الاثنين، 29 نوفمبر 2010
العلاقات العربية الإسرائيلية في ويكيليكس: علاقات شخصية مميزة بين وزير خارجية الإمارات وتسيبي ليفني
وفي إطار الحديث عن علاقات دول الخليج بإسرائيل، تتحدث رسالة مرسلة من السفارة الأميركية في تل أبيب تحت عنوان سري للغاية إلى وزارة الخارجية عن تطور العلاقات الإسرائيلية الخليجية.
وفي هذا الإطار تعكس الرسالة الإنزعاج الإسرائيلي من إنتقال قطر إلى ضفة الممانعة مشيرة إلى ان إسرائيل تسعى للضغط على الدوحة للعودة إلى فتح علاقات لكن يبدو ان الضغط السياسي من قبل القاهرة والرياض يأخذ الدوحة نحو حلق طهران دمشق.
بالنسبة للإمارات، تقول الرسالة ان العلاقة الشخصية بين وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد ووزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني كانت تسير بشكل جيد، لكن الإمارات تفضل إبقاء الإتصال سريا.
وعن العلاقة مع المملكة السعودية تشير الرسالة إلى ان الإتصال مع الرياض لا يتم من خلال وزارة الخارجية.
من جهة ثانية تتحدث الرسالة عن نظرة دول الخليج بشكل عام إلى إسرائيل وعلاقتها بأميركا فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، حيث تجمع هذه الدول على إعتبار كلمة إسرائيل سحرية لدى واشنطن، وان هذا الأمر إيجابي في إطار التحضير لحلف إسرائيلي أميركي خليجي في مواجهة الجمهورية الإسلامية.
لبنان في ويكيليكس: نتنياهو يتحدث للنائب الأميركي أيكرمان عن ضعف إسرائيل بعد الحرب
في محضر إجتماع آخر مسرب على صفحات ويكيليكس، يتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بصفته السابقة زعيما للمعارضة إلى عضو الكونغرس الأميركي إيكرمان عن الوهن الذي أصاب إسرائيل بعد الحرب، منتقدا أسلوب أولمرت في إدارة المعركة، ومؤكدا ان الخوف الإسرائيلي من سقوط إصابات في صفوف الجيش منع تحقيق الأهداف المرجوة، وتوقع نتنياهو خلال اللقاء ان تسقط حكومة أولمرت، التي لو كانت إنتصرت في الحرب على حد قول نتنياهو لكان رئيسها أولمرت بطلا في إسرائيل.
الأحد، 28 نوفمبر 2010
لبنان في ويكيليكس: رئيس الموساد يشيد بالسنيورة
لبنان حاضر في وثائق ويكيليكس، واحدة منها محضر لإجتماع بين مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، وليام بيرنز، ورئيس جهاز الموساد الإسرائيلي مئير داغان. خلال اللقاء يطلب داغان من بيرنز مساعدة رئيس الوزراء اللبناني حينها فؤاد السنيورة لأن وجوده يقوي أميركا وإسرائيل، مشددا على أهمية عدم التفريط بمن وصفهم الحراس في لبنان، ويصف داغان السنيورة بالرجل الشجاع، من جهته يؤكد بيرنز ان الدعم للسنيورة غير محدود وان الولايات المتحدة مستمرة في جهدها لضرب النفوذ الإيراني والسوري في لبنان.
الأحد، 21 نوفمبر 2010
إشرب يا بوش
في كتاب جورج بوش الإبن الكثير من المفارقات، لكن السمة الأبرز هي البساطة في الطرح، التي ربما تجعلك تظن ان من تروى حكايته ليس رئيس الولايات المتحدة، بل مطلق إنسان له تجربة ويريد ان يتحدث عنها.
طبعا هذا يبدو ممتعا في البداية حين يسرد لنا السيد بوش قصة تخليه عن الخمر، ومن ثم كيف إنتقل من لغة الخمر إلى لغة الأمر، كما إمرئ القيس، وكأنه فعلا كان ينتظر إتخاذ قرار كهذا ليخرج عنه من عنق الزجاجة ويدخل الكرة الأرضية كلها فيه، لا بل انه يدفع القارئ فعلا للتفكير هل كان ترك بوش للخمر يستحق فعلا ان يقع العالم في كل هذه الحروب والنزاعات، هل كان قرار بوش ترك الخمر يستحق فعلا ان تشتت أوطان، هل كان قرار بوش ترك الخمر يستحق فعلا كل هذا الكره في العالم، هل كان قرار بوش ترك الخمر يستحق..
لو أني شيخ او راهب او مرشد إجتماعي او اي جهة إستشارية وسألني بوش حينها عن ترك الخمر، كنت سأفتي له بحلية الخمر رغم النص لا خروجا عن الدين إنما على قاعدة ان الضرورات تبيح المحظورات، والضرورة كانت ان يبقى بوش مخمورا، بدل ان يدخل العالم في حفلة الجنون التي لا يبدو ان الخروج منها يسير بقدر قرار بوش التخلي عن الشرب.
الخميس، 18 نوفمبر 2010
الغارديان: تقرير الأخبار حول وثائقي الحريري يوقف عرضه على بي بي سي
قالت صحيفة الغارديان البريطانية ان شبكة بي بي سي قررت بشكل مفاجئ وقف عرض وثائقي من ثلاث حلقات عن إغتيال الرئيس رفيق الحريري
القتل كوسيلة لإسقاط الأنظمة: ندا أغا سلطاني الإيرانية
ندا أغا سلطاني، الإسم ليس بغريب، على الأقل بالنسبة لمن تابعوا الإنتخابات الرئاسية الإيرانية وما تلاها من إحتجاجات. حينها قيل ان الفتاة قتلت برصاص السلطات الإيرانية، فحولها الإعلام الغربي والعربي إلى أيقونة لما أطلق عليه بالموج الأخضر، او إنتفاضة الحرية.
أذكر أني كنت في طهران يوم أربعين ندا، وحينها إحتشد عشرات الشبان بعد عودتهم من مراسم العزاء في شارع ولي عصر، ورأيت بأم عيني كيف تحول التجمع إلى أعمال عنف، وتكسير لماكينات الصرف الآلي، ومحطات الحافلات، وحرق لمستوعبات النفايات في الشوارع، لينزل بعدها رجال الشرطة، كما في أي بلد آخر، لتفريق التجمع والقبض على مثيري الشغب.
المشهد الذي أتحدث عنه الأن حولته وسائل الإعلام العربية والغربية إلى قمع للحريات وتعدي على حقوق الإنسان، لكنه ببساطة امر يتكرر في بريطانيا خلال التظاهرات، وفي اميركا، وفي فرنسا، لكن طبعا إيران هي إيران جزء من ما يصفونه بمحور الشر، لذا فأي تصرف من شرطتها مرفوض حتى ولو كان في إطار فرض النظام.
نعود إلى ندا أغا سلطاني، التي روج لمقتلها على أنه دليل على همجية نظام طهران، واصبحت صور ندا تلمئ الشوارع والتظاهرات، إلا أن الصور ذاتها التي إستعملت لما سلف، كانت هي الدليل على براءة النظام الإيراني من مقتلها، وان عملية القتل جاءت بعد ان لعبت الفتاة دورا تمثيليا بكل ما للكلمة من معنى.
أبدعت ندا في التمثيل السياسي إذا صح التعبير، وإستخدمت كما أسلفنا بهدف إظهار نظام الثورة الإسلامية كمجرم، إستعملت كمطية لقلب النظام من الداخل، تماما كما يحدث في اكثر من بلد، حيث تستعمل القوى الغربية وكلاء محليين للقيام بالاعمال القذرة عنها، لأنها بصراحة لم تعد تحتمل إراقة دمائها لكن دماء الآخرين ببلاش، فلذا لا يهمها من يسقط ومن يبقى المهم ان تنفذ المهمة، لا بل ان سقوط قتلى يساعدها اكثر على الترويج لوجهة نظرها والتنديد بالطرف المراد محاربته وتصويره كما تريد.
المثير مثلا ان شركة HBO التلفزيونية الأميركية عمدت إلى إنتاج وثائقي باللغات العربية والفارسية والإنجليزية عن ندا ومقتلها والرواية التي إنتشرت في الإعلام هذا الفيلم تكلف إنتاجه ألاف الدولارات وعرض على الشاشة ووزع على الإنترنت، وهنا يظهر التوازي في النشاط بين السياسة الغربي والإعلام الغربي الذي يدخل مباشرة على خط البروباغندا لإيصال الأفكار التي تريدها أنظمته إلى شارعه وإلى الشوارع الأخرى حول العالم.
المثير مثلا ان شركة HBO التلفزيونية الأميركية عمدت إلى إنتاج وثائقي باللغات العربية والفارسية والإنجليزية عن ندا ومقتلها والرواية التي إنتشرت في الإعلام هذا الفيلم تكلف إنتاجه ألاف الدولارات وعرض على الشاشة ووزع على الإنترنت، وهنا يظهر التوازي في النشاط بين السياسة الغربي والإعلام الغربي الذي يدخل مباشرة على خط البروباغندا لإيصال الأفكار التي تريدها أنظمته إلى شارعه وإلى الشوارع الأخرى حول العالم.
لن أطيل لكن أترككم مع فيلم يظهر حقيقة الكذبة التي إنطلت على كثيرين، كذبة ندا أغا سلطاني التي لم تكن سوى ممثلة، إنتهى دورها بالقتل الحقيقي، لا على يد السلطات الإيرانية، إنما على يد مشغليها.
يلي ذلك الفيلم الذي أنتجته HBO عن الفتاة والحكم في النهاية للجمهور.
الاثنين، 15 نوفمبر 2010
رفيق الحريري أضحية 1559
لم يكن خافيا على احد حجم العلاقات التي كان يتمتع بها الرئيس الراحل رفيق الحريري خارج حدود لبنان، اخطبوط بكل ما للكلمة معنى، والقصة هنا ليست أرقام ومعارف، إنما علاقات نوعية حولت الرجل في كثير من الاحيان إلى وسيط بين زعماء، وحامل رسائل، لا بل في قمة اوجه قبل عيد العشاق القاتل، ظن نفسه شريكا في لعبة شطرنج الأمم، ليكتشف متأخرا انه لم يكن سوى بيدقا قدم أضحية على رقعة الموت تلك.
لم يكن الحريري غبيا، لا بالمرة، لكنه كان أصغر من اللعبة التي دخل فيها، فلا يمكنك ان تدخل وسيطا، او عرابا، إذا ما صح التعبير، لإصلاح العلاقات الأميركية الفرنسية في أوج إختلاف ما بعد حرب العراق، وتبقى خارج تداعيات هكذا علاقة، وهكذا إتفاق، وهكذا مؤامرة، مع ذلك ترفع للراحل القبعة، إذ أنه إستطاع بذكائه، ان يجمع بين فرنسا وأميركا بعدما فرقتهم الحرب، والمحفز فكرة 1559، التي سمحت لجاك شيراك بتقديم أوراق إعتماده لبوش، وفي هذا الإطار يقول الرئيس الأميركي في مذكراته:
" لم نتفق انا وجاك شيراك على كثير من الأمور، كان يعارض الإطاحة بصدام حسين، ووصف عرفات بالرجل الشجاع، حتى انه في إحدى المرات قال ان اوكرانيا جزء من روسيا.
كان من المفاجئ ان نجد مساحة مشتركة بيننا، كان ذلك خلال إجتماع بيننا في باريس في حزيران 2004. بدأ حينها شيراك بالحديث عن الديمقراطية في الشرق الأوسط، حاولت مقاطعته، لكنه تابع الحديث فقال ان في المنطقة ديموقراطيتين، إسرائيل القوية، ولبنان الضعيف، ولم يذكر العراق.
وصف لي معاناة لبنان تحت الإحتلال السوري التي كانت تنشر عشرات الألاف من جنودها على إمتداد البلاد، وكيف كانت تنهب أرزاق اللبنانيين وتحولها إلى دمشق، واكد هنا اهمية توسعة اجندة الديمقراطية في المنطقة. ببساطة إقترح علي ان نتعاون على إخراج سوريا من لبنان، وافقت مباشرة، وقررنا البحث عن فرصة لإستصدار قرار دولي بذلك".
هكذا إنتهى كلام بوش في هذه الفقرة، لكن للكلام تتمة في كتاب فينسنت نوزيل، الذي يتوقف مليا عند هذه النقطة، اي لقاء حزيران هذا المذكور في كتاب بوش، حيث يقول انه كان لقاء «المصالحة» بين بوش وشيراك بعد قطيعة حرب العراق، مصالحة ارتكزت بشكل أساسي على الملف اللبناني السوري، بمبادرة وإلحاح من شيراك الذي تجنب كل ما يزعج بوش فمثلاً لم يشر إلى فضائح سجن أبو غريب التي كانت حديثة آنذاك، وفضل العمل يداً بيد مع إدارة بوش على صياغة القرار 1559. ويذكر نوزيل أن شيراك انتهز فرصة حديث الأميركيين عن «دمقرطة الشرق الأوسط»، وقال لبوش خلال العشاء:
«هناك انتخابات رئاسية في لبنان في شهر تشرين الأول وستكون انطلاقة جدية للبنان إذا أصبح رئيسه من دون وصاية سورية، وربما يسعى السوريون لإعادة انتخاب الرئيس الحالي إميل لحود عبر تعديل الدستور وقد توقفنا باهتمام عند تصريحات (وزير الخارجية الأميركي) كولن باول والدكتورة (كونداليزا) رايس (مستشارة بوش للأمن القومي)، حول ضرورة إجراء انتخابات حرة دون أي تدخل خارجي وأيضاً تبني الولايات المتحدة عقوبات (ضد سورية)، ترمي إلى انسحاب سورية من لبنان، لنعمل معاً». ورد بوش «لم لا؟».
ويذكر نوزيل في كتابه تنقل مبعوث شيراك موريس جوردو مونتانيو بين واشنطن حيث كان يلتقي وزيرة الخارجية الأميركية رايس وعدد من المسؤولين، " قبل الانتقال الى سردينيا حيث يمضي رفيق الحريري اجازته الصيفية، وهناك تمت قراءة مشروع القرار 1559 بامعان شديد على يخت الحريري الذي لم يخف غضبه الشديد من السوريين بسبب تعديل الدستور للسماح لحليفهم اميل لحود بتمديد ولايته الرئاسية 3 سنوات"
إذا الحريري كان لاعبا أساسيا في لعبة 1559، لا بل المحرض عليه، لكن للقصة بقية، والبقية ان القرار لم يكن له من امل ان ينفذ بسبب ظروف المنطقة، وظروف سوريا، وظروف إيران، وظروف حزب الله، وكل الظروف المحيطة، فكان لا بد له من صدمة تفرضه على المنطقة، كأمر واقع، فكان جسر تلك الصدمة إغتيال رفيق الحريري، الذي يمكن القول انه قاد نفسه برجليه إلى هذه النهاية، لانه كان في قلب لعبه اطرافها دول كأميركا وفرنسا من جهة وإيران وسوريا من جهة ثانية، الحلقة الأضعف، فكان لا بد لحلفائه على الجبهة الغربية من تقديمه أضحية على مذبح ال 1559، فكان بلا شك، بطل عملية إنتحارية سياسية، ربح بها تنفيذ جزء من القرار، وخسر حياته.
