الاثنين، 26 يناير 2009

دافوس وما أدراك ما دافوس

العالم يجتمع هنا، في قلب المحيط الأبيض، حيث لا شيء سوى الثلج والثلج ثم الثلج....

الصورة هنا مختلفة بحق عن الأماكن الأخرى تحديدا عن بريطانيا حيث الحياة تنتهي بإنتهاء ساعات العمل العادية، ليعود البشر إلى بيوتهم للنوم بإنتظار يوم عمل أخر....هنا الناس سهارى رغم درجات الحرارة التي تلامس العشرة تحت الصفر، شيب وشباب رجال ونساء الجميع يستمتع بما وصفه لي أحدهم بالطقس الجميل، والحياة التي لا تتشابه أيامها، الجميع يريد أن يعيش حياته، بغض النظر عن طريقته في عيشها، البعض يريد التجوال سيرا على الاقدام مدججا بكل ما أمكن من وسائل تدفئة متحركة، البعض الأخر يفضل الإسترخاء في مقهى على ناصية الشاعر، وهناك من يفضل السهرات الصاخبة.

من شارع إلى شارع تنقلت باحثا في البدء عن مطعم أسكت فيه جوعي المتراكم منذ الصباح، ومتفرجا على المدينة التي عرفتني السبب في تسمية لبنان بسويسرا الشرق.

غريب هو التشابه الذي يصل إلى حد التطابق بين دافوس وبعض بلدات جبل لبنان، كبرمانا وبحمدون وبيت مري. الطرقات الضيقة والطبيعة الجبلية والمحال الموزعة على جانبي الطريق الشجر وكل شيء.

كنت أرى المطاعم لكني أتحاشاها، ممنيا النفس بمطعم افضل، ولما لا ربما أجد في مكان مطعم عربي يقدم النرجيلة لكن هيهات، وعندما ضاقت بي السبل وتأخر الوقت بدأت بدق أبواب المطاعم فكنت ألقى الجواب بأن المطبخ أقفل، لكن الجميل أنهم كانوا يرسلونني إلى مطعم أخر منافس لهم لكنه يفتح حتى أوقات متأخرة من الليل.

اليوم كان الوصول، غدا التحضير وبعد غد يلتئم المنتدى لبحث مصائب العالم الإقتصادية، وطبعا للحديث في السياسة، كيف لا ومن هنا هم أقوى وأغنى رجال ونساء العالم، هكذا يقولون...

البعض ينظر لإجتماعهم بعين الأمل، أما أنا فأمالي نسبتها تطابق درجات الحرارة هنا، دون الصفر....

 

ليست هناك تعليقات:

Al-Mayadeeen Feeds