي عن القضية. فوجئت حينها خاصة أني من الملتزمين دينيا، فكيف امارس ديني دون ان اعرف بكتابي الخاص الذي يختلف عن كتاب المسلمين. إستفقت من مفاجئتي وتوجهت لسؤال شيوخ الطائفة عن كتابنا الآخر، السري، المخفي، المستور، الذي لا يعرف به احد اللهم إلا بعض الأصدقاء من غير مذهبي، لا بل وإن صدق كلامهم قد يكونون من غير ديني، إذا اني سأكون أدين بدين غير دينهم وإن كنا نتفق على بعض المشتركات. الحمدلله اكد لي شيوخ الطائفة وعلماؤها وكل من وجهت إليه السؤال من اهل علم وعمل ان هذا الكلام باطل وهو مجرد تهمة يرمى بها الشيعة من قبل البعض، للأمانة أردت الإطمئنان اكثر، فالعلماء والمراجع وأهل العلم قد تفوتهم بعض حقائق دينهم، فذهبت إلى جدتي وسألتها عن مصحفنا الحقيقي، فاعطتني القرآن، اعدت طلب مصحفنا الحقيقي الذي قد يكون مخفيا في مكتبة هنا او صندوق هناك للتوارثه الأجيال، خاصة اننا عائلة سادة اي اننا من عتاة التشيع، كادت الحاجة ان تصفعني وانا أشرح لها، "شو كفرت؟" سألتني الحاجة وانا أجزم انها في تلك اللحظة تمنت لو اني لم الد. إذا لكي لا أطيل الكلام، لا قرآن خاص بالشيعة، او على الأقل شيوخ الطائفة وعوامها لا يقولون به، وهو غائب عن ممارساتهم الدينية اليومية والموسمية، القرآن الوحيد الموجود هو القرآن الكريم بالطبعة السعودية، اللهم إلا إذا كان المقصود بمصحف فاطمة تلك الطبعة السعودية التي نقتنيها جميعا.
في مسألة الصلاة أيضا لا خلاف يذكر، اللهم إلا ان الشيعة يؤخرون الصلاة لربع ساعة من اجل الإحتياط الشرعي، وبعض المراجع قضى بإسقاط الإحتياط. قد يسأل سائل ماذا عن ذكر ولاية علي بن أبي طالب في الآذان، أقول هنا ان الأمر ليس جزءا من الآذان إنما يقال إستحبابا، ولعل في هذا إختلاف عن بقية المسلمين لا يمكنني ان انفيه. للإختصار، الصوم هو الصوم، والحج هو الحج، هناك إختلاف بصراحة لست مطلع عليه في قضية الخمس والزكاة.
إذا في الأصول لا خلاف، بل إقتراب إلى مستوى التطابق، مع بعض الفروقات الصغيرة التي قد تظهر بين مذاهب السنة الأربعة، وبين الشيعة أنفسهم على إختلاف مراجع التقليد لديهم، فهذا يقول بكذا وذاك يقول بذا، إختلاف في التأويل والإستنباط لا يفسد في الود قضية. أين الخلاف إذا؟
الشيعة لديهم زواج المتعة، لكنه لما لا يعتقد به يبقى من غير أصول الدين او فروعه، اي ان الإعتقاد بهذا الأمر لا يسقط إسلام امرئ، وعدم الإعتقاد به كذلك لا يعني ان الشخص خارج عن الملة. الشيعة يؤمنون بالمهدي المتنظر، لكن ألا يؤمن السنة به، ألا يعتقدون بظهور شخص في آخر الزمان يحمل إسم النبي وكنيته كما في الكثير من الروايات التي إتفق عليها الشيعة والسنة، ربما الخلاف الوحيد في هذه النقطة ان الشيعة يعتقدون بأن المهدي حي منذ ألف عام أو اكثر، والسنة يقولون بأنه سيولد في الزمن الذي سيظهر فيه. بغض النظر عن الخلاف الزمني بين المذهبين، يبقى ان فكرة الظهور في آخر الزمان مشتركة، اكان المهدي قادما من زمن غابر ام إبن الجيل الذي سيظهر فيه، وهذا لا أظن ان فيه واحد بالمئة من الخلاف الذي بين اليهود والمسيحيين حول المسيح، فاليهود يعتقدون بأن النبي عيسى هو المسيح الدجال وان المسيح الحقيقي سيظهر في آخر الزمان، لكنهم مع ذلك لم يصلوا في إختلافهم إلى ما وصلنا إليه رغم ان ما يجمعهم قليل، لا بل يكاد يكون غير موجود.
أين الخلاف العقائدي، هل هو التقية، نعم الشيعة يتهمون بالتقية، لكن ما هي التقية، وأين تجوز تقية؟ لعل الواضح في عصرنا هذا ان الشيعة ما عادوا أهل تقية، لا سيما وانهم أصبحوا أصحاب قوة وسلطة في كثير من بقاع المسلمين، لكن التقية لا زالت تمارس لكن من غير الشيعة....أو لم تستفد الحركات الإسلامية التي تهاجم الشيعة اليوم على إختلافها من التقية في تعاطيها مع الأنظمة خلال حقبة سياسية ما. ألم يمارس الإخوان المسلمون التقية بشكل من أشكالها في علاقتهم مع نظام حسني مبارك، إذا فالتقية ليست محصورة بالشيعة بل هي نوع من المهادنة المرتبطة بفقه الأولويات، او بأمن المكلف حيث يكون في موضع قد يتعرض فيه لنوع من الخطر.
لا شك ان الخلاف على قضية الخلافة والولاية هو أساس الإفتراق بين الجمعين، فالسنة قالوا بالخلافة الراشدة التي بدأت بأبو بكر الصديق ومرت بعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وإختممت بعلي بن أبي طالب. أما الشيعة فيقلون بحق علي في ان يكون أول الخلفاء وان أولاده واحفاده هم الأحق بخلافته. لا يمكن لمعتدل شيعي او سني ان ينفي هذا الإفتراق المهم في التاريخ الإسلامي. لكن هل الإختلاف على التاريخ يجيز تكفير هذا أو ذاك.
هنا يخرج من يقول ان الشيعة يسبون ويلعنون صحابة الرسول وبعض امهات المؤمنين، حقا! هل يفعل الشيعة كلهم هذا الأمر، هل يشبه هذا مثلا ان نقول ان السنة يبررون ليزيد بن معاوية قتل الإمام الحسين في كربلاء؟ طبعا لا يجوز التعميم أكان في تصرف بعض الشيعة وفي تبرير بعض السنة. بالنسبة للعن والسب وما إليه، ربما على اولئك الذين يجهدون في البحث عن شتائم قلة من الشيعة للسنة، ان يبحثوا أيضا في فتاوى كبار علماء الشيعة، آيات الله، خامنائي، سيستاني، فضل الله، وغيرهم ممن حرّم بشكل واضح وجلي وبيّن السب واللعن والتعرض لأمهات المؤمنين والصحابة. هذه الفتاوى لم تصدر بالأمس بل قبل سنوات، وهي تجدد كل عام لا لأن الشيعة لم تصلهم هذه الفتاوى، بل لأن البعض ممن يجيدون النكأ في الجراح يستمرون في الكلام عن هذه القضية دون ادنى إشارة إلى ما قامت به المراجع الشيعية. فكما لا يمكنني أن أناقش السني العادي بأفكار بعض عتاة الوهابية والسلفية، لا يمكن ان يجابه الشيعي بأفعال بعض عتاة الشيعة ممن لا يتبعون إجماع الطائفة والمذهب.
بإختصار، ما يجمعنا كثير، والكلام ليس للإستهلاك، ما بيننا رب ونبي وكتاب وقبلة، ما بيننا لغة وثقافة وتاريخ ووحدة، ما بيننا يحتاج غيرنا منه القليل ليصبحوا أمة....أولسنا أحق بأن نكون الأمة...



