الجمعة، 25 فبراير 2011

أوساط إسرائيلية"خفية" تعيد تنشيط الذاكرة حول الأصل "اليهودي" للقذافي


القناة الإسرائيلية الثانية تعيد بث مقابلة مع خالة معمر القذافي راشيل وابنتها جويتا اللتين أكدتا أن والده أيضا يهودي ، ووسائل الإعلام المحلية تعيد نبش قصة زواج سيف الإسلامي القذافي من الممثلة الإسرائيلية فاينرمان


Image

من اليسار : الخالة راشيل وابنة الخالة جويتا والكنة المفترضة أورلي

بدأت القصة مع تقرير مقتضب نشرته صحيفة معاريف العبرية في مطلع العام 2006 أشارت فيه إلى علاقة سيف الإسلام القذافي بالممثلة الإسرائيلية أورلي فاينرمان . وقالت الصحيفة في تقريرها ( الموجود على الرابط هنــا) إن الممثلة ، التي تكبر القذافي الابن بثلاث سنوات ، تسافر سرا من إسرائيل إلى إيطاليا لمقابلة عشيقها بعيدا عن أنظار الصحافة . وبحسب ما نقلته الصحيفة عن أقرباء الممثلة الفاتنة ، فإن هذه الأخيرة تقوم بتبدبل عدد من السيارات قبل وصولها إلى مكان الموعد بهدف تضليل أي متابعة استخبارية أو إعلامية مفترضة. و أشارت إلى أن الشابين كليهما  "يشتركان في حب المغامرة " . وتنقل الصحيفة عن قريب الممثلة " خشية عائلتها من أن تعتنق الإسلام من أجل زواجها منه" . ووصفت الصحيفة العبرية اليمينية الأكثر مبيعا في إسرائيل هذه العلاقة بأنها " قناة جديدة للسلام مع الشعب الليبي"!؟ورغم أن الخبر جرى تناقله على نطاق واسع في وسائل الإعلام ، فإن الإعلام الليبي الرسمي تجاهل الأمر ورفض التعليق عليه حين حاول عدد من وسائل الإعلام الغربية الاتصال بالنظام الليبي للحصول على تعليق رسمي ، خصوصا وأن الصحيفة العبرية أشارت في تقريرها إلى أن العلاقة ليست مجرد " علاقة غرامية" عابرة ، وإنما مشروع زواج . وهو أمر يمكن تفسيره في ضوء ما حصل قبل ذلك بأقل من عام .

 بدأ الإسرائيليون الرسميون وشبه الرسمييين نبش " تاريخ سلالة القذافي" والبحث عن " أصولها اليهودية". لكن النبش ظل أسير الحكايات غير القابلة للتصديق إلى أن بثت القناة الإسرائيلية الثانية برنامجا خاصا مطلع تموز / يوليو الماضي كان بمثابة "قنبلة" في المجتمع الإسرائيلي ( شريط الفيديو منشور أعلاه). فقد استقبلت القناة السيدة راشيل براون وابنتها جويتا ، وهن عربيتان يهوديتان من أصل ليبي تعيشان في إسرائيل. وخلال اللقاء قالت السيدة العجوز راشيل ، جوابا على سؤال يتعلق بقول الرئيس الإيراني أحمدي نجاد " إن القذافي يهودي الأصل" : " إن والدي وجدي ( الليبيين) أخبرانا بأن هناك علاقة ( قرابة) وثيقة بين عائلتنا وعائلة معمرالقذافي ، فوالدته شقيقة جدتي ". وهنا يسألها المذيع عما إذا كانت والدته دخلت الإسلام بعد زواجها من والده محمد بو منيار ، لتجيب " لا ، لم تدخل الإسلام . فقد ظلت على دينها بعد أن هربت من زوجها الأول مع شيخ مسلم" . وهنا تتدخل ابنتها جويتا لتوضح الأمر بالقول " كان لدى أخت جدتي ( أم معمر ) ولد من زواجها الأول من يهودي ، وهو معمر القذافي نفسه . وبسبب سوء المعاملة التي تلقتها من زوجها ، هربت مع شيخ مسلم هو محمد بومنيار القذافي ، واصطحبت ابنها ( معمر) معها (...) يعني أن معمر هو ربيب محمد بو منيار القذافي وليس ابنه (...) ولهذا فإن معمر القذافي ليس يهودي الأصل فقط ، بل يهودي وفقا للتعاليم اليهودية أيضا"!؟

خالة معمر القذافي اليهودية تحدت عن ابن اختها

 http://www.youtube.com/watch?v=I4Ql0IzbWmQ&feature=player_embedded


   http://www.syriatruth.info/content/view/1511/36/

 





مصريون نجحوا بالتصوير خلف الراجل اللي ورا عمر سليمان



'الراجل اللي ورا عمر سليمان'
شاب مصري سعيدا بالتصوير خلفه

قام مجموعة من الشباب المصري بإلتقاط صورة مؤخرا مع أشهر رجل في مصر في الوقت الحالي، وهو «الراجل اللي ورا عمر سليمان»، بعد ظهوره في خلفية الخطاب التلفزيوني لإعلان تخلي الرئيس المصري حسني مبارك عن السلطة، الذي ألقاه عمر سليمان، مما دعا كثيرين لإنشاء مجموعات كثيرة له على موقع «فيس بوك» لمحاولة الكشف عن هويته، مما ساعد في شهرته.

وبحسب ما نشرته صحيفة الشرق الأوسط، ففي أحد الأماكن الترفيهية بضاحية مصر الجديدة بالقاهرة، التقى مجموعة من الشباب والفتيات مع المقدم أركان حرب حسين شريف، الشهير بـ«الراجل اللي ورا عمر سليمان»، الذي تصادف وجوده في ذات المكان، فما كان منهم إلا أن أسرعوا بمصافحة الرجل الذي قابلهم بود وابتسامة وترحاب شديد، وسمح لهم أن يلتقطوا صورة تذكارية معه، أو بالأدق خلفه، ليكون لسان حالهم «إحنا اللي اتصورنا ورا الراجل اللي ورا عمر سليمان».

أحد الشباب الذين وقفوا خلف سليمان علق على تلك الصورة بعد قيامه بوضعها على «فيس بوك» بأن الرجل كان ودودا ومبتسما بعكس ملامحه الصارمة والحادة التي ظهرت في خطاب التنحي، وأن ما لمسوه منه يفند الروايات التي تداولت في الأيام الماضية، بأن الرجل حالته النفسية سيئة إثر التساؤلات الكثيرة التي شغلت بال المصريين عن هويته، والتي بسببها انتشرت مجموعات تعتذر له عن أي إساءة أو سخرية قيلت في حقه.

وبينت الصحيفة ان الطريف أنه فور نشر الصورة الجديدة جاءت الكثير من التعليقات التي تمدح أصحابها، وأن هؤلاء الشباب والفتيات محظوظون، وأعرب آخرون عن أمنياتهم بأن يحالفهم الحظ ويصادفوا الرجل لالتقاط صورة مماثلة معه، بل وصل الأمر ببعضهم إلى الإعلان أنهم سوف يذهبون إلى ذات المكان للبحث عن الرجل مرة أخرى وانتظاره للتصوير معه، لأنه أصبح رجلا سيذكره تاريخ مصر الحديث بوقوفه وراء عمر سليمان.



تفاصيل جديدة عن محاولة اغتيال عمر سليمان

قالت مصادر مطلعة إن موكب عمر سليمان، الذى كان يمر فى شارع الخليفة المأمون فى اتجاه روكسى، كان يضم 3 سيارات، وإن السيارة الأولى تعرضت لإطلاق نار كثيف من مجموعة كانت تستقل سيارة إسعاف، وإن الحادث أسفر عن مصرع اثنين أحدهما حارس سليمان الشخصى، الذى قتل فى الحال، بينما تعرض السائق لإصابة بالغة نقل على إثرها إلى المستشفى.

وأكدت المصادر أن طاقم الحراسة لنائب رئيس الجمهورية قام بعملية خداع أثناء سير الموكب، وذلك بتخصيص سيارة سليمان لأفراد الحراسة بينما استقل نائب الرئيس سيارة أخرى.

وقالت المصادر إن جميع المعتدين على موكب سليمان قُتلوا فى الحال، وفى موقع الحادث، ووفقاً لتحقيقات أولية تمت مع أحد تشكيلات الحرس الجمهورى التى تعاملت مع المعتدين فإنهم أطلقوا النار عليهم مباشرة بعد سماع أصوات إطلاق النار، وأنهم ظنوا أن بلطجية سرقوا سيارة إسعاف وقاموا بترويع المواطنين فى هذه المنطقة الحساسة. وأضافت المصادر أن طريقة قتل طاقم سيارة الإسعاف تمت فى الحال.

<p>الوزير عمر سليمان مدير جهاز المخابرات العامة المصرية</p>

وربطت المصادر بين محاولة اغتيال سليمان وتكثيف الحراسة حوله خلال الأيام التالية، وقالت إنه تم تكليف عدد من ضباط القوات المسلحة بتأمين سليمان، وبينهم المقدم حسين شريف الذى كان يقف دائماً وراءه.

وعلمت «المصرى اليوم» أن اللواء عمر سليمان يعيش فى منزله الآن، وأنه لا يؤدى أى مهام رسمية خلال المرحلة الانتقالية، وأن صلته انقطعت بجهاز المخابرات العامة رغم أنه هو الذى اختار اللواء مراد موافى لخلافته فى رئاسة الجهاز عقب توليه منصب نائب رئيس الجمهورية، وقالت المصادر: «سليمان يؤمن بالعمل المؤسسى، ولذلك فهو لا يتدخل حالياً فى عمل المخابرات».

اقوى لحظة في خطاب القذافي

الأربعاء، 23 فبراير 2011

خريطة تظهر المناطق المحررة من ليبيا والمناطق التي لازالت تحت حكم القذافي


un88.jpg

عذراً ليبيا.. فشعبنا شيطان أخرس ـ عن عرب توك

2011/02/22

كان على الثوار في تونس ومصر والبحرين واليمن وليبيا أن يستأذنوا بقية الشعوب العربية، وبخاصة الشعب اللبناني، قبل أن يشعلوا الشرارات الأولى لثوراتهم. فعلى ما يبدو أن اللبنانيين وبعض العرب أدمنوا لعب دور المتفرج أو شاهد الزور على ما يطال أشقاءهم من مجازر وإبادة جماعية على الأخص في ليبيا.

تظاهرة دعماً لثورة ليبيا في لبنان
تظاهرة دعما لثورة ليبيا والشعوب الثائرة ببيروت (الصورة: عرب توك)

فالأخبار الواردة عن أرض محروقة في بنغازي والبيضاء وطرابلس بمصاحبة مشاهد شحيحة تظهر هول ما يجري لم يحرك ساكناً لدى القوى والأحزاب اللبنانية المشغولة، هذه الأيام، بطبخة تشكيل الحكومة العتيدة.
فتحصيل مقعد وزاري هنا أو مكسب هناك والإنخراط في المحاصصة المذهبية والطائفية والعبث بمصير الناس يأتي في المرتبة الأولى لأجندة هذه القوى والأحزاب ومناصريهم الطامعين في إمتيازات جديدة أو الموعودين بمغانم إضافية.
على كل، فإن الإحرار الثائرين على الأنظمة القمعية الفاسدة لا يعولون على دعم أو سند ممن ارتضى أن يكون شيطاناً أخرساً يسكت عن الحق ولا يرفع الصوت عالياً في وجه سلطان جائر.

الشعب يريد إعدام العقيد.. مطلب الشباب (بعدسة عرب توك)

فمن يواجه باللحم الحي الطائرات الحربية والدبابات والمرتزقة الهمجية وحاكماً سفاحاً، قد باع الدنيا بمن فيها في سبيل تحرير الوطن والشعب من نير المستبدين والمفسدين، وكله إيمان بأن النصر قريب لا محال، فإرادة الشعب لا تغلبها عنجهية طاغية مهما تمادى في وحشيته وعدوانه.
وبدورها، الأحزاب والقوى اللبنانية على إختلاف إنتماءاتها المذهبية والطائفية والفكرية بحاجة ماسة إلى ثورات وإنتفاضات إصلاحية داخل صفوفها وقياداتها، ليس كالحركات التصحيحية التي عهدناها من قبل، وإنما إنقلابات شبابية حقيقية تتماهى سياساتها مع متطلبات الجماهير والمرحلة على مختلف المستويات.

تظاهرة دعماً لثورة ليبيا في لبنان
أثناء التجمع قبيل الإنطلاق باتجاه مكتب جامعة الدول العربية (الصورة: عرب توك)

وإزاء هذا الواقع المقيت في العمل الحزبي والتنظيمي في لبنان، لا تزال المجموعات الشبابية المستقلة هي صاحبة المبادرة في الميدان. فبعد تظاهرها أمام سفارات تونس ومصر والبحرين، تداعت مجدداً وبصورة طارئة لتنظيم تظاهرة أمام مكتب جامعة الدول العربية ببيروت لاعتبارين. أولها، أن نظام معمر القذافي أغلق سفارة ليبيا في لبنان منذ عقود على خلفية قضية الإمام السيد موسى الصدر. وثانيها، أن هناك حراك آخر قائم في اليمن والجزائر وبات من الصعب التواجد في وقفات دعم وإحتجاج أمام هذا العدد من السفارات.
وعلى الرغم من هذه الخطوات الإيجابية والبناءة في تأييد الثورات العربية من قبل الشباب إلا أن هناك ما يبعث القلق، ولا سيّما تسرّب الإختلافات بين هذه المجموعات، وهو ما نسعى لتجنبه. وبالتالي، هذا لم يمنع من وقوع بعض التجاذبات أفضت في النهاية إلى الدعوة لتظاهرتين بدل من تظاهرة واحدة يشارك فيها الجميع، بسبب بعض التباينات السخيفة.

تظاهرة دعماً لثورة ليبيا في لبنان
الوجوه الشبابية حاضرة دائماً (الصورة: عرب توك)

من هنا ندائي ورجائي إلى الجميع، علينا بتنحية كل الخلافات مهما كانت على جنب، وإظهار المثال النموذجي للشباب الواعي المثقف المتمرد على العفن السياسي والحزبي. معركتنا الآن هي إلى جانب الشعوب العربية الثائرة، وهمّنا هو صمودها وإنتصارها، علّنا نتعلم منها ونتطهر من الرواسب الطائفية والعقائدية ونثور على الديكتاتور المتعدد الرؤوس والأوجه الذي يمص دماءنا منذ سنوات. فهل نحن على قدر المسؤولية؟  

الأحد، 20 فبراير 2011

ثورة الجيل

إحدى وثلاثون مرت من سنين عمري إعتدت فيها على صور وأسماء مضى عليها الزمن لكنها لم تتغير، إنتهت صلاحيتها الشعبية لكن الشعب لم يتسمم، إنقضت ساعتها لكنها لم تمض، تمردت على الأجل وكأنها عصية على الموت، حتى كانت الثورة.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

من المحيط إلى الخليج، لطالما سمعنا العبارة، لكننا لم نفهم، تماما كمن ولوا امرنا، لم نفهم معنى المحيط إلى الخليج، لم نأبه لكلمة ظلت  شرحت العبارة لوحدها، رأينا كيف تصرخ القاهرة فترجع الصدى عمان، وتنهض طرابلس مع صيحة صنعاء، وتخرج المنامة إذا ما ونادت الجزائر، للمرة الأولى شعرنا حقا بأننا امة، شعرنا لأن الثورة أيقظت فينا الإحساس بعدما هرمنا دون مشاعر.
سقط الأصنام، أسقطها شبان لطالما نظرت أمتهم إليهم على أنهم فاشلون، ملتحقون بركب "سخافة" إسمها الإنترنت، يضيعون وقتهم دون هدف، دون امل، دون رمز وشعار، حتى نحن جيل الإنترنت، اصحاب النوافذ الإلكترونية، والمقاهي الإفتراضية، المواكبين للعصر، عقمنا عن التفكير، عجزنا عن التخيل، ظلت صورة الثورة صورة نبحث عنها من أرشيف الأمم، دون ان نفكر لبرهة بأن بإمكاننا تقديم صورة جديدة مختلفة، عجزت وعجز غيري، اقولها بصراحة، لكن شبانا غيرنا من نفس جيلنا حققوا ما لم نفكر به حتى، للنجذب إلى ثورتهم ونتبعها عبر التويتر والفايسبوك نغذي صفحاتنا بأخبارها ومتتبعينا بأخر تطوراتها، لتلتحق وسائل الإعلام من اكبرها واكثرها إنتشارا إلى اصغرها واقلها إمكانية بالركب المبارك لثوار الأونلاين، ففتحت قناة الجزيرة مثلا هواءها لبث مباشر عبر الهاتف من خلال موقع إلكتروني يقدم الخدمة بجودة ضعيفة، بعدما أقفل مكتبها ومنعت من التصوير ومن إستعمال ألات البث المحترفة.
كلنا كنا في القاهرة حتى ونحن في بيروت وعمان والدوحة ولندن وواشنطن، كلنا إلتحقنا بالركب، واوجدنا لأنفسنا ميادين تحرير إفتراضية على اكثر من موقع وخدمة، إجتمعنا حين إجتمعوا وتبادلنا الأخبار والنصائح، بات احدنا على بعد مئات الكيلومترات يعرف الأخر ويلتقيه عبرالإنترت اكثر مما نلتقي بأهل بيتنا، معظمنا كان يعرف وائل غنيم على تويتر، وإفتقدناه عندما غاب ومررنا رسائل لبعضنا البعض للإطمئنان عليه وعلى غيره، رغم انه بالنسبة لمعظمنا مجرد إسم يظهر امامه على الشاشة مع بضعة كلمات هي كنه العلاقة التي تربطنا به وبغيره وتربطه بنا وبغيرنا، وكما في مصر كذلك في البحرين وليبيا واليمن والجزائر، شخصيات إفتراضية لا نعرف حتى إن كانت حقيقية نرتبط معها وتصبح جزءا من حياتنا اليومية، هم واقع على أرضهم، وهم إفتراض على حاسوبنا، لكن الإفتراض هذا صنع ثورة الواقع بأدواته التي ظلت حتى قبل أسابيع مثارا للتندر لدى جيل ابائنا واجدادنا، جيل زين العابدين بن علي التونسي وحسني مبارك المصري وعلي عبد الله صالح اليمني ومعمر القذافي الليبي  وحمد بن عيسى البحريني و عبد العزيز بوتفليقة الجزائري وغيرهم ممن  اكل الدهر عليهم وشرب واضحوا عليه عبئا، هم لم يأبهوا لنا، للشباب، لجيل التويتر والفايسبوك، إهتموا حصرا ببناء ترسانات امنية خوفا من مؤمرات وإنقلابات، وبناء أحزاب معارضة هشة وتعويم شخصيات غير ذي صلة بالشعوب، ليقطعوا الطريق على اي تغيير ديمقراطي، فجائتهم الصاعقة من حيث لا يحتسبون، ووجدوا انفسهم محاصرين بمن لم يظنوا يوما انهم يستحقون الإهتمام.
ثورة، نعم هي ثورة بكل المعايير، ثورة أسقطت أنظمة ، لكنها بالدرجة الأولى غيرت أنماط التفكير، أنهت صراعا طويلا بين جيلين، لم نعد أطفالا واصبح على الجميع من أبناء الجيل الذي سبقنا ان يفهم انه ضيف علينا، وان ادوات هذا العصر هي ادواتنا وان التغيير في هذا العصر لم ولن يأتي إلا بأساليبنا، لقد أن رسميا ان ينحى جيل النوستالجيا المرتبط بأمجاد مضى عليها الزمن ليترك الساحة لجيل آخر ظهرت أولى إنجازاته  بتحرير جنوبي لبنان عام 2000 ولن تنتهي بثورات التغيير 2011،  

السبت، 19 فبراير 2011

حارس زين العابدين بن علي يعترف بدور رئيسه في إغتيال أبو أياد

من بيروت إلى شعب البحرين.. صرخة حرية (عن عرب توك)ـ


هي عدوى الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية إذاً تنتقل من سيدي بوزيد التونسية فميدان التحرير المصري ومن ثم إلى دوار اللؤلؤة البحريني. الثورة الشعبية على الإستبداد والديكتاتورية تجد طريقها أيضاً في اليمن السعيد وفي ليبيا عمر المختار، وأينما حل الظلم والفساد والقمع والإستعباد.
قيل إن ثورة شباب التحرير في مصر تحركها أجندات خارجية، واليوم توصف إنتفاضة أهل البحرين بالمذهبية الشيعية وتتهم بأنها صنيعة إيرانية ضمن المشروع الفارسي وتشييع المنطقة. وغداً، قد نسمع أن التظاهرات في بنغازي الليبية تقف خلفها عائلات ضحايا تفجير الطائرة فوق بلدة لوكربي في إسكتلندا، والتي اتهم معمر القذافي بالوقوف خلفها، أو أن أنصار الإمام المغيب موسى الصدر هم من يحركون هذه الإحتجاجات إنتقاماً من العقيد الليبي.

