الأحد، 24 مايو 2009

عذرا يا هذا...إسرائيل ليست حملا

علي هاشم وحسين نورالدين


عندما يزّور التاريخ وتغيّب عن ذاكرة الناس احداث خطت بدماء بشر من لحم ودم بعضهم من إستشهد وغادر دنيانا وبعضهم الأخر من لا يزال حتى ساعتنا هذه حي يرزق، يمكن للمرء ان يصف فعل التزوير هذا بالجريمة وفاعله بالمجرم ولو كان من كان...


في بلادي من يريد أن يقنعنا أن على حدودنا الجنوبية حمل وديع، يعتاش على الماء والهواء من فرط براءته، ولا يقرب العشب كيف لا يجرم في حقه قاطعا وماضغا، ولعل جارنا الحمل المزعوم أكثر رقة من ذلك.


عذرا يا صاحب المنطق الفريد، ولأكن أكثر صراحة، عذرا يا أصحاب المنطق الفريد، لست في وارد نقاشكم او السجال معكم، فأنتم قطعا ترون إسرائيل كذلك، لانكم إستقبلتموها في قصوركم الفارهة ولا أشك في أنكم مستعدون لإستقبالها من جديد في ذات القصور، ومن كان منكم يجلس في في حجر أرييل شارون طفلا، أضحى الأن شابا مرشحا للإنتخابات النيابية وبإمكانه عقد إتفاقات مع أتباع منهج شارون وجابوتنسكي وهرتزوغ وبإمكانه أيضا الخروج علينا والإدعاء بعد سنوات عشرين أو ثلاثين من الأن ان إسرائيل لم تشن حرب تموز 1993 ونيسان 1996 وعدوان تموز 2006، لا بل أكثر بإمكانه الإدعاء ان إسرائيل لم تحتل لبنان في العام 1982 وأن من قتل على مدى الأعوام الثلاثين الماضية ليسوا سوى أشخاص قرروا الإنتحار يأسا من الحياة مع أمثاله فإفتعلوا الحروب وقصفوا أنفسهم وإدعوا من داخل القبر أن إسرائيل قتلتهم وهي بريئة من ذلك براءة الذئب من دم إبن يعقوب و و و.


هو السياق عينه التي تصور فيها أيضا مناورات إسرائيل على حدودنا بأنها لا تشكل خطرا على أحد، ولعمري فإن القائل وإن سنحت الفرصة له كان ليصور ما يصفه العالم أجمع بأضخم مناورة في تاريخ إسرائيل بتمرين لفرق الكشافة الصهيونية على زرع الأشجار المثمرة وتنظيف الطرقات وأخيرا وليس آخرا العزف على ألات الطبل والزمر لإطراب الناس وإمتاعهم.


وربما علينا إمتاعه وزبانيته من عشاق ثورات الخضار من الأرز إلى القرنبيط بمعلومات من أرشيف الذاكرة، بوقائع كتبت بجثث النساء والرجال والأطفال، ورويت بدماء العجز، ويشهد لها العالم بالصوت والصورة .


وإليكم بعضها:




1- في 31 تشرين الاول من عام 1948 تنكرت وحدات من العصابات الاسرائيلية بزي جيش الانقاذ العربي ، ودخلت الى بلدة حولا الجنوبية فاعتقلوا العشرات وقتلوهم بوحشية واحرقوا البيوت .


2- في 8\8\1948 احتلت القوات الاسرائيلية قرية يارون الحدودية


3- في 17\10\1948 استولت العصابات الصهيونية مدعومة بالجيش الاسرائيلي على عشرة الاف دونم من الاراضي في سهل الحولة تعود ملكيتها للمزراعين من اهالي مرجعيون


4- في 9\10\1950 اجتازت دوريات اسرائيلية الحدود وسلبت اعدادا كبيرة من الاغنام والماعز وساقتها الى الاراضي المحتلة


5- في 24\11\1950 اطلقت قوات الاحتلال النار على خمسة شبان من قرية يارون فقتلت اربعة ونجا الخامس ونقل الخبر الى قائد درك صور


6- في 8\3\1952 هاجمت دورية اسرائيلية قرية رميش واستولت على 150 رأس من الماشية


7- في 12\10\1953 احرقت مجموعة من المستوطنين الصهاينة القش على تخوم بلدة مركبا فامتدت النار الى الاراضي اللبنانية واحرقت عدد كبيرا من الاشجار والمزروعات


8- في 19\7\1959 اطلقت دورية اسرائيلية النار على المواطن خليل احمد محمد يحيى فقتلته


9- في 30 \4\1970 اغارت الطائرات الاسرائيلية على ضواحي الهبارية وكفرشوبا وكفرحمام وراشيا الفخار


10- في 20\4\1972 تسللت دورية اسرائيلية الى منطقة الكسارى والقت بثلاث جثث لم تعرف هوية اصحابها


11- في 27\6\1972 اخترقت دورية صهيونية الحدود اللبنانية وتعرضت لمزارع من بلدة الماري يدعى طربيه العنز فخاض المزارع معركة قتل فيها 3 جنود اسرائيليين قبل ان تتمكن الدورية من قتله


12- في 27\11\1975 تعرضت بلدة كفركلا لاعتداء من قوة اسرائيلية مدعومة بنيران مدفعية فقتلت المواطن عبد الامير حلاوي وجرحت اخرين



المصدر : المركز العربي للمعلومات (جريدة السفير) بيروت 1986


ليست هناك تعليقات:

Al-Mayadeeen Feeds