الاثنين، 27 أبريل 2009

إنتخابات 2009: معارضة تطمح للفوز وتفتقد للرأس



مشروع هو طموح المعارضة اللبنانية بالفوز بالأكثرية في الإنتخابات النيابية القادمة، فهذا حق كل فريق سياسي يمارس اللعبة الديمقراطية ويسعى لتحقيق برنامجه السياسي.
وإذا كانت المعارضة تقود تحالفا للأحزاب والقوى عابر للطوائف والمناطق في سبيل تحقيق هذا الأمر، فإنها بالمقابل تفتقد في حملتها هذه لأهم عنصر من عناصر الحكم في المرحلة القادمة، الرأس.
نعم، كل شيء بالنسبة للمعارضة جاهز لتخوض غمار الحكم في حال فوزها بالأكثرية، بإستثناء شخصية تقود الحكومة المقبلة وتكون قادرة على فرض هيبة لموقع رئيس الوزراء وإظهاره بالشكل الذي يستحق له أن يكون.
قد يتفق أحدنا مع الآخر أو يختلف في تقييم تجربة رئيس الحكومة الحالي، فؤاد السنيورة، لكن ما لا يمكن لأحد أن يناقش فيه، أن السنيورة شكل بالنسبة لفريق السلطة رافعة سياسية ومعنوية وأضحى رمزا من رموز قوى الرابع عشر من أذار تعلق صوره في الشوارع ويجمع حوله المحبين والأنصار، ما جعله يسعى مؤخرا إلى طلب منصب نيابي ما كان ليطلبه لولا ما يراه من قيمة معنوية له في صفوف فريق السلطة.
المعارضة اليوم، وإن فازت أو حتى إكتسحت الإنتخابات النيابية القادمة، غير قادرة على تقديم رئيس حكومة وهي مضطرة للإستعانة بشخصيات وسطية قد يكون بعضها متحالفا مع خصومها مثل الرئيس نجيب ميقاتي لشغر موقع الرئيس وهو ما يفلت من يدها أهم أوراق الحكم
.
قد يقول قائل أن في المعارضة شخصيات عديدة تستحق ان تترأس حكومة، لكن الواقع أن معظم شخصيات المعارضة من الطائفة السنية، يخوضون معارك قاسية في الإنتخابات المقبلة.
فبدءا من رئيس الحكومة السابق عمر كرامي، يخوض معركة حامية الوطيس مع كل خصومه المتحالفين معا، وأمله ضئيل جدا بالفوز، وهو وإن فاز يواجه فيتو الرئيس نبيه بري، الذي يعارض بشدة عودة كرامي للحكم بناء على قاعدة "مين جرب المجرب عقلو مخرب" حيث سبق وخذل كرامي حلفاءه بعد إغتيال الرئيس الحريري دونما تنسيق وبقرار إنفعالي قلب الموازين حينها واحرج الفريق الذي ينتمي إليه.
شخصية أخرى قد تكون على لائحة المرشحين للقب "دولة الرئيس" وهو الوزير السابق عبد الرحيم مراد، الذي أبلى بلاء حسنا كمعارض ولعب دورا مهما في تأسيس ما عرف باللقاء الوطني اللبناني، وضم مجموعة من الشخصيات، لكن مراد يواجه ككرامي تماما معركة إنتخابية حظوظ فوزه فيها تقارب درجات الحرارة في القطب الشمالي، وهو وإن فاز وأختير سيشكل إختياره لرئاسة الحكومة إستفزازا لقوى الأكثرية الحالية، بإعتباره قريب جدا من دمشق.
النائب أسامة سعد، قد يكون أكثر الشخصيات المستحقة للقب دولة الرئيس لا سيما وأن آل سعد من الأب إلى الإبن أصحاب تضحيات وشعبية لا يستهان بها، لكن الأمر منوط بفوز سعد الذي يقاتل على جبهة صيدا للمرة الأولى منذ زمن في مواجهة رئيس الحكومة الحالية فؤاد السنيورة، وهو وإن كان يملك حظوظا في مواجهة من لم يدخل صيدا إلا مرشحا، لكنه يبقى في دائرة الخطر والخطر الشديد.. 
أسماء أخرى كثيرة قد تطرح في هذا الإطار، لكنها تبقى ضعيفة جدا ولا تملك الحد الأدنى من مقومات رئاسة الحكومة، وهم إن إختيروا من قبل المعارضة لترأس الحكومة، فسينزلون بها الضرر الشديد، ولن يكون بالإمكان إصلاح ما كان إلا بتجيير الرئاسة حينها لطرف ثالث كما ذكرنا آنفا.
إذن المعارضة أمام معضلة رئاسة الحكومة، وأمام هكذا معضلة ربما على المعارضة أن تناجي مولاها لكسب الهزيمة بدل خسارة الإنتصار....

ليست هناك تعليقات:

Al-Mayadeeen Feeds