السبت، 29 أغسطس 2009

رفسـنجاني يـرد علـى مشـائي.. ويتجنـب السـجالات: هنـاك مـن يسـعى لبـث الخلافـات بيـن أركـان النـظام


علي هاشم
طهران :
لا تكاد الأمور في طهران تهدأ قليلا على الصعيد السياسي، حتى تشتعل من جديد، وكأن قدر الخصوم السياسيين في إيران تبادل التصريحات النارية، حتى ولو كان الجو العام متجها أكثر من أي وقت سابق نحو التهدئة، لاسيما بعد الكلام الأخير لمرشد الجمهورية آية الله السيد علي خامنئي، الذي برأ فيه ساحة المعترضين على نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة من تهمة العمالة للغرب.
التوتير الجديد جاء على خط العلاقة المتأزمة أصلا بين رئيس الجمهورية محمود أحمدي نجاد، و«خصمه اللدود» ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، الذي أصدر بيانا ناريا هاجم فيه، مدير مكتب نجاد، رحيم إسفنديار مشائي، واتهمه بـ«التآمر» ضد القيادة الإيرانية.
وقال مكتب الرئيس الأسبق في بيان ذيل باسمه «يبدو أن هناك مؤامرة بالغة التعقيد لكشف خلافات غير قائمة بين قيادات الدولة»، وذلك على خلفية اتهام مشائي لرفسنجاني بأنه يعتزم استغلال الدعم الشعبي للضغط على خامنئي. وقال رفسنجاني في أقوى ردود فعل احتجاجية على نجاد وفريقه «هذه الأكاذيب تخرج من شخص كان من المفترض أن يصبح نائبا للرئيس والآن يشغل منصب مدير مكتب الرئيس».
وتابع بيان رفسنجاني «رغم سعي الشخصيات الكبرى في النظام الى الهدوء والوقوف في وجه آثار الأعداء التي تتربص الدوائر في ايران، الا اننا وللأسف الشديد نلاحظ ان هناك من يسعى لبث الخلافات بين أركان النظام ونشر اليأس في نفوس الشعب». واعتبر ان تصريحات مشائي لا تختلف عن تصريحات نجاد خلال مناظرته التلفزيونية عشية الانتخابات الرئاسية، والتي اتهم فيها عائلة رفسنجاني بالفساد، مشيرا الى ان المكتب بصدد عرض تلك الاتهامات على المحكمة للتحقيق في الامر.
وقد علق مراقبون على كلام رفسنجاني بأنه محاولة للتصعيد في وجه نجاد من جهة خاصرته الرخوة، في إشارة إلى مشائي، الذي أشعل لدى تعيينه نائبا للرئيس حملة كبيرة على الرئيس وأزيح عن المنصب بأمر مباشر من مرشد الجمهورية.
لكن مصدرا مقربا جدا من رفسنجاني، أكد لـ«السفير» ان الرئيس الأسبق لا ينوي الدخول في سجالات مع أحد، وأنه أستخدم حق الرد على «تجنيات» مشائي، مشيرا إلى أن رفسنجاني لو كان ينوي الدخول على خط التصريحات والتصريحات المضادة، لكان دخل مع بداية الأزمة ورد على «كم الأكاذيب التي روجت حوله» عبر وسائل إعلام صديقة ومعادية.
وأكد المصدر ان كل ما كان يقال عن الرئيس الأسبق «هو محض افتراءات.. فهو لم يزر مدينة قم المقدسة ويجتمع بالعلماء كما ادعت بعض وسائل الإعلام، ولا هو جمع تواقيع ضد الولي الفقيه، وحتى زيارته إلى مشهد التي جاءت بعد آخر خطبة جمعة ألقاها والتي قيل فيها الكثير، لم تكن مرتبطة بأي أمر سياسي».
المصدر الذي عايش رفسنجاني منذ سنوات، أشار في حديثه الى ان «الشيخ لا يمكن ان يعمل ضد الثورة وعلاقته بالسيد خامنئي ليست علاقة سياسة إنما صداقة طويلة ورفقة درب من ايام النضال حتى يومنا هذا».
ويتوقع ان يلقي نجاد كلمة من على منبر صلاة الجمعة اليوم في طهران يتطرق فيها إلى تشكيلته الوزارية وعلاقة الحكومة بمجلس الشورى الإسلامي، وأن نوابا في المجلس تحدثوا عن رفض 5 من الوزراء الذين رشحهم الرئيس، بينهم النساء الثلاثة، بسبب موقف مراجع الدين المعارضة لتوزير النساء.
وكان نجاد اتهم امس الاول الغرب بدعم الاحتجاجات ضد رئاسته «لأنه يريد أن يثأر من سياسات السنوات الأربع الماضية». وتابع «مثلما جعلكم الشعب الايراني تشعرون بالاهانة على مدى العقود الثلاثة الماضية.. شعرتم بها أيضا هذه المرة»، موضحا «رغم أنهم لم يتصرفوا بعقلانية.. فإني ما زلت آمل أن يعدلوا عن خطأهم بإعلان التزام دولي بعدم التدخل في الشأن الايراني بعد الآن».
وقد جدد آية الله العظمى حسين علي منتظري تحذيره للسلطات الايرانية، مؤكدا ان إدارتها للازمة التي تلت الانتخابات تهدد بإسقاط النظام. وقال «امل ان تستيقظ السلطات قبل فوات الأوان ومزيد من تلطيخ سمعة الجمهورية الاسلامية.. وقبل ان يتسببوا بإسقاط نظامهم بنفسهم». وطالب بوقف «المحاكمات المسرحية» التي وصفها بانها «تحريف للعدالة الاسلامية» وحض السلطات على «عدم التمادي في الطريق السيئة التي اختارت سلوكها».
من جهة اخرى، قال عضو في لجنة تحقيق برلمانية، إن بعض الإصلاحيين الايرانيين الذين احتجزوا بعد الانتخابات الرئاسية بالبلاد، هتك عرضهم في السجن. ونقل موقع «برلمان نيوز» عن النائب الذي لم تكشف هويته وكان ضمن أعضاء لجنة التحقيق «ثبت لنا هتك عرض بعض المحتجزين باستخدام عصا وزجاجات الصودا». وكان مرشح الرئاسة المهزوم مهدي كروبي قال ان بعض المحتجين المحتجزين اغتصبوا وتعرضوا لانتهاكات داخل السجن وهو الاتهام الذي رفضه مسؤولو الحكومة وقالوا ان «لا أساس له».

