الأربعاء، 22 يوليو 2009

مشائي يصف خبر استقالته بـ«الشائعة المسيئة» خاتمي يدعو لاستفتاء وخامنئي يحذر من «خبث الأعداء»









علي هاشم
طهران :
لم تؤثر إجازة الإسراء والمعراج على الحراك السياسي في طهران، فتوالت المواقف المرتبطة بالأزمة التي أعقبت الانتخابات الرئاسية، واستمر الجدال حول النائب الأول للرئيس إسفنديار مشائي، وما تمّ تداوله رسمياً أمس حول استقالته، ليحسم مشائي القضية سلباً ويؤكد عبر موقعه على الإنترنت أن ما روج في هذا الإطار مجرد شائعة هدفها الإساءة للحكومة.
ولعل البارز كان كلام المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الذي هاجم من وصفهم بأعداء الشعب الايراني، وانتقد تدخلهم في شؤونه الداخلية عبر تحريض وسائل الإعلام على القيام بأعمال شغب. وللمرة الأولى منذ فترة دخل الرئيس السابق محمد خاتمي على خط الأزمة تصريحاً، بعدما فعل حضوراً وتأثيراً، حيث دعا إلى استفتاء حول شرعية الرئيس المجدد له محمود أحمدي نجاد.
وفيما تضاربت المعلومات بشأن استقالة مشائي، جاء بيان على موقعه الإعلامي ليحسم الجدل، حيث نفى النائب الأول للرئيس ما وصفها بـ«الشائعة المسيئة»، مؤكداً استمراره في عمله رغم كل الانتقادات والضغوط التي تمارس على الرئيس محمود أحمدي نجاد.
وفي حين أكدت مصادر مستقلة حصول نقاش حول قضية مشائي على مستوى صناع القرار في إيران، نفت هذا المصادر قيام المرشد الأعلى بالضغط على نجاد لإقالة نائبه، الذي يرتبط معه أيضاً برابطة مصاهرة، لكنها أكدت ان نجاد يواجه حالياً ضغوطاً من داخل التيار المحافظ، في الوقت الذي يحتاج فيه الرئيس إلى تضامن الحلفاء معه في مواجه خصومه من الإصلاحيين، في خضم المعركة السياسية التي تشهدها البلاد.
يأتي ذلك، في وقت نقلت وكالة «رويترز» عن شهود عيان أنّ شرطة مكافحة الشغب الإيرانية اشتبكت مع مئات من المحتجين من مؤيدي الإصلاح في وسط طهران واعتقلت عشرات من المتظاهرين. وأشار أحد الشهود إلى أنّ المتظاهرين كانوا يرددون هتافات معادية لنجاد والحكومة، بينها «احمدي نجاد.. استقل.. استقل».
من جهة ثانية، اعتبر خامنئي أن «عزة الشعب الايراني في الوقت الراهن تحققت اثر نجاحاته وشموخه في الاختبارات الصعبة التي مر بها خلال السنوات الثلاثين الماضية»، مشيراً إلى أنّ «المكافأة التي حصل عليها الشعب الايراني من الله تمثلت في تحقيق ما وصفها بالإنجازات العظيمة».
وفي خطاب ألقاه بحضور الرئيس الإيراني وحشد من المسؤولين لمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج، قال خامنئي إن أعداء الجمهورية الاسلامية يرون في «النظام الاسلامي عائقاً أمام تحقيق أهدافهم الخبيثة، خاصة في منطقة الشرق الاوسط، ما يدل على عظمة الشعب الايراني ونظامه»، مجدداً اتهامه هؤلاء الأعداء بدعم الاضطرابات الأخيرة التي أعقبت الانتخابات الرئاسية العاشرة، لا سيما عبر وسائل الإعلام.
في غضون ذلك، خرج الرئيس السابق محمد خاتمي ليطالب بإجراء استفتاء حول رئاسة نجاد. وقال خاتمي، في لقاء مع عائلات المعتقلين السياسيين، إن المخرج الوحيد هو استفتاء يسأل فيه الشعب حول ما إذا كان راضياً عن الوضع السياسي الراهن، مضيفاً أنه في حال صوتت الأغلبية لمصلحة نجاد فإن المعارضة ستسلم بذلك.
وتبنت جمعية رجال الدين المجاهدين الإصلاحية دعوة الرئيس الإيراني السابق. وجاء في بيان أصدرته الجمعية: «بما أن ملايين الإيرانيين فقدوا ثقتهم بالعملية الانتخابية، فإن جمعية رجال الدين المجاهدين تطالب بإلحاح بتنظيم استفتاء من قبل هيئات مستقلة».
لكن كلام خاتمي، وغيره من قادة المعارضة الإصلاحية، وجد له رداً على لسان المدير العام لشؤون الانتخابات في وزارة الداخلية الإيرانية علي أصغر شريفي الذي قال إن شائعة التزوير في الانتخابات الرئاسية الإيرانية روّج لها أعداء إيران منذ أشهر عدة قبل الانتخابات، وأنها هدفت إلى «إضعاف رصيد النظام والحيلولة دون مشاركة المواطنين» فيها.
وأشار شريفي إلى أن بعض المرشحين اعتبروا أن وجود أوراق اقتراع إضافية بمثابة تزوير، لكنه قال إن مثل هذا الأمر جرى في جميع الانتخابات السابقة أيضاً، مؤكداً أن «عدد صناديق الاقتراع المتنقلة في الانتخابات الرئاسية العاشرة لم تزد عما كانت عليه في العمليات الانتخابية السابقة».
من جهته، طالب المرشح المعارض مير حسين موسوي بالإفراج عن «السجناء السياسيين». واعتبر موسوي أن «الصعوبات الحالية هي الثمن الذي يدفعه الشعب من اجل مستقبل أفضل»، مشيراً إلى أنّ الناس نزلوا الى الشارع للدفاع عن حقوقهم، ولا يمكن «وقف هذه الموجة عبر توقيف الآلاف، لا بل عشرات الآلاف».
إلى ذلك، نقلت وكالة أنباء «مهر» شبه الرسمية عن قائد قوى الأمن الداخلي العميد إسماعيل احمدي مقدم قوله إن «قوات الشرطة ستقف بوجه أي شخص في أي منصب كان يريد تجاوز القانون، وستدافع عن القائد والبلد باستقلالية تامة».

ليست هناك تعليقات:

Al-Mayadeeen Feeds