اعتصام تضامني مع الشعب البحريني امام سفارة البحرين ببيروت
ناشطون يتضامنون مع البحرين أمام سفارة المنامة ببيروت (الصورة: عرب توك)

تهم كثيرة سيسوقها قاصرو النظر هنا وهناك ولن تغيّر الواقع ولن تزور الحقيقة لأن نقيق الضفادع بكل بساطة لن يوقف سيل النهر الهادر. والتجربة في تونس ومصر تبرهن على ذلك. فكل محاولات التشويه لمطالب الشعب المشروعة والمحقة ودعوته للإصلاح ومحاربة الفساد لم تحقق هدفها، بل حصل العكس تماماً وخلع الشعب زين المخلوعين بن علي وأجبر حسني مبارك على التخلي عن السلطة.
من جهة أخرى، صار واضحاً أن الأنظمة الحاكمة امتهنت الكذب والنفاق والتضليل عبر وسائل إعلامها والمتحدثين باسمها. وحتى إن نطق هؤلاء بالحق، فلم يعد محل ثقة الجماهير على الإطلاق. وبذلك، سقطت نظرية وزير الدعاية النازية في عهد أدولف هتلر، جوزيف غوبلز، والتي كانت تقول "إكذب إكذب حتى يصدقك الناس".
واليوم ومع الوعي السياسي الكبير لدى الناشطين الشباب وفي ظل الثورة التكنولوجية في مجال تقنيات المعلومات والإتصال، أصبح بإمكان الحكام أن يخدعوا كل الناس بعض الوقت، أو أن يخدعوا بعض الناس كل الوقت، لكن يستحيل عليهم أن يخدعوا كل الناس كل الوقت.

اعتصام تضامني مع الشعب البحريني امام سفارة البحرين ببيروت
الناشطون لم يخشوا من القوى الأمنية والجيش (الصورة: عرب توك)

وأخيراً، إنتفضت البحرين على التسلط وسياسة التمييز الواضحة بين فئات الشعب، وحملات التجنيس المتواصلة لمن هبّ ودبّ للإبقاء على التوازن المذهبي بين السنة والشيعة قائم في البلاد. كل ذنب أهل البحرين أنهم يطالبون بتطبيق الملكية الدستورية كما هو الأمر في بريطانيا وإسبانيا وهولندا وغيرها، حياة سياسية تقوم على الديمقراطية البرلمانية وسلطة تنفيذية منتخبة وتمثل شرائح المجتمع كافة.
فهم لا يريدون الإطاحة بالملك حمد بن عيسى آل خليفة كما يظن أو يروج البعض، أو كما يشتهي بعض الثوار العرب على أبعد تقدير. جلّ ما يريدونه، الإنماء المتوازن على أراضي المملكة الصغيرة أصلاً، والمساواة بين المواطنين في الوظائف وفرص العمل والحقوق.
إلا أن الرد جاء واضحاً وحازماً، دبابات تجتاح شوارع العاصمة المنامة، وهجوم شرس من شرطة مرتزقة غير بحرينية ولا تجيد اللغة العربية تعمل لحساب وزارة الداخلية على المواطنين العزّل، أدى إلى سقوط ضحايا بين قتيل وجريح.


لا سنية ولا شيعية.. إصلاحات وحرية (بعدسة: عرب توك)

لم يتمالك الناشطون اللبنانيون أنفسهم أثناء مشاهدة هذا الأمر عبر القنوات الفضائية أو مواقع الشبكات الإجتماعية، وسارعوا إلى الإعتصام أمام مكتب سفارة البحرين ببيروت دعماً للشعب البحريني وحقوقه المشروعة.
هتافات ضد المذهبيات والطائفيات وتنديد بإعتداءات الشرطة المتواصلة على المتظاهرين وإصرار على مطالب الشعب المحقة. أحد الناشطين البارزين بسام القنطار أكد في كلمة سريعة أن اللبنانيين اليوم يردون جزءاً من التضامن الذي أبداه الشعب البحريني مع الشعب اللبناني أثناء الإعتداءات الإسرائيلية عليه وفي محن أخرى.

اعتصام تضامني مع الشعب البحريني امام سفارة البحرين ببيروت
بعد تونس ومصر.. الناشطون يرفعون رايات البحرين (الصورة: عرب توك)

أما الناشط عربي العنداري وفي دردشة مع مدونة "عرب توك" أعرب عن شعوره بالخجل تجاه الشعب في ليبيا واليمن وهو اليوم أمام سفارة البحرين، فلا يستطيع الفرد أن يتواجد أمام جميع السفارات، إلا أنه أشار إلى أن الإعتصامات المقبلة ستكون أمام مكتب جامعة الدول العربية ببيروت وسيرفع المتظاهرون رايات دول كل الثائرين.
واللافت أيضاً مشاركة عدد من أفراد الجالية اليمنية في بيروت الناشطين إعتصامهم التضامني مع شعب البحرين، وأوضحوا في حديثهم لـمدونة "عرب توك" أن هناك عناصر من البلطجية يتم تصويرها في الإعلام على أنها جماهير مؤيدة للرئيس علي عبد الله صالح، يتم الزج بها في مواجهة المتظاهرين ضد النظام. ورفضوا إنتقال السلطة من صالح إلى أبناء الشيخ عبد الله الأحمر، بل عبر الوسائل الديمقراطية وصناديق الإقتراع.
ثار العرب إذاً من محيطهم الهادر إلى خليجهم الثائر، وورقة التوت سقطت وأحجار الدومينو بدأت تتهاوى، فهل من الحكام بعد من يجرؤ على المواجهة؟

Bahrain's army deliberately kills peaceful protesters with live rounds الجيش البحريني يطلق النار على المتظاهرين

الجمعة، 18 فبراير 2011

الخميس، 17 فبراير 2011

تظاهرات إحتجاجية اليوم في البحرين داخل مجمع السلمانية الطبي

jy2.mp4 hosted at ImageShack.us

postcontent

صور جديدة من البحرين

صور جديدة من البحرين

هجوم الشرطة على المتظاهرين فجر الخميس

هجوم الشرطة على المتظاهرين مساء الأربعاء

الثلاثاء، 15 فبراير 2011

قصيدة :"حكاية رعمسيس ونهر النيل" للشاعر حمزة هاشم

وكان يا أحبابُ في العهدِ القديمْ..
حكايةٌ عن بلدةٍ يدعونها مِصرْ
وشعبُها يَدعونَهُ الشعبَ العظيمْ
ونهرُها يَدعونَهُ النيلَ العظيمْ
وكان طميُهُ إذا فاض على الحقولِ..
أنبتت ثمارَها وأورقَ الشجرْ
وجاءت الناسُ إليها من بعيدٍ يطلبونَ القمحَ والثمرْ
فما الذي عدا؟
وما الذي بدا؟
فصارَ ماءُ النيلِ مالحًا.. وأجدب المطرْ؟
***
في ليلةٍ مشؤومةٍ من خارج التاريخِ.. خارج العصورْ..
قد أخرج الساداتُ مومِياءَ رَعمسيسَ من تابوته المسحورْ
فحلَّتِ اللعنةُ في البلاد والجرودْ
وغارَ نهرُ النيلِ بالتنكيل والقيودْ
وأصبح الشعبُ العظيمُ من فصيلةِ العبيدْ
وأصبح الشعبُ الذي يوزِّعُ القمحَ على الفقيرِ والمريدْ
يشرب من ماءٍ كأنه الصديدْ
ويأكل الرغيفَ معجونًا بزفتٍ وحديدْ
وكان رعمسيسُ فوق عرشه المجيدْ
ينهشُ لحمَ مِصرْ..
ويشربُ الخمرْ..
***
ثلاثون عامًا..
يُعلِّمُ أطفالَهُم أنَّ طوبى لهم..
للفقراءِ وللصابرينْ..
وأن الذين يعيشون فوق السطوحِ..
وأن الذين يشربون ماء الدموعِ..
لهم في الجنانِ.. قصور اللُّجَينْ..
يُعلِّمُ أطفالهم أن يطيعوا الأوامرْ
وحكمَ العساكرْ
وأن يجلسوا كالعبيدْ..
وأن يأكلوا كالعبيدْ..
وأن يهتفوا كالعبيدْ:
"يعيشُ الإله القوي..
رعمسيسُ المجيدْ.."
***
وذات ليلةٍ جليلةٍ كليلة القدرْ..
تنزل الشعبُ إلى مُرَبَّعِ التحريرِ هازئًا بكلِّ أمرْ
وفاضَ نهرُ النيلِ حتى أغرقَ القصرْ..
وكلَّ من في القصرْ..
وصاحت الأطفالُ:
"تحيا مِصرُ.. يحيا شعبُ مِصرْ"

محمد غالي أفضل مراسل للجزيرة توك خلال الثورة المصرية الكبرى

محمد إسماعيل غالي
محمد إٍسماعيل غالي، الصحافي الشاب، الطموح المنطلق، لم افاجئ عندما علمت انه احد الجنود المجهولين في الثورة ، لطالما تحدثت إليه وإلى صديقي الأخر والبطل الأخر محمد الغفاري فكانا دوما إما في الميدان او في العمل....مبروك يا صديقي محمد هذا البداية ولكل مجتهد نصيب.

الأحد، 13 فبراير 2011

حافظ الميرازي باق في «العربيّة»


ليال حداد

«إن لم نستطع أن نقول رأينا فلنتوقّف... في الحلقة المقبلة سنجرّب ذلك، سنتحدّث عن تأثير الثورة المصرية على الوضع في السعودية. إذا حصل ذلك، فـ«العربية» قناة مستقلّة، وإن لم يحصل فأودعكم وأشكركم على متابعتكم لي طوال هذه الفترة». يبدو أن هذه العبارة التي ختم فيها حافظ الميرازي حلقة أول من أمس من برنامجه «استوديو القاهرة» كانت كافية لتطلق سلسلة من الشائعات والتوقعات حول مستقبل الإعلامي المصري في قناة «العربية». خرجت يوم أمس أخبار عدّة تؤكّد أن الفضائية السعودية قررت إبعاد الميرازي عن عمله بسبب «تطاوله على السعودية وملكها»، فيما أكّدت أخبار أخرى أنّ الإعلامي الشهير قدّم استقالته بسبب هامش الحرية الضيّق في المحطة، وبسبب التغطية المنحازة لـ«العربية» منذ اندلاع «ثورة 25 يناير» في مصر. إلا أن الميرازي نفى في اتصال مع «الأخبار» كل ما سبق. وقال إنّه اتفق مع إدارة المحطة مع بدء الثورة، على أن يصبح برنامجه الأسبوعي يومياً. وهو ما حصل بالفعل «وكان من المقرّر أن يبقى الوضع كذلك حتى الانتخابات الرئاسية المصرية في أيلول (سبتمبر) المقبل». لكن بعد حلقة أول من أمس التي استضاف فيها الإعلامي المصري حمدي قنديل، تبلّغ الميرازي قرار الإدارة بإعادة البرنامج إلى موعده الأسبوعي.
لكن هل موضوع الحلقة المقبلة لا يزال قائماً؟ وهل سيناقش موضوع انعكاس الثورة المصرية على السعودية؟ أم أن إدارة «العربية» طلبت منه عدم مناقشة الملف السعودي؟ يجيب الميرازي «التحدّي الحقيقي للقناة أن تبقي موضوع الحلقة كما كان مقرراً من دون أي تغيير أو ضغط، وحتى الساعة لم يطلب مني أحد تغييره».
وقد علمت «الأخبار» أن إدارة «العربية» عارضت أول من أمس استضافة حمدي قنديل على شاشتها ضمن «استوديو القاهرة»، لكن الميرازي أصرّ عليها لتعود وتقبل. وانتقد هذا الأخير وضيفه الإعلام السعودي (من ضمنه صحيفة «الشرق الأوسط»). إذ قال الميرازي بعد قراءة عناوين الصحف السعودية وتعليقاتها على الثورة المصرية «هل تجرؤ هذه الصحف على أن تقول كلمة واحدة عن النظام السعودي أو الملك عبد الله؟». رغم ما سبق، يؤكد صاحب «استوديو القاهرة» أنه لم يتعرّض لأي ضغوطات من إدارة المحطة، رافضاً التعليق على أدائها طيلة فترة الثورة المصرية «لندع المشاهد يحكم على ما رآه على «العربية» وعلى غيرها من الفضائيات».
موعدنا إذاً الجمعة المقبل، لنرى إذا كانت حلقة «استوديو القاهرة» ستتناول بالفعل موضوع الثورة المصرية وتأثيرها على السعودية. وإذا لم يحصل ذلك، يبقى علينا ترقّب رد فعل حافظ الميرازي وإمكان تقديم استقالته احتجاجاً على تقييد حريته في المحطة.


"مشادة" بين نجلي الرئيس المصري السابق قبيل تنحيه


مبارك


نشب خلاف حاد يوم الخميس الماضي داخل القصر الرئاسي المصري بين نجلي الرئيس السابق حسني مبارك جمال وعلاء، وذلك عقب تسجيل مبارك لخطابه الاخير الذي بث مساء اليوم نفسه.
وقالت الصحيفة إن "حدة الخلاف اشتدت بين الشقيقين، بحيث سمعها كل من كان داخل قصر الرئاسة وتدخلت بعض الشخصيات الكبرى في الدولة التي كانت حاضرة أثناء تسجيل الرئيس لخطابه."وقالت صحيفة الاخبار المصرية شبه الرسمية التي اوردت النبأ إن علاء مبارك "احتد على شقيقه جمال واتهمه بأنه كان السبب الرئيسي لما جرى في مصر من أحداث أجبرت والدهما على أن يظهر في تلك الصورة والنهاية التي لا تليق به."
ونقلت الصحيفة عن علاء مبارك قوله لشقيقه جمال: "لقد أفسدت البلد عندما فتحت الطريق أمام أصحابك وهذه هي النتيجة بدلا من أن يتم تكريم أبيك في نهاية حياته ساعدت على تشويه صورته على هذا النحو."
وروت ان اشتباكا بالايدي كاد يحدث بين الشقيقين، خصوصا "وان انفعال علاء زاد بعد أن استمع لكلمة والده الى الشعب أثناء تسجيلها."
وقالت الصحيفة إن مرد الانفعال اشارة الرئيس السابق في تسجيله الاول للخطاب - الذي لم يذع - الى أنه سوف ينقل سلطاته المدنية الى نائبه عمر سليمان وسلطاته العسكرية الى القوات المسلحة.
وقالت الصحيفة إن مبارك سجل ثلاث نسخ من الخطاب، اذيعت النسخة الثالثة منه والتي حملت معنى مغايرا لما عرفته العواصم العالمية والتي كانت قد نقلت لوسائل إعلامية كبرى خبرا عن تنحي الرئيس المصري الليلة لكنها باختلاف ماجرى إذاعته على لسان الرئيس.
وقالت إنه "لعل اشارة مبارك في كلمته الى رفضه للاملاءات الخارجية كانت اشارة منه الى تسريبات بعض أركان الإدارة الأمريكية لوسائل الإعلام العالمية."