الخميس، 27 أغسطس 2009

«عام التغييرات» الإيرانية: رفسنجاني امام الاختبار



طهران ــ علي هاشم


عام التغييرات في إيران. هكذا ربما يمكن تعريفه. لكنه رغم كل الأحداث التي مضت، يتطلع للمزيد، خاصة أن البلاد على عتبة انتخابات رئاسة مجلس خبراء القيادة بعد عيد الفطر المقبل.
وإذا كانت الانتخابات الرئاسية الأخيرة قد ثبتت محمود أحمدي نجاد في سدة الحكم لولاية ثانية، لا يبدو حتى الآن ان هناك ملامح واضحة لانتخابات رئاسة مجلس الخبراء. وتحديداً مع اللغط الذي يحيط برئيس المجلس هاشمي رفسنجاني بسبب مواقفه خلال الانتخابات الأخيرة ومساندته بشكل أو بآخر الإصلاحيين في معرض اعتراضهم على النتائج وتأييده الضمني للاتهامات التي وجهت للنظام حول التزوير في الانتخابات.ولعل الذي وقع في إيران قبل شهرين إبان الانتخابات الرئاسية الأخيرة، يمكن له أن يذكر في التاريخ على أنه «ثورة للأغنياء على الفقراء»، وانتفاضة «أصحاب رؤساء الأموال على العمال والموظفين»، وهو ما يبرر ربما تسمية «الثورة المخملية» التي أطلقها النظام على حركة الإصلاحيين، أو «ثورة الماركات» كما اختارت بعض الصحف وصفها.
هذه «الثورة» يمولها بعض من في «بازار طهران»، وهو المكان عينه الذي دعم الثورة الإسلامية على الشاه. لكن الواضح أن البازار، الذي كان يوضع على رأس لائحة المؤثرين في السياسة الإيرانية، لم يعد قادراً على الصمود في وجه الفقراء، لا سيما أنهم ينظرون إلى محمود أحمدي نجاد والخط الذي يمثله على أنه خير منقذ لهم. هم جرّبوه لأعوام أربعة ماضية، وكان بالنسبة إليهم يد العون التي ساعدتهم على الانتقال إلى البر بعدما غرقوا لسنوات خلت في يم الفقر والحرمان.
أحد أهم رموز البازار، لا بل زعيمه، هو الشيخ رفسنجاني، الذي بدا للمرة الأولى في موقع الضعيف في نظام لطالما كان هو الرجل القوي فيه. فهو في الثورة الإسلامية تدرج من مناضل وثائر ومعتقل في بدايات عمره، إلى مستشار ورئيس في أوسطه. لكن وعلى عتبة سن التقاعد السياسي، بدا وكأن ختامه لن يكون مسكاً مع ترداد اسمه أكثر من مرة في قاعات محكمة الثورة حيث تحاكم مجموعات الإصلاحيين المتهمين بإثارة الشغب والتآمر على النظام.
كرر رفسنجاني في أكثر من مناسبة ممارسة هوايته في تدوير الزوايا، كما فعل إبان حكومته الثانية حين جمع بين المحافظين والإصلاحيين في التسعينيات، لكنه لم ينجح هذه المرة. أولاً لكونه في موقع الخصم المباشر لنجاد الذي تعرض له تكراراً خلال خطاباته في الحملة الانتخابية، أو خلال مرحلة المناظرات مع المرشحين المنافسين. وثانياً لأنه وخلال المرحلة الأخيرة، لم يتخذ قراراً واضحاً بالنسبة لعلاقته بالنظام والمرشد الأعلى.
رفسنجاني، وإن خرج يوم آخر خطبة جمعة ألقاها في جامعة طهران ناصحا النظام، لكنه لم يدافع عنه على حد قول أحد المراقبين، الذي يؤكد أن قراءة رفسنجاني السياسية للأوضاع لم تكن موفقة، وهو ربما الذي جعله غير قادر على مدى الشهرين الماضيين على الخروج بموقف يحسم وضعه إيجاباً أو سلباً. فهو وإن أكد أكثر من مرة على أن الثورة والمرشد خطان أحمران، لكنه بقي يوجه الضربات للرئيس، الذي وإن ظهرت بعض المشاكل بينه وبين المحافظين، لكنه يبقى واحداً منهم ورأس حربة مشروعهم السياسي بمباركة المرشد الذي وصفه أكثر من مرة بأفضل الأوصاف.
وصل رفسنجاني إلى الحائط المسدود للمرة الأولى منذ أعوام ثلاثين. هو حاول قبل أيام تعديل مواقفه بشكل جذري خلال كلمة له في مجمع تشخيص مصلحة النظام. لكن رغم تغطية وسائل الإعلام الإيرانية لكلامه في النشرات الإخبارية والصحف، بدا أن محاولته لم تحظ بالنجاح الذي توقعه، لا سيما مع ذكر اسم نجله مهدي بعدها بأيام في محكمة الثورة، وما قيل عن تورطه بشكل مباشر بالتحريض على الشغب والعمل لتقويض النظام.
إذاً، رسالة رفسنجاني للنظام وصلت، لكن التحية ردّت بأسوأ منها. وكلامه الهادف لإعلان الولاء للمرشد الأعلى، لم يلق صدى بدليل بث الاعترافات التي ذكر فيها نجله، وفي ذلك دلالات كثيرة. لكن الأهم يبقى أن انتخابات رئاسة مجلس الخبراء مقررة بعد عيد الفطر، وربما يأتي الجواب على كل مواقف رفسنجاني في صناديق اقتراع المجلس، لا سيما وأن رئاسة المجلس تضع صاحبه رسمياً في الموقع الثاني بعد المرشد الأعلى.
ولأن الموقع بهذه الحساسية، يبدو الشيخ رفسنجاني في وضع لا يُحسد عليه، رغم كل محاولات التميز التي قام بها. وفي هذا الإطار، يقول أحد المطلعين على المسألة، أن محاولات الشيخ الرئيس إبراز موقفه من المرشد الأعلى أمام مجمّع تشخيص مصلحة النظام قبل أيام، كان هدفها إقفال الطريق أمام أي مسعى قد يقوم به الرئيس نجاد أو أي محيطين به للضغط في اتجاه عدم التجديد له في الانتخابات المقبلة, وهو قرأ جيداً خطوة تعيين آية الله محمود هاشمي شهرودي عضواً في المجلس بناء عليه، قال لمن يهمه الأمر: «لقد وصلت الرسالة».