السبت، 20 أبريل 2013

شيطنة حزب الله!




زارني قبل أسابيع صديقي الدمشقي، لم يحمل إليّ شيئا مما إعتدت عليه منه في زياراته السابقة، اللهم إلا الهم الذي بات مصاحبا له كما لملايين السوريين الذين باتوا يوما بعد يوم يثبتون أنفسهم نظاما ومعارضة حجرا رئيسيا على رقعة شطرنج الأمم.
تواعدنا في مكان وسبقني إليه وما ان وصلت حتى أومأ للنادل هناك، والذي كان بالمناسبة سوريًا، وبدل طلب الطعام او الشراب بادر إلى سؤاله، "يا فلان في العام 2006 هل رفعت علم حزب الله؟ هل صرخت بروح نصر الله؟" فأجاب الشاب "نعم فعلت وفعل كل الشعب السوري". عاجله بسؤال آخر وسريع، "واليوم حتى لازالت تحبهم؟" اجاب النادل السوري دون تردد بالنفي ليضيف بعد ثوان من الصمت "حزب الله شريك في القتل لأنه يدعم المجرم بشار الأسد".
إلتفت صديقي مجددا إلي ليؤكد لي النظرية التي كان يحضرني للحديث عنها، حزب الله الذي كانت صوره في سورية ترفع فوق صور بشار وحافظ الأسد طوعا لا جبرا أضحى اليوم بمنزلة النظام من كثر من الذين لا يؤيدونه، أصبح عدوا لأنه لم يساند الثورة ودعا للحوار وأعلن صراحة تأييده للنظام، والسيد حسن نصر الله الذي كان في يوم من الأيام بطلا من الأبطال الأسطوريين لدى السوريين لأنه  قاوم إسرائيل، حرقت صوره ومزقت، واصبح إسما غير مرغوبا بسماعه وصوتا مستفزا لا يقابل عند سماعه إلا بالشتائم.
حتى اكثر المتفائلين إسرائيليا وأميركيا لم يكونوا ليظنوا ان صورة نصر الله وحزب الله تحديدا في سوريا ستصل إلى هذا الدرك، حتى أن النظام في سوريا ظن للوهلة الأولى في بداية الأحداث ان الوحيد الذي بإمكانه التأثير في الناس وإعادتهم إلى بيوتهم هو نصر الله، لكن النتيجة كانت ان الناس بدل ان تستجيب لمن كان بطلها وملهمها اسقطته عن عرش محبتها ووضعته إلى جانب بشار الأسد بإعتباره مؤيدا للنظام، ومن ثم بدأت الإشاعات بأن حزب الله دخل المعركة تتزايد، ليتحول الحزب إلى قاتل بنظر الذين يؤيدون الثورة، ولتحاك القصص وتروى الحكايات عن القناصة اللبنانيين حينا والإيرانيين احيانا الذين يدخلون مع الأمن إلى القرى والأحياء، وتصل الإشاعات أحيانا إلى حد القول ان اسرى لحزب الله وقعوا في يد الثوار، وهو امر إن صح فذاك إنجاز يسجل لأن إسرائيل بقوتها ورجالها وعدتها لم تستطع خلال حرب 2006 من اسر سوى أربعة عناصر ثلاثة أعتقلواجرحى والرابع بعد نفاذ ذخيرته.
المهم ان حزب الله اليوم تحول إلى شيطان رجيم يرمى بأقذع الأوصاف، ويساهم في تأجيج الصورة بعض التكفيريين ممن لم يكن يوما يعجبهم ان يكون لحزب "شيعي" مودة في الشارع "السني"، ولكن التهمة الحقيقية والمثبتة بالوقائع والكلمات هي وقوفه إلى جانب نظام الأسد في مواجهته للثورة التي دخلت عامها الثاني تحديدا من خلال دعوته بداية للحوار بين جميع الفرقاء السوريين ونبذ القتال والوقوف في وجه اي تدخل دولي مفترض، ثم ما يحكى عن مشاركة شباب الحزب في معارك القصير وحماية الأضرحة المقدسة.  وجهة نظر يجمع الثوار السوريون وإلى جانبهم عدد كبير من رجال السياسة العرب واهل التواصل الإجتماعي انها مبنية بالدرجة الأولى لأن النظام في سوريا علوي يدور في الفلك الشيعي، وان الثوار بمعظمهم من السنة، اي ببساطة منطلق حزب الله طائفي مذهبي.
قد يصدق هذا الكلام لو ان موقف حزب الله هذا غير مسبوق في بلدان اخرى كانت مهددة بالتدخل الخارجي، ولعل المثل الصارخ الذي لا مجال لتكذيبه لأنه موثق هو موقف السيد نصر الله نفسه من نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين والذي كان بالمناسبة "سنيا" ومورط بسفك الدماء "الشيعية" وقتل رجال دين شيعة بدم بارد على رأسهم السيد محمد باقر الصدر، يومها دعا نصر الله الأفرقاء العراقيين للإلتفاف حول طاولة مستديرة وعقد ما وصفه بطائف عراقي، اي إتفاق يشبه الإتفاق الذي عقده اللبنانيون فيما بينهم بعد الحرب الأهلية.
مساء ذلك اليوم الذي دعا فيه نصر الله للطائف العراقي لم يبق من شيعة العراق من لم يتصل بحزب الله ويعبر عن سخطه من إستهانة السيد بدماء العراقيين وتاريخهم، لكن جملة واحدة كان المعني في حزب الله بالرد يكررها، "لو فعلها بنو الأصفر لوضعت يدي بيد معاوية" في إشارة إلى كلام الإمام علي بن أبي طالب يوم قيل ان الروم سيهاجمون عاصمة الأمويين.
طبعا سقط النظام في العراق ولكن حزب الله لم يرض بما وصف حينها بالإجماع الشيعي حول العملية السياسية، وهو دعم جماعات المقاومة العراقية، فكانت قناة المنار التابعة له تعرض صور العمليات التي تقوم بها مختلف الفصائل، وهو الذي دفع بشيعة العراق وتحديدا الذين يؤيدون ما كان يعرف بالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، او المجلس الإسلامي العراقي واحزاب الدعوة الإسلامية لإتهام الحزب بأنه يعاديهم ويؤيد اجندة لا توافقهم.
لا يريد احد ان يتذكر تلك الحادثة وذلك الموقف لأنه ببساطة لا يخدم مشروع شيطنة حزب الله، الذي بعدما كانت ترفع صورة قائده من المغرب إلى اندونيسيا وفي المساجد السنية قبل الشيعية، هكذا ببساطة تحول مؤرق إسرائيل إلى مجرد تنظيم طائفي، ومقاتليه الأشداء الذين تفوقوا على طائرات إسرائيل ومدافعها ودباباتها وبوارجها إلى اعضاء في كارتيلات المخدرات وعصابات القتل، تحول حزب الله إلى حزب اللات وحسن نصر الله إلى حسن نصر اللات، واما العلم الأصفر الذي لطالما رفع في بيوت السوريين إعتزازا وفخرا فلا تسأل عنه لانه لم يعد هناك، ربما تجدوا منه بعض الرماد.
هل أخطأ حزب الله في موقفه من سوريا؟ البعض يقول انه إرتكب خطيئة لا خطأ لأنه كان بإمكانه ان يبقى على الحياد تماما كما فعلت حماس في بداية الأمر، وهو ما كان ليضمن لحزب الله خط العودة في حال لم يبق هذا النظام، ويذهب بعض المغالون إلى اكثر من ذلك بالتأكيد ان حزب الله بسبب مواقفه من الثورة السورية وضع نفسه ومناصريه في موضع الهدف المشروع لأي نظام جديد تتمخض عنه الثورة، وان الهدف الأول الذي سيوضع على لائحة الأهداف، القضاء على من تحالفوا مع النظام وعلى رأسهم حزب الله.
لكن هناك من يتسائل هل كان لدى حزب الله اي خيار غير دعم النظام السوري، وكيف له ألا يدعم من إنفرد بالوقوف إلى جانبه وخلفه وفتح له الحدود خلال حرب تموز 2006 وما بعدها...حزب الله لا يفكر برومانسية الثوريين بل بعقل بوصلته فلسطين، وهو يتبع في خياراته ما يسمى لدى المسلمين فقه الأولويات، والأولوية لديه اليوم وغدا وبعد غد ستبقى تحرير فلسطين، لأجل ذلك صمت كثيرا، ولأجل ذلك تحامل على جراح، ولأجل ذلك وقف إلى جانب الأسد، فالمشهد الأفغاني واضح امامه والمشهد الصومالي كذلك، حزب الله كان يعلم من البداية ان مآل الأحداث في سوريا تشرذم وخراب وهيكل متداع لما كان دولة وما أصبح اليوم مجرد أرض محروقة تتصارع على رمادها ميليشيات من كل حدب وصوب...
يقول اهل المقاومة في لبنان، ضميرنا مرتاح، ونعلم اننا قمنا بتكليفنا تجاه الله والأمة، لكن صوتنا لم يكن ليسمع وسط فوضى القذائف والرصاص، الجميع صم الآذان عندما دعونا للوحدة والحوار، واليوم لم تعد الحرب بين بشار الأسد ومعارضيه، هم أصبحوا اليوم جزءا من معركة أكبر، من صورة اوسع، من صراع مترامي الأطراف، معلوم الشرارة مجهول المآل. ولأن المشهد بهذا السوء كان على المقاومة ان تختار من البداية فإما ان تكون ضد نفسها وإما ان تكون معها...
لكن كيف ستكون المقاومة ضد نفسها إذا ما وقفت ضد بشار الأسد؟ يقول قائل، وهل كل ما نراه سوى مقدمة للوصول إلى رقبة حزب الله! حزب الله فرّق من البداية بين الحراك الشعبي والمؤامرة، ولو انه لم يفرق لما طالب النظام بالإستماع والحوار والإنفتاح، لما كان السيد نصرالله قضى ساعات وساعات يتوسط لدى الرئيس السوري لإطلاق سراح مجموعة هنا ومعارض هناك! لكن الحزب في قضية الحراك المسلح كان له رأي آخر، كان يعلم ان من يهرب السلاح إلى سوريا آخر هم لديه حرية الشعب السوري وكرامته، من هرب ويهرب السلاح من وجهة حزب الله من دول وجهات تسلف التسعة لتستولي فيما بعد على العشرة. لا بل هو يعتقد ان فوضى السلاح ستكرس السلاح لغة تخاطب بين المتخاصمين، وعندها لن يعلو فوق صوت الرصاص صوت، وهذا ما كان...
هل يحارب حزب الله في سوريا، هل يقمع حزب الله ثورة شعبية، هل يرتكب حزب الله جرائم؟ اسئلة كثيرة يطرحها البعض. منهم من يطرحها غيرة على الحزب وكرها في تورطه في هكذا مستنقع موحل، ومنهم من يطرحها والقصد من سؤاله إدانة ثلة المقاومين التي إنفردت بتحرير أرضها يوما دون قيد أو شرط. هل يحارب حزب الله في سوريا؟
جواب السؤال لدى العارفين بخفايا الحزب واسراره واضح بيّن، حزب الله لا يحارب، لا يهاجم، لا يقمع... فماذا كان سيفعل حزب الله وهو يرى المئات من العائلات اللبنانية التي رماها حظها العاثر على الجانب الآخر من الحدود وهي تتعرض لهجمات اجبرت بعضها على النزوح عن بيوتها وأراضيها...في بداية المطاف ترك الحرية لعناصره في تلك القرى للدفاع عنها، لكن عندما اصبح الأمر اكثر خطورة، حسم خياره، ودخل مكرها في معركة لم يكن ليدخلها لو ان الدولة قامت بواجبها تجاه مواطنيها. وعن وجود حزب الله في محيط السيدة زينب، يقول هؤلاء "حزب الله إضطر مكرها لحماية المقامات المقدسة الإسلامية عندما أصبحت مشرعة أمام من قالوا مرارا انهم لن يتركوا ضريحا يزار، وصلتنا من اكثر من جهة مناشدات للتدخل، لم يعد احد قادرا على حماية مقام السيدة زينب، وفي المقابل لا يمكن ان نضمن ردة الفعل على هكذا فعل، تذكروا تفجير سامراء."
حزب الله يعلم ان تدمير مقام السيدة زينب في دمشق سيحرق أي شعرة صامدة بين الشيعة والسنة في زمن أضحى ما بينهم بفعل فاعل دم وقتال...هو يحاصر فتنة قد تكون أسوأ من فتنة نحيى بين غمارها اليوم. أما حول ما  يحكى ويقال عن تململ لدى جمهور حزب الله من سقوط عناصره في سوريا، فلعل كلمة والد احد الشبان الذين قضوا بالقرب من مقام السيدة زينب خير تعبير عما يشعر به عوائل "شهداء الواجب الجهادي." عندما سألته عن رأيه في ما يقال عن عبثية القتال في سوريا قال لي، "إذا كانت المعركة مع إسرائيل هي معركة بدر، فإن الدفاع عن الأضرحة المقدسة بقدسية كربلاء، يكفيني فخرا ان ولدي إستشهد كما العباس بن علي وهو يدافع عن زينب."


