الثلاثاء، 9 نوفمبر 2010

عندما يركض سعد



نشيط سعد، لا يدع نشاطا يفوته، أكان ركضا، عزفا، اكلا، شربا، قراءة، وقس على ذلك، إلا نشاط واحد هو الأجدر بتحمله، والركض خلفه، المسؤولية.
يكرهها، لا يحبها، أوهل تحب الأمور بالغصب، قطعا لا، لكن سعد، في موقع المسؤولية، على كاهله وطن، وشعب، وطوائف، وأطفال، وصغار، وكبار، وسوليدير، وبحر، ويخت، وطائرة، و قس على
ذلك.

يركض سعد، وكأنه يريد حقا أن يركض، يريد ان يشعر برجليه تقفزان عن الأرض، عله يطير، يبتعد، يترك روما خلفه تحترق، كما تركها مرات عدة، فما له ولها، هي ميراثه لا شك في ذلك، لكنها تفصيل، فلتحترق وليحترق من فيها، ألم يمت الوالد، أوهل تحلو الحياة بعد الوالد، هل تحلو للشعب، قطعا لا، لكنها تستمر بالنسبة لسعد، على متن يخته، متنقلا من عاصمة إلى أخرى ومن بحر إلى آخر، معه العائلة، الزوجة والأولاد، ولا يهم إن بقي للرعية زوجات وأولاد، فالرعية عليها تحمل مسؤولية رحيل الوالد، اما هو فله بعد الوالد الكثير الكثير ليهتم به، إلا الشعب.
يحكى ان رئيسا إقترب منه الأجل، فجاءه الشعب مودعا، وحين بلغه النبأ على سرير الموت، إندهش متسائلا: ولما الوداع، هل قرر الشعب الرحيل، وهكذا سعدنا اطال الله في عمره، لا يرى إلا نفسه اما الشعب فليواجه مصيره، إما حرقا، او قتلا، أو في احسن الأحوال مشردا.

ليست هناك تعليقات:

Al-Mayadeeen Feeds