الأربعاء، 26 أغسطس 2009

إيـران: اتهامـات لنجـل رفسـنجاني فـي محاكمـة الإصلاحييـن



علي هاشم
طهران :
لم يكد رجع الصدى لكلمات رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران هاشمي رفسنجاني، يتردد في طهران قبل أيام بتجديده الولاء للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، حتى خرج صوت غطى على صوته، من محكمة الثورة، متهماً نجله، مهدي، بالتواطؤ والتحريض على الأحداث التي تلت الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وفي الجلسة الرابعة لمحاكمة المسؤولين عن الأحداث، «اعترف» رئيس تحرير موقع «الجمهورية» الالكتروني مسعود مرادي باستاني، بارتباطه مع شبكات إعلامية «معادية للنظام الاسلامي». ولفت الى انه بعد عام من العمل مع راديو «جكاوك» وأسبوعية «شهرغان»، تعرف على موقع «الجمهورية». واوضح: «بدأت أعد التقارير وأرسلها الى الموقع الذي يديره مهدي هاشمي».
واتهم باستاني، مهدي رفسنجاني، بتحويل الموقع «إلى موقع معاد للحكومة». وأكد أن «الموقع كان يركز خلال فترة انتخابات رئاسة الجمهورية، على مواضيع مهمة مثل مهاجمة عمل الحكومة خلال السنوات الأربع الماضية ومهاجمة مجلس صيانة الدستور وقوات التعبئة وحرس الثورة والشرطة وإضعاف محمود احمدي نجاد والتشكيك في الانتخابات والإعلان عن أرقام متناقضة». وأوضح المتهم ان «عناصر الموقع كانوا مستقرين في إحدى مباني الجامعة الإسلامية الحرة»، قائلا «لقد كانت الأجور تدفع الى الموظفين بصكوك الجامعة الاسلامية الحرة».
ومن الاتهامات الأخرى التي وجهت لنجل رفسنجاني «تشكيل لجان بالتعاون مع مسؤولين في حزب المشاركة وحزب كوادر البناء وجماعة مجاهدي الثورة والاجتماع ليلة الانتخابات لبث جو من الحماس في قلوب الأنصار من جيل الشباب». وبحسب ما نقل عن مهدي هاشمي، فهو «طلب من اللجان الشبابية التحضير لحرق طهران في حال الإعلان عن خسارة الإصلاحيين الانتخابات لأن ذلك يعني حصول تزوير».
في موازاة ذلك، طالب الادعاء العام في طهران خلال تلاوة لائحة اتهام المعتقلين على خلفية أحداث الشغب، بحل «حزب المشاركة» ومنظمة «مجاهدي الثورة» ومحاكمة أعضاء الجماعتين وإنزال أقصى العقوبات بحقهم. وأشار إلى اعترافات العديد من اعضاء اللجنة المركزية لـ«حزب المشاركة» بأنهم خططوا مسبقاً للتشكيك في نتائج الانتخابات الرئاسية والحث على الفوضى في شوارع العاصمة طهران، وإجراء الاتصالات مع جهات أجنبية.
بدوره، قال حمزة كرامي، أحد الذين تتم محاكمتهم ان أموال المنظمة الإيرانية للحفاظ على الوقود استخدمت لتمويل حملة الانتخابات الرئاسية لهاشمي رفسنجاني في العام 2005. وأضاف انه بدأ العمل لدى المنظمة في العام 2003 بتوصية من محمد هاشمي، شقيق الرئيس السابق، في الوقت الذي كان فيه ابن رفسنجاني مهدي مديراً للمنظمة.
وقال كرامي «بعد ذلك، أدركت ان والد مهدي هاشمي يخطط للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، وبدا ان ذلك هو سبب دعوتي الى العمل هناك». وأضاف «يعتقد مهدي هاشمي ان الانتخابات في إيران مولت بأموال حكومية. لم يؤمن بإنفاق الأموال الخاصة على الانتخابات، لذلك أقاموا نظاماً للتزوير وتزييف الوثائق». وقال كرامي ان مهدي هاشمي متورط في تبييض الأموال أيضاً، بينما ذكر تلفزيون «برس تي في» ان «مهدي هاشمي قال ان هذه الاتهامات لا أساس لها».
ومن هؤلاء الأعضاء سعيد حجاريان ومحسن أمين زاده وعلي هاشمي وصفائي فراهاني ورمضان زاده. وذكر الادعاء انه استناداً الى «الوثيقة الاستراتيجية لحزب المشاركة والبيانات الصادرة عن هذا الحزب، يتضح مدى الانحراف الشديد للحزب، بحيث اعلن بعض الأعضاء في اللجنة المركزية ومنهم حجاريان ورمضان زادة عن رفضهم لهذه الوثيقة». وتابع ان «احدى الوثائق المكتشفة عن هذه الحزب وتحمل عنوان: وثيقة التأملات الاستراتيجية.. تحتوي على عبارات ومفاهيم تبعث على العار ومعادية للوطن والإسلام».
وجلسة المحاكمة في نسختها الرابعة، خصصت لمحاكمة مجموعة من المتهمين أبرزهم زعيم جماعة مجاهدي الثورة وأحد أهم منظري التيار الإصلاحي بهزاد نبوي، إضافة إلى مساعد وزير الداخلية السابق مصطفى تاج زاده ومساعد وزير الخارجية السابق ومحسن أمين زاده ومساعد وزير الاقتصاد السابق محسن صفائي فرحاني والإصلاحيين محسن ميردمادي وعبد الله رمضان زاده وسعيد حجاريان، النائب السابق لوزير الاستخبارات الذي أصبح أحد مهندسي الحركة الإصلاحية في ايران. وفي قفص الاتهام كذلك الصحافي الإصلاحي المعروف سيد ليلاز ورئيس تحرير صحيفة «اعتماد ملي» محمد قوشاني.
على صعيد تأليف الحكومة، قال رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، ان «المجلس سيتجنب في دراسته لصلاحية الوزراء المقترحين المسائل الجانبية وسيركز مناقشاته ويبحث بدقة سلامة المعتقد واستقامة الأخلاق والماضي الثوري والكفاءة لدى الوزراء المقترحين». وتقول مصادر مطلعة في طهران ان وزراء نجاد المطروحين امام المجلس قد لا يوافق عليهم جميعاً، لا سيما أن بين الأسماء من سبق ورفضه المجلس في الولاية الأولى لنجاد.
نووياً، اعلن دبلوماسيون في فيينا إن إيران لم تزد عدد أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم في محطة نتانز منذ نهاية أيار الماضي، بعد زيادة مطردة على مدى السنوات الثلاث الماضية. وأوضح هؤلاء «لم تطرأ زيادة على عدد أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم منذ نهاية أيار».
ورجح بعض المحللين والدبلوماسيين ان يكون التباطؤ لأسباب فنية أكثر منها سياسية، مشيرين الى تجديد مسؤولين إيرانيين رفضهم وقف البرنامج رغم التهديد بعقوبات أشد، رغم الليونة التي أبدتها طهران مؤخراً حيال المراقبة الدولية.
وقال دبلوماسيون إن عدد أجهزة الطرد المركزي التي تقوم بتخصيب اليورانيوم في الوقت الحالي، يقل قليلا، نظراً لاستبعاد البعض لإصلاحه وصيانته. ولكن دبلوماسيين ذكروا ان العدد الذي تم تركيبه ولم يجر تشغيله بعد ارتفع. وقال محللون نوويون ان هذا العدد يمكن إضافته لخطوط الانتاج في غضون أسابيع.


 



Windows Live Messenger: Celebrate 10 amazing years with free winks and emoticons. Get Them Now

الجمعة، 14 أغسطس 2009

يوم مروحين.. «بلغت القلوب الحناجر»

أعزائي..
 
في ذكرى الإنتصار الذي عشناه وشهدناه قبل سنوات ثلاث، مقتطفات من تجربتي المتواضعة خلال الأيام المباركة تنشرها صحيفة السفير في ملحقها بالمناسبة
يوم مروحين.. «بلغت القلوب الحناجر» عن المجزرة المروعة ومحاولتنا الوصول إلى مكانها وتفاصيل أخرى...أتمنى لكم قراءة ممتعة وأهلا وسهلا بملاحظاتكم ـ
علي هاشم
 
 

يوم مروحين.. «بلغت القلوب الحناجر»

