الأحد، 30 نوفمبر 2014

عودة مبارك

الرئيسُ المعزول حسني مبارك ووزيرُ داخليتِه حبيب العادلي بريئان، كان الحكمُ بمثابةِ إعلان ٍٍرسمي بأنّ الثورة َالتي أطاحت بهما قد فشِلت في القضاءِ على ما كانا يمثلان وأنّ النظامَ السابق أعاد إنتاجَ نفسِهِ بشكلٍ جديد بما يتناسبُ مع تغييراتِ المرحلة..
لم يكنِ الحكمُ مفاجئا...فالكلُ كان يتوقّعه، لكنه كان صادماً لأنه عنى لجماهيرِ ِالثورةِ الشعبية المسماة بثورةِ الخامسِ والعِشرين من يناير، ورقة َالنعيِ ِالرسمية لثورتِهم ومفاعيلِها....
هي ثورة ٌكانت وكأنها لم تكنْ....فهي لم تستطعْ رُغم َعناوينِها الجامعة من توحيدِ صفوفِ المِصريين بعدانتصارِها....سقط مبارك ونظامُهُ وتسلّمَ المجلسُ العسكري الحكم، لكنّ ذلك لم يمنعِ ِالناسَ من البقاءِ في الشارع... أجريتِ انتخاباتٌ وفاز الإخوان المسلمون بالرئاسة، تسلّمَ الرئيس محمد مرسي الحكمَ وبقيَ من بقيَ في الشارع....
كانت ِالمطالبُ الشعبية تتطور كلَ يومِِ جُمُعة... مَليونياتٌ بحسبِ التعريفِ المِصري للتجمعات الشعبية في ميدان التحرير...تحوّلَ الإخوان بعد مئةِ يومٍ ٍمن الحكم إلى نظام ٍحاكم ٍيواجه محاولاتِ إسقاطِه....سقط الإخوان ودخلَتِ البلادُ في مرحلةٍمن عدم الاستقرار وتمّتْ إعادة ُإنتاجِ ِالنظام ِالقديم...
العامُ الذي قضاه الإخوانُ في الحكم أتاح لمن يوصَفونَ بفلول النظام ِالسابق العودة َإلى الواجهة ... كان الإخوان بحسب اتهامات ِمعارضيهم يتمددون أفقياً وعمودياً داخل مؤسساتِ الدولة، اتهاماتٌ أخرى لهم كانت بزج ِ مِصرَ في صراعاتٍ إقليمية، تحديداً في سوريا وليبيا وفي الصراع الخليجي بين السُعوديةِ وقطر...
سقط الإخوان في الثلاثين من يونيو فيما وصِفَ بالثورة الثانية..بينما وصفها مناصرو الإخوان بالثورةِ المضادة والتي تجلّتْ بأحداثِ رابعة العدوية وبعدَها تحوّلَ الإخوانُ بنظر السلطةِ وأنصارِها إلى جماعةٍ إرهابية مطارَدَة.
انتُخب المشير عبد الفتاح السيسي رئيساً للجمهورية، وبدأت معالمُ الدولةِ الجديدة تخرُجُ إلى العلن...دولة ٌتقدّمُ نفسَها على أنها مولودٌ شرعي لثورتي الخامسِ والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو، بينما يُنظَرُ إليها أيضا على أنها من صُلبِ النظامِ ِالسابق....

Al-Mayadeeen Feeds