الأربعاء، 23 فبراير 2011

عذراً ليبيا.. فشعبنا شيطان أخرس ـ عن عرب توك

2011/02/22

كان على الثوار في تونس ومصر والبحرين واليمن وليبيا أن يستأذنوا بقية الشعوب العربية، وبخاصة الشعب اللبناني، قبل أن يشعلوا الشرارات الأولى لثوراتهم. فعلى ما يبدو أن اللبنانيين وبعض العرب أدمنوا لعب دور المتفرج أو شاهد الزور على ما يطال أشقاءهم من مجازر وإبادة جماعية على الأخص في ليبيا.

تظاهرة دعماً لثورة ليبيا في لبنان
تظاهرة دعما لثورة ليبيا والشعوب الثائرة ببيروت (الصورة: عرب توك)

فالأخبار الواردة عن أرض محروقة في بنغازي والبيضاء وطرابلس بمصاحبة مشاهد شحيحة تظهر هول ما يجري لم يحرك ساكناً لدى القوى والأحزاب اللبنانية المشغولة، هذه الأيام، بطبخة تشكيل الحكومة العتيدة.
فتحصيل مقعد وزاري هنا أو مكسب هناك والإنخراط في المحاصصة المذهبية والطائفية والعبث بمصير الناس يأتي في المرتبة الأولى لأجندة هذه القوى والأحزاب ومناصريهم الطامعين في إمتيازات جديدة أو الموعودين بمغانم إضافية.
على كل، فإن الإحرار الثائرين على الأنظمة القمعية الفاسدة لا يعولون على دعم أو سند ممن ارتضى أن يكون شيطاناً أخرساً يسكت عن الحق ولا يرفع الصوت عالياً في وجه سلطان جائر.

الشعب يريد إعدام العقيد.. مطلب الشباب (بعدسة عرب توك)

فمن يواجه باللحم الحي الطائرات الحربية والدبابات والمرتزقة الهمجية وحاكماً سفاحاً، قد باع الدنيا بمن فيها في سبيل تحرير الوطن والشعب من نير المستبدين والمفسدين، وكله إيمان بأن النصر قريب لا محال، فإرادة الشعب لا تغلبها عنجهية طاغية مهما تمادى في وحشيته وعدوانه.
وبدورها، الأحزاب والقوى اللبنانية على إختلاف إنتماءاتها المذهبية والطائفية والفكرية بحاجة ماسة إلى ثورات وإنتفاضات إصلاحية داخل صفوفها وقياداتها، ليس كالحركات التصحيحية التي عهدناها من قبل، وإنما إنقلابات شبابية حقيقية تتماهى سياساتها مع متطلبات الجماهير والمرحلة على مختلف المستويات.

تظاهرة دعماً لثورة ليبيا في لبنان
أثناء التجمع قبيل الإنطلاق باتجاه مكتب جامعة الدول العربية (الصورة: عرب توك)

وإزاء هذا الواقع المقيت في العمل الحزبي والتنظيمي في لبنان، لا تزال المجموعات الشبابية المستقلة هي صاحبة المبادرة في الميدان. فبعد تظاهرها أمام سفارات تونس ومصر والبحرين، تداعت مجدداً وبصورة طارئة لتنظيم تظاهرة أمام مكتب جامعة الدول العربية ببيروت لاعتبارين. أولها، أن نظام معمر القذافي أغلق سفارة ليبيا في لبنان منذ عقود على خلفية قضية الإمام السيد موسى الصدر. وثانيها، أن هناك حراك آخر قائم في اليمن والجزائر وبات من الصعب التواجد في وقفات دعم وإحتجاج أمام هذا العدد من السفارات.
وعلى الرغم من هذه الخطوات الإيجابية والبناءة في تأييد الثورات العربية من قبل الشباب إلا أن هناك ما يبعث القلق، ولا سيّما تسرّب الإختلافات بين هذه المجموعات، وهو ما نسعى لتجنبه. وبالتالي، هذا لم يمنع من وقوع بعض التجاذبات أفضت في النهاية إلى الدعوة لتظاهرتين بدل من تظاهرة واحدة يشارك فيها الجميع، بسبب بعض التباينات السخيفة.

تظاهرة دعماً لثورة ليبيا في لبنان
الوجوه الشبابية حاضرة دائماً (الصورة: عرب توك)

من هنا ندائي ورجائي إلى الجميع، علينا بتنحية كل الخلافات مهما كانت على جنب، وإظهار المثال النموذجي للشباب الواعي المثقف المتمرد على العفن السياسي والحزبي. معركتنا الآن هي إلى جانب الشعوب العربية الثائرة، وهمّنا هو صمودها وإنتصارها، علّنا نتعلم منها ونتطهر من الرواسب الطائفية والعقائدية ونثور على الديكتاتور المتعدد الرؤوس والأوجه الذي يمص دماءنا منذ سنوات. فهل نحن على قدر المسؤولية؟  

ليست هناك تعليقات:

Al-Mayadeeen Feeds