 
علي هاشم
 
صباح الخامس عشر من تموز لم يكن يختلف عن الصباحات التي مرت منذ بداية الحرب، مجموعة من المجازر هنا وهناك، لكن البارز كان اقتراب القصف من صور، حيث قطعت الطريق بين المدينة والقرى المحيطة بها من خلال إستهداف الطرق والجسور.
كنا نتابع الأمور عن كثب ونتحرك في حدود إمكانيات الحركة.
رن هاتفي الخلوي، كان مدير الأخبار في قناة المنار على الجانب الآخر، كان يستفسر عن مجزرة مروحين وعن إمكانية ذهابي إلى هناك.
شرحت له الوضع في المنطقة لكني وعدته بالعمل سريعا على التوجه إلى مروحين أو أقرب نقطة.
تحركنا فورا الزميل حسن برجي يقود سيارتنا الرباعية الدفع وأنا بجانبه، لم نكد نقطع أمتارا قليلة حتى استهدفت غارة إسرائيلية منطقة الشواكير جنوبي صور، كنا نبعد أمتارا فقط عن الغارة لحظة حصولها.
سلكنا طريقا فرعيا أوصلنا إلى طريق صور الناقورة العام وانطلقنا على صوت الغارات ومشاهد التدمير.
رائحة الموت كان تزكم أنوفنا وكلما ابتعدنا عن صور كان الشعور بالاقتراب من الموت يزداد.
لطالما سمعنا عبارة «بلغت القلوب الحناجر»، على الاقل بالنسبة لي لم تكن مفهومة بالقدر المطلوب، لكن في ذلك اليوم جربت معنى أن تعانق الحنجرة القلب وكيف يُرى الموت بأم العين.
وصلنا إلى مفترق بلدة المنصوري ولم نكن نبعد إلا كيلومترات قليلة عن البياضة، حيث وقعت المجزرة، كان صوت القصف يزيدني رعبا، لكني كنت مصرا على الوصول، ولم يمنعنا من ذلك سوى مسعف من الدفاع المدني كان يقود سيارة الإنقاذ بسرعة جنونية، حاولت إيقافه لسؤاله عن الطريق إلى مكان المجزرة، فكان جوابه سريعا وقاسيا، وأصر علينا أن نعود أدراجنا لأن القصف يستهدف كل شيء حتى الإسعاف والأمم المتحدة على حد قوله.
قررنا أن نعود بالرغم من أننا كنا على وشك الوصول، لكن سلامتنا ضرورية والتهور غير مطلوب في ظروف كهذه لأن الخطأ الأول هو الخطأ الأخير.
ذهبنا باتجاه مستشفى صور الحكومي حيث علمت أن الأمم المتحدة تسعى لنقل جثث شهداء مروحين إلى هناك، وبقينا ننتظر حتى مل منا الانتظار، تركنا المكان واتجهنا إلى المدينة من جديد، لكني ما ان أطفأت محرك السيارة حتى عاجلني اتصال هاتفي من المستشفى يؤكد أن الجثث في طريقها إلى البرادات.
ذهبت من جديد ومعي هذه المرة الزميلان علي قميحة وحسن حمودي، وصحافي إيراني يدعي وحيد.
على أبواب مخيم البص حيث يقف المستشفى، كان اللاجئون الفلسطينيون ينظمون السير لمنع أي ازدحام، دخلنا وما هي إلا دقائق حتى كانت الأحذية تنهمر كالمطر على سيارات الأمم المتحدة التي تحمل الجثث، والسباب والشتائم يحاصر عناصر القوة الدولية من كل جانب.
حمى الغضب اجتاحت الجميع، لا سيما بعدما نقل الناجون من المجزرة أن الضحايا وقبل استهدافهم لجأوا إلى موقع للأمم المتحدة بعد أن أمرهم الإسرائيليون بالرحيل عن قريتهم، لكن رجال القبعات الزرق رفضوا إيواءهم، فانحصرت الخيارات أمامهم بالنزوح نحو صور.
وبقية القصة روتــها لي زينب من بلدة ام الــــتوت التي كانت في سيارة قريبة من موقع القصف، حيث أصيبت هي وطفلها الرضيع ونقلا إلى مستــشفى صور الحكومي للــعلاج.
«كانت الشاحنة الصغيرة التي تقلهم مزروعة بالرايات البيضاء، وهي كانت أصلا مكشوفة والأطفال في الجزء المكشوف من الشاحنة» كان طفل زينب يبكي من الالم، رضيع في شهره الثالث أو الرابع يعتصر من ألم الإصابات في جسده، حاولت إسكاته فلم يسكت فأعطته لأحد أقاربها ثم نظرت إلي من جديد وتابعت، «فجــــأة ظهرت طائرة هليكوبتر، سمعنا صوتها بوضـــوح وبعد ذلك لا أذكر ســـوى مشهد الجثث، وأنا أحاول أن أهرب بولدي من تلك البقعة الدامية».
في باحة المستشفى كانت الجثث تفترش الأرض والجميع يبحث بين اللحم المتفحم عن وجه فيه بقايا ملامح.
لم أجرؤ على سؤال أهالي الشهداء عن مشاعرهم، لكنهم كانوا أجرأ مني فتقدموا نحوي وسألوني إن كنت أرغب في مقابلتهم.
لقد سهلوا علي المهمة، إقتربت من الجد والوالد، فبادرني للكلام قبل أن أوجه إليه السؤال.
«نحن مسلمون سنة، وهؤلاء الشهداء هم الآن بين يدي الله وبقرب الرئيس الشهيد رفيق الحريري والسيد عباس الموسوي، بين هؤلاء ولد اسمه هادي، هو الآن بجانب السيد هادي ابن السيد حسن وأنا مطمئن».
علي هاشم
مراسل قناة «المنار» خلال حرب تموز 2006 في منطقة صور
 