السبت، 13 نوفمبر 2010
دولة الطفـّار
في قلب لندن، الطفـّار، يصدحون في أذني...لطالما إستمعت إلى جديد الفرقة في المنزل، ذكرتني بهم سلسلة الزميل رياض قبيسي فقررت للمرة الأولى ان أضع إصدارهم على الهاتف، وأستمع إليه في القطار، في الشارع، في طريقي إلى العمل، مجرد إختبار لإنفعالاتي تجاه كلمات تختصر مأساة وطن، يختصر ببساطة في أي أغنية للطفـّار.
لم تختلف الإنفعلات قيد أنملة، رغم كل ما هو مختلف حولي، رغم الكهرباء التي لا ترمش غضة طرف، رغم الماء التي تشرب من أي مكان، رغم كل الصور المختلفة عن الصور التي صنعت الطفـّار في بلادي.
تزدحم كلماتهم في صرخة، لا تشبه الصرخات، صرخة تجمع كل قرفنا، كل وسخنا، كل مصائبنا، كل الفساد الذي إرتضينا ان نعيش في قلبه، دون ان ننبس ببنت شفة، بإنصياع وتسليم، بكثير من الجبن والعجز.
كل عبارة كانت خنجرا في صدري، حجة علي وعلى غيري، مرآة ارى فيها حالي وحال اهل بلدي، نصب، إحتيال، فساد، عمالة، حرمان، وتطول اللائحة.
في كلماتهم، رأيت السياسة في بلدي، الأمن، الإقتصاد، الوطنية المفقودة، الظلم غير المتوازن، والتنمية غير المتوزانة، رأيت رؤوسا بالحق أينعت وحان قطافها.
رؤوس لا تشبه الرؤوس، رؤوس طفرت فكفرت، فظلمت وخرج من رحم ظلمها ضحايا أسمتهم هي الطفار.
في بلادي طفـّار صنعوا الطفـّار، صنعوا كلمات الطفار، صنعوا طفر الطفـار، صنعوا صرخة الطفار...
اترككم مع أغنية للطفار
الجمعة، 12 نوفمبر 2010
الشنكبوت: دراما على طبيعتنا
خلال الأيام الماضية كنت أشاهد حلقات الشنكبوت، اول دراما لبنانية على الإنترنت، مخصصة لمتصفحي الشبكة العنكبوتية، لكن بكل صراحة وبدون مجاملة، اكاد أقطع انها الأكثر طبيعية بين كل ما عرض من دراما في لبنان خلال السنوات الماضية، على التلفزيون والراديو والإنترنت.
الشنكبوت، شبان مثل الشبان الذي نراهم في الأحياء، وشخصيات لا تختلف كثيرا عن التي إعتدنا عليها في حياتنا اليومية، لا تكلف، ولا تصنع، ولا جمل من موديل "قلبي عم يعتصر شوقا لما تغيبي عن عيني" او " للوهلة الأولى شعرت إنك رح تتركي عالمي"، لا أبدا هي حوارات تشبهنا، تشبه اللبنانيين في دكاكينهم، وشوارعهم، وبيوتهم، وهذا ما يجعلها أقرب لا فقط إلى المشاهد اللبناني بل حتى إلى المشاهد العربي، الذي يحب الطبيعية في الأداء، لا التكلف المنفر.
الشنكبوت، لمن لا يعرف، قصص في قصة، بعضها رئيسي وبعضها الأخر فرعي، لكنها تتمحور بشكل أساسي حول سليمان، شاب delivery لوين ما بدك، تطلب منه لبن العصفور فيأتيك به، لكنه يدخل بشكل أو بآخر إلى عالم مختلف عن كيلو الكوسا ووقية البن وقنينة غاز، يدخل من حيث يدري أو لا يدري إلى عالم آخر مرتبط بعصابات ومخدرات فيصبح في قلب الخطر.
لكن سليمان delivery ليس فقط سائق دراجة متجول في العاصمة، هو أيضا شاب حبيب، وتنجذب إليه الصبايا، ويساعدهن، كمان فعل مع شريكته في البطولة رويدا، والفتاة البقاعية يارا التي تعرف إليها وإلي جدتها تيتا لطيفة خلال هروبه من العصابة من بيروت.
لن اطيل عليكم بذكر التفاصيل، لكن فقط أقول لكم، شاهدوا الشنكبوت وسترون شيئا مختلفا على الأرجح سيفتح في قلبكم مكانا ثابتا لمسلسل على الإنترنت، واعتقد جازما انه لن يطول الأمر ويصبح سلسلة تلفزيونية تحظى بمشاهدة عالية.
باب النجار مخلع
من يقرأ صحيفة الشرق الأوسط السعودية أو يشاهد قناة العربية، يظن للوهلة الأولى ان الوسيلتين تمتلكهما السويد او الدانمرك، لما ينشر ويبث عليهما من اخبار حول إنتهاكات حقوق الإنسان في سوريا وإيران والسودان وماتبقى من دول حلف الممانعة والمقاومة، لكنها قطعا لا تقترب ولا قيد أنملة من أي خبر يتعلق بإنتهاكات حقوق الإنسان السافرة في المملكة العربية السعودية، حيث رجال ما يسمى بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يمتلكون سلطة ضرب المواطن في الشارع إذا كان لديهم المبررات التي يرون هم انها مناسبة.
القصة ان من يريد ان يعظ عليه ان يكون اهلا للعظة، لا صاحب سجل غير مسبوق في إنتهاك حقوق الإقليات، وتعذيب السجناء، ومنع النساء من قيادة السيارات، ألخ.
ربما لا يعرف من هم في غرف أخبار الشرق الأوسط والعربية ان في السعودية ما سلف، وهم معذورون كونهم يعيشون بين لندن ودبي وهو ما يصعب عليهم قضية فهم ما يحدث في الداخل السعودي، وينقضون بالمقابل على الفريسة المفترضة ليشبعوها نهشا وضربا، بحجة الدفاع عن حقوق الإنسان المنتهكة في بلاد الملالي وحلفائها من دول.
قصص عديدة تذكر في هذا الإطار، لكن يبقى ان نجارا توفي في إحدى القرى فتنطح احدهم لملئ الشغور، وكان يستقبل الناس في منزله لإصلاح أدواتهم الخشبية، لكن ما كان ييفاجئ الناس ان النجار هذا الذي كان يبدع في إصلاح أعطالهم كان يعيش في شقة بابها مخلوع.
الخميس، 11 نوفمبر 2010
إنت اللي قتلت بابايا
قصة ما بعد إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واجواء الإتهامات الموزعة في أكثر من إتجاه من قبل نجله سعد، ذكرتني بفيلم بالأبيض والأسود للفنانة المصرية شويكار والفنان الراحل فؤاد المهندس.
القصة ان اقرب المقربين لنبيلة (شويكار) يقنعها ان والدها قتل وادخلها في الدوامة البحث عن القاتل بهدف الإنتقام منه، وهكذا ترمي نبيلة الإتهام على كل شخص يذكر امامها كلمة عز، حتى يظهر في نهاية الفيلم والدها الحقيقي الذي لم يمت في الأساس، لكنها وبناء على كلام عبد الجبار (الفنان محمد رضا) الذي وعدها بكشف قاتل والدها مقابل الزواج به، تتهم الوالد بأنه هو القاتل، ليظهر في نهاية الفيلم ان عبد القادر وعمها سليم دبرا هذه المؤامرة، وانها لو إستمرت لكانت تسببت فعلا بمقتل والدها.
طبعا والد سعد إستشهد للأسف في جريمة العصر، لكن ميراثه الوطني والسياسي لا زال حيا، و إستمرار ابنه في تصديق المتآمرين سيقوده في النهاية لقتل هذا الميراث وإنهاء سيرة الرجل الذي بنى البلاد وعلّم العباد، ولعله في نهاية الأمر يكتشف فداحة الجريمة التي إرتكبها بحق رفيق الحريري، وبلد رفيق الحريري، وعائلة رفيق الحريري، حينها ربما يـجـلس على ناصية من نواصي سوليدير يندب حظه صارخا:
"أنا اللي قتلت بابايا".
