الجمعة، 4 سبتمبر 2009

حكومة نجاد تُبصر النور: المقترحات النووية تُسلَّم قريباً

علي هاشم
طهران :
حكومة المخاض العسير. لعله الاسم الذي يليق بحكومة محمود أحمدي نجاد الجديدة، التي خرجت من رحم مجلس الشورى الإسلامي بأقل الخسائر الممكنة، مخلفة وراءها ثلاثة ممن كان الرئيس الإيراني يمنّي النفس بأن يرافقوه في رحلته الجديدة الممتدة على مدى أربع سنوات مقبلة.
عدد المستبعدين كان أقل من المتوقع، حيث كانت المعلومات تشير إلى نية الأكثرية في المجلس حجب الثقة عن أربعة أو خمسة وزراء. لكن الاتصالات التي جرت قبل الجلسة، حدّت من الخسائر، وسمحت لنجاد بتسجيل سابقة في تاريخ الجمهورية الإسلامية، وهي تعيين السيدة مرضية وحيد دستجردي وزيرة للصحة، التي حصلت على اصوات 175 نائبا من بين 286 شاركوا في التصويت، مشددة على انها «فخورة» بما حققته.
وقد صوت المجلس على حجب الثقة عن فاطمة أجرلو، المرشحة لمنصب وزيرة الرفاه والضمان الاجتماعي، ومحمد علي أبادي، المقترح من قبل نجاد لشغل وزارة الطاقة، وسوسن كشوارز المقترحة لتولي وزارة التربية والتعليم. وحصل معظم الوزراء الجدد على اكثر من 150 صوتا، ما عدا وزير النفط مسعود مير كاظمي الذي حصل على 147 صوتا، علما بأن عدد الأصوات اللازمة هو 144.
وفي أول تعليق له على منحه الثقة، قال وزير الدفاع الجديد احمد وحيدي الذي حصل على 227 صوتا ان قرار البرلمان شكّل صفعة قوية لإسرائيل، مضيفا في لقاء مع قناة «العالم» الإيرانية ان حصوله على الثقة بالغالبية الساحقة «يعكس النزعة المعادية للصهيونية في الشارع الايراني».
وقبيل التصويت، تحدث نجاد فأكد أن المناقشات حول أعضاء الحكومة المقترحين على مدى خمسة أيام معمقة ونابعة من الحرص على إصلاح الأوضاع ، مشيرا إلى ان «المناقشات جرت في أجواء حرة تماما، ويمكن ان يكون من النادر في العالم أن تقوم مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الوطنية ببث جميع وقائع مناقشة صلاحيات أعضاء الحكومة بشكل مباشر».
من جهة ثانية اعلن الأمين العام لمجلس الامن القومي سعيد جليلي، ان مقترحات ايران لاستئناف المفاوضات حول الملف النووي ستسلم «قريبا جدا، الأسبوع المقبل»، علما بأن الأسبوع الجديد في ايران يبدأ يوم غد السبت، بينما شدد مبعوث إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية على انه «من الخطأ الاعتقاد» أن المحادثات مع القوى الست العالمية ستكون بشأن البرنامج النــووي الايراني، اذ إنه «لا يمكن» تناول الموضــوع النــووي الايراني إلا عبر الوكــالة الذرية.
وفي السياق النووي، اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حسن قشقاوي ان طهران «تؤيد الحوار» حول برنامجها النووي لكنها لن ترضخ لأي «ضغط او تهديد» يهدف الى إرغامها على العودة الى طاولة المفاوضات حول برنامجها النووي. واوضح «قلنا مرات عديدة ان العقوبات ليس لها اي تأثير وليس هناك اي سبب للتراجع» بشأن البرنامج النووي، موضحا ان ايران «تحترم في الوقت ذاته التزاماتها الدولية».
وذكرت مصادر مطلعة لـ «السفير» ان الخطوة الإيرانية تعكس مدى تمسك طهران بالحوار سبيلا للوصول إلى حلول، لكن ذلك لا يعني أنها ستتنازل بأي شكل من الأشكال عن برنامجها الذي بات يعد «رمزا من رموز البلاد». وأكدت أن الجمهورية الإسلامية تتجه إلى الحوار وهي تعلم أن هناك على طاولة المفاوضات من يبيت نيات سيئة وسيسعى بكل ما أوتي للعرقلة، لكنها ستبقى منفتحة على الأفكار الجديدة، مع الثبات على المسلمات الوطنية وعلى حقها الشرعي والقانوني في برنامج نووي سلمي.

ليست هناك تعليقات:

Al-Mayadeeen Feeds