الاثنين، 3 أغسطس 2009

احمدي نجاد يستهل ولاية رئاسية صعبة

علي هاشم
طهران:
محمود أحمدي نجاد رئيسا للجمهورية في إيران، رغم كل ما قيل ويقال عن شرعية ومشروعية الانتخابات التي ثبتته في هذا المنصب، وفتحت له الباب لمتابعة مشروعه لأعوام أربعة مقبلة، بمباركة مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي، الذي وصفه خلال مراسيم التنصيب بأنه «رجل شجاع وعامل مجد وذكي».
التنصيب المنتظر جاء خلال حفل أقيم بحضور كبار الشخصيات، بينهم رئيس الهيئة القضائية محمود هاشمي شهرودي ورئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني، وحشد من النواب والدبلوماسيين المعتمدين لدى طهران. لكن وجوها لطالما شوهدت في مناسبات كهذه، غابت هذه المرة، على رأسها، الرئيسان السابقان السيد محمد خاتمي والشيخ هاشمي رفسنجاني، إضافة إلى المرشحين الخاسرين مير حسين موسوي ومهدي كروبي، فيما لوحظ بين الحضور وجود المرشح الخاسر
الثالث محسن رضائي.
مع ذلك، فإن مشهد التنصيب لم يختلف كثيرا عن الذي قبله، باستنثناء غياب صورة الرئيس يقبل يد المرشد، حيث امتنع خامنئي عن السماح لنجاد بتقبيل يده، لكنه سمح له بتقبيل كتفه الأيسر بعدما حادثه للحظات، قبل ان يتوجه نحو مكان جلوسه بعد تسلمه أوراق تنصيبه.
وقال خامنئي في نص مرسوم التصديق على انتخاب نجاد، ان «تصويت الايرانيين الحاسم وغير المسبوق للرئيس، هو تصويت تهنئة على أداء الحكومة المنتهية ولايتها.. انه تصويت على مكافحة الفقر والفساد والتمييز والارستقراطية»، وأشار الى ان «خطاب الثورة اختير مجددا»، مصادقا على التصويت «لهذا الرجل الشجاع والعامل المجد والذكي لرئاسة الجمهورية».
وفي كلمة للمناسبة، اعتبر خامنئي ان «أحداث الانتخابات تنذرنا بشكل جاد بأن العدو يتربص دوما، وان التغافل عن الضربات المحتملة للعدو حتى في افضل الظروف، سيكون أمرا خطيرا جدا». وشدد على «ضرورة توخي جميع أفراد الشعب والمسؤولين والتوجهات السياسية المختلفة والموالين للبلاد والنظام الحذر واليقظة». كما نصح «العدو بأخذ العبر من الأحداث الاخيرة... عليه ان يدرك مع اي شعب ونظام يتواجه، ولا يتصور ان بإمكانه من خلال هذه الممارسات الهامشية ان يجعل الشعب يقبل بالاستسلام».
من جهته، أكد نجاد خلال المناسبة ان «الشعب الايراني هو حامل الراية، وصاحب المكانة الرفيعة في العالم». واضاف ان «المشارکة الواعية والحرة والقوية للشعب في الانتخابات، أثارت استحسان العالم وعرضت نموذجا جديدا من الجمهورية في العالم»، واصفا نفسه بأنه «ابن الشعب وشقيقه الصغير». كما نصح الدول التي «تتدخل» في ايران «بالعودة الى طريق العدالة والإنصاف وعدم التدخل في شؤون الآخرين».
وإذا بدت طريق نجاد نحو كرسي الرئاسة سهلة بعض الشيء، رغم بعض المنغصات، فإن رئاسته لا تبدو كذلك بحسب بعض المراقبين، ولا سيما أنه على أبواب مواجهات أكثر سخونة مع خصومه من الإصلاحيين والمحافظين، وهو ما دفع ربما المرشد لتحذيره من أن «هناك المنافسين الغاضبين والمجروحين الذين سيتصدون في السنوات الأربع المقبلة للحكومة... وهناك ايضا من لديهم مواقف منتقدة لكنهم ليسوا أعداء للرئيس»، معتبرا انه «ينبغي اخذ وجهات نظرهم في الحسبان».
وسيكون على نجاد تقديم حكومته للمجلس خلال أسبوعين لنيل الثقة. ومن المتوقع أن يواجه صعوبات في تشكيل فريقه الوزاري الجديد، ولا سيما بعد استفزازه حلفائه المحافظين في الآونة الأخيرة، بدءا من تعيين ومن ثم عزل أسفنديار رحيم مشائي في منصب المعاون الأول للرئيس، وصولا إلى عزل وزير الأمن، وفي ما بعد عزل مساعديه المحسوبين على الجناح المبدئي في النظام.
وتشير مصادر مطلعة إلى نية الرئيس تشكيل حكومة معظمها من التكنوقراط، مع الاحتفاظ ببعض الأسماء في التشكيلة، واستبعاد تام لتعيين أي شخصية إصلاحية او قريبة من الإصلاحيين، على قاعدة ان من لا يعترف بالرئيس لا يستحق ان يكون ضمن فريق عمله.
وتسعى جهات إصلاحية مع تأدية الرئيس لليمين أمام مجلس الشورى الإسلامي غدا الأربعاء، الى تنظيم تحرك شعبي للاحتجاج والتعبير عن رفضهم تسلم الرئيس المجدد له موقعه. لكن تحديات عديدة تواجه المحتجين، أبرزها عدم القدرة على حشد اعداد كبيرة،وقد حاول المعترضون التظاهر امس في طهران لكن الشرطة احبطت محاولتهم.
وقال مصدر إصلاحي لـ «السفير» ان المرحلة المقبلة هي مرحلة «جهاد واستبسال»، وإن جبهة المعارضة الموحدة ستعكس خلال المرحلة المقبلة مدى جديتها في رفض رئاسة نجاد واعتباره «مغتصبا للسلطة». وإذ فضل المصدر الإصلاحي عدم الدخول في تفاصيل الخطوات المقبلة، فإن المحافظين ينظرون إلى أي تحرك إصلاحي على أنه فارغ من المحتوى، لا سيما بعد اعترافات المعاون السابق لخاتمي محمد علي ابطحي، وما قاله عن تورط قادة الإصلاحيين في «مؤامرة» ضد النظام.
  

ليست هناك تعليقات:

Al-Mayadeeen Feeds