نترككم هنا مع مقطع من الفيلم
الأربعاء، 10 نوفمبر 2010
حين يتغير الوطن
|
حديث الألام بين العراق ولبنان
لنتخيل معا ان لقاء جمع لبنان بالعراق ، لا يذهب فكركم إلى الرياضة، انا أفترض ان اللقاء هو على شاكلة أي لقاء كما التقي انا بك وتلتقي أنت بها وهي به، ما أعنيه لقاء وحديث وما إليه من كلام يمكن ان تتمخض عنه جلسة كهذه، من عبر وحكم، ونصح وعتب، وندم وامل.
الثلاثاء، 9 نوفمبر 2010
عندما يركض سعد
نشيط سعد، لا يدع نشاطا يفوته، أكان ركضا، عزفا، اكلا، شربا، قراءة، وقس على ذلك، إلا نشاط واحد هو الأجدر بتحمله، والركض خلفه، المسؤولية.
يكرهها، لا يحبها، أوهل تحب الأمور بالغصب، قطعا لا، لكن سعد، في موقع المسؤولية، على كاهله وطن، وشعب، وطوائف، وأطفال، وصغار، وكبار، وسوليدير، وبحر، ويخت، وطائرة، و قس على
الاثنين، 8 نوفمبر 2010
هل قتل حزب الله الحريري؟؟!!ــــــ
أبو هاشم
ربما هو سؤال المليار دولار، لا بل سؤال مصير شعب وبلد ووطن ممزق بجريمة إغتيال أشبه ما تكون برمال متحركة سحبت كل ما يحيط بها إلى داخل الحفرة التي خلفها طن من المتفجرات.
هل قتل حزب الله الحريري، السؤال بات على كل لسان، اوصلتها إلى هناك، نظرية غوبلز النازي، القائلة بتأثير الكذب على الأذهان، بحيث ان الإكثار من الكذب في موضوع ما يترك لدى بعض المستهدفين من الشعوب أثارا قد تتحول بعد بعض الوقت إلى بقع تتوسع لتصبح حقائق لا تقبل النفي.
كثر اليوم يدعون في سهرات خاصة او جلسات، انهم لا يستبعدون الفرضية، على قاعدة ان ما من دخان بلا نار، لا بل ان البعض يذهب في التحليل إلى ما هو أبعد، إلى حد القول ان القائد العسكري للحزب الحاج عماد مغنية، لم يمت أصلا وان ما حدث في كفرسوسة السورية لم يكن سوى "حركة من حركاته"،
الأحد، 7 نوفمبر 2010
السبت، 6 نوفمبر 2010
احب الحياة...ما بحب الحياة.....شعبي القاتل المحب للعيش المشترك
أبو هاشم
بين لبنان والفتنة كما بين ريتا وعيون محمود درويش، بندقية، ومن يعرف لبنان ويعرف الفتنة ينحني ويصلي لرب العزة أن يعفينا هذه المرة من تجربة أبعد ما تكون عن العسلية، تجربة جهنمية، دموية، فانية، قاتلة، ساحقة، ممزقة، عاتية، غير مأمول منها خيرا، تنقط من أسنانها دماء وبقايا لحم منهوش من أجسادنا المدمنة على الألم.
بين لبنان والفتنة كما بين ريتا وعيون محمود درويش، بندقية، ومن يعرف لبنان ويعرف الفتنة ينحني ويصلي لرب العزة أن يعفينا هذه المرة من تجربة أبعد ما تكون عن العسلية، تجربة جهنمية، دموية، فانية، قاتلة، ساحقة، ممزقة، عاتية، غير مأمول منها خيرا، تنقط من أسنانها دماء وبقايا لحم منهوش من أجسادنا المدمنة على الألم.
لا نشبه احد، نحن أبناء لبنان، لا احد على وجه البسيطة مثلنا، الأفضل والأرفع والأذكى والأبرع والأجمل والأسما، لا بل الأسفل والأغبى والأجرم بين الشعوب ألسنا كذلك، أوليس كذلك من يرتهن لدولار الدم، ورصاص الفئوية، وبارود الطائفية، في بلد لا يساوي في مساحته مدينة في أي بلد آخر.
لما هذا الحب القاتل بيننا وبين الموت، لماذا لا تنتهي حياتنا كما الآخرين، لما لزِّم الموت لتجار السلاح، حتى الموت في بلادي يرسو على مقاولين.
مأساة لبنانية إسمها سعدى سليم: أوهموها بوفاة عائلتها لتخدمهم بالسخرة 50 عاماً
في مأساة إنسانية لا تزال وقائعها تهز لبنان كلها، أوهمت أسرة لبنانية، الطفلة سعدى سليم، 15عاماً آنذاك، بأنّ أهلها قد ماتوا جميعاً، لتعمل في خدمتهم بالسخرة مدّة 50 عاماً، وبعد اكتشافها الحقيقة، ووضع القضاء يده على القضية، تدهورت صحتها، وفارقت الحياة منذ أسبوعين وهي في 68 من عمرها، قبل أن تسمع حكم العدالة.
الجمعة، 5 نوفمبر 2010
أوكتافيا نصر لـ «الأخبار»: لست نادمة على شيء
في سهرة ضمّت «جماعة الإنترنت» ومواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، وقفت أوكتافيا نصر باسمة، وشكرت «الحاضرين الذين وقفوا إلى جانبها ودعموها في الفترة الأخيرة، ومن أعادها للتواصل مع محيطها». المفارقة أن الصحافية التي طُردت من شبكة «سي إن إن» بسبب تعليق وضعته على موقع «تويتر»، كانت «تحتفل» أمس في نادي plum في مونو (بيروت) بحضور أهل «تويتر» من لبنانيين وأجانب ضمن حدث ينظَّم للمرة الثالثة في لبنان بعنوان |
العرب والفلسطينيون في العيون التركية
د. مصطفى اللداوي
خلت الشوارع التركية من كثيرٍ من الإسرائيليين، ولكنها غصت بمئات الآلاف من العرب والمسلمين، الذين وفدوا إليها من كل مكان، وهم يبدون اعتزازهم بتركيا، ويفخرون بما قامت به حكومتها تجاه الفلسطينيين، ويتباهون وهم يسيرون في شوراعها أنهم عرب، يتحدثون العربية، ويطرحون السلام على كل من يتعاملون معهم، فيدخلون المطاعم التركية بلا خوف، ويرتادون الأسواق وهم يلقون من الأتراك كل بشاشةٍ وترحاب، أما إن كان المتجول العربي فلسطينياً، فله تبش الوجوه، وتسمع آذانه من الأتراك الذين لا يحسن أكثرهم العربية، كلماتٍ جميلة عن فلسطين وأهلها، أما إن كان الفلسطيني من غزة، فإن الترحاب به أبلغ وأكثر، إذ يلتف حوله الأتراك، وكأنهم يرون كائناً قادماً من الفضاء، به يتبركون، ومنه يسمعون ما يحبون عن غزة وأهلها.
الأعلام الفلسطينية ترفرف في أماكن كثيرة في تركيا، فهي مرفوعة فوق الأبنية، ومعلقة على الجدران، وتنشر على صفحات الصحف والمجلات، وصور العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مازالت منتشرة في كل مكان، وملصقة على الجدران، وهي ليست في الأماكن الشعبية أو الفقيرة فحسب، بل هي موجودةٌ وبارزة في ميدان تقسيم الشهير، الذي يرتاده الأجانب والزوار، وتكثر فيه الحركة، وتزوره وسائل الإعلام المحلية والدولية، ودعوات الانتصار لفلسطين والقدس وأهل قطاع غزة تنتشر في كل تركيا، وتطغى على كل حدثٍ ومناسبة.
