
لنكن واقعيين، إسرائيل تمكنت من تدمير غزة، قتلت من الاطفال ما يزيد عن الأربعمئة ومن النساء ما يقارب ذلك، وإغتالت كادرين من كوادر حماس الأساسيين سعيد صيام ونزار ريان، لكن هل تمكنت من إيقاف الصواريخ، هل إستطاعت أن تقلب الناس على حماس، هل إلتقطت لنفسها صورة نصر واحد في المعركة التي كلفتها والحلفاء من عرب وأجانب مئات الملايين من العملة الخضراء....
إسرائيل قتلت، لكنها في ذات الوقت فشلت، فبدل معادلة سديروت غزة، تحولت المعادلة إلى، بئر السبع غزة وأسدود غزة وعسقلان غزة، وبدل صواريخ القسام والقدس والناصر المحلية الصنع، راجمات غراد معدلة وقاذفات بي 29 ومضادات للدروع، فأي هدف هذا الذي تحقق، وأي نصر هذا الذي يدعي.

حرب غزة شتت العرب، هذا مما لا شك فيه لكنها تمخضت عن محور عالمي من طهران إلى كراكاس مرورا بدول كانت تعرف بميلها الأميركي كقطر وموريتانيا فها هي الأن تقطع علاقتها ولو وقتيا بإسرائيل وتقود حملة تجميد المبادرة العربية، أما على صعيد الرأي العام العالمي، فهي الشعرة التي قضمت ظهر البعير، حيث بدا واضحا مستوى التبرم في الشارع الغربي من مجازر الحليفة إسرائيل، وإنعكس ذلك جليا في مقالات كتاب مهمين في صحف أميركية وبريطانية بارزة وهو ما يؤشر إلى بداية تغير في الصورة، وإنقلاب في المشهد لاسيما بعد إستهداف إسرائيل أكثر من مرة لمراكز الأمم المتحدة وقتل أطفال فيها ما أدى بالصوت العالمي للإرتفاع بشكل لم يسبق له مثيل من قبل
في غزة إنتصار الدم على السيف، والعين التي فقأت المخرز، وعلى تخوم غزة نصب بإسم تحقيق الأهداف، هدفه إنتخابي، لكنه في النهاية نصب وإحتيال ولو صدق عليه بعض العرب والعالم
في غزة نصر إستراتيجي أخر يضاف إلى نصر تموز، والأشهر القليلة القادمة كفيلة بتظهيره، بداية في الإنتخابات الإسرائيلية العامة بعد أقل من شهر، وبعد ذلك، فلنبقي أعيننا مفتوحة، فبحر الدماء في غزة لم يهدأ بعد وربما تطال أمواجه العاتية بعض الشواطئ المجاورة.
ء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق