

عدت بالذاكرة إلى اليوم الأول من العدوان، اليوم الذي إنطلقنا فيه من أمام مبنى قناة المنار، وأنا الزملاء المصورين.
صباح ذاك النهار لم يكن مختلفا عن الأيام التي سبقته، إلا أن خبرا ورد إلى رئيس التحرير قبل لحظات من الإجتماع الصباحي الذي يعقده مدير الأخبار أعطى إنطباعا أن أمرا على الطريق الحدوث..
أصوات إشتباكات في بلدة عيتا الشعب الحدودية، ثم كلام عن عملية للمقاومة، و بعدها معلومات من داخل فلسطين المحتلة عن عملية أسر. أسر، العبارة التي ظل ينتظرها مئات الألاف من جماهير المقاومة المتشوقين لرؤية الأمين العام لحزب الل السيد حسن نصرالله يستقبل سمير القنطار ورفاقه، كما فعل قبل أكثر من عامين..
قبل تأكيد الخبر تلقيت إتصالا من زميلة في قناة الجزيرة، سألتني فيه عن عدد المرات التي نفذ فيها حزب الله عمليات أسر، في هذه الأثناء قطعت المقاومة الشك باليقين وأعلنت أسر جنديين صهيونيين قرب عيتا الشعب.
بدأت التحضيرات في مبنى المنار للإخلاء، تحسبا لغارة محتملة، وإنطلق كل من مكتبه وطابقه حاملا بين ذراعيه جهاز كومبيوتر، آلة مونتاج، شاشة، وكل ما يمكن حمله.
توزع العمل على المراسلين، الزميل عبد الله شمس الدين وأنا توجهنا إلى الجنوب، حيث كان يتمركز ايضا الزميل علي شعيب، وبين الضاحية والبقاع توزع الباقون.
تحت جسر الرويس بالقرب من البنك اللبناني الفرنسي في الضاحية الجنوبية، توقفنا قليلا لإنتظار زملاء يأتونا ببعض التجهيزات.
كان الزميل حسن برجي يجلس بجانبي، كان في باطني ما يدعوني للسؤال بصوت مرتفع:" هل سنعود لنرى الضاحية من جديد". في هذه اللحظات سألت من معي هل سنعود لنرى الضاحية من جديد، وإذا عدنا هل ستكون هذه المباني والجسور كما هي الآن".
ما من جواب سكن ألام أسئلتي، لكني كنت متأكدا من أمر واحد، الضاحية ستبقى الضاحية.
بإتجاه مدينة صور إنطلقنا وكما في طريق العودة فإن طريق القاسمية كانت مقطوعة.
على طريق العودة من صور إلى بيروت كانت ذاكرتي تستعرض مشاهد أيام الحرب من اليوم الأول إلى اليوم الأخير...
كان الدخان لا زال يتصاعد من جسر الشهيدين خليل جرادي ومحمد سعد في محلة القاسمية شمالي صور، حاولنا أن نقترب إلا أن الجيش اللبناني في أولى ساعات العدوان حاول إبعاد الجميع عن الجسر خوفا من غارات آخرى.
قطعت الطريق إلى صور، والحل إرتياد طريق آخر ترتفع مع منعطفاته الخطرة إمكانيات السقوط ضحية غارة صهيونية..
على طريقنا كان الدخان يستدعينا إلى أماكن الإعتداءات، ولدى وصولنا إلى مدينة النبطية، فوجئنا بخبر مفاده بأن فريقا من قناة المنار تعرض لغارة و قد نقل الفريق إلى مستشفى الشهيد راغب حرب في تول.
وللتذكير فقط فإن الزميل علي حلال مصور المنار في الجنوب كان قد أصيب في الغارة الإسرائيلية على جسر القاسمية.
في المستشفى إكتشفنا بأن الفريق المستهدف كان من التلفزيون الجديد، وقد حاولنا المساعدة على قدر إمكانياتنا، وبعدما إطمئنينا إلى الزميل المصور ، تابعنا الطريق بإتجاه مدينة صور.
على طريق ترابية مستحدثة، تابعت وطوابير من السيارات المسير بإتجاه صيدا، وصورة مدخل مدينة صور في اليوم الأول لدخولنا إليها لا زالت عالقة في الذاكرة.
كان خد الشمس الأحمر يستريح على كتف البحر، ينتظر لحظة الغرق في أحضان اليم الأعظم، وكنا بدورنا ننتظر لحظة إنفجار بركان الحرب، لنغرق بدورنا في غياهب النفق الأكبر.
أخبار القصف كانت لا زالت ترد إلينا، إلا أن الإهتمام كان منصبا على الإجتماع الأمني المصغر لحكومة أيهود أولمرت وما ستتمخض عنه من قرارات لم تكن ربما لتفاجئنا
The Listening Post's Salah Khadr looks at the Lebanese movement's TV station al-Manar.
عرض موقع الإخلاص على الإنترنت ما وصفها بمشاهد ل"أبطال فتح الإسلام" في الأردن قبل الذهاب الى لبنان.
فهل أطلق هؤلاء من سجن جويده الأردني ليذهبوا إلى لبنان؟ وكيف يطلقهم الجيش الأردني أو لنقل السلطات الأردنية إذا لم تكن متواطئة في حرب نهر البارد...
بإنتظار تعليقاتكم....