الأحد، 2 أغسطس 2009

الجيش اللبناني بين الترف وما يريده اللبنانيون


كتب حسين نورالدين

ارتبط انشاء الجيوش في التاريخ بالدفاع عن المدن والامم وبحماية السلم الداخلي ، وكانت الجيوش في بعض البلدان تتألف من طبقة النبلاء ، وكان القتال شرف لمن يقاتل ولمن يستشهد في سبيل بلاده . وفي بعض البلدان كانت القبائل تساهم في تشكيلات الجيوش لضمان الحظوة لدى الحاكم وحماية وجودها من خلال المشاركة العسكرية .

وحده لبنان ذو التركيبة الغريبة العجيبة ، يتمتع بجيش متخم من الضباط اصحاب الامتيازات السياسية والاجتماعية والمالية .

فالضابط في الجيش اللبناني ودون اي انتقاص ، هو من حصة احد المسؤولين . فانطلاقة العمل العسكري في صفوف الضباط في لبنان يحب ان تعمد او ان تحظى ببركة احد السياسيين والطائفة التي ينتمي اليها هذا الضابط ، بالرغم من كل الكلام هو المناقبية والكفاءة وما اليها من تركيبات لغوية ، يعرف الجميع كذبها .

عندما يتطوع المواطن في المدرسة الحربية ، سرعان ما يتعلم الشكليات الاجتماعية ، فيمنع من ركوب سيارة التاكسي ، فهي لا تلائم موقعه الاجتماعي القادم ، فهو من اطينة تختلف عن ابناء عكار الفقراء وحي السلم المتعسين وارض جلول المنكوبة واكثر من ستين بالمئة من اللبنانيين ممن هم تحت خط الفقر .

يتعلم الضابط في الجيش اللبناني تلميع حذائه وعد النجوم فوق كتفيه ولا يتعلم التواضع امام الناس . من الجميل ان تتطور وان تطور بدنك وعقلك ولكن ان تتطور ممارستك الاجتماعية وان لا تركب الى المقعد الايمن بانفة وتكبر .

حبذا لو يسمح للضابط في الجيش اللبناني الاختلاط بمن يريد ، فهناك تصفية لعلاقات الضابط وربطه بشبكة من زملائه المترفين ، ولست ادري في ظل الموازنات الضعيفة للمشاريع لماذا المساعدات الخيالية للضباط ، ولماذا المواكبات والسيارات والحشم والخدم والبيوت ، فضلا عن الطامة الكبرى وهي تعويضات نهاية الخدمة .

هل فاق الضابط والدي الذي يذهب منذ 46 عاما الى عمله واصبح على عتبة السبعين ، وهو يعمل اكثر من اثنتي عشرة ساعة يوميا دون اي عطلة سنوية ؟ ما الذي يقدمه هذا الضابط حتى يحظى بهذه الامتيازات المالية الهائلة التي تؤهله في سن الخمسينات بتمضية بقية عمره بترف مريب .

لماذا يحق لهؤلاء الضباط ان يسيطر ابناؤهم على المقاعد الدراسية في مدراس ال اي سي ولويس فاغمان غيرهما ، لماذا يتمتع هؤلاء بهذه القدرات المالية والقوة المصطنعة والتي يحافظون عليها لحماية مصالحهم.

لقد بات الجيش مؤسسة تتوارثها الاجيال ، فيها من طبقات المجتمع اللبناني الكثير ففيها الضابط المترف وفيها الجندي الذي يركض . في الجيش اللبناني من يخدم ويتعب ويشقى وفيه من يعطي الاوامر فقط ، ولا ننسى الواقع ان الاوامر خلال حرب تموز كانت بالاختباء من الطائرات الاسرائيلية .

لماذا يتدخل العمداء والعقداء في الانتخابات البلدية والنيابية ، وما هي حدود تدخلهم ، لماذا هذا الانتفاخ في الصلاحيات ؟.

يخلع الضابط الاميركي بذلته في بلده فيتحول الى انسان طبيعي كغيره من المواطنين ، والضابط اللبناني لا يخلع بذلته حتى يتفوق على غيرها من اللبنانيين .

اسئلة بحاجة الى اجوبة .

كلنا للوطن للعلى للعلم .

 

 

هناك تعليق واحد:

mohdysh يقول...

لا تنسى يا عزيزي الضابط في قوى الأمن الداخلي الذي يترك قلنسوته على زجاج سيارته كي يتمكن من السير عكس السير ويركن سيارته صف ثالث ويستخ... شرطي السير عند اي تقاطع طريق. إنه ضابط الأمن ذاته الذي "يكزدر" زوجته وأولاده في جيب الدرك، ويبعث بالزحافين من حوله ليجيبو إبنو توتو وبنتو جوجو من المدرسة. صدق مين قال الجيش للضباط وكمان صدق مين قال انو الجيش هني بين أبو فاصوليا والدرك هني بيت أبو دجاج.

Al-Mayadeeen Feeds