الاثنين، 10 أغسطس 2009

طهران تمهّد لمحاكمة موسوي وكروبي وخاتمي

علي هاشم
طهران :
تحولت الانظار باتجاه النخبة الايرانية، في السلطة والمعارضة، لا سيما بعد تدخل الحرس الثوري ودعوة أحد قادته الكبار الى محاكمة المرشح الإصلاحي الخاسر مير حسين موسوي، ونظيره الخاسر الآخر مهدي كروبي، والرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي، إلى جانب آخرين ممن يوصفون في العاصمة الإيرانية بالقيادة الإصلاحية.
وهو ما ترافق مع ما نُقل عن مساعد رئيس الأركان للشؤون الثقافية، العميد مسعود جزائري، من وصفه الأحداث التي تلت الانتخابات «بالانقلاب»، الأمر الذي يؤشر إلى جو من التصعيد المبرمج الذي قد تشهده البلاد في الأيام المقبلة، في ظل ربط صريح بين ما يحدث في الداخل والضغوط على طهران من الخارج، واعترافات المتهمين بارتباط بعضهم بالسفارات الأجنبية، وهو ما يعطي انطباعا بان النظام قلبا وقالبا يتجه نحو مرحلة جديدة في التعاطي مع معارضيه قد يجوز في تلخيصها عنوان: الهجوم خير وسيلة للدفاع.
وتتزامن هذه التطورات مع إعلان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، ان الولايات المتحدة بذلت «جهدا كبيرا في الكواليس» لدعم المعارضين في ايران. وقالت لقناة «سي ان ان» سجلت قبل أيام «لم نرد ان نضع أنفسنا بين السلطات والإيرانيين الذين يعترضون في
صورة شرعية، لاننا لو تدخلنا في وقت مبكر وفي شكل قوي جدا.. لأرادت السلطات استخدامنا لتوحيد البلاد ضد المعارضين». وتداركت «لكننا بذلنا جهدا كبيرا في الكواليس»، مضيفة «قمنا بجهد كبير لدعم المعارضين من دون ان نضع أنفسنا بينهم وبين النظام. ونحن نواصل.. دعم المعارضة».
والموقف الابرز هو الذي صدر عن يد الله جواني، رئيس المكتب السياسي للحرس، الذي بدا ربما كأنه يريد أن يقول بما لا يدع مكانا للشك ان من يجب أن يقف موقف المحاكَمين امس الأول، وقبل أسبوع، هم صف النخبة، لأنهم هم مَن وراء «مؤامرة لقلب نظام الحكم الإسلامي»، متسائلا في مقال نشرته أسبوعية «صبح صادق» التي يصدرها المكتب السياسي في الحرس «إذا كان موسوي وكروبي وخاتمي هم المشتبه فيهم الرئيسيون وراء الثورة الناعمة في إيران - وهم فعلا كذلك - فإننا نتوقع أن تلاحقهم الهيئة القضائية وتلقي القبض عليهم وتحاكمهم وتعاقبهم».
وكان مساعد رئيس أركان القوات الإيرانية للشؤون الثقافية العميد مسعود جزائري، قد وصف الأحداث التي تلت الانتخابات «بالانقلاب»، موضحا ان احدى نقاط الاختلاف بين الانقلاب الناعم والانقلاب العنيف هي ان الانقلاب العسكري وشبه العسكري يحدث عادة في زمن خاص ومحدد باستخدام قوات مسلحة لتحقيق أهدافه، في حين ان «الانقلابيين» او بتسمية خاطئة «الثورات الملونة» تنفذ عادة بنفس طويل وخلال مدة أطول نسبيا لتحقيق أغراضها.
ورأى جزائري ايضا ان «الاختلاف الآخر بين الانقلاب العسكري والناعم، هو ان الانقلاب العنيف بمقتل زعمائه يتم إجهاضه عادة، في حين ان المسؤولين الرئيسيين عن الانقلابات الملونة وعبر تواجدهم في الساحة عبر التنظيم الهرمي، يكونون قادرين على التخطيط وإدارة الانقلاب على مراحل عديدة». وتابع «لذلك، يتعين على جميع الأجهزة المعنية، ومن بينها وسائل الإعلام وخاصة النخب والخبراء في البلاد ومختلف أفراد الشعب، توخي اليقظة المطلوبة في هذا المجال».
وتحدث جزائري عن «مخطط جديد» لمن أسماهم الانقلابيين يقوم على «الاستفادة الاستخباراتية والامنية والتجسسية في الاطار الإعلامي»، مشددا على ضرورة مراقبة عمل بعض السفارات الأجنبية وسن قوانين للتصدي لأعمال التجسس الحديثة والمبرمجة والتصدي الحازم لقادة المؤامرة وإيجاد أنظمة رقابية جديدة تتناسب مع «الغزو الثقافي» لردع «الانقلاب الملون».
وكانت قد استؤنفت في طهران امس الأول، محاكمة نحو 100 من المتهمين بالتسبب في الاضطرابات، ومن بينهم سياسيون وصحافيون يحسبون على التيار الإصلاحي، وإيراني يعمل في السفارة البريطانية، ومواطنة فرنسية.
وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن الموظف الإيراني حسين رسام قال للمحكمة إن لندن ضالعة في تأجيج الاحتجاجات، وأنه تلقى أمرا من السفارة البريطانية بالوجود في التظاهرات مع توم بيرن وبول بليمي، في إشارة إلى الدبلوماسيين البريطانيين اللذين طردتهما طهران في حزيران الماضي. وقد وجهت المحكمة للموظف الإيراني تهمة التجسس والعمل ضد الأمن القومي الإيراني، لكنه طلب من المؤسسة الدينية الإيرانية إبداء الرأفة والعفو عن أخطائه، كما طلب من المحكمة الصفح عنه.
كما مثلت أمام المحكمة الجامعية الفرنسية كلوتيلد ريس التي كان قد ألقي القبض عليها في شهر حزيران الماضي بتهمة التجسس. وقد اعترفت بأنها قدمت تقارير بشأن التظاهرات للسفارة الفرنسية في طهران. وكانت باريس قد نفت مرارا نفيا قاطعا الاتهامات بالتجسس ضد الأستاذة الفرنسية. كما أفادت موظفة إيرانية تعمل في السفارة الفرنسية، بأنها تلقت مع موظفين آخرين أوامر بفتح أبواب السفارة أمام المحتجين إذا رغبوا بذلك.
وفي حين يتوقع أن يقدم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تشكيلته الوزارية الجديدة بعد أيام، اتهم في لقاء مع الصحافيين في نادي المراسلين لمناسبة «يوم الصحافي»، البعض بإثارة حرب نفسية والترويج «کذبا» في الداخل بأن نجاد، مع بدء الدورة الجديدة من نشاط الحكومة، سيتصدى لمعارضيه. وتابع انه «يتعين اليوم التصدي للهجوم الكاسح للغطرسة والترويج للأفكار الإلهية والإنسانية الأصيلة».
في هذا الوقت، أعلن في طهران عن توقيف رئيس سجن كهريزاك إسماعيل أحمدي مقدم، الذي قيل ان عددا من المتهمين توفوا في السجن الذي يديره. واعترف أحمدي مقدم بوقوع ما وصفها ببعض التجاوزات في السجن المذكور بسبب عدم التزام بعض مسؤوليه بالتعليمات، مؤكدا أنه يتحمل هو شخصيا جزءا من المسؤولية. في حين تحدث كروبي عن تعرض بعض المحتجزين « للاغتصاب».

الجمعة، 7 أغسطس 2009

الغرب يريد «خطوات نووية» للاعتـراف برئاسـة نجـاد





علي هاشم
طهران : كثيرون سمعوا كلام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بعد أدائه اليمين الدستورية في مجلس الشورى. قلة فقط ربما انتبهت الى تعبيرات الرجل القاسية التي وجهها للغرب. البعض وجد فيها استكمالاً لخطابات


