السبت، 31 يناير 2009

نقطة نظام: تركيا تتموضع من ذيل أوروبا لمقدمة العالم الإسلامي


ما كانت ليخطر على بال أحد أن يحدث ما حدث، خاصة هنا في دافوس، حيث جو المنتدى متأثر تماما بالصقيع الذي يسيطر على المكان.

هنا قمة "صناع السلام" ولا مكان للمحاربين بين الحضور، هكذا يريد مؤسس المنتدى أن يروج لكن هيهات، وأي سلام هو الذي نتحدث عنه في وجود أمثال شمعون بيريز وبنيامين نتنياهو، واي صناعة هي هذه في وجود جحافل المخربين لحياة الفقراء من أثرياء وقادة وزعماء.

هنا الثلج الذي يغطي المرج الأسود، هنا المنظرون المدعون المتصنعون، هنا كل من يريد القول أنه يعمل للفقراء فيما هو يرمي على مائدة الغداء تباهيا عشرة ألاف أو عشرون ألفا من الدولارات فيما الملايين من أبناء هذا العالم محرومون من الغذاء.

أرعبهم أردوغان، بصوته المتهدج الغاضب، صدمهم على منبر حفلات أكاذيبهم المكشوفة، هو ليس بذلك الملاك المنزه ولا هو من أشرف الناس وأطهر الناس وأعز الناس، ولا هو حمل على ظهره هموم المستضعفين وجال الكون مدافعا، لكنه غضب في زمن قل فيه الغاضبون، إنتفض فيما آخرون من أبناء جلدتنا معه على المنبر غافون، صرخ في قمة الصمت.

قلبها ميمنة المنتدى على يسراه، وجعلهم جميعا يركضون خلفه حتى من تردد في الخروج لهث وراء رجب الطيب. ورجب هذا لم يفعل شيئا أكثر مما فعل زميلنا المسجون منتظر الزيدي، هو ببساطة عبر عن نفسه صرخ وقال ما يريد.

قبل أيام كنت ضيفا على إحدى وسائل الإعلام التركية، سألني احد الصحافيين، برأيك ما الذي فعله أردوغان: أجبته ببساطة تخلى عن كونه ذيلا لأوروبا، وإختار بدلا عن ذلك أن يتشارك في قيادة العالم الإسلامي مع إيران، فهنيئا لهما..

ليست هناك تعليقات:

Al-Mayadeeen Feeds