وتكاد لا تخلو وسائل الإعلام التركية على كثرتها وتنوعها، المرئية والمكتوبة، من زوايا خاصة تتحدث عن القضية الفلسطينية، وتتناول بعمق لأول مرة الأزمة الفلسطينية، والممارسات الإسرائيلية العدوانية تجاه العرب والفلسطينيين، والأخطار الإسرائيلية المحدقة بالقدس والمسجد الأفصى جراء المحاولات الإسرائيلية الاستيطانية المحمومة لتهويد المدينة، وهدم المسجد الأقصى، وبناء هيكل سليمان المزعوم مكانه، وتعترف لأول مرة أن إسرائيل دولة تهدد أمنها، وتستهدف الاستقرار في بلادها.
أما مساجد تركيا العثمانية العريقة، فهي تغص في أيام الجمعة بالمصلين الأتراك، الذين يحرصون على ريادة المساجد مبكراً، بثيابٍ أنيقة، ورائحة عبقة، يصطحبون أطفالهم، وبعضهم ترافقهم نساؤهم، وهم يستمعون إلى خطباء صلاة الجمعة، الذين يتعرضون جميعاً في خطبهم إلى القضية الفلسطينية، وإلى معاناة الفلسطينيين عامةً وأهل غزة خاصة، ويرفعون أكفهم قبلة السماء، وهم يجأرون بعالي صوتهم "آمين"، يؤمنون على دعوات خطيب الجمعة وهو يدعو الله أن ينصر الفلسطينيين، وأن يحرر أرضهم، ويحفظ أهلهم، وأن يحمي القدس، ويحفظها من كل رجسٍ ودنس، وأما إن كان من بين المصلين عرباً وفلسطينيين، فإن كثيراً من المصلين يلتفون حولهم، ويستمعون إليهم، بينما تتعالى رؤوس العرب عامةً والفلسطينيين خاصة، وهم يرون حجم الحفاوة والترحيب بهم، والإشادة بقضيتهم ونضالهم.
أما الحكومة التركية التي لم تألُ جهداً في الدفاع عن الفلسطينيين، ونصرة أهل غزة، والغضب من أجل القدس والمسجد الأقصى، والاقتراب من العرب، وتعزيز علاقاتها مع سوريا والدول العربية الأخرى، فقد فتحت أبوابها لكل الجرحى والمصابين الفلسطينيين، ليتلقوا العلاج المجاني في المستشفيات التركية، التي يلقون فيها كل رعايةٍ حسنة، واهتمامٍ مبالغ، وتغدق على الجرحى بالعطايا الشعبية، وتسهل عمل الجمعيات الخيرية لمساعدتهم، علها تخفف آلامهم، أو تزيل أوجاعهم، وتعجل في عودتهم إلى أرضهم وبلادهم وشعبهم، حيث المقاومة والرباط، بعد أن تكون قد تأكدت من شفاءهم، أو تجاوزهم للخطر.
كما فتحت تركيا أبواب جامعاتها أمام الطلبة الفلسطينيين، وسهلت انتسابهم لها، وتلقيهم التعليم فيها، وأعفت الكثير منهم من الرسوم الجامعية، وسمحت لكثيرٍ من الفلسطينيين من ذوي الإختصاصات العلمية المختلفة، أن يستكملوا تخصصاتهم في مختلف الجامعات التركية، وضمن كل التخصصات المطلوبة، ولم تحجب عنهم علماً أو تخصصاً، وهي التي تعلم أن الفلسطينيين في أمس الحاجة إلى الرعاية والاهتمام، ليقووا على مواجهة الاحتلال، والتصدي لعدوانه واعتداءاته.
وعندما أصبح من المتعذر على أبناء قطاع غزة، مغادرة القطاع إلى مصر، مروراً إلى أي دولةٍ أخرى، إلا إذا كانوا يحملون إقامةً سنوية سارية المفعول في دولةٍ ثالثة، قامت الحكومة التركية مشكورة، بتسهيل حصول حملة جوازات سفر السلطة الفلسطينية عموماً، وأبناء قطاع غزة خصوصاً إقاماتٍ سنوية، فمكنتهم من مغادرة قطاع غزة والعودة إليه في أي وقتٍ، دونما عقباتٍ أو عراقيل، تحرمهم التعليم، أو تفقدهم وظائفهم وأعمالهم، أو فرص العلاج التي تتاح لهم، وذلك في الوقت الذي تقوم فيه بعض حكومات الدول العربية بشطب إقامات أبناء قطاع غزة، وإعطاءهم مهلة زمنية قصيرة لمغادرة البلاد، بما يعني حرمانهم من وظائفهم، وضياع فرص تعليم أبناءهم، واحترمت الحكومة التركية جواز سفر السلطة الفلسطينية الأخضر، الذي يحمله أغلب أبناء قطاع غزة، في الوقت الذي تنادي فيه سلطاتٌ أمنية عربية، بعدم الاعتراف بجواز السلطة الفلسطينية الأخضر، وعدم التعامل به، ورفض إدخال من يحمله إلى بلادهم، فضلاً عن عدم الموافقة مسبقاً على منحه تأشيرة دخول البلاد، والاقتصار في المعاملات الرسمية على جواز السلطة الفلسطينية الأسود اللون.
آمن الأتراك بعدالة القضية الفلسطينية، وانتصروا لها بعد سنواتٍ طويلة من السبات، والتعاون الاستراتيجي مع العدو الإسرائيلي على حساب أصحاب الحق من العرب والفلسطينيين، وأدركوا أن إسرائيل لاتعادي العرب والفلسطينيين وحدهم، وإنما تحمل الكره والعداء لكل من يعترض على سياستها، أو ينتقد ممارساتها، أو يحاول أن ينتصر للمظلومين، وأن يقف معهم في مطالبتهم بحقوقهم العادلة، وأنها على استعداد للقتل وسفك الدماء إذا حاول أحدٌ الاعتراض على ظلمهم، ولكن الأتراك يتطلعون إلى الدول العربية لتؤمن هي بعدالة القضية الفلسطينية، وبضروة نصرة الفلسطينيين ومساندتهم والوقوف معهم، ويعتقدون أن رفع الحصار المفروض على قطاع غزة، إنما هو واجبٌ عربي، قبل أن يكون مسؤولية دولية، وعليهم أن يبادروا به، وألا يتركوا قطاع غزة وأهله، فريسةً للعدو الإسرائيلي، ينقض عليه متى شاء، فالعرب أولى بنصرة الفلسطينيين من غيرهم، وهم إن انتصروا لإخوانهم، فسيجدون لهم مؤيدين ومناصرين، وسيلقون دعماً كبيراً، وتشجيعاً لافتاً، وستتحسن صورتهم أمام شعوبهم وأبناء أمتهم، وسيجد الأتراك أنهم أحسنوا عندما فضلوا العرب على إسرائيل، وأنهم قد أصابوا عندما انتصروا لأهل فلسطين على عدوهم، المحتل لأرضهم، والغاصب لحقهم، وأن انحيازهم إلى خيارهم الحضاري والتاريخي، كان هو القرار الأصح والأنسب، ولكن على العرب أن يكونوا هم القدوة والأسبق.
