الأربعاء، 2 سبتمبر 2009

إيران تريد التفاوض: اقتراحات «ستثير إعجاب» الغرب

علي هاشم
طهران:
لم يكن مفاجئا إعلان الامين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي، استعداد ايران للتحاور النووي، لا شكلا ولا مضمونا. فالرد الإيراني على مجموعة الدول الست، كان متوقعا قبل اجتماعها المرجح اليوم الاربعاء قرب مدينة فرانكفورت الالمانية، حيث ستبحث إمكان فرض عقوبات مشددة على طهران.
هذا في الشكل. أما في المضمون، فكلام كثير، ليس أوله أن طهران، التي تلقت سيلا من الرسائل «تحت الطاولة»، تريد للجميع أن يضعوا ما عندهم على الطاولة، كي يجري النقاش على الملأ وليعرف العالم موقف كل طرف بشكل واضح وصريح، وهذا ما دفع جليلي للخروج والإعلان عن استعداد طهران لاستئناف الحوار.
جليلي الذي كان يتحدث خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الإيرانية، قال إن بلاده أكملت رزمة مقترحاتها بشأن الحوار على صعيد مختلف القضايا الامنية والسياسية والاقتصادية، بالإضافة الى القضية النووية، وهي مستعدة لتقديمها الى مجموعة الدول الست المعنية بالتفاوض بشأن البرنامج النووي الايراني.
واوضح جليلي ان «ايران أعدت اقتراحا نوويا معدلا ومستعدة لاستئناف المفاوضات مع القوى العالمية»، مضيفا ان «العدل والنمو والسلام في الساحة الدولية هي الأهداف الرئيسية.. في الاتفاق المقترح». وتابع ان «ايران مستعدة لاستخدام قدراتها في تبديد القلق المشترك على الساحة الدولية». وقد وصفت قناتا «العالم» و«برس تي في» الاقتراح بانه «اقتراح نووي» أو «اتفاق نووي».
لكن ماذا في هذه الرزمة؟ وما الذي دفع في هذا الاتجاه بعد أشهر من الركود؟. يقول مصدر مطلع في العاصمة الإيرانية لـ «السفير»، ان تأثيرا إيجابيا على خط العلاقة، أضفته زيارتان رسميتان إلى طهران، الأولى من سلطان عمان قابوس بن سعيد، والثانية من الرئيس السوري بشار الأسد.
أما بالنسبة لرزمة المقترحات الجديدة، فيؤكد المصدر ان طهران ستركز على نقطتين أساسيتين: الاولى حقها بامتلاك تقنية نووية سلمية، معتمدة بشكل كبير على التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تحدثت عن تعاون إيراني، وأشارت إلى أن لا شيء حتى الآن يعطي انطباعا بان البرنامج الإيراني ذاهب في اتجاه غير سلمي. ولا بد من الإشارة إلى أن الوكالة الذرية أجرت 29 عملية تفتيش مفاجئة خلال العامين الماضيين، لكنها مع ذلك لم تصادف ما يثير الريبة او يشير إلى ما يروج له الغرب.
نقطة ثانية مهمة جدا ستتضمنها المقترحات الإيرانية، بحسب المصدر، هي تقديم الجمهورية الإسلامية ضمانات بعدم انحراف البرنامج النووي الإيراني، وهذا يعد تقدما غير مسبوق في رحلة الحوار والصدام الطويلة بين طهران والدول الغربية ومجموعة الدول الست. لكن هذه الضمانات ستكون مرتبطة بفرض المجتمع الدولي «حاكميته» على المشروع النووي الإسرائيلي، ووضعه تحت مظلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
إضافة إلى ما سلف، يؤكد المصدر أن في رزمة الاقتراحات نقاطا «ستثير إعجاب الدول الغربية» حول أفغانستان والعراق ومواجهة «الإرهاب الدولي»، إضافة إلى مفاجأة لم يكشف النقاب عنها لكنها ستكون مصدر اهتمام كبير. وفي المقابل، تطالب إيران بإعادة ملفها إلى الوكالة الذرية وسحبه من مجلس الأمن الدولي، ورفع العقوبات عنها، إلى جانب المطلب الأهم وهو الانطلاق بشراكة دولية معها على الصعد كافة.
وقد سارع البيت الابيض الى التقليل من أهمية الإعلان الايراني. وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس، ان الولايات المتحدة وحلفاءها لا يزالون تأمل ان تقبل ايران بعرضها الذي طرحته القوى الدولية الست في نيسان الماضي لإجراء محادثات. واضاف «رأينا التقرير لكننا لم نتلق ردا محددا من الايرانيين بشأن ذلك». كما قال متحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية، ان الوزارة لم تتلق بعد أي اتصال من ايران، و«بالنسبة لنا، الموقف لم يتغير».
في مقابل ذلك، قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف «لا نرى حلا سوى الطريق الدبلوماسي والسياسي من اجل حل المشكلة النووية» الايرانية.
وتتزامن تصريحات لافروف مع قول المدير العام للوكالة الذرية محمد البرادعي، ان التهديد النووي الايــراني «مبالغ فيه»، مؤكدا ان لا شيء يدعــو الى الاعتقاد ان ايران يمكن ان تمتــلك الســلاح النووي على المدى القصير. واوضح «نعم، نيــات ايران أمر مثير للقلق.. لكن فكــرة انه في الغد ومع استيقاظنا من النوم في الصباح ستكون ايران قد امتلكت السلاح النــووي، هي فكرة لا تصمد امام الوقائع».

http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=1328&articleId=238&ChannelId=30704[

ليست هناك تعليقات:

Al-Mayadeeen Feeds