«النسخة الاولى» من نجاد، في الولاية السابقة، لكن البعض الآخر توقف عندها ليسبر خفاياها ويكشف ما بين سطورها.
الكلام موجّه للخارج، لكنه قطعاً لم يكن يمثل رد فعل على التصريحات الغربية المباشرة حول إرسال بطاقات تهنئة. علاقات الدول لا تبنى بهذه الطريقة. ولا تورد الإبل بهذا الشكل في الدبلوماسية العالمية. القصة مغايرة.
يقول مصدر مطلع في طهران ان رسائل غربية عديدة وجهت الى الرئيس الإيراني في الفترة التي فصلت بين انتخابه ويوم تنصيبه، مفادها ان الوضع الجديد في إيران يستلزم تبديلا في خطة العمل، والتفاوض اليوم بين الإيرانيين والغرب حول الملف النووي، لا يمكن أن تكون في مقابله ملفات إقليمية كبرى، ولا يمكن للإيرانيين بعد اليوم «ان يضغطوا على الغرب للاعتراف بمقاومتي فلسطين ولبنان، في مقابل خطوات إيجابية في الملف النووي».
الدول الغربية الكبرى، بحسب المصدر، وجدت في الأحداث التي تلت الانتخابات الرئاسية في ايران، فرصة سانحة للضغط على نجاد، ومن خلفه على الجمهورية الإسلامية، ظناً ان الرئيس يرضخ لضغط مماثل. والعرض المقدم والمرفوض أصلاً من قبل الإيرانيين هو، خطوات إيجابية إيرانية في الملف النووي، في مقابل الاعتراف برئاسة نجاد.
المعادلة بالنسبة للغربيين ربما بسهولة نطقها، لكنها بالنسبة للإيرانيين تشكل نوعاً من التحدي، وأي تحدي؟! ولذا خرج الرئيس ناطقاً بكلمات نارية ضمنها رفض المعادلة الجديدة: «الشعب الايراني لا يولي اي أهمية، لا الى غضبكم واستيائكم، ولا الى تهانيكم وابتساماتكم».
وفيما تبدو المرحلة المقبلة بالنسبة للرئيس الإيراني مقبلة على الكثير من التحديات الداخلية والخارجية، تؤكد مصادر مطلعة ان نجاد ما قبل الانتخابات، هو غيره بعدها، وأن البرنامج الذي طرحه للشعب خلال الحملة الانتخابية، أو خلال أداء اليمين، قابل للتنفيذ. لكن المصادر تشير في المقابل إلى الأهمية التي سيستمر الرئيس بمنحها للسياسة الخارجية «لا سيما وأن إيران أضحت قوة يحسب لها حساب في المنطقة والعالم»، ونظرا لمواصلة دعم نهج المقاومة في لبنان وفلسطين.
وبخصوص الملف العراقي، يبدو أن السياسة الإيرانية ستواصل دعمها للشرعية العراقية المتمثلة بحكومة نوري المالكي، لكن هذا لا يعني قطع العلاقة مع من لإيران علاقات تاريخية معهم ويمثلون شرائح أساسية في المجتمع العراقي.
بالشكل، قد تبدو الأمور مشابهة للأعوام الأربعة الماضية. لكن بالمضمون، يعد الرئيس الجديد بتغيير الأوضاع، لا النهج، وتحسين الأحوال، لا تغييرها، ويبقى على الإيرانيين ان يقيّموا في نهاية العهد الحالي ما إذا ترجمت البرامج أم لا. كما ان على من هم في الخارج وتؤثر فيهم السياسة الإيرانية، ان يراقبوا سياسة نجاد، ويبنوا على أساسها نظرتهم للسياسة الإيرانية.
وقد واصل الرئيس الايراني في بداية ولايته الثانية، سعيه لتشكيل حكومة خلال أسبوعين وعرضها على مجلس الشورى. وذكرت وكالة «مهر» شبه الرسمية ان نجاد قد يقترح توزير امرأة للمرة الاولى منذ الثورة الاسلامية في العام 1979. ويتردد في هذا السياق اسم النائبة السابقة مرضية وحيد دستجردي.
في هذا الوقت، قال رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، في لقاء مع أساتذة الجامعات الايرانية، إن «الأعداء ابدوا فرحتهم إزاء الخلافات التي نشبت في ايران، لكن الشعب الايراني لديه موقف موحد إزاء التدخلات الخارجية، وانه يتبع دوماً قيادته الرشيدة التي تحفظ الاستقرار والوحدة للبلاد».
وإذ حذر لاريجاني «من التفرقة الداخلية التي تمثل تهديداً حقيقياً للبلاد»، رأى انه «لا يمكن لأحد إلحاق الضرر بإيران بفعل يقظة الشعب وتمسكه بمبادئ الإسلام»، مشدداً على ان «ولاية الفقيه هي التي أحالت دون ظهور الدكتاتورية في ايران وتصدت للتحديات الخارجية».
واعتبر لاريجاني ان «الأعداء لديهم أهداف أخرى من وراء إبقاء هذه النار مشتعلة، وهي التقليل من مستوى تأثير ايران في المنطقة، والمشروع الأميركي بشأن القضية الفلسطينية يأتي ضمن هذا السياق». ورأى أن هذا المشروع «خيالي»، موضحاً ان «تأسيس دولة يهودية وتجنيس الفلسطينيين المشردين بجنسية البلدان التي يسكنونها، واعتبار القدس عاصمة، الى جانب تأسيس دولة فلسطينية أخرى ليست لها قدرات سياسية وعسكرية ولا وطنية وفي الوقت ذاته توحيد حركتي حماس وفتح، يعد ضرباً من الخيال».
وأكد رئيس مجلس الشورى ان الرئيس الاميركي باراك اوباما «يسعى بالدرجة الاولى من خلال طرحه لمشروعه الجديد الى إقامة علاقات بين الدول العربية واسرائيل، اي تطبيع العلاقات»، معتبرا ان هذا الأمر «يمثل كارثة ستطأ بأقدامها في خطوتها الأولى حقوق الشعب الفلسطيني».
من جهته، قال المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية مير حسين موسوي، إن أحداث ما بعد الانتخابات كشفت عن «الأزمة العميقة والمعقدة» التي تواجه المؤسسة الإيرانية. ونقل تلفزيون «برس تي في» عنه قوله خلال لقاء مع مجموعة من الشباب الايرانيين، انه «رغم نتائج الانتخابات والأحدات المريرة التي أعقبتها، إلا أنها أدّت إلى تحقيق إنجاز لا يقدر بثمن بالنسبة للأمة الإيرانية».
وحول محاكمة المشاركين في التظاهرات، قال موسوي إن «عمليات اعتقال رموز المعارضة والنشطاء لن تحول دون مواصلة حركة المعارضة لإعادة انتخاب نجاد». وأضاف «لقد لاحظت مولد شعور وطني قوي خلال مسار الانتخابات أدى الى تأسيس وحدة بين مختلف الجماعات فى المجتمع الايراني»، لافتاً الى «خطأ اعتقاد البعض ان القصة يمكن ان تنتهي برمتها بالقاء القبض على عدد من قيادات المعارضة، لأن الحقيقة الواضحة والراسخة ان تلك الحركة ستظل تنبض بالحياة».
في مقابل ذلك، قال المتحدث باسم المفوضية الاوروبية، امادو التافاج تارديو، ان المفوضية لم ولن ترسل تهنئة الى نجاد على فوزه في الانتخابات. ويتماشى موقف المفوضية مع موقف واشنطن. كما رفضت فرنسا وبريطانيا تهنئة الرئيس الإيراني على عودته الى السلطة، علماً أن سفراء أجانب، بينهم السفير البريطاني والفرنسي والسويدي، حضروا حفل تأدية نجاد اليمين الدستورية.
وفي نيويورك، أعلنت المتحدثة باسم الأمين العام للامم المتحدة ميشال مونتاس، أن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون سيوجه برقية تهنئة إلى نجاد، موضحة ان انتخابه لولاية ثانية مصدّق عليه في البرقية «وبالطبع فإن هذا الإجراء والمعيار ينفذ من قبل المنظمة الدولية لرؤساء جميع الدول».
من جهة اخرى، ذكرت الشرطة الايرانية في بيان أن «عدداً من الموقوفين في أحداث 9 تموز نقلوا الى معتقل كهريزاك بسبب ضيق المكان في سجن ايوين، وهذا كان خطأ». وكان مرشد الجمهورية آية الله السيد علي خامنئي «أمر بإغلاق» المعتقل، لأنه لا «يحترم المعايير اللازمة لاحترام حقوق المتهمين».
الى ذلك، قال الاتحاد الدولي للصحافيين إن رجالاً مسلحين داهموا مكاتب رابطة الصحافيين الإيرانيين في طهران وأغلقوها في وقت متأخر، امس الأول. كما دعا الاتحاد ايران لإطلاق سراح ما يصل الى 42 صحافياً معتقلين في الوقت الراهن.


الخميس، 6 أغسطس 2009

نجاد «الثاني»: تغييرات مهمة تنتظر إيران والعالم


 

نجاد «الثاني»: تغييرات مهمة تنتظر إيران والعالم


علي هاشم

طهران :
بيمين محمود أحمدي نجاد الدستورية أمام مجلس الشورى الإسلامي، قُطع نزاع القوم، وأضحت رئاسة الرجل أمراً واقعا لا رجعة عنه، ولا مجال فيه لأي تعديل.
هكذا وئدت آمال الإصلاحيين في قاعة مجلس الشورى بحضور الدبلوماسيين الأجانب، ونواب جلهم من المحافظين، بعضهم إصلاحيو النهج والهوى. وأما كبار المسؤولين، فتصدرهم رئيس السلطة القضائية أية الله محمود هاشمي شهرودي، ومستضيف المناسبة رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني. لكن الغياب سجل لمن يوصف دوما برجل جميع العهود في إيران، هاشمي رفسنجاني، الذي يبدو أن تسميته لا تنطبق على عهدي نجاد.
القصة إذا انتهت بالنسبة للإصلاحيين. وكلام الرئيس الموجه إليهم، وضع النقاط على الحروف بالنسبة للمرحلة المقبلة: إنها مرحلة التعاون والتضامن، لكن تحت سقف القانون، مشيرا إلى أن هدفه الآن هو «تحقيق العدالة بحزم ومكافحة التمييز والظلم وتعزيز العزة والسيادة الوطنية والدفاع عن المظلومين والصمود امام المستكبرين وحفظ الكرامة الإنسانية وحقوق المواطنة».
وأمام أعين سفراء بريطانيا وفرنسا والسويد التي تترأس الإتحاد الأوروبي، خاطب الرئيس المتسلح بأصوات 24 مليون إيراني، الدول الغربية التي اعلنت انها تعترف بالانتخابات والحكومة الايرانية، لكنها لن ترسل التهاني الى رئيس الجمهورية. وقال «عليكم ان تعلموا ان احدا في ايران لا ينتظر منكم إرسال التهاني»، لافتا الى ان «ملحمة الانتخابات الرئاسية في 12 حزيران هي بداية تغييرات مهمة في ايران والعالم».
وشدد نجاد على ان «الشعب الايراني لا يولي اي أهمية، لا الى غضبكم واستيائكم، ولا الى تهانيكم وابتساماتكم»، متهما الدول الغربية بأنها «تسخّر الديموقراطية لخدمة مصالحها الخاصة فقط، ولا تحترم حقوق الشعوب، وتعتبر نفسها الميزان والمؤشر للديموقراطية».