تونس ومصر.. ماذا بعد ثورة 2.0؟


 إبـراهيم عرب ـ عرب توك 

خيّب المصريون والتونسيون تحليلات الكثير مما يعرف بالمثقفين الجدد بنجاح ثورتهم السلمية والإطاحة بأنظمة "نيو ديكتاتورية" لا تلائم تطلعاتهم نحو الحرية والعدالة الإجتماعية والتغيير.
هذه المرة أتت الثورة من القاعدة الشعبية على خلاف السنوات الماضية حيث كانت تسميات الإنقلابات العسكرية أو "الثورة البيضاء" سائدة تحت شعارات واهية تدغدغ آمال الجماهير ومن ثم تعيد إدخالهم في النفق الأسود مجدداً بإنتظار بزوغ فجر آخر.
وعلى قاعدة أن المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين، جاءت ثورات القرن 21 شعبية لا عسكر فيها ولا مراكز قوى، تشارك فيها كل فئات المجتمع، فالكل قائد وثائر والكل سواسية في المهام والمكتسبات.
إنها "ثورة 2.0" كما يحلو للبعض تسميتها، إستناداً إلى ثورة مواقع 2.0 الإلكترونية التفاعلية والشبكات الإجتماعية، بحيث كل الأعضاء مساهمون في النشر والنقاش والتفاعل والمشاركة، ليس هناك مصادر ومتلقين، بل الجميع متساوون بالمميزات والقدرات.
لقد جاءت ثورة 25 يناير المصرية وقبلها ثورة سيدي بوزيد التونسية لتقطع الطريق على بعض المنظرين والمفكرين الباحثين عن الدمقرطة العربية في الكتب والأطروحات والدراسات. فأتت الشرارة من حيث فقدوا الأمل، من الشعب بمختلف شرائحه لتعيد البوصلة إلى إتجاهها الصحيح وكي لا يضل أحد بعد الآن أن القرار تصنعه الجماهير ولا يفرضه الحكام.
يؤسفني هرولة البعض، ومنهم من ثوار مصر، خلف أبطال وهميين جاؤوا بالمظلات قبل أيام من المواجهات ولم يذوقوا طعم العذاب والذل والقهر الذي عانى منه المصريون على مدى عقود خلت. لا مجال لقيادات وافدة أو تقليدية أو هادنت النظام وتريد ركب موجة الثائرين. فحذاري من المنافقين والمتملقين والمعارضة الوهمية.
هذا لا يعني بالتأكيد الشروع بالتهميش أو إقصاء أحد، حتى من الحزب الوطني في مصر والحزب الدستوري في تونس، ولكن ليس مقبولاً الإبقاء على رموز النظام القديم أمثال محمد الغنوشي وعمر سليمان في رأس السلطة. فالإجتثاث يحدث ردات فعل عكسية، الثورات الفتية بغنى عنها، إلا أن المحاكمة العادلة لا الإنتقامية وإسترداد ثروات الشعب المسلوبة هو الطريق الأفضل.
فالتعددية من قيم الديمقراطية، والشعب أولاً وأخيراً هو صاحب القرار الفصل، عبر الإنتخابات الشفافة والنزيهة والمتكافئة. وما تفضيه نتائج صناديق الإقتراع يجب أن يكون محل إحترام وقبول، بغض النظر عن الفائز سواء كان علمانياً أو إسلامياً أو قبطياً أو ليبرالياً أو يسارياً، وهو مطالب برعاية مصالح الشعب والدولة وفق الدستور الجديد الذي ينبغي أن يعرض على الإستفتاء الشعبي العام قبل إقراره.
هناك 3 عوامل متكاملة قامت على أساسها الثورتين في مصر وتونس، أولها ثورة الجياع والفقراء ومحدودي الدخل والشباب المهمش العاطل عن العمل. وثانيها، ثورة الحريات والديمقراطية والدولة المدنية العادلة على الأنظمة "نيو ديكتاتورية" البوليسية القمعية. وثالثها، ثورة الكرامة والسيادة الوطنية والقومية على الإملاءات الأجنبية والعلاقات المعادية المشبوهة والتخلي عن الدور الريادي الطليعي في المنطقة.
ماذا بعد الثورة؟
قيل إن الثورة التي لا تحقق كل أهدافها هي ثورة فاشلة، وهذا صحيح نسبياً، فإن لم يتدارك الثوار المصريون والتونسيون الأخطار المحدقة بحركتهم والإسراع بالخطوات والإصرار على المطالب التغييرية تدريجياً، والتيقظ لمحاولات الإلتفاف على ثورتهم أو سرقتها، لعدنا إلى حيث كنا وإحتجنا ثورة جديدة على الثورة.
ولا ينغش أحد بالإطراء والتأييد والإعجاب الغربي بهذه الثورات الشعبية، فأين كان الأميركون منذ ثلاثين عاماً والشعب مقهور على مختلف الصعد، وأين كان الفرنسيون منذ 24 عاماً والتونسيون تحت رحمة "غستابو" بن علي.
إن الحاصل في مصر الآن هو ثورة على الإنقلاب على مبادئ ثورة يوليو 1952، حيث أحكم جمال عبد الناصر يديه على السلطة 18 عاماً حفلت بإنجازات باهرة وأخفقت، معتقداً أن بمقاومة إسرائيل والخبز وحده يحيا الإنسان، مغيباً الحياة الديمقراطية والتعددية السياسية والإنتخابات البرلمانية والحريات. وتبعه محمد أنور السادات حاكماً لمدة 11 عاماً، قاتلاً دور مصر الريادي في المنطقة العربية والعالم، رافعاً راية الإستسلام وممعناً في خنق الشعب وتجويعه. والحقبة اختتمها أعوامها الثلاثين الأخيرة محمد حسني مبارك، حاصداً 70 مليار دولار على الأقل من أموال الشعب، ومحوّلاً مصر إلى مزرعة عائلية هو فرعونها والشعب عبيد.   
الآن، نتطلع إلى مصر جديدة، إلى دولة حرّة وعادلة وديمقراطية لا فساد فيها، تشكل نموذجاً لثورات الشعوب المستعبدة، تنهض بالعرب إلى الصفوف الأمامية من جديد، وتبلور مع القطبين التركي والإيراني ثالوثاً إقليمياً يقضي على مظاهر التبعية والخنوع الإستسلام.

Al-Mayadeeen Feeds