الثلاثاء، 21 أبريل 2009

وتكلم أحمدي نجاد











لم يقل أحمدي نجاد الشيء الكثير مما لا نعرفه، ربما ما نطق به في مؤتمر العنصرية في جنيف كان أقل بكثير مما إعتدنا عليه، ربما هي آلة الإعلام الغربي والصهيوني التي جعلت من خطاب رئيس إيران كلمة منتظرة عند الجميع ومادة للبث المباشر على كل الشاشات، وهو الأرجح ما يريده أي رئيس أو زعيم لكلمته...
.ببساطة اعداء أحمدي نجاد قدموا له أفضل خدمة يتمناها في ظل أشرس هجمة تشن على بلاده، لاسيما في العالم العربي، وبدل أن تمر الكلمة مرور الكرام في نشرات الأخبار، بثتها وسائل الإعلام العربية جمعاء وأعطت الجمهور العربية فرصة لرؤية رئيس إيران يفعل ما لا يجرؤ قادتهم عن فعله، حتى أن معظم الدول العربية تغيبت عن المؤتمر وكأنها غير معنية على الإطلاق، ولعل ما حدث من رد فعل من قبل جماعات مؤيدة لإسرائيل حاضرة في المؤتمر، أعادت ربط بعض الجسور بين القاعدة الشعبية العربية وأحمدي نجاد، وضعضعت ولو بشكل بسيط أسس الحملة التحريضية التي طالت إيران وقيادتها في المنطقة العربية منذ 2006 وحتى الأن.
أحمدي نجاد بالأمس لم يكن صوت إيران في المؤتمر ولا الفرس، أحمدي نجاد تحدث بإسم فلسطين أولا والمسلمين ثانيا ومن ثم بلاده. كان واضحا أنه أراد المجيء إلى جنيف لتسجيل موقف، وكان الأوضح أن من إنسحبوا كانوا بإنتظار أي كلمة لكي يسجلوا في خانة الولاء لإسرائيل تواقيعهم.
تحدث أحمدي نجاد وقال وأزعج، لكن أين كنا نحن العرب، أين كان قادتنا، وأي منطق هذا الذي يقول بغيابهم عن هكذا مؤتمر، الذي وإن سلمنا بشكليته على صعيد العملي، فهو يبقى منبرا للدفاع عن ما تبقى من حقوق ووضع العالم أمام واجباته امام النظام العنصري الذي لا يرحم البشر والحجر في فلسطين.
قادتنا لديهم الكثير ليهتموا به، بعضهم غارق في الفساد لأذنيه ويبحث في سبل إطالة عهده، وبعضهم يفكر في إستمرار سلالته في الحكم بغطاء خارجي، وبعضهم الأخر يفكر كيف ينتقم لنفسه ممن قال الحق فيه ولم يخطأ، وماذا عن الشعوب؟
بعضهم كان يشاهد أحمدي نجاد ممتنا وشاكرا، وبعضهم الأخر كان يبحث بين سطور كلام الرجل عما يدينه به ويحرض الأخرين عليه على اليوتيوب أو الفايسبوك وفي بأضعف الإيمان من خلال مجموعته البريدية، البعض لم يكن أصلا يعلم بكلام أحمدي نجاد وكان ربما يشاهد مسلسلا تركيا أو سريلانكيا يبكي لبكاء البطلة ويفرح لإنتصار البطل،...وحده سامي شهاب أو محمد منصور كان يقبع في معتقلات النظام المصري ينتظر تلفيق تهمة له وداعيا لله تعالى أن يكون حزب الله قد وجد سبيلا آخر إلى غزة.

ليست هناك تعليقات:

Al-Mayadeeen Feeds