الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

وزراء يخرقون أنظمة الحماية في بعبدا... بحثاً عن تسلية!

مارون ناصيف
أخيراً وبعد طول انتظار حددت يوم غد، الجلسة التي باتت تعرف بـ«جلسة شهود الزور» لكن السؤال الذي يطرح، متى تتحقق أمنية جميع اللبنانيين ليصبح مجلس الوزراء منتجاً من دون أن يرى الشعب اللبناني أعضاء حكومتهم يمررون الوقت خلال الجلسات عبر اللجوء الى الـwindows live messenger والـ facebook إضافة الى ألعاب الإنترنت الإلكترونية؟ وهل من أحد نسي وزير البيئة محمد رحال في جلسة 12 تشرين الثاني الفائت المصيرية وهو يلعب الـ«minesweeper» أو لعبة كاسحة الألغام؟ 
هذه الصورة لم تزعج أبداً الوزير رحّال، لأن الكاميرا التي التقطت صورته هذه المرة وهو يعمل على صفحة اللعبة المذكورة، قد تقع عدستها في المرة المقبلة على وزير آخر ينتمي الى فريق المعارضة. 
إذاً عندما نتحدث عن لعب ولهو الوزراء تسقط كل الاصطفافات، ويتحالف المعارضون مع الموالين متناسين البنود الخلافية حتى شهود الزور. وفي الوقت الذي يقف فيه البلد على كف عفريت الفتنة الداخلية، يروي وزير من فريق رئيس الحكومة أن زميلاً له ينتمي الى قوى المعارضة استطاع بحنكته أن يخرق أنظمة الحماية التي وضعها الفريق التقني في القصر الجمهوري في بعبدا، ومن دون الاستحصال على كلمة السر وصل الكمبيوتر الموجود أمامه بشبكة الإنترنت «وفي ما بعد أدخلنا في اللعبة أنا ووزير زميل له معارض إضافة الى وزير ووزيرة من قوى 14 آذار». 
هذا الخرق في القصر الجمهوري فشل الوزير المعارض في تحقيقه في السرايا الحكومية، بحسب أحد الوزراء الخمسة اللاعبين، الذي يروي أن محاولات عدة قام بها «المحنك» لكنها باءت بالفشل بسبب أنظمة الحماية الإلكترونية الموجودة في السرايا الكبيرة. 
مراراً حاول وزير من «اللقاء الديموقراطي» أن يصل الى إقناع الوزير المحنك تقنيا كي يدخله في اللعبة، إلا أن الأخير لم يقبل ذلك مفضلاً ترك الموضوع ضمن حلقة الخمسة الضيقة. 
ليست ألعاب الإنترنت وحدها الوسيلة الوحيدة لتسلية الوزراء «فمنّا من يطلع على بريده والدعوات التي وصلت الى مكتبه» يقول وزير معارض. ويتابع رداً على سؤال ماذا عن الجلسة والبنود، «أحياناً ينطلق سجال حاد بين الفريقين على خلفية أحد البنود الساخنة، ولا ينتهي إلا قبل مرور حوالى ثلاث ساعات تقريباً فكيف نستطيع أن نمرر الوقت؟» 
ومن بين الوزراء أيضاً، من قصد مكتبه باكراً بسبب كثرة المواعيد ولم تسمح له استقبالاته أن يتصفح الجرائد، يقوم بتعويض تلك المتابعة خلال الجلسة الحكومية وإذا لم يلجأ بذلك الى الإنترنت والمواقع الإلكترونية، يسحب من ملفاته تقريراً صحافياً يومياً أعده له مكتبه أو إحدى الوكالات الصحافية. 
جهاز البلاكبيري الخلوي وخدمته يحضران أيضاً بين أيادي الوزراء خلال الجلسات، حتى أن أحد الوزراء يتولى في كل مرة بعد بداية الجلسة مهمة الضغط على زر الآلة المركزة في قاعة الجلسات في بعبدا والتي تعطل خدمة البلاك بيري بهدف عودة الخدمة الى الأجهزة. 
وزراء يلعبون وآخرون يرسلون رسائل قصيرة بهواتفهم الخلوية الى زوجاتهم أو أولادهم. «جهزي حالك. أصل بعد دقائق». آخر يرد على صحافي «مثل ما توقعت أنت وليس أنا... وفلان (من الوزراء) متفق مع علان من وراء ظهرنا»...

ليست هناك تعليقات:

Al-Mayadeeen Feeds