وكان المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس، اكد انه «اخطأ التعبير» عندما وصف نجاد امس الأول بـ«الرئيس المنتخب»، مضيفا ان واشنطن ستترك للشعب الايراني ان يقرر «ما اذا كانت الانتخابات الايرانية نزيهة». لكن وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أكدت في كينيا، ان «الشخص الذي تسلم منصبه (نجاد) سيعتبر الرئيس» بالنسبة إلى واشنطن.
وفيما الجمع داخل مجلس الشورى يحتفلون بالرئيس الجديد القديم، كانت مجموعات صغيرة للإصلاحيين تحاول التجمع في الساحات المحيطة. لكن المحتشدين ما لبثوا أن انسحبوا بعد تصدي القوى الأمنية لهم، مرددين شعارات معادية للرئيس، ومؤيدة للمرشح الخاسر مير حسين موسوي، الذي اعلن عبر موقعه على الانترنت ان الاعتقالات التي تطال المتظاهرين لن تحول دون مواصلة الحركة الاحتجاجية على إعادة انتخاب نجاد.
وقال موسوي الذي قاطع حفلي التنصيب وقسم اليمين مع المرشح الخاسر الآخر مهدي كروبي «ظن البعض ان المسألة ستسوى باعتقال من ظنوهم قادة التظاهرات، لكن الحركة الاحتجاجية تواصلت وبرهنت عدم جدوى الاعتقالات»، التي أدت الى محاكمات تستكمل بعد غد السبت. ورفض الاتهامات التي يطلقها المحافظون بان مناصريه يسعون لقيادة «ثورة مخملية»، قائلا ان هذه الاتهامات «لا أساس لها».
وبينما يتوقع أن تستمر حملات الأخذ والرد حيال الانتخابات من دون أن يكون لها أي تأثير حقيقي على سير الأمور في البلاد، بدأ البحث جديا في طهران في تأليف الحكومة الجديدة، وظهرت إلى العلن الكثير من الأسماء المرشحة لتولي مناصب فيها، ولكن المشترك بين معظم الأسماء هو تصنيفها ضمن التكنوقراط.
وفي هذا السياق، طفت أسماء عديدة على السطح في ما يتعلق بمنصب وزير الخارجية. فإضافة إلى اسم الوزير الحالي منوشهر متكي، برز إسم أحمد موسوي، سفير إيران في سوريا، كمرشح جدي للمنصب، إضافة إلى سعيد جليلي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
وبالنسبة لوزارة الدفاع، يجري التداول حاليا باسم الأميرال البحري علي اكبر أحمديان الذي يتولى حاليا منصب رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية في الحرس الثوري، وهو الموقع الذي كان يشغله في السابق قائد الحرس الحالي الجنرال محمد علي جعفري.
موقع النائب الاول للرئيس الذي كان نجاد عين فيه في السابق مدير مكتبه الحالي إسفنديار رحيم مشائي، يبدو انه يجتذب أسماء العديد من المرشحين، أولهم مساعده ومدير حملته الانتخابية مجتبى ثمرة هاشمي، وكذلك المتحدث بإسم الحكومة غلام حسين إلهام، إضافة إلى مساعد الرئيس للشؤون البرلمانية محمد رضا رحيمي، ومساعد الرئيس التنفيذي علي سعيد لو، الذي يتردد اسمه أيضا في منصب معاون الشؤون الرياضية.
ورغم الأسماء الكثيرة، فإن مصادر مطلعة تؤكد أن بعض الأسماء التي يطرحها الرئيس قد تواجه رفضا من قبل شركائه المحافظين، وأن مدة الأسبوعين المعطاة للرئيس لتشكيل الحكومة، قد تستنفد بأكملها قبل الوصول إلى تشكيلة حكومية جديدة يقدمها الرئيس إلى مجلس الشورى لينال الثقة عليها. 



Windows Live Messenger: Celebrate 10 amazing years with free winks and emoticons. Get Them Now

