الاثنين، 29 أكتوبر 2012

فداء عيتاني: مغامر آخر يستحق الإحترام #FREEFIDAA



للأصوات التي تنعق، التي لا تعرف سوى الحياة على الجثث، للطفيليات التي تنتشر بيننا وتعيش على لحمنا الحي، أين كنتم يوما كنا، جميعا على إختلافنا، تحت الرصاص والصواريخ، أين كنتم يوم كنا، على إختلافنا، بعيدين عن اولادنا وعائلاتنا وبيوتنا، يوم كنا لا نبالي اوقعنا على الموت ام وقع الموت علينا، فقط، لننقل الحقيقة لكم، انتم القاعدين في بيوتكم، خلف شاشة تلفازكم، ربما تحتسون القهوة، او تشربون النرجيلة، فيما نحن بين الحياة الموت.

نحن ثلة من المغامرين، احدنا يذهب إلى هنا، والآخر إلى هناك، تعرفنا الجبهات، ويعرفنا المقاتلون، حتى مظاريف الرصاص تعرفنا، سمتنا الظروف بالمراسلين الحربيين، اقرب المقربين إلينا يسمونا بالمجانين، أي حقيقة هذه التي تستأهل ان تموت لأجلها؟ تقول زوجة او أم...أي مهنة هذه المجبولة بالخطر والخوف ورائحة الموت ؟!! يردد أب أو اخ...الحقيقة تساوي الحياة، هي الإجابة الموحدة، ننسى الجميع لكي نكون في الخطوط الأمامية، ننسى ان في الوطن من يضع يده على قلبه، يرتفع ضغطه مع كل قذيفة تسقط خلفنا، ويقترب من الجلطة إقتراب الرصاصة من خوذنا ودروعنا.
كثر يشاهدوننا، لكن الكل يريدنا على ذوقه، يريدنا مفصلين على قياسه، وإن قلنا ما قد يزعجه او يختلف مع آرائه، الفايسبوك والتويتر وباقي فصائل الإعلام الإلكتروني حاضرة، يشتمنا ويسبنا وينتهك أعراضنا، كيف لا وكلامنا لم يناسب قائمة الأفكار التي وضعها وإستعبدنا بها. هكذا فجأة دون مقدمات نتحول إلى مرتشين وأتباع محاور، وفداء عيتاني خير مثال. فجأة تختفي الذاكرة، ينسى من هم الآن على الجهة المقابلة لفداء، كيف دافع عنهم وكيف تبنى أفكارهم وكيف وقف في وجه اقرب الناس إليه، كرمى لأفكارهم التي تبناها واعتقد بها. فداء لم يتغير، الظروف تغيرت، المشهد تغير، وما دفعه للتعاطف معكم دفعه للتعاطف مع غيركم، بغض النظر اكان على حق ام لا.
لفداء ولي ولغيرنا الحق في الوصول إلى الخلاصات التي نعتقد بها، لنا كامل الحق في الإقتناع وعدم الإقتناع بما تعتقدون، لا يفرض أحدنا عليكم رأيه، أيا كان هذا الرأي، ولغا نطلب منكم ان تجارونا في إستنتاجاتنا، لكن بالله عليكم، نستحلفكم بكل الأبنياء والقديسين والكتب وبيوت الله و من منكم لا يؤمن بالله فنستحلفكم بأولادكم ونسائكم وأهلكم، نستحلفكم ان تعتقونا من عبودية إعجابكم وتتركوا لنا حرية ابداء الرأي دون ان تمسحوا بنا الأرض.

ليست هناك تعليقات:

Al-Mayadeeen Feeds