الاثنين، 6 ديسمبر 2010

حريق إسرائيل



 

 

 

علي عبادي


"إنها الحرب على الحريق" ، هكذا هتف قائد عسكري اسرائيلي وهو يعلن يوم الخميس الفائت بدء حملة لاطفاء نيران الحريق الهائل الذي اعتبرته اسرائيل الاسوأ في تاريخها .

وتبين ان هذه الحرب ليست اسرائيلية فحسب ، بل انضمت اليها العديد من الدول لتصبح - نوعاً ما- حرباً عالمية ضد حريق جبل الكرمل ( تشارك فيها روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا واليونان وقبرص وتركيا وسواها) .

اسرائيل اعلنت خسارتها سلفاً في هذه الحرب ، قائلة انها لا تمتلك التجهيزات لخوضها ، واستنجدت بكل من يملك طائرات اطفاء ومعدات مكافحة الحرائق في المعمورة ، معوّلة على الدعم الخارجي الجوي لكسبها . ومن يقرأ التعليقات الاسرائيلية على ما يجري يصاب بالدهشة لحال الهلع التي أصابت الاسرائيليين جميعاً . حتى ان رئيس جهاز الاطفاء شيمون روماح قال اننا لا نسيطر على الحريق بل هو من يسيطر علينا . واضاف في حديث للاذاعة العسكرية الاسرائيلية صباح السبت انه "في مناطق عدة ظننا انه انتهى ، عاد الحريق واندلع ، فضلا عن انه يمتد الى مناطق لم يطلها رغم جهودنا لاحتوائه" ( المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية ) .

هذه اذاً هي اسرائيل التي تتدرب منذ اربع سنوات وتهدد بخوض حرب متعددة الجبهات ضد سوريا وايرن ولبنان وقطاع غزة. بدلاً من ان تتوجه الطائرات الحربية الى هذه الجبهات لشن حرب تثير الدمار ، رأينا طائرات الاطفاء تشن غارات متتالية للانقضاض على الحريق الذي نال من جبروت اسرائيل . ويذكرني هذا المشهد المريع بما حصل مع تلك الذبابة التي ما فتئت تحوم حول أنف طاغوت مستبد ، فالتفت متبرماً : لِمَ خلق الله الذباب ؟ ، فقال له أحد أئمة أهل البيت عليهم السلام وكان حاضراً : ليذل به الجبابرة !

لا اريد ان أستخف بخطورة الحرائق ، ولا بأي من الكوارث الطبيعية وغير الطبيعية ، لكن اسرائيل تثبت مرة اخرى انها نمر من ورق . فهي تتحدث دوما عن تقدم تكنولوجي تتفوق به على جميع الدول ، لكنها لا تمتلك – كما تقول- طائرة اطفاء واحدة. تسعى جهدها للاستحواذ على أحدث الطائرات الحربية وآخرها اف 35 الاميركية ، لكنها لا تفطن لشراء طائرة واحدة  لمكافحة الحرائق . هذا ما يبرر ربما القول السائر : اسرائيل قلعة مسلحة .

تصوروا لو ان اسرائيل بقيت لوحدها في المعترك ولم تنجدها اي دولة في هذه الحرب الغريبة العجيبة ، هل كانت لتخرج منها مرفوعة الرأس ؟  تصوروا كذلك لو ان الحريق اندلع في خضم حرب فعلية ، كيف ستتم معالجة "الكارثة " والصواريخ تنهال من كل حدب وصوب ، كما يتوقع الاسرائيليون ، والمسؤولون في تل ابيب من سياسيين وعسكريين مشغولون بمتابعة مجريات الحرب.

إنها فعلا أوهن من بيت العنكبوت لو كانوا يعلمون !


ليست هناك تعليقات:

Al-Mayadeeen Feeds