السبت، 18 أبريل 2009

جنبلاط وعقدة إنتهاء الدور


لوليد جنبلاط بين السياسيين اللبنانيين نكهة خاصة، هو الموجود دوما مهما تغيرت الظروف وإختلفت مرجعيات الحكم، بيك المختارة يحترف فن البقاء ويعرف كيف يفرض لنفسه مكانا، في مواجهة النظام أو إلى جانبه جاذبا الإعلام والصحافة، ومثبتا نفسه بيضة قبان في المعادلات.

أذكر أني قبل إنعطافة النائب جنبلاط عن خط المقاومة إلى الخط المواجه لها، كنت حاضرا في الأمانة العامة لحزب الله أغطي لقاءه بالسيد حسن نصر الله، وبعد اللقاء وقف ليستمع إلى الصحفيين، فسألته حينها عن الإتهامات التي تساق حول تفخيخ سيارة مروان حماده في الضاحية الجنوبية لاسيما وأن بعض وسائل الإعلام أشارت إلى ذلك. حسم البيك ان هناك مؤامرة تحاك ولا بد من التنبه لها وأنه وضع قيادة الحزب في أجوائها.
لم تكد تمر شهور، حتى أضحى ما كان مؤامرة أمرا مسلما على لسان الرجل، ومع تقدم الشهور كان يرتفع في مستوى الهجوم الكلامي، تركت لبنان وكان جنبلاط مستمرا في صعود سلم التصعيد إلى أن جاء السابع من أيار الذي خلط الأوراق من جديد.
لم أعر إهتماما لأحد قررت أن أبقي عيني مركزة على وليد جنبلاط ومواقفه، كنت على ثقة أن الرجل وصل إلى الذروة وأن إنعطافته القادمة قادمة وإن طال الزمن.
بصراحة لم أتفاجأ بالشريط الذي سرب أمس والذي إنتقد فيه وليد بيك سمير جعجع وسعد الحريري، وكلمة إنتقاد هنا تجميل لما حدث في الواقع لأن ما جاء عليه الرجل كان تجريحا وإهانة ورميا للأخطاء على الأخرين مصنفا إياهم طائفيا.
ولعلني لن أستغرب أيضا إن رشح ان الفيلم المسرب، سرب بطلب من جنبلاط لإيصال رسالة واضحة وصريحة بأنه قرر رسميا تغيير الإتجاه.
المشكلة أن ما من أحد بات قادرا فعلا على معرفة إتجاه جنبلاط الحقيقي، هذا إذا سلمنا أن هناك إتجاه ثابت وواضح لأنه حين يقول أنه كذب على السوريين 25 عاما يظهر بأنه لطالما كان على الجهة الأخرى، ثم يأتي ليصف الأخرين بأنه "عاطلين" وهو يعرفهم جيدا ليبدو أيضا وأيضا متحالفا معهم لأن المصلحة تقتضي أي بالعربي الفصيح القصة على الميمنة هي ذاتها على الميسرة والعكس صحيح.
اليوم المشهد مختلف تماما عن الأمس، في المرحلة الماضية كان جنبلاط، لأية جهة إنتمى، يَستعمل من حوله لتنفيذ أغراضه، اليوم لنكن صريحين، الجميع أضحوا أذكى بكثير، ومن كان فاعلا سيكون في أحسن الأحوال مفعولا به، هذا إذا لم نقل "أداة".

ليست هناك تعليقات:

Al-Mayadeeen Feeds