السبت، 26 سبتمبر 2009

إيران: مفاجأة جديدة قريباً وإبلاغنا عن المحطة يعكس التزامنا

علي هاشم
طهران :
شارع ولي عصر، الأطول في الشرق الأوسط والممتد من جنوب العاصمة الإيرانية طهران إلى شمالها، يعطي للمار فيه انطباعا أن الحرب الإيرانية العراقية ربما انتهت للتو، وأن من سقطوا خلال هذه الحرب ما زالوا حتى اللحظة يستهلكون دموع الإيرانيين، وإن مرت على ذكراهم السنين.
فذكرى «الدفاع المقدس» التي تحتفل بها طهران هذه الأيام تسيطر على كل شيء من شاشات التلفزيون إلى المعارض وصولا إلى الشوارع، ولعل هذا ما يؤكد نظرية الارتباط القوي بين إيران الأمة والفعل الماضي، فعلا وقولا واحتفالا، والمشهد النووي الجديد الذي طرأ على الساحة يشكل أفضل تعبير على هذا الارتباط، لاسيما أن طهران استقرت مؤخرا على الفعل الماضي صيغة للإعلان عن أي تطور على صعيد أكثر الملفات أهمية وتعقيدا في البلاد. والإعلان الأخير عن بناء محطة نووية جديدة لتخصيب اليورانيوم كان من نافل القول. ومن الآن فصاعدا سيكثر الكلام، وبصيغة واحدة، فعلنا، أنجزنا، بنينا واللغة حبلى بالأفعال.
وفي هذا الإطار أكد مصدر مطلع لـ«السفير» أن الجمهورية الإسلامية وإلتزاما منها بالمعاهدات، أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قيامها ببناء مفاعل نووي جديد، مخصص لإنتاج الوقود النووي بنسبة 5 في المئة، وهو مستوى منخفض للتخصيب وليس كافيا لإنتاج مواد انشطارية تستخدم في صنع قنبلة ذرية. وأشار المصدر إلى أن إيران لن تبدأ بضخ الغاز داخل المفاعل إلا بحضور المفتشين الدوليين تأكيدا منها على شفافية وسلمية مشروعها النووي، مضيفا أن المفاعل الجديد يحوي الجيل الجديد من الطرود المركزية التي أعلنت الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية عن وجودها قبل أيام.
وأكد المصدر لـ«السفير» أن طهران ستعلن تباعا عن تطورات على صعيد برنامجها النووي، وأن مفاجأة ما سيتم الإعلان عنها خلال اللقاء الذي سيجمع الإيرانيين بنظرائهم من «مجموعة 5+1» (الولايات المتحدة والصين وروسيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا) بداية تشرين الاول المقبل.
وعن رد الفعل الغربي على الإعلان الإيراني أوضح المصدر أن «الأجانب منزعجون لأنهم فوجئوا بالإعلان الإيراني، ولأن أجهزتهم الإستخبارية وأقمارهم الاصطناعية فشلت في معرفة الأمر الذي لو كان اكتشف قبل الإعلان الإيراني لكانت الدنيا قامت ولم تقعد»، مشيراً إلى أنّ المشهد بالنسبة لإيران اليوم، وهي على عتبة المفاوضات مريح جدا، لاسيما أنها أجبرت الغرب على العودة إلى طاولة الحوار رغم ما سبقه من تصعيد كلامي».

ليست هناك تعليقات:

Al-Mayadeeen Feeds