أنقرة في 4/11/2010
السنة والشيعة.. ومسيحيو المشرق
واصف عواضة
ليست مجزرة كنيسة «سيدة النجاة» في بغداد الا فصلا من فصول عملية الابادة والالغاء التي يتعرض لها مسيحيو المشرق, والذين تناقص عددهم في العراق منذ الغزو الاميركي لهذا البلد, من مليون ونصف المليون نسمة الى أقل من اربعمئة ألف. ويطرح هذا الواقع سؤالا ملحا على أهل هذه المنطقة بطوائفهم وأعراقهم كافة: من هو صاحب المصلحة في إلغاء الوجود المسيحي في المشرق؟
لقد جاءت الجحافل الاميركية الى العراق عام 2003 تحت شعارين ثبُت زيفهما: الاسلحة المحرمة التي لم يعثر لها على أثر, ونشر الديموقراطية التي تحولت الى حمامات دم, وعمليات تهجير طالت المسيحيين الذين حاولوا جهدهم تجنب الصراع المروَّج له بين السنة والشيعة, والذي يُدرجه بعض المحللين في إطار «حرب المئة عام» التي بشر بها هنري كيسينجر ذات يوم في حاضرة الفاتيكان.
ويبدو من باب الفولكلور السياسي طرح السؤال على الولايات المتحدة «لماذا لم تعمل على حماية مسيحيي العراق؟». فالقوات الاميركية التي لم تستطع حماية نفسها في بلاد الرافدين, وبدأت الانسحاب تجر وراءها أذيال الخيبة، ليس من المنطق مطالبتها بحماية الآخرين. لكن هذا الأمر لا يبدل من واقع الامور شيئا, حيث الهجرة المسيحية من الشرق متواصلة, ومن كل بلدانه, وهو ما تتوقف عنده الهيئات الكنسية في أكثر من مناسبة, ولكن من دون التوصل الى إجراءات تنفيذية تحدّ من هذه الهجرة.
ويخشى بعض المحللين من ان يؤدي إفراغ المنطقة من المسيحيين الى واقع جديد يعيدها مئات السنين الى الوراء, ويحيي بالتالي أفكارا مضى عليها الزمن, تقول بضرورة شن حرب صليبية جديدة, في ظل تنامي الحركات الاصولية المسيحية في الغرب الاوروبي والاميركي والتي بدأ بعضها يركب السلطة في بعض البلدان. ولعله من نوافل القول ان «الحروب المقدسة» هي أخطر الحروب وأكثرها شراسة. فهل يتقمص صلاح الدين الايوبي وريكاردوس قلب الاسد مجددا في هذه المنطقة؟ ومن هو صاحب المصلحة في ذلك؟
بالتأكيد ليس المسلمون هم المستفيد من هذا الواقع. ولا يشكل المسيحيون في الشرق بالتالي عنصر خطورة على المسلمين بفروعهم كافة, معتدلين وأصوليين وسلفيين ومتطرفين. وهذا ما يطرح الشك في أن يكون «تنظيم القاعدة» راغبا في تهجير المسيحيين أو إلغائهم في بلاد الاسلام.
ولعل أغرب ما في هذا الواقع, المعادلة الآتية: «يتقاتل السنة والشيعة, فيُباد المسيحيون في الطريق. يتفق السنة والشيعة فيُلغى المسيحيون من المعادلة السياسية». وعليه فإن من يغذي الفتنة أو الحرب بين السنة والشيعة هو أول المستفيدين من تهجير المسيحيين. وتنطبق هذه المعادلة على الواقع اللبناني الذي يشهد فصلا من فصول الصراع القائم في المنطقة, ويفترض أن تكون عبرة لبعض الواهمين في الداخل, الذين يعتقدون أن الفتنة الســنية الشيعية في لبــنان تخــدم المسيحيين فيه. فالصراع بين المسلمين في لبنان سيفتح الباب واسعا أمام هجرة المزيد من المسيحيين, وبالتالي فإن أي تسوية ناجمة عن هذا الصراع سوف تكون على حساب المسيحيين.
من هنا يستحق الواقع المسيحي في المشرق قمة إسلامية مشرقية تخرج بقرارات حاسمة تحمي الوجود المسيحي, مثلما يتطلب الوضع في لبنان دوراً مسيحياً عاجلاً لتحقيق تفاهم سلمي بين السنة والشيعة, يحفظ للمسيحيين موقعهم المتلاشي شيئا فشيئا بكل أسف. وليس أولى من بكركي للقيام بهذا الدور الوطني الجامع, ليس من أجل المسلمين, بل من أجل المسيحيين أولا وآخرا.
الخميس، 4 نوفمبر 2010
أهلاً بك سعد الحريري في هذه المعركة
ابراهيم الأمين
قبل شهر تقريباً، عقد في مكتب رئيس الحكومة سعد الحريري اجتماع تفرّعت عنه اجتماعات ناقشت سبل ما سمّوه «الحملة الإعلامية التي يخوضها الفريق الآخر، واستقرّ الرأي عند النافذين في هذا الفريق على القيام بحملة مضادة. وفي سياق ما عُدّ أولوية، أُبلغ الحضور أنه يجب «تدمير جريدة الأخبار». وقد وردت العبارة بالحرف وبالصوت والصورة لمن يرغب، ثمّ تلاحقت التطوّرات، ليصار إلى مناقشات فرعية، شارك فيها إعلاميون وأمنيون من فريق رئيس الحكومة لوضع خطة عمل، تناولت في جانب منها التشهير الشخصي، وإعداد ما تيسّر من ملفات ومعلومات وفبركات عن الجريدة وعن العاملين فيها، مع تخصيص البعض منهم، حتى اضطر مسؤول أمني رسمي رفيع إلى إعلان اعتراضه على تناول الجانب الشخصي لإدارة «الأخبار»، لكنّ القرار استمرّ والتنفيذ بدأ أمس.
القرار طبعاً أخذ في الاعتبار أنه يجب ألّا يصدر أي كلام أو أي موقف على لسان أيّ من مسؤولي تيار «المستقبل» أو فريق رئيس الحكومة أو عن وسائل الإعلام التابعة له، وأنه سيصار إلى البحث عن منابر أخرى، من بينها مواقع إلكترونية قريبة من 14 آذار وقنوات تلفزيونية تحظى بدعم فريق 14 آذار السياسي والمالي، لتكون الحملة قائمة عبرها. وقد أشرت في مقالة لي السبت الماضي إلى الأمر من باب لفت الانتباه والتحذير، لكن ثمة من يهوى ارتكاب الأخطاء المدمّرة، وأهلاً به ساعة يشاء.
اللافت أنّ محطة الـ«مرّ. تي. في» المملوكة من عائلة غبريال المر وآخرين، والخاضعة لتأثير فريق الحريري، لأسباب تتّصل بأصل قرار إعادة إطلاقها وموجباته على الصعد كلها، بدا كأنّها تطوّعت لتكون أوّل من ينطلق في هذه الحملة، وهي لم تحترم حتى التراتبية المهنية لما يجب أن يرد في نشرات الأخبار الخاصة بها، فقرّرت رفع شأن الأمر إلى المرتبة الأولى من خلال ما أوردته في مقدّمتها الإخبارية أمس، وفيه حرفياً:
القناة المغمورة قبلت أوّل مهمّة أقرّها فريق الحريري في معركة سمّاها «تدمير جريدة الأخبار»
«طبعاً سمعتم وقرأتم عن صحيفة اسمها «الأخبار»، هذه الصحيفة نتناولها اليوم بعد أكثر من سنتين تخصّصت خلالهما بشتيمة الـ«أم. تي. في»، ولفّقت عنها صفحات وصفحات من الأكاذيب التي لم نشرّفها يوماً بالردّ عليها. ولكنّها اليوم تخطّت حدود عدم اللياقة، الذي اشتهرت به، إلى حدّ اتهامنا بنشر الفتنة والعنصرية والمذهبية. ويتزامن ما نشرته جريدة «الأخبار» ويتناغم مع سلسلة من السيناريوهات الانقلابية ترويها كل يوم مع مجموعة من وسائل الإعلام القريبة من حزب الله، التي ذهب بعضها إلى نشر تفاصيل الانقلاب والمناطق والمؤسسات التي يستهدفها. من هنا ترى الـ«أم تي في»، مؤسسة وأفراداً، ترى نفسها مستهدفة على كل المستويات، حتى الأمنية منها، وهي تحمّل السلطات المعنية، من أمنية وقضائية ونقابية، مسؤولية حمايتها والاقتصاص ممّن حوّلوا الإعلام منابر لإطلاق التحذيرات والتهديدات ولترويج سيناريوهات الكذب والتضليل». (انتهى نص مقدمة المر. تي. في).
