الاثنين، 5 أكتوبر 2009

صالحي لـ«السفير»: طهران مرتاحة جداً لزيارة البرادعي، مفتشو الوكالة في قم في 25 ت1


علي هاشم ـ طهران


قلق مغلف بالمديح، مجبول بكلمات مطمئنة تحمل في باطنها لهجة وعيد، وعزف دولي على وتر التهدئة، لعله يدفع بشهرزاد الإيرانية للكلام أكثر فأكثر على طاولة المفاوضات النووية، مع شهريار الدولي، لكي يمكنه سكوتها عن الكلام المباح من الحكم عليها.


وإذا كان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، قد برع في توزيع ابتساماته يمنة ويسرة على جميع مستقبليه، وذهب إلى حد الإشادة بالملف النووي الإيراني، مؤكدا عدم وجود أدلة على أخذه أي منحى غير سلمي، فإن الكلام عن «القلق» بدا كأنه الرسالة المرجو إيصالها لولاة الأمر في طهران، الذين أخذوا من المسؤول الدولي كلامه المعسول، واعتبروه دليلا على شفافيتهم، وهذا ما أوحى به رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية علي اکبر صالحي خلال حديثه مع «السفير»، حين وصف الزيارة بـ«الإيجابية والمريحة».


وأكد صالحي لـ«السفير» ان زيارة المفتشين لمنشأة «فردو» قرب قم ستكون يوم 25 تشرين الأول الحالي، وأن إيران مرتـــاحة جـدا لزيــارة البرادعــي «الإيجـابية»، مشيرا إلى أن بلاده مستمرة بالتعاون مع الوكالة الذرية حول الملف النووي.


أما البرادعي، الذي تعتبر زيارته هذه السابعة إلى العاصمة الإيرانية، فقد أكد استمرار وجود شعور بالقلق من نوايا إيران النووية، مشيرا إلى أن «الامر لا يتعلق بقضية التحقق بل ببناء الثقة، وهذا هو السبب في إجراء المباحثات السداسية حاليا». لكنه في المقابل أشاد بتعاون ايران مع الوكالة، مؤكدا انها «تعاملت معنا بشفافية تامة وبرنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية»، والتعامل بين إيران والغرب ينتقل من «التآمر الى التعاون».


وأكد المسؤول الدولي ان الوكالة الذرية من خلال مشاهداتها عن كثب، لم تلمس وجود اي نشاطات عسكرية في البرنامج النووي الايراني، مضيفا ان ايران أبلغت الوكالة بمنشآتها النووية الجديدة قبل 18 شهرا من الوقت المحدد. كما أكد ان «كل المزاعم التي تتحدث عن سعي ايران لامتلاك أسلحة نووية غير صحيحة»، مضيفا «نأمل ان توقع إيران الملحق الإضافي لمساعدة الوكالة في تحقيق أهدافها». وقال إن زيارته الى طهران لا علاقة لها بمحادثات جنيف الاخيرة، «فهي تأتي في إطار التمهيد لزيارة مفتشي الوكالة للمنشأة النووية الجديدة».


ولفت البرادعي الى أن الهدف الآخر من زيارته لايران، هو تأمين الوقود لمفاعل طهران المخصص للأبحاث، موضحا «أجريت محادثات مع جهات دولية لتأمين الوقود لهذا المفاعل وقد تلقيت ردودا مشجعة». وأضاف «على إيران أن تعطي الوقود الأولي حتى يتم تخصيبه في الخارج وإعادته الى ايران، وسنبحث هذا الموضوع تفصيليا في 19 تشرين الأول الحالي في فيينا».


وكانت إيران قدمت منذ أشهر طلبا الى الوكالة الذرية للحصول من الدول الأعضاء على الوقود اللازم لتشغيل مفاعل طهران المخصص للأبحاث. وقال البرادعي «استشرت عددا من المزودين وسعدت بأن الرد كان إيجابيا، إن هذا المفاعل يهدف الى إنتاج نظائر مشعة (ايزوتوب) طبية لمرضى السرطان». وأوضح «سنعقد اجتماعا لمناقشة التفاصيل التقنية ونأمل أن نخرج باتفاق في أقرب وقت ممكن.. سنجتمع في 19 تشرين الاول مع الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا».


وحول عمل الوكالة الذرية في مجال نزع الأسلحة النووية في العالم، أكد البرادعي ان الوكالة الدولية لم تحقق التقدم المطلوب في هذا المجال، معتبرا ان اسرائيل بما تملكه من أسلحة تمثل «الخطر الأول الذي يهدد المنطقة»، بحسب وكالة الأنباء الرسمية الايرانية «ارنا».


والتقى البرادعي بالرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، الذي وصف تعاون الجمهورية الاسلامية الايرانية مع الوكالة الذرية بأنه «ناجح وله نتائج طيبة». وأعرب عن تقديره لجهود البرادعي، مضيفا ان «التعاون الجيد بين ايران والوكالة الذرية أتاح الوصول إلى تسوية قضايا مهمة، واليوم لم تبق أي مسألة غامضة بين إيران والوكالة الدولية».


ورأى نجاد أنه «اذا كانت الوكالة الذرية قوية، فإنها ستتمكن من النجاح في تنفيذ مهامها بسهولة، وعليه فإننا قد عملنا في كثير من الاحيان اكثر مما يفرضه القانون والالتزامات». كما اعتبر انه «لم يبق وقت كثير لتطبيق شعار (الرئيس الاميركي باراك) اوباما في التغيير، وهذا بمثابة ضياع الفرص»، بعدما قال امس الاول ان اوباما «ارتكب خطأ تاريخيا (بسبب هجومه على منشأة قم) وتبين بوضوح ان تلك المعلومات كانت مغلوطة وأنه ليس لدينا اي اسرار».


من جهته، اكد البرادعي انه كان هناك دوما تعاون جيد بين طهران والوكالة، مضيفا ان الموضوع النووي الايراني ومن خلال هذا التعاون «استقر في مساره العادي». ولفت الى انه نظرا لرغبة الادارة الاميركية الجديدة «بالتغيير والاحترام المتبادل ومواصلة الحوار مع سائر الدول»، نأمل ان تتم الاستفادة من هذه الفرصة ويتم التحرك نحو إصلاح الوضع الموجود من خلال اتخاذ سياسة واعية».



ليست هناك تعليقات:

Al-Mayadeeen Feeds