الاثنين، 3 أغسطس 2009

احمدي نجاد يستهل ولاية رئاسية صعبة

علي هاشم
طهران:
محمود أحمدي نجاد رئيسا للجمهورية في إيران، رغم كل ما قيل ويقال عن شرعية ومشروعية الانتخابات التي ثبتته في هذا المنصب، وفتحت له الباب لمتابعة مشروعه لأعوام أربعة مقبلة، بمباركة مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي، الذي وصفه خلال مراسيم التنصيب بأنه «رجل شجاع وعامل مجد وذكي».
التنصيب المنتظر جاء خلال حفل أقيم بحضور كبار الشخصيات، بينهم رئيس الهيئة القضائية محمود هاشمي شهرودي ورئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني، وحشد من النواب والدبلوماسيين المعتمدين لدى طهران. لكن وجوها لطالما شوهدت في مناسبات كهذه، غابت هذه المرة، على رأسها، الرئيسان السابقان السيد محمد خاتمي والشيخ هاشمي رفسنجاني، إضافة إلى المرشحين الخاسرين مير حسين موسوي ومهدي كروبي، فيما لوحظ بين الحضور وجود المرشح الخاسر
الثالث محسن رضائي.
مع ذلك، فإن مشهد التنصيب لم يختلف كثيرا عن الذي قبله، باستنثناء غياب صورة الرئيس يقبل يد المرشد، حيث امتنع خامنئي عن السماح لنجاد بتقبيل يده، لكنه سمح له بتقبيل كتفه الأيسر بعدما حادثه للحظات، قبل ان يتوجه نحو مكان جلوسه بعد تسلمه أوراق تنصيبه.
وقال خامنئي في نص مرسوم التصديق على انتخاب نجاد، ان «تصويت الايرانيين الحاسم وغير المسبوق للرئيس، هو تصويت تهنئة على أداء الحكومة المنتهية ولايتها.. انه تصويت على مكافحة الفقر والفساد والتمييز والارستقراطية»، وأشار الى ان «خطاب الثورة اختير مجددا»، مصادقا على التصويت «لهذا الرجل الشجاع والعامل المجد والذكي لرئاسة الجمهورية».
وفي كلمة للمناسبة، اعتبر خامنئي ان «أحداث الانتخابات تنذرنا بشكل جاد بأن العدو يتربص دوما، وان التغافل عن الضربات المحتملة للعدو حتى في افضل الظروف، سيكون أمرا خطيرا جدا». وشدد على «ضرورة توخي جميع أفراد الشعب والمسؤولين والتوجهات السياسية المختلفة والموالين للبلاد والنظام الحذر واليقظة». كما نصح «العدو بأخذ العبر من الأحداث الاخيرة... عليه ان يدرك مع اي شعب ونظام يتواجه، ولا يتصور ان بإمكانه من خلال هذه الممارسات الهامشية ان يجعل الشعب يقبل بالاستسلام».
من جهته، أكد نجاد خلال المناسبة ان «الشعب الايراني هو حامل الراية، وصاحب المكانة الرفيعة في العالم». واضاف ان «المشارکة الواعية والحرة والقوية للشعب في الانتخابات، أثارت استحسان العالم وعرضت نموذجا جديدا من الجمهورية في العالم»، واصفا نفسه بأنه «ابن الشعب وشقيقه الصغير». كما نصح الدول التي «تتدخل» في ايران «بالعودة الى طريق العدالة والإنصاف وعدم التدخل في شؤون الآخرين».
وإذا بدت طريق نجاد نحو كرسي الرئاسة سهلة بعض الشيء، رغم بعض المنغصات، فإن رئاسته لا تبدو كذلك بحسب بعض المراقبين، ولا سيما أنه على أبواب مواجهات أكثر سخونة مع خصومه من الإصلاحيين والمحافظين، وهو ما دفع ربما المرشد لتحذيره من أن «هناك المنافسين الغاضبين والمجروحين الذين سيتصدون في السنوات الأربع المقبلة للحكومة... وهناك ايضا من لديهم مواقف منتقدة لكنهم ليسوا أعداء للرئيس»، معتبرا انه «ينبغي اخذ وجهات نظرهم في الحسبان».
وسيكون على نجاد تقديم حكومته للمجلس خلال أسبوعين لنيل الثقة. ومن المتوقع أن يواجه صعوبات في تشكيل فريقه الوزاري الجديد، ولا سيما بعد استفزازه حلفائه المحافظين في الآونة الأخيرة، بدءا من تعيين ومن ثم عزل أسفنديار رحيم مشائي في منصب المعاون الأول للرئيس، وصولا إلى عزل وزير الأمن، وفي ما بعد عزل مساعديه المحسوبين على الجناح المبدئي في النظام.
وتشير مصادر مطلعة إلى نية الرئيس تشكيل حكومة معظمها من التكنوقراط، مع الاحتفاظ ببعض الأسماء في التشكيلة، واستبعاد تام لتعيين أي شخصية إصلاحية او قريبة من الإصلاحيين، على قاعدة ان من لا يعترف بالرئيس لا يستحق ان يكون ضمن فريق عمله.
وتسعى جهات إصلاحية مع تأدية الرئيس لليمين أمام مجلس الشورى الإسلامي غدا الأربعاء، الى تنظيم تحرك شعبي للاحتجاج والتعبير عن رفضهم تسلم الرئيس المجدد له موقعه. لكن تحديات عديدة تواجه المحتجين، أبرزها عدم القدرة على حشد اعداد كبيرة،وقد حاول المعترضون التظاهر امس في طهران لكن الشرطة احبطت محاولتهم.
وقال مصدر إصلاحي لـ «السفير» ان المرحلة المقبلة هي مرحلة «جهاد واستبسال»، وإن جبهة المعارضة الموحدة ستعكس خلال المرحلة المقبلة مدى جديتها في رفض رئاسة نجاد واعتباره «مغتصبا للسلطة». وإذ فضل المصدر الإصلاحي عدم الدخول في تفاصيل الخطوات المقبلة، فإن المحافظين ينظرون إلى أي تحرك إصلاحي على أنه فارغ من المحتوى، لا سيما بعد اعترافات المعاون السابق لخاتمي محمد علي ابطحي، وما قاله عن تورط قادة الإصلاحيين في «مؤامرة» ضد النظام.
  

الأحد، 2 أغسطس 2009

الجيش اللبناني بين الترف وما يريده اللبنانيون


كتب حسين نورالدين

ارتبط انشاء الجيوش في التاريخ بالدفاع عن المدن والامم وبحماية السلم الداخلي ، وكانت الجيوش في بعض البلدان تتألف من طبقة النبلاء ، وكان القتال شرف لمن يقاتل ولمن يستشهد في سبيل بلاده . وفي بعض البلدان كانت القبائل تساهم في تشكيلات الجيوش لضمان الحظوة لدى الحاكم وحماية وجودها من خلال المشاركة العسكرية .

وحده لبنان ذو التركيبة الغريبة العجيبة ، يتمتع بجيش متخم من الضباط اصحاب الامتيازات السياسية والاجتماعية والمالية .

فالضابط في الجيش اللبناني ودون اي انتقاص ، هو من حصة احد المسؤولين . فانطلاقة العمل العسكري في صفوف الضباط في لبنان يحب ان تعمد او ان تحظى ببركة احد السياسيين والطائفة التي ينتمي اليها هذا الضابط ، بالرغم من كل الكلام هو المناقبية والكفاءة وما اليها من تركيبات لغوية ، يعرف الجميع كذبها .

عندما يتطوع المواطن في المدرسة الحربية ، سرعان ما يتعلم الشكليات الاجتماعية ، فيمنع من ركوب سيارة التاكسي ، فهي لا تلائم موقعه الاجتماعي القادم ، فهو من اطينة تختلف عن ابناء عكار الفقراء وحي السلم المتعسين وارض جلول المنكوبة واكثر من ستين بالمئة من اللبنانيين ممن هم تحت خط الفقر .

يتعلم الضابط في الجيش اللبناني تلميع حذائه وعد النجوم فوق كتفيه ولا يتعلم التواضع امام الناس . من الجميل ان تتطور وان تطور بدنك وعقلك ولكن ان تتطور ممارستك الاجتماعية وان لا تركب الى المقعد الايمن بانفة وتكبر .

حبذا لو يسمح للضابط في الجيش اللبناني الاختلاط بمن يريد ، فهناك تصفية لعلاقات الضابط وربطه بشبكة من زملائه المترفين ، ولست ادري في ظل الموازنات الضعيفة للمشاريع لماذا المساعدات الخيالية للضباط ، ولماذا المواكبات والسيارات والحشم والخدم والبيوت ، فضلا عن الطامة الكبرى وهي تعويضات نهاية الخدمة .

هل فاق الضابط والدي الذي يذهب منذ 46 عاما الى عمله واصبح على عتبة السبعين ، وهو يعمل اكثر من اثنتي عشرة ساعة يوميا دون اي عطلة سنوية ؟ ما الذي يقدمه هذا الضابط حتى يحظى بهذه الامتيازات المالية الهائلة التي تؤهله في سن الخمسينات بتمضية بقية عمره بترف مريب .

لماذا يحق لهؤلاء الضباط ان يسيطر ابناؤهم على المقاعد الدراسية في مدراس ال اي سي ولويس فاغمان غيرهما ، لماذا يتمتع هؤلاء بهذه القدرات المالية والقوة المصطنعة والتي يحافظون عليها لحماية مصالحهم.

لقد بات الجيش مؤسسة تتوارثها الاجيال ، فيها من طبقات المجتمع اللبناني الكثير ففيها الضابط المترف وفيها الجندي الذي يركض . في الجيش اللبناني من يخدم ويتعب ويشقى وفيه من يعطي الاوامر فقط ، ولا ننسى الواقع ان الاوامر خلال حرب تموز كانت بالاختباء من الطائرات الاسرائيلية .

لماذا يتدخل العمداء والعقداء في الانتخابات البلدية والنيابية ، وما هي حدود تدخلهم ، لماذا هذا الانتفاخ في الصلاحيات ؟.

يخلع الضابط الاميركي بذلته في بلده فيتحول الى انسان طبيعي كغيره من المواطنين ، والضابط اللبناني لا يخلع بذلته حتى يتفوق على غيرها من اللبنانيين .

اسئلة بحاجة الى اجوبة .

كلنا للوطن للعلى للعلم .

 

 

Al-Mayadeeen Feeds