الاثنين، 28 سبتمبر 2009

رسائل إيرانية صاروخية تتحدى التهديدات الغربية:

علي هاشم
طهران :
بعيدا في الصحراء حيث «اللامكان»، انطلقت نحو السماء صواريخ إيرانية تحمل النار والبارود، وكذلك رسائل سياسة وأمنية متعددة في أكثر من اتجاه. وفي ظل أزمة نووية متفاقمة، وضغوط سياسية وصلت إلى حد التهديد، لاسيما بعد إعلان طهران عن وجود منشأة نووية جديدة بالقرب من مدينة قم، أطلقت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مناورات صاروخية وصفتها بالدفاعية، من أجل «صيانة القوة الردعية» لديها.
وفي موازاة عرض العضلات الصاروخي، كثّفت طهران سعيها لتبريد إعلانها عن منشاة قم، ولتأكيد الطابع السلمي لمنشأتها النووية الجديدة، منتقدة، بحسب الرئيس محمود احمدي نجاد، «تسرع» الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، التي طالبت ايران بـ«أدلة مقنعة» على سلمية برنامجها النووي في محادثات جنيف، داعية العالم الى استغلال «الانشقاقات العميقة» فيها من خلال تشديد العقوبات المفروضة عليها.
وفيما نقلت القنوات الإيرانية المحلية والفضائية مشاهد الصواريخ وهي تخترق الغمام، أكدت مصادر مطلعة على سير المناورات لـ«السفير»، ان هذه التدريبات تحمل في طياتها «رسائل إلى الأعداء والأصدقاء»، وهي تشمل إطلاق صواريخ قصيرة المدى وبعيدة المدى، كما سيحدث اليوم الاثنين، حيث من المقرر أن يطلق صاروخ «شهاب 3» لتجربته بعد التحديثات التي أضيفت عليه وبينها تعديله ليحمل رؤوسا عديدة، إلى جانب صواريخ أخرى.
وعن ارتباط المناورات بالملف النووي الإيراني، والمحادثات التي ستجري حوله بين طهران والدول الست يوم الخميس المقبل في جنيف، رفضت المصادر ربطها بشكل مباشر، لكنها أشارت إلى أن مجرد إجرائها بالقرب من قم، حيث المنشأة الجديدة، فيه رسالة إلى ان أي اقتراب منها «محكوم بالتدمير».
وأكدت المصادر أن إيران قطعا ستستفيد من أي حدث كهذا في إطار تقوية موقفها وتمتينه في كل الملفات المطروحة، إن في جنيف أو في غيرها من المحافل حيث تتواجه طهران مع قوى تعاديها أو على الأقل «لا تشاركها» الخندق في مواجهة الهجمة الدولية المتصاعدة.
وبدأت المناورات التي تجريها قوات الحرس الثوري الايراني في وسط البلاد، بإطلاق صواريخ قصيرة المدى تعمل بالوقود الصلب ويصل مداها ما بين 150 و200 كلم، وهي من طراز «فاتح» و«تندر» و«زلزال»، حيث أصابت أهدافها المحددة سلفا «بدقة عالية ومن دون أخطاء» ومن منصات متعددة محلية الصنع، وهو ما يجري للمرة الأولى بهذا الشكل.
وقال قائد القوات الجوية في الحرس الثوري العميد حسين سلامي، ان مناورات «الرسول الأعظم ـ 4»، ستجري على مراحل في مناطق عمليات مختلفة وتستمر أياما عديدة، مؤكدا أن احد أهداف المناورات الصاروخية الدفاعية يتمثل في استخدام أماكن غير جاهزة لإطلاق الصواريخ، وعدم الاقتصار على المناطق المعدة سلفا.
وأكد سلامي أن مناورات «الرسول الأعظم» الرابعة تهدف الى «زيادة القدرة الدفاعية لبلادنا في حال تعرضها لغزو أجنبي طويل»، موضحا أن من أهداف المناورة تقييم التطورات الفنية والتقدم التكتيكي الذي أحرز مؤخرا في أنظمة الصواريخ أرض - أرض. وأشار ايضا الى أن المناورات تهدف أيضا الى التدريب على ادارة العمليات الدفاعية والوقائية طويلة المدى، مؤكدا ان قوة النيران الصاروخية الايرانية «تعطينا إمكانية مواجهة اي نوع من التهديد بردع دفاعي دائم».
وقال سلامي ان «الرسالة التي نريد ان نبعث بها لبعض الدول المتسلطة التي تعتزم نشر الخوف عبر هذه المناورة، هي اننا قادرون على الخروج برد متناسب على عدائهم يتسم بالسرعة والدقة الفائقين».
وأكدت مصادر مطلعة في طهران ان المرحلة المقبلة منفتحة على العديد من التجارب المماثلة، وهي تأتي في إطار تأكيد الجمهورية الإسلامية جهوزيتها لمواجهة أي عدوان في ظل التهديدات المستمرة. وقد ربطت المصادر ايضا بين التجارب الصاروخية هذه، وقرار الولايات المتحدة الأميركية نقل الدرع الصاروخــي من بولنـــدا إلى الشرق الأوسط.

ليست هناك تعليقات:

Al-Mayadeeen Feeds