السبت، 29 أغسطس 2009

رفسـنجاني يـرد علـى مشـائي.. ويتجنـب السـجالات: هنـاك مـن يسـعى لبـث الخلافـات بيـن أركـان النـظام


علي هاشم
طهران :
لا تكاد الأمور في طهران تهدأ قليلا على الصعيد السياسي، حتى تشتعل من جديد، وكأن قدر الخصوم السياسيين في إيران تبادل التصريحات النارية، حتى ولو كان الجو العام متجها أكثر من أي وقت سابق نحو التهدئة، لاسيما بعد الكلام الأخير لمرشد الجمهورية آية الله السيد علي خامنئي، الذي برأ فيه ساحة المعترضين على نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة من تهمة العمالة للغرب.
التوتير الجديد جاء على خط العلاقة المتأزمة أصلا بين رئيس الجمهورية محمود أحمدي نجاد، و«خصمه اللدود» ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، الذي أصدر بيانا ناريا هاجم فيه، مدير مكتب نجاد، رحيم إسفنديار مشائي، واتهمه بـ«التآمر» ضد القيادة الإيرانية.
وقال مكتب الرئيس الأسبق في بيان ذيل باسمه «يبدو أن هناك مؤامرة بالغة التعقيد لكشف خلافات غير قائمة بين قيادات الدولة»، وذلك على خلفية اتهام مشائي لرفسنجاني بأنه يعتزم استغلال الدعم الشعبي للضغط على خامنئي. وقال رفسنجاني في أقوى ردود فعل احتجاجية على نجاد وفريقه «هذه الأكاذيب تخرج من شخص كان من المفترض أن يصبح نائبا للرئيس والآن يشغل منصب مدير مكتب الرئيس».
وتابع بيان رفسنجاني «رغم سعي الشخصيات الكبرى في النظام الى الهدوء والوقوف في وجه آثار الأعداء التي تتربص الدوائر في ايران، الا اننا وللأسف الشديد نلاحظ ان هناك من يسعى لبث الخلافات بين أركان النظام ونشر اليأس في نفوس الشعب». واعتبر ان تصريحات مشائي لا تختلف عن تصريحات نجاد خلال مناظرته التلفزيونية عشية الانتخابات الرئاسية، والتي اتهم فيها عائلة رفسنجاني بالفساد، مشيرا الى ان المكتب بصدد عرض تلك الاتهامات على المحكمة للتحقيق في الامر.
وقد علق مراقبون على كلام رفسنجاني بأنه محاولة للتصعيد في وجه نجاد من جهة خاصرته الرخوة، في إشارة إلى مشائي، الذي أشعل لدى تعيينه نائبا للرئيس حملة كبيرة على الرئيس وأزيح عن المنصب بأمر مباشر من مرشد الجمهورية.
لكن مصدرا مقربا جدا من رفسنجاني، أكد لـ«السفير» ان الرئيس الأسبق لا ينوي الدخول في سجالات مع أحد، وأنه أستخدم حق الرد على «تجنيات» مشائي، مشيرا إلى أن رفسنجاني لو كان ينوي الدخول على خط التصريحات والتصريحات المضادة، لكان دخل مع بداية الأزمة ورد على «كم الأكاذيب التي روجت حوله» عبر وسائل إعلام صديقة ومعادية.
وأكد المصدر ان كل ما كان يقال عن الرئيس الأسبق «هو محض افتراءات.. فهو لم يزر مدينة قم المقدسة ويجتمع بالعلماء كما ادعت بعض وسائل الإعلام، ولا هو جمع تواقيع ضد الولي الفقيه، وحتى زيارته إلى مشهد التي جاءت بعد آخر خطبة جمعة ألقاها والتي قيل فيها الكثير، لم تكن مرتبطة بأي أمر سياسي».
المصدر الذي عايش رفسنجاني منذ سنوات، أشار في حديثه الى ان «الشيخ لا يمكن ان يعمل ضد الثورة وعلاقته بالسيد خامنئي ليست علاقة سياسة إنما صداقة طويلة ورفقة درب من ايام النضال حتى يومنا هذا».
ويتوقع ان يلقي نجاد كلمة من على منبر صلاة الجمعة اليوم في طهران يتطرق فيها إلى تشكيلته الوزارية وعلاقة الحكومة بمجلس الشورى الإسلامي، وأن نوابا في المجلس تحدثوا عن رفض 5 من الوزراء الذين رشحهم الرئيس، بينهم النساء الثلاثة، بسبب موقف مراجع الدين المعارضة لتوزير النساء.
وكان نجاد اتهم امس الاول الغرب بدعم الاحتجاجات ضد رئاسته «لأنه يريد أن يثأر من سياسات السنوات الأربع الماضية». وتابع «مثلما جعلكم الشعب الايراني تشعرون بالاهانة على مدى العقود الثلاثة الماضية.. شعرتم بها أيضا هذه المرة»، موضحا «رغم أنهم لم يتصرفوا بعقلانية.. فإني ما زلت آمل أن يعدلوا عن خطأهم بإعلان التزام دولي بعدم التدخل في الشأن الايراني بعد الآن».
وقد جدد آية الله العظمى حسين علي منتظري تحذيره للسلطات الايرانية، مؤكدا ان إدارتها للازمة التي تلت الانتخابات تهدد بإسقاط النظام. وقال «امل ان تستيقظ السلطات قبل فوات الأوان ومزيد من تلطيخ سمعة الجمهورية الاسلامية.. وقبل ان يتسببوا بإسقاط نظامهم بنفسهم». وطالب بوقف «المحاكمات المسرحية» التي وصفها بانها «تحريف للعدالة الاسلامية» وحض السلطات على «عدم التمادي في الطريق السيئة التي اختارت سلوكها».
من جهة اخرى، قال عضو في لجنة تحقيق برلمانية، إن بعض الإصلاحيين الايرانيين الذين احتجزوا بعد الانتخابات الرئاسية بالبلاد، هتك عرضهم في السجن. ونقل موقع «برلمان نيوز» عن النائب الذي لم تكشف هويته وكان ضمن أعضاء لجنة التحقيق «ثبت لنا هتك عرض بعض المحتجزين باستخدام عصا وزجاجات الصودا». وكان مرشح الرئاسة المهزوم مهدي كروبي قال ان بعض المحتجين المحتجزين اغتصبوا وتعرضوا لانتهاكات داخل السجن وهو الاتهام الذي رفضه مسؤولو الحكومة وقالوا ان «لا أساس له».

ليست هناك تعليقات:

Al-Mayadeeen Feeds