الأحد، 14 أبريل 2013

#Arab Venezuelans Divided Over Election to Replace #Chávez #Venezuela

CARACAS, Venezuela — A fierce battle is being fought in Venezuela. It's not only a battle for the presidency in Sunday’s election, but also a war between supporters of the late Hugo Chávez and those who opposed him.
It is a war over how much the March 5 death of the longtime Venezuelan president has changed the rich-but-poor South American republic. Chavistas backing interim president Nicolás Maduro chant the slogan, “Chávez is still alive, Chávez is Maduro.” Yet the opposition is campaigning with the goal of showing that the post-Chávez era will never be the same.
On both sides there are rich and poor voters, intellectuals and illiterates, indigenous Venezuelans and immigrants. As for the immigrants, Arab Venezuelans are known to be very active in the country’s politics. They are divided, and are known to be radical in their choices. Maybe that is why they have succeeded in reaching high office and gaining a respected popularity.

Read more: http://www.al-monitor.com/pulse/originals/2013/04/venezuela-chavez-arab-immigrants.html#ixzz2QRQQ5suT

About This Article
Summary :
As Venezuela goes to the polls Sunday to elect a successor to the late President Hugo Chávez, Ali Hashem examines whether they will they vote to keep the policies of a government that featured a number of Arab Venezuelans.
Author: Ali Hashem
Posted on : April 13 2013
Categories : Originals Lebanon

الأربعاء، 10 أبريل 2013

Lebanese Jihadists From "AlNusra" To "AlNusra"




Beirut's bloody Valentine's Day back in 2005, the day former Lebanese Prime Minister Rafik Hariri was killed, saw the first appearance of "Al-Nusra," a group that then claimed the responsibility for the Sunni leader's assassination. A young jihadist called Ahmad Abu Adas appeared in a videotape that was aired exclusively on the Qatari-owned Al Jazeera news network saying he belonged to the group that killed Saudi Arabia's strongman in Lebanon. The claim wasn’t taken seriously and pro-Hariri supporters and politicians accused the Syrian regime of fabricating the group to distract attention.

About This Article

Summary :
Ali Hashem writes that Lebanon has been home to various jihadist groups since the 1990s, but that it wasn’t until the Sept. 11 attacks that the connection with al-Qaeda became clear.
Author: Ali HashemPosted on : April 9 2013
Categories : Originals Lebanon   Security
A group made up of 13 jihadists was arrested in Beirut, and its members confessed to playing a role in the assassination; later on, members of the group discarded their testimonies saying they were coerced under pressure.
Lebanon isn't a country famous for its jihadists, but that doesn't mean there are none. Five years before Hariri's death [Dec. 31, 1999], weeklong clashes between Lebanese security forces and a group of jihadists led by al-Qae da veteran Bassam Kanj


Read more: http://www.al-monitor.com/pulse/originals/2013/04/jabhat-al-nusra-lebanese-jihadists-rafik-hariri.html#ixzz2Q13e8TWI

الأحد، 7 أبريل 2013

كوريا شمالية والتهديدات النووية: خدلك سنيكرز #كوريا_الشمالية #الحرب_النووية


#Lebanon 's new Government: Same Problems, Same Crisis


By: Ali Hashem for Al-Monitor Lebanon Pulse. Posted on April 5.

For the first time in years, Lebanese political rivals may have found common ground.

About This Article

Summary :
A seeming consensus on Tammam Salam as Lebanon's next prime minister does not assure Lebanon that its many crises, including over the electoral law and the consequences of the war in Syria, will be any easier to address, writes Ali Hashem.
Author: Ali HashemPosted on : April 5 2013
Categories : Originals  Lebanon  
Both the March 8 and the March 14 coalitions are behind MP Tammam Salam as their candidate for prime minister, following the resignation of Najib Mikati on March 23, 2013.
This common ground could shake at any time, due to the political and security earthquakes inside and around Lebanon.
Both Mikati and Salam helped to make this political miracle come true, though it was Druze MP Walid Jumblatt who started it all.
Jumblatt, who helped Hezbollah and March 8 two years ago topple then-prime minister Saad Hariri's cabinet and form a new coalition including himself and Mikati, played a pivotal role in ending Mikati's government.
Jumblatt's step did not only shuffle the cards in Lebanon; it appeared to put Saudi Arabia back in the game for the first time since Hariri's departure. The kingdom had been losing ground to other regional players. There is also.....
Read more: http://www.al-monitor.com/pulse/originals/2013/04/new-lebanese-government-old-issues.html#ixzz2Plj3encN

Al-Mayadeeen Feeds