لا حاجة إلى التعليق على ما ورد، وسنترك الأمر لوكلاء الجريدة القانونيين لملاحقة هؤلاء الذين يحاولون احتلال موقع، ولو في آخر الصف، من أجل كسب مشاهد جديد، بسبب ما تعانيه المحطة من ضائقة شعبية رافقتها منذ ولادتها، وذلك بسبب النقص الفادح في مهنيّتها، وتبعيّتها المطلقة لفريق 14 آذار، وخصوصاً لفريق «القوّات اللبنانية»، وبسبب الواقع الذي لا يمكن أن يضعها يوماً على خريطة الإعلام المتابَع في لبنان أو خارجه. ويكفي أن يدقّق وكلاؤها في حجم التزامها بدفاتر الشروط النموذجية الخاصة بمن ينال رخصة بثّ تلفزيوني حتى يصابوا بالذعر وبأشياء أخرى. فكيف إذا دققوا في ما ورد في نص المقدمة من اتهام لـ«الأخبار» بأنها تحرّض على أذية العاملين في المحطة المذكورة.
يوم صدرت «الأخبار»، كتب أستاذنا الراحل جوزف سماحة أنها جريدة لا تقف على الحياد، وأنها في قلب معركة تشمل العالم كله، وهي تستهدف بناء علاقة من نوع مختلف بين الجمهور والصحافة، وتحفظ الثوابت مع أعلى قدر من الحداثة والعصرية والشفافية. ومنذ قبل صدور العدد الأول، لم تتوقف الحملة على «الأخبار» لمنعها من الحضور وسط الجمهور القارئ للغة العربية في لبنان وكل العالم.
لم تبقَ وسيلة إلا جرّبها فريق سياسي وإعلامي وأمني وجهات من أصحاب مصالح تقوم على حقوق الناس. وهي وسائل لم تبقِ «خبرية» أو لعبة أو نعتاً أو غير ذلك للنيل من صدقية «الأخبار» أو النيل من صورتها الخاصة عند الجمهور. وبعد أربع سنوات ونيّف، تظهر النتيجة أن «الأخبار» تتقدم يوماً بعد يوم، وهي تقترب لتكون الجريدة الأكثر قراءة في لبنان، وهي الأولى بين صحف لبنان انتشاراً وتأثيراً على شبكة الإنترنت، وتقدّمت لتحتل المراتب الأولى بين صحف يعود تاريخ قسم كبير منها إلى عشرات السنين. وأكثر من ذلك، فإن العائدات المالية من المبيع والانتشار الورقي والإعلان على أنواعه، ارتفعت بما يتيح لنا بعد وقت ليس بطويل إعلان حقيقة مرفوضة في عالم الإعلام الفاسد، وهي أن بمقدور مؤسسة إعلامية الوصول إلى مستوى من الاكتفاء الذاتي يتيح التطوير والتعايش مع حاجات الناس ومع تطوّر وسائل الاتصال الحديثة.
أهلاً بك سعد الحريري في هذه المعركة.
الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010
ودخلنا في القسطل
أبو هاشم
يحكى ان اسدا في الغابة كان يجالس لبوته حين تقدم منه القرد صافعا، فلم ينبس ببنت شفة، نظرت الزوجة المصعوقة وحث زوجها على الثأر لكرامته لكنه طأطأ رأسه وأشاح به عنها.
لم تتمالك اللبوة المشهد فهبت لتلقين القرد درسا لن ينساه ما بقي حيا، فسابقت الريح ولحقته فإذ به يدخل في قسطل واسع من الخلف وضيق من الأمام، بحيث يسمح له بالدخول والخروج لصغر حجمه، اما اللبوة فأمرها لله.
دخلت اللبوة في إثر القرد في القسطل لكنها علقت، اما القرد فخرج وإلتف ودخل من جديد في القسطل فاعلا فعلته باللبوة التي عادت بعد حين إلى زوجها الأسد مطأطأة رأسها مشيحه إياه عنه، فما كان منه إلا أن سألها هل أدخلك القسطل.
ويبدو ان إسرائيل إقتدت بالقرد فأدخلت حكامنا على مدى السنوات الماضية في قساطل من قياسات مختلفة فباتوا على مر السنين معتادين على إشاحة الوجه والطأطأة ظنا منهم ان ذلك يمنع عنهم الفضيحة، فيما خبرهم بات حديث الناس على إمتداد الكرة الأرضية.
زعماؤنا يظنون جهلا او غباء ان ما يقومون به يحمي ما تبقى من كرامتهم سيما وان إسرائيل كسرت أعينهم في اكثر من مناسبة وعلى عينك يا تاجر وكأن الغائب عنهم ان إسرائيل تشهر يوميا بما تفعله فيما هم يكتفون بالرقص على حبال الوعود الواهية التي على ما يبدو تهدف إلى جرهم إلى قسطل جديد لكن هذه المرة برضاهم لا غصبا عنهم.
الاثنين، 1 نوفمبر 2010
سمير فريد جعجع: الحكـــيم العقـــيم
أبو هاشم
لا يكاد يوم يمر في لبنان إلا ويمهره سمير جعجع بتصريح له، حينا يرد على خطاب للقائد، وحينا آخر يشن حربا على زعيم، لكنه في كل الأحوال في الرد او الحرب تجده يفرض نفسه على اللبنانيين متحدثا بإسمهم وكأن الله إصطفاه من بين شجيرات الأرز الباقية صوتا لملايين أربعة ضاقت البلاد بهم وإتسعوا لقلب ابن فريد جعجع، الذي لم يكن عادة يتسع في شبابه إلا لدب صغير يضعه بين أحضانه ليلا قبل الغوص في بحار الأحلام.
الحكيم، اللقب المحبب لسمير، حتى ان المحبب لا توفي حق شعور إبن بشري تجاه اللقب، قد يقتل قتيلا للحفاظ على هذه الصفة الإنسانية وذات الدلالات الإجتماعية التي تجعله في اي مجتمع صاحب مكانة، سيما وان أي من صفاته السابقة لم تكن من سنخ المشرف. هل كان سيلقب نفسه بالجزار مثلا، أو المنقلب، او القاتل، أو المفجر، أو الناهب، أو أي شيء يشير إلى ما كان يمارسه في حق الناس.
هل كان ليقبل بأن ينادى سمير، هكذا دون ان يسبقه ما يرفع من شأنه، وهو الذي لم يخرج رغم السنين من عقده الطفولية التي جعلته دوما يحلم بالإقتراب من أسوار آل الجميل سياسة ونسبا وهو الذي ما كان، لأن إبن جعجع لا يمكن ان يكون إبن الجميل، وإبن فريد جعجع لن يصبح أبدا إبنا لبيار الجميل، حتى ولو اوصل الحزب في مرحلة معينة إلى حافة الإنهيار، فهو في نظر العامة والخاصة سيبقى قائدا لميليشيا عسكرية ولدت من رحم الكتائب ولازال البعض ينظر إليها على أنها إمتداد لفكر جميلي آخر مختلف هو فكر بشير الجميل المتمرد أبدا على الأب والأخ، والساعي لإعلان دولة الطائفة على أرض وطن الطوائف.
لم تمت عقد سمير بموت بشير، بوضع اليد على القوات، بمصاهرة بيت اقطاعي، بحكم المسيحيين لبرهة من الزمن، بالخروج من السجن، بالجلوس على طاولة الحوار، بكل صغيرة وكبيرة، ظلت عقده تديره، تأخذه يمنة ويسرى، وكأنها البوصلة التي تقوده إلى الحكيم الحلم، الحكيم الذي لطالما عاش في ثوبه دون ان يشعر لبرهة انه هو، لعلمه في قرارة نفسه بأن اللقب لا يصنع رجلا، ومع ذلك حرص عليه لأنه الوحيد المتوفر وسط الإفلاس المسيطر على دنياه.
دنيا سمير جعجع الخاوية من أي شيء، اللهم إلا التصريحات والمواقف، ولعبة قمار إمتهنها على طاولة الوطن، يبيع فيها ويشتري دون ان يملك مما يراهن عليه شيئا سوى العقد المستمرة التي إنتقلت في زمن ما بعد السجن إلى لبنان الوطن، بعدما كانت في زمن الحرب الأهلية مقتصرة على المناطق الشرقية التي حارب من اجلها وشن اكثر الحروب في تاريخ المسيحين في لبنان دموية.
عنوان عقد جعجع الأن، حزب الله ومن والاه، ففي صورة الحزب اليوم من سلطة وسلاح ومال وإحترام وتأثير وقدرة، ما كان يحلم فيه من سطوة تملكه الوطن والشعب وتضعه على بعد خطوات من خلافة بشير الجميل على رأس جمهورية تشبهه، جمهورية تتبعه، جمهورية تباع وتشترى في أسواق نخاسة الأمم، لا طعم ولا لون لها لكن رائحتها تشبه رائحة يحبها ويعشقها ويقدسها، هي رائحة الجيف.
لن يصمت الحكيم، لن تهدأ له روعة، سيبقى ثائرا على نفسه ومحطيه وشعبه ووطنه، لا لأجلهم بل لأجله، لفك عقده، لتحرير نفسه من سطوة الهذا وذاك، ليشعر في قرارة نفسه للحظة بأنه حكيم ، بقدر اللقب المصادر، بحجم المعنى المستتر في الكلمة، حكمته ذات معنى، ذات إنعكاس على شعبه ووطنه، ولادة للخير، لأفكار ترتقي به وببلاده ولا ترتهنه للخارج، حكيم حكيم، لا حكيم عقيم.
مراسلات سرية للمحكمة تؤكّد: القرار الظني في نهاية العام
بخلاف ما أبلغه رئيس الحكومة سعد الحريري للنائب وليد جنبلاط وللمعاون السياسي للأمين العام لحزب اللّه، حسين الخليل، بأنّ معلوماته تفيد بتأجيل القرار الاتهامي إلى آذار من العام المقبل، حصلت «الأخبار» على وثائق ذات طابع سرّي هي عبارة عن مراسلات بين المحكمة الدولية ووزارة العدل السويدية وسفارة السويد في لاهاي، تظهر أنّ صدور القرار الاتهامي بات وشيكاً
استوكهولم ــ قاسم حمادي
تكشف وثائق سرية حصلت «الأخبار» على نسخ منها أن القرار الاتهامي بحق المتهمين باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري سيصدر قبل نهاية العام الجاري. الوثائق السرية هي عبارة عن مراسلات بين المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري ووزارتي العدل والخارجية في السويد. بينما ذكر مصدر قضائي في المحكمة أن القرار الاتهامي سيصدر في «الأسبوع الثاني أو الثالث من هذا الشهر».
وكانت هيئة المحكمة قد تقدمت بطلب رسمي إلى وزارة العدل السويدية، في شهر آذار الماضي، تطلب فيه موافقة الوزارة على تعيين ضابطين من الشرطة السويدية خبيري تحقيق في الأدلة ومختصين في علم الجنائيات.
وتحت عنوان «أمر مستعجل» تكتب السفارة السويدية في لاهاي إلى وزارتي الخارجية والعدل في استوكهولم: «تنوي المحكمة إصدار قرار اتهامي في نهاية العام الجاري. التحقيق بحاجة إلى خبرات إضافية بأسرع وقت ممكن. طلبت المحكمة عموماً محققين من دول عدة، لكنها تقدمت خصوصاً من السويد بإرسال الشخصين المذكورين، وأبدت اهتماماً بالغاً بهما. سفارتنا أبلغت المحكمة أنّ الموضوع يتابَع في استوكهولم، وأن وزارة الخارجية تنتظر جواباً من وزارة العدل. وحصلت المحكمة على وعد من السفارة بمتابعة الموضوع للإسراع فيه».
على الرغم من أن المحكمة وضعت شرط الحصول على جواب من السويد قبل تاريخ ٢٦ آذار الماضي. فإن وثائق المحكمة تشير إلى أنه «منذ تأسيسه في الأول من شهر آذار ٢٠٠٩، حقق مكتب المدعي العام خطوات متقدمة»، وأنه «الآن وصل إلى نقطة مفصلية في قضية التحقيق». لكن على الرغم من أن مكتب الادعاء يؤكد في هذه الوثيقة أن التحقيق قد وصل إلى نهايته وأنه في مرحلة متقدمة جدّاً، فالسويد لم ترسل أيّ جواب وقتذاك لأسباب مجهولة.
لكن عدم إرسال السويد جواباً لم يمنع المحكمة من معاودة الاتصال بالسويد والإصرار على إرسال الضابطين الذين طلبتهما. وفي التاسع عشر من الشهر الماضي وصلت موافقة رسمية من وزارة العدل السويدية إلى المحكمة على طلب الأخيرة إرسال ضابطي الشرطة اللذين أبقت اسميهما سريين.
ومن المعروف أنه عندما أنشئت المحكمة الدولية عُيّن ضابط تحقيق ميداني سويدي يدعى بو اوستروم، اتهمه شاهد الزور هسام هسام بأنه حاول رشوته ليُدلي بمعلومات غير صحيحة. والضابط بوستروم كان مسؤولاً عن متابعة شاهد الزور الإسرائيلي من أصل عربي عبد الباسط بني عودة الذي يعيش الآن في السويد وعن حمايته.
إضافةً إلى ضابطي الشرطة اللذين عيّنتهما المحكمة الدولية، عين قاضي استئناف سويدي قبل عام ونصف عام ضمن فريق قضاة المحكمة. وطلبت المحكمة من الدول التي لها موظفون ضمن إطار فريق عمل المحكمة إعفاءهم من ضريبة الدخل على الرواتب وإبقاءها سرية، ولم تحصل المحكمة سوى على موافقة من لبنان وهولندا. كذلك تقدمت المحكمة بطلب إلى دول عدة، منها السويد والدنمارك، لاستضافة الشهود وعوائلهم ممن يحتاجون إلى حماية خاصة، واستقبال من يدان باغتيال الحريري لإمضاء عقوبة السجن لديها.
يشار إلى أن لعبة المواعيد والحديث عن التأجيل أو التثبيت، ظلت مرتبطة بمناقشات تولّتها الجهات العربية والدولية التي تقوم بوساطات سياسية. وكان رئيس الحكومة سعد الحريري قد أبلغ في آخر اجتماع بينه وبين الحاج حسين خليل (المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله) أن معلوماته تفيد بتأجيل القرار الاتهامي إلى آذار من العام المقبل، وهو كلام قاله الحريري أيضاً للنائب وليد جنبلاط بحضور الوزير غازي العريضي. ليتبين لاحقاً ومن متابعين في العاصمة الفرنسية، أن لا وجود لأي تأكيد بشأن هذه المعلومة، بينما كانت الولايات المتحدة الأميركية تشدد على أن القرار سيصدر قبل نهاية السنة الجارية وأنها ستعارض كل محاولة لتأجيله.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)