
أذاعت صوت العرب الخبر السعيد، فرح العرب بالإنجاز وبين من فرحوا كان ذلك الطفل، إبن عبد الكريم نصرالله
.


مرت الأيام والسنون، وكبر الطفل، أصبح رجلا، وأي رجل، قائدا ملهما للملايين ترفع صورته في الدول العربية من المحيط إلى الخليج، بما في ذلك مصر، تلك الدولة التي سمع الكثير عن حرب الإستنزاف التي خاضتها وكبدت العدو فيها جم الخسائر....كان على السيد نصر الله إتخاذ الكثير من القرارات المصيرية، بعضها كان مرتبطا بالحرب العسكرية وبعضها بالحرب الأمنية، وبالتوازي كان عليه أن يساعد إخوة له في فلسطين في مواجهتهم لعدوه وعدوهم وهنا بيت القصيد.
مد يد العون للفلسطينيين في الداخل كان أمرا غاية في الصعوبة ودونه المخاطر والتحديات، لكن السيد كان يحسن الظن دوما بإخوانه العرب، وعلى قاعدة كرمى لعين تكرم مرج عيون، ظن أن دول الجوار الفلسطيني العربية لن تمانع في حال إستعملت أراضيها لتقديم المساعدة للجيران المحاصرين، أولم تستعمل مصر أرض الأردن خلسة لتنفيذ عمليتها النوعية.
كان العمل جار على قدم وساق والسيد على الأرجح يتابع التفاصيل وحين أخبر بإلقاء القبض على رجله في مصر لم يساوره الشك ربما بأن الموضوع سيعامل معاملة ملفات السري للغاية وأن حلقات إتصال ستشكل لإنهاء القضية، طالما أن الهدف نبيل وعنوانه "فلسطين" وشعبها ومقاومتها. لكن الأمور أخذت مسارا مختلفا في ظل الخلاف المر بين القاهرة وطهران من جهة، وحزب الله ونظام مصر من جهة ثانة وبدل أن يكرم الشاب الذي عمل كعتال لقضية فلسطين ألقي القبض عله ورمي بأقذع التهم، من قلب نظام الحكم وصولا إلى نشر الفكر الشيعي في بلد 95 بالمئة من شعبه سنة.
الواضح والجلي أن النظام المصري ضاق ذرعا بحزب الله والسيد نصرالله، لاسيما بعد أن فقد السيد الأمل فيه ودعا شعب "أم الدنيا" وقواها الأمنية للإنتفاض، لا على نظام مبارك، بل على قراره بإغلاق معبر رفح ومنع الغذاء والسلاح عن أهل غزة الذين كانوا ولا يزالوا يواجهون أسوأ حصار في التاريخ. نظام القاهرة فقد أعصابه وبدأ عبر ماكيناته الإعلامية بمهاجمة حزب الله "لإنتهاكه السيادة المصرية" وكأن ما كان يحق لمصر إبان صراعها مع إسرائيل لا يحق لغيرها، أو ربما نظامها ظن أن معاهدة السلام التي تربطه بإسرائيل تلزم